السودان: 68 عاماً من الاستقلال 60 عاماً منها حروب

«الشرق الأوسط» ترصد أحداثها

الرئيس الجنرال إبراهيم عبود (1958-1964) في عهده اندلعت حرب الجنوب الأولى (غيتي)
الرئيس الجنرال إبراهيم عبود (1958-1964) في عهده اندلعت حرب الجنوب الأولى (غيتي)
TT

السودان: 68 عاماً من الاستقلال 60 عاماً منها حروب

الرئيس الجنرال إبراهيم عبود (1958-1964) في عهده اندلعت حرب الجنوب الأولى (غيتي)
الرئيس الجنرال إبراهيم عبود (1958-1964) في عهده اندلعت حرب الجنوب الأولى (غيتي)

تتجه أنظار السودانيين حالياً إلى مدينة جنيف في سويسرا لمتابعة المفاوضات الجارية هناك، بانتظار التوصل إلى حل يوقف نزيف الدم المستمر منذ أكثر من 16 شهراً، ويضع حداً للمأساة الإنسانية التي تهدد أكثر من نصف سكان البلاد.

ويضع السودانيون أيديهم على قلوبهم، ترقباً لوصول وفد يمثل الجيش والحكومة إلى جنيف، لبدء المفاوضات، حيث يتمسك قادة الجيش بمواصلة القتال ما لم تتم الاستجابة لشروطهم.

«الشرق الأوسط» ترصد في تحقيق تاريخ الحروب الداخلية التي خاضها الجيش السوداني منذ استقلال البلاد عام 1956، أي قبل 68 عاماً، ودامت في مجملها 60 عاماً، في مناطق الجنوب والغرب والشرق، وحالياً في الشمال والوسط. ولم تستطع حكومات السودان المتعاقبة، ومن خلفها الجيش، حسم أي من هذه المعارك عسكرياً، وانتهت جميعها بالجلوس إلى طاولة المفاوضات. ويرى محللون أن الحوار هو المخرج الوحيد لوقف حرب الجنرالين المستمرة منذ أبريل (نيسان) 2023.


مقالات ذات صلة

ضغط أميركي لـ«صفقة متكاملة» في القاهرة

المشرق العربي فلسطيني يبحث أمس عن أحياء أو أموات وسط أنقاض مبنى دمرته ضربة إسرائيلية الليلة قبل الماضية في الزوايدة وسط قطاع غزة (إ.ب.أ)

ضغط أميركي لـ«صفقة متكاملة» في القاهرة

يصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، اليوم، للبناء على ما تحقق في «جولة الدوحة» لمفاوضات «هدنة غزة»، والدفع بالتالي للخروج من «جولة القاهرة»،

المشرق العربي معمل الجية لإنتاج الكهرباء في لبنان (إ.ب.أ)

لبنان: حرب على الحدود... وعتمة في الداخل

دخل لبنان أمس، في عتمة شاملة بكل المناطق والمرافق العامة مع إعلان مؤسسة كهرباء لبنان نفاد مادة «الغاز أويل» التي كانت تشغّل آخر معامل الكهرباء في البلاد.

بولا أسطيح (بيروت)
أوروبا صورة من لقطات نشرتها الرئاسية الأوكرانية لحريق في برج التبريد بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية (أ.ف.ب)

موسكو تتهم كييف بتهديد محطة كورسك النووية

اتهمت وزارة الدفاع الروسية، أوكرانيا، بالتخطيط لمهاجمة محطة كورسك للطاقة النووية وتحميل موسكو المسؤولية عن هذا «الاستفزاز». وقالت الوزارة إن روسيا سترد

«الشرق الأوسط» (كييف - موسكو)
الخليج هيئة الصحة العامة السعودية (الشرق الأوسط)

«الصحة» السعودية: لم نرصد إصابات بـ«جدري القردة»

أكدت هيئة الصحة العامة السعودية (وقاية) أنه لم يتم رصد أي إصابة بـ«جدري القردة - النمط الأول» بالمملكة حتى الآن، في ظل ازدياد انتشار الفيروس الذي دفع منظمة

«الشرق الأوسط» ( الرياض - لندن)
شؤون إقليمية بزشكيان خلال جلسة البرلمان لدراسة أهلية وزراء الحكومة الجديدة (إ.ب.أ)

بزشكيان: أميركا لا تتحمل مسؤولية استياء الإيرانيين

برأ الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، الولايات المتحدة من مسؤولية استياء الإيرانيين من الأوضاع العامة في بلاده. وكان بزشكيان يلقي خطاباً، أمس، أمام البرلمان

«الشرق الأوسط» ( طهران)

توافق مصري - فرنسي على تكثيف الجهود للحدّ من التصعيد الإقليمي

جانب من مباحثات السيسي وسيجورنيه في القاهرة (الرئاسة المصرية)
جانب من مباحثات السيسي وسيجورنيه في القاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

توافق مصري - فرنسي على تكثيف الجهود للحدّ من التصعيد الإقليمي

جانب من مباحثات السيسي وسيجورنيه في القاهرة (الرئاسة المصرية)
جانب من مباحثات السيسي وسيجورنيه في القاهرة (الرئاسة المصرية)

توافقت القاهرة وباريس على «ضرورة تكثيف الجهود للحدّ من التصعيد الإقليمي». وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، السبت، في القاهرة: «إن استمرار الحرب بقطاع غزة يجر المنطقة إلى دائرة مفرغة وخطيرة من عدم الاستقرار»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية المستشار أحمد فهمي.

وشدّد الرئيس المصري على «ضرورة تضافر جميع الجهود لاغتنام فرصة المفاوضات الجارية، والوصول إلى اتفاق يحقن الدماء، ويجنّب المنطقة عواقب التصعيد»، منوهاً، حسب الإفادة الرسمية، بـ«مسؤولية المجتمع الدولي فيما يتعلق بالضغط لخفض التصعيد، ومُعالجة جذور هذا النزاع بإقامة الدولة الفلسطينية، وإنفاذ حل الدولتين».

بدوره، أكّد وزير الخارجية الفرنسي «دعم بلاده الكامل لجهود وقف إطلاق النار في غزة، واستمرار نشاط باريس المكثّف بهدف إنهاء حالة التوتر الإقليمي الراهنة»، حسب المتحدث الرئاسي المصري.

وأطلع سيجورنيه الرئيس المصري على «نتائج جولة إقليمية قام بها مؤخراً؛ للإسهام في جهود خفض التوتر، والدفع في اتجاه التهدئة». وأشاد وزير الخارجية الفرنسي بـ«الدور الحيوي الذي تقوم به مصر في الوساطة المشتركة مع قطر والولايات المتحدة، بهدف التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الرهائن».

الرئيس المصري يستقبل وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة (الرئاسة المصرية)

وعقد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، جلسة مباحثات، السبت، مع نظيره الفرنسي، تناولت سبل خفض التصعيد في الإقليم. وقال عبد العاطي، في مؤتمر صحافي، إنه «بحث مع سيجورنيه التحضير لجولة مفاوضات غزة المقبلة في القاهرة»، مشيراً إلى أن «مصر تلعب دوراً كبيراً لوقف الحرب في غزة، وتنفيذ حل الدولتين».

وتطرّقت المباحثات المصرية - الفرنسية إلى ملفات السودان وليبيا ولبنان، والأوضاع في القرن الأفريقي. وقال عبد العاطي: «علينا مسؤولية مشتركة مع فرنسا لخفض حدة التوتر، ووقف التصعيد في المنطقة في هذا التوقيت الحساس»، مشدّداً على «ضرورة العمل لتجنّب انزلاق المنطقة لحـرب إقليمية شاملة».

وأكّد عبد العاطي أن «فرنسا تضطلع بدور مهم نحو تحقيق الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط». ولفت إلى «التداعيات الكارثية للأزمة في قطاع غزة على الأوضاع الإنسانية والصحية»، مشيراً إلى «توافق مصري - فرنسي حول سرعة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ووقف العدوان الإسرائيلي، وإدخال مزيد من المساعدات».

وتلعب مصر والولايات المتحدة وقطر دور الوسيط في مفاوضات تسعى إلى وقف إطلاق النار بغزة. وأكّد عبد العاطي أنه «على مدار 48 ساعة من جولة المفاوضات التي تمت في قطر أخيراً، كانت هناك مباحثات ماراثونية، وتم تقديم ورقة مجمَّعة فيما يتعلق بموضوع الصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن». وشدَّد على أنه «إذا كانت هناك إرادة سياسية سنتمكّن من التوصل لوقف إطلاق النار»، مشيراً إلى أن «هناك بعض الفجوات بين الجانبين يجري العمل على سدّها».

وقال: «إذا نجحنا في وقف هذه الحرب الظالمة على غزة فسيؤدي ذلك إلى خفض التصعيد»، وأضاف أن «قادة المجتمع الدولي وعديداً من قادة الدول الذين تواصلوا مع الرئيس المصري، يُجمِعون على قضية أساسية، وهي أنه لا بد من الوقف الفوري لإطلاق النار».

وعدَّ عبد العاطي هذا الإجماع الدولي «الذي تأخّر كثيراً، أمراً جيداً». وقال: «وصلنا للتوافق، لكن بثمن باهظ يفوق الأربعين ألف ضحية فلسطينية من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال».

وزير الخارجية المصري خلال جلسة مباحثات مع نظيره الفرنسي في القاهرة (الخارجية المصرية)

من جانبه، أكّد وزير الخارجية الفرنسي، في المؤتمر الصحافي، «أهمية وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين»، مشيراً إلى «دعم بلاده لجهود مصر الرامية لوقف الحرب، وخفض التصعيد الإقليمي». ودعا سيجورنيه جميع الأطراف إلى «ضبط النفس، والحفاظ على أرواح المدنيين، والعمل من أجل تنفيذ حل الدولتين». وقال: «سنعمل مع مصر لتحقيق ذلك».

تأتي زيارة وزير الخارجية الفرنسي لمصر في ظل مساعٍ دولية وإقليمية لتجنّب اندلاع حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما مع ترقّب رد إيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، في طهران مؤخراً.

في هذا السياق قال وزير الخارجية المصري إن «بلاده توظف علاقاتها مع إيران لمصلحة أمن واستقرار المنطقة»، مشيراً إلى أنه «أجرى نحو 3 اتصالات هاتفية مع القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني، كان الهدف منها إرسال رسالة مفادها ضرورة وقف التصعيد، والتحذير من مغبة الانزلاق إلى حرب شاملة»، وشهدت الأسابيع الأخيرة اتصالات مصرية مكثّفة مع الأطراف المعنية كافةً، في محاولة لوضع حد للتصعيد في المنطقة.

عبد العاطي اصطحب سيجورنيه في جولة تفقدية بمتحف وزارة الخارجية (الخارجية المصرية)

وحسب مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، فإن «زيارة وزير الخارجية الفرنسي لمصر تأتي في إطار مخاوف المجتمع الدولي من اتساع نطاق الصراع في المنطقة»، موضحاً أنه «حال توجيه إيران ضربة مُوجِعة لإسرائيل لن يستطيع الغرب أن يقف ساكناً».

وأضاف حسن لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك حراكاً دولياً جاداً لوقف إطلاق النار في غزة، لمنع اشتعال المنطقة، والحد من التوترات في البحر الأحمر»، لافتاً إلى أن «زيارة سيجورنيه تأتي أيضاً في إطار مساعي فرنسا للعب دور سياسي في المنطقة، وتحقيق التوازن بين مواقفها الداعمة لإسرائيل ومصالحها في الشرق الأوسط، بالتأكيد على حرص باريس على أمن واستقرار المنطقة».

وفي أعقاب جلسة المباحثات المصرية - الفرنسية المشتركة، اصطحب عبد العاطي، سيجورنيه في جولة تفقدية بمتحف وزارة الخارجية بمقر قصر التحرير وسط القاهرة.