«الفشل السياسي» في ليبيا يسخّن «الجبهة الجنوبية»

التوتر يحيي «المجالس العسكرية» غرباً... وتسارع لبسط النفوذ على «الحدود»

قبيلة الزنتان خلال إلقاء بيان يرفض تحركات عسكرية لمجموعات مسلحة (من مقطع فيديو)
قبيلة الزنتان خلال إلقاء بيان يرفض تحركات عسكرية لمجموعات مسلحة (من مقطع فيديو)
TT

«الفشل السياسي» في ليبيا يسخّن «الجبهة الجنوبية»

قبيلة الزنتان خلال إلقاء بيان يرفض تحركات عسكرية لمجموعات مسلحة (من مقطع فيديو)
قبيلة الزنتان خلال إلقاء بيان يرفض تحركات عسكرية لمجموعات مسلحة (من مقطع فيديو)

تتأهب ليبيا ويتخوف الليبيون من شيء قادم غامض؛ ذلك أن الأطراف التي كانت تجمعها خلال العامين الماضيين طاولة للمحادثات السياسية، انفضّت إلى طاولات أخرى، شرقاً وغرباً؛ لبحث ترتيبات أمنية وعسكرية مرتقبة.

المشهد في ليبيا اليوم غير الأمس؛ إذ استدعت الأجواء المتوترة عودة «المجالس العسكرية» بغرب البلاد، كما حذّرت قوى اجتماعية، من بينها قبيلة الزنتان، من تحركات عناصر ما سمتها «المجموعات المسلحة» في منطقتي الجبل و«الحمادة الحمراء» بغرب البلاد.

دوريات عسكرية على طول الشريط الحدودي بالجنوب الغربي (رئاسة أركان القوات البرية)

وجاءت هذه الأجواء الساخنة عقب إعلان «الجيش الوطني»، برئاسة المشير خليفة حفتر، تحريك قواته باتجاه سبع مدن وقرى على الحدود الجنوبية مع الجزائر، ضمن «خطة شاملة لتأمينها». لكنها زادت اضطراباً بعد إنهاء مجلس النواب ولاية السلطة التنفيذية في طرابلس، الممثلة في المجلس الرئاسي بقيادة محمد المنفي، وحكومة «الوحدة» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

ولوحظ وجود استعدادات عسكرية لقوات وعناصر موالية لمدينة الزنتان؛ تأهباً لصد قوات أخرى، قالت إنها قد تأتي من الغرب أو الشرق، في معركة يعتقد أن طرفيها «يستهدف كل منهما غلّ يد الآخر عن بسط نفوذه على الحدود الجنوبية، والسيطرة على مواقع استراتيجية هناك».

تخوفات من مستقبل مجهول

يعتقد محللون عسكريون وسياسيون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، الخميس، أن ليبيا «قد تكون على أبواب معركة فاصلة؛ إذا لم يتدخل العقلاء لنزع فتيل الأزمة والتوقف عن تسخين الجبهات». مشيرين إلى أن «الإخفاقات السياسية، التي انتهت بفشل المسار السياسي، باتت تدفع لتسخين جبهة الحدود الجنوبية، باعتبارها كانت ساحة مهملة، ومن يبسط سيطرته عليها يمتلك منافذ جديدة على أفريقيا». وقالوا إنه «إذا لم يتم تدارك الأمر فستعود الأوضاع إلى المربع الأول، وتضيع أي فرصة للتوافق، وتدخل ليبيا منطقة التقسيم الحدودي والنفطي؛ وهذه كارثة».

استنفار أمني على الشريط الحدودي بالجنوب الغربي (رئاسة أركان القوات البرية)

استدعت الأزمة الراهنة عودة ما يسمى «المجالس العسكرية» بغرب ليبيا، وهو المشهد الذي اختفى من الساحة السياسية وأذهان الليبيين منذ توقيع الاتفاق السياسي في مدينة الصخيرات المغربية نهاية 2015 بين أطراف الصراع آنذاك.

ومع تصاعد الأحداث، أعلن عدد مما يسمى «ثوار مصراتة» إحياء تفعيل «المجلس العسكري» بمدينتهم، وتعهدوا «تشكيل مجلس عسكري أعلى يمثل كل المجالس العسكرية». وهذا المشهد الذي يعدّه البعض «تراجعاً للحالة السياسية» في ليبيا، ويتخوف منه كثيرون، جاء رداً على الخطوة التي اتخذها مجلس النواب بنقل صلاحيات القائد الأعلى للجيش من المجلس الرئاسي إلى رئيس البرلمان، وأهاب «الثوار» بباقي كتائبهم التوافد إلى مقر المجلس العسكري.

وأوضح المجلس العسكري في بيان تلاه أحد قياداته مساء الأربعاء أنه «تم الاتفاق على العمل لتوحيد الصف، وتحقيق أهداف (ثورة 17 فبراير)/شباط من خلال الحكم المدني، والتداول السلمي على السلطة، بعيداً عن حكم العائلة وحكم العسكر»، في إشارة إلى الدبيبة وحفتر.

كما أعلن المحتشدون في مصراتة اتفاقهم على «تفعيل دور المفوضية العليا للانتخابات»، والعمل على إخراج القوات الأجنبية من ليبيا، وتحقيق سيادة الوطن». وبرروا قرارهم هذا بأنه جاء بسبب «الظروف الراهنة والأوضاع الخطيرة، التي تمر بها بلادنا، والمؤامرات الداخلية والخارجية، وتردي الأوضاع المعيشية، وانسداد الوضع السياسي، والمتاجرة بتضحيات الشهداء من قِبل مَن تصدروا المشهد».

وينظر أستاذ القانون والباحث السياسي الليبي، رمضان التويجر، إلى مُجمل التوترات الراهنة من زاوية أن عملية التغيير «باتت مطلب الجميع من مختلف الأطراف؛ فالوضع القائم أوصل ليبيا إلى طريق مسدودة». محذراً من ضرورة أن تتم «أي عملية تغيير بعيداً عن الحروب، أو المواجهات المسلحة في مختلف الأنحاء؛ ونتمنى أن تتم بشكل سلمي، وتؤدي إلى تحقيق توافق ولو جزئياً».

متابعون ليبيون يرون أن ما يحدث في ليبيا من توترات، خاصة على الحدود، لا ينفصل عن الصراع الدولي في الساحل الأفريقي، عادّين أن «كل طرف يسعى لتعزيز قواته عبر حلفائه العسكريين في المنطقة، بقصد إحكام السيطرة على أكبر قدر من المناطق الحيوية، ومن ثم فتح نافذة حدودية جديدة على القارة».

الزنتان تحذر

أمام ما تشهده ليبيا من متغيرات متسارعة، في ظل «جمود سياسي»، بالنظر إلى ما تراه سلطات طرابلس من توسّع حفتر باتجاه الجنوب الغربي، نشرت الزنتان قواتها بمحيط المدينة ومنطقة القريات وحقل الحمادة النفطي، رافضين دخول قوات «اللواء 444 قتال»، التابع للمنطقة العسكرية بطرابلس. كما أفادت تقارير بأن قوات للواء أسامة الجويلي، آمر المنطقة العسكرية الغربية، الموالي راهناً لمعسكر شرق ليبيا، وصلت إلى منطقة القريات لإنشاء غرفة عمليات بالمنطقة.

حذّرت الزنتان من أن هدف القوات المتجهة إلى الحدود الجنوبية «التوسع وليس مكافحة التهريب» (رئاسة أركان القوات البرية)

وحذرت الزنتان في بيان تلاه أحد القيادات الاجتماعية، الأربعاء، من منطقة الحمادة، من أن هدف القوات المتجهة إلى الحدود الجنوبية «التوسع وليس مكافحة التهريب». في إشارة هنا إلى «اللواء 444 قتال» التابع لقوات «الوحدة».

وأبدى المجتمعون رفضهم «القاطع تواجد وتحرك أي مجموعات مسلحة عبر أراضي الزنتان»، مطالبين بـ«دعم جهاز حرس الحدود، المسؤول عن ضبط الحدود الجنوبية الغربية»، كما طالبوا مديريات الأمن في مناطق (الجبل والقبلة) الاضطلاع بدورهم، وأن يتعاونوا على حفظ الأمن ومكافحة الجريمة المنظمة، كتجارة المخدرات والأسلحة وتهريب البشر».

ورغم نفي القيادة العامة لـ«الجيش الوطني»، رسمياً، توجيه قواتها إلى منطقة غدامس بأقصى الغرب الليبي، حيث الحدود مع الجزائر، خاصة بعد تنديد غربي بالأمر، بات الوضع في غرب ليبيا مستنفراً تماماً على صُعد مختلفة، علماً أن القوات هناك ليست جميعها تحت طوع الدبيبة.

طاولات «الحرب والسياسة»

بدت الأوضاع متشابهة إلى حد ما بين ما يجري في طرابلس وبنغازي لجهة بحث ترتيبات أمنية، ذلك أن طاولات الحوار باتت تحتضن الآن اجتماعات عسكرية وأمنية. فصدام نجل المشير حفتر، رئيس «أركان القوات البرية»، اجتمع مساء الأربعاء بمقر الرئاسة في بنغازي مع وزير الداخلية، التابع للحكومة المكلفة من البرلمان، ورؤساء الأجهزة الأمنية التابعة للوزارة، إلى جانب رئيس جهاز الأمن الداخلي، ونائب رئيس المخابرات العامة.

صدام حفتر خلال اجتماع مع قيادات أمنية في بنغازي (رئاسة أركان القوات البرية)

وعدّت «رئاسة الأركان» الاجتماع بأنه يستهدف «الاطلاع على سير عمل الأجهزة الأمنية التابعة للوزارة، والوقوف على الصعوبات التي تواجه عملها، وتسخير الإمكانات كافة لها لتأدية المهام المُكلفة بها على أكمل وجه».

وتؤكد رئاسة الأركان على استمرار الدوريات الصحراوية، التي أطلقتها تنفيذاً لتعليمات القائد العام «لتصل إلى أقصى الجنوب الليبي على الحدود مع الدول المجاورة»، وتشير إلى أن هدفها «تنفيذ مهامها بكل حرفية ومهنية وانضباطية عالية، وصولاً للغاية المبتغاة، لا سيما حماية الوطن والمواطن من أي تهديدات خارجية أو داخلية».

نائبا المجلس الرئاسي الليبي يجتمعان بقيادات عسكرية وأمنية في طرابلس (المجلس الرئاسي)

في المقابل، اجتمع في طرابلس النائبان بالمجلس الرئاسي، عبد الله اللافي وموسى الكوني، مع قيادات أمنية وميليشياوية، من بينهم غنيوة الككلي، رئيس «قوة دعم الاستقرار»، ولطفي الحراري، رئيس جهاز الأمن الداخلي، وعبد السلام الزوبي، آمر «اللواء 111»، وصلاح النمروش، نائب رئيس أركان القوات التابعة للحكومة؛ لمناقشة الأوضاع العسكرية في المنطقة الغربية، والأوضاع في مدينة الزنتان.

وتم خلال اللقاء، بحسب المجلس الرئاسي، مناقشة «ملفات وقضايا، تتعلق بالجانبين العسكري والأمني، وما يمكن اتخاذه من خطوات لمتابعة الأوضاع في كل المدن والمناطق». وانتهى المجلس إلى أن القائد الأعلى «شدد على ضرورة اليقظة، والمتابعة المستمرة للموقف العسكري والأمني، من أجل المحافظة على أمن ليبيا واستقرارها».

ويرى قيادي عسكري سابق بغرب ليبيا أن المشهد العسكري بغرب البلاد راهناً «متشابك جداً، وغير واضح المعالم؛ فكثيرٌ من الفصائل المسلحة تتقارب مع بعضها عندما تتقارب مصالحها؛ وتتنافر إذا حدث العكس».

ويعتقد القيادي العسكري في حديثه إلى «الشرق الأوسط» أن «التجربة أثبتت لنا أنه لا توجد سلطة تخضع لها هذه التشكيلات المسلحة، وجميعها تخضع لأهوائها ومصالحها؛ ومن ثم لو تأكد لها أن المجلس الرئاسي وحكومة الدبيبة انتهى أمرهما؛ فبكل تأكيد ستتم إعادة تموضعها مع طرف آخر، وهذه مسألة مجرّبة أكثر من مرة في المنطقة الغربية للأسف».


مقالات ذات صلة

«النفوذ الروسي» في ليبيا يلاحق زيارة المبعوث الأميركي للجنوب

شمال افريقيا زيارة وفد السفارة الأميركية في ليبيا إلى سبها (السفارة الأميركية على إكس)

«النفوذ الروسي» في ليبيا يلاحق زيارة المبعوث الأميركي للجنوب

يعتقد ليبيون بأن «نفوذاً روسياً يتمدد في جنوب البلاد ليس بمنأى عن توجهات الاستراتيجية الأميركية للمناطق الهشة وزيارة نورلاند الأخيرة إلى سبها».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وفد حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة في غينيا (محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار)

الدبيبة يسعى لاستعادة «أكبر مزرعة» ليبية في غينيا

المزرعة الليبية في غينيا تبلغ مساحتها 2150 هكتاراً ومخصصة لإنتاج المانجو والأناناس وملحق بها مصنع للعصائر وسبع بحيرات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)

مقتل 3 مواطنين في اشتباكات بالزاوية الليبية

توقفت الاشتباكات التي جرت بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، في جزيرة الركينة، بالقرب من مصفاة الزاوية الليبية مخلفة 3 قتلى و5 جرحى.

خالد محمود (القاهرة)
يوميات الشرق بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

في خطوة عدّها الاتحاد الأوروبي «علامة فارقة في الشراكة الثقافية مع ليبيا»، يواصل مهرجان للأفلام الأوروبية عرض الأعمال المشاركة في العاصمة طرابلس حتى الخميس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا يرى ليبيون أن «خطاب الكراهية يعد عاملاً من العوامل المساهمة في النزاع الاجتماعي» (البعثة الأممية)

ليبيون يتخوفون من تصاعد «خطاب الكراهية» على خلفية سياسية

قالت سميرة بوسلامة، عضو فريق حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، إنه «يجب على أصحاب المناصب اختيار كلماتهم بعناية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

انفراجة في أزمة المدارس السودانية الموقوفة بمصر

امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)
امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)
TT

انفراجة في أزمة المدارس السودانية الموقوفة بمصر

امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)
امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)

في انفراجة لأزمة المدارس السودانية الموقوفة بمصر، أعلنت السفارة السودانية بالقاهرة، إعادة فتح مدرسة «الصداقة»، التابعة لها، فيما ستقوم لجنة من وزارة التعليم المصرية، بزيارة لبعض المدارس الأخرى المغلقة، للتأكد من «توافر اشتراطات ممارسة النشاط التعليمي».

وفي يونيو (حزيران) الماضي، أغلقت السلطات المصرية المدارس السودانية العاملة في البلاد، لحين توفر اشتراطات قانونية لممارسة النشاط التعليمي، تشمل موافقات من وزارات التعليم والخارجية السودانية، والخارجية المصرية، وتوفير مقر يفي بجميع الجوانب التعليمية، وإرفاق بيانات خاصة بمالك المدرسة، وملفاً كاملاً عن المراحل التعليمية وعدد الطلاب المنتظر تسجيلهم.

وحسب تقديرات رسمية، تستضيف مصر نحو مليون و200 ألف سوداني، فروا من الحرب السودانية، إلى جانب ملايين آخرين يعيشون في المدن المصرية منذ عقود.

وقالت السفارة السودانية، في إفادة لها مساء الاثنين، إن السلطات المصرية وافقت على استئناف الدراسة في مدرسة «الصداقة» بالقاهرة، وإن «إدارة المدرسة، ستباشر أعمال التسجيل للعام الدراسي، الجديد ابتداء من الأحد الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل».

وتتبع مدرسة «الصداقة» السفارة السودانية، وافتتحت عام 2016، لتدريس المناهج السودانية لأبناء الجالية المقيمين في مصر، بثلاث مراحل تعليمية (ابتدائي وإعدادي وثانوي).

وبموازاة ذلك، أعلنت السفارة السودانية، الثلاثاء، قيام لجنة من وزارة التعليم المصرية، بزيارة بعض المدارس السودانية المغلقة، لـ«مراجعة البيئة المدرسية، والتأكد من توافر اشتراطات ممارسة النشاط التعليمي»، وشددت في إفادة لها، على أصحاب المدارس «الالتزام بتقديم جميع المستندات الخاصة بممارسة النشاط التعليمي، وفق الضوابط المصرية».

وفي وقت رأى رئيس «جمعية الصحافيين السودانيين بمصر»، عادل الصول، أن إعادة فتح «الصداقة» «خطوة إيجابية»، غير أنه عدّها «غير كافية»، وقال إن «المدرسة التي تمثل حكومة السودان في مصر، تعداد من يدرس فيها يقارب 700 طالب، ومن ثمّ لن تستوعب الآلاف الآخرين من أبناء الجالية»، عادّاً أن «استئناف النشاط التعليمي بباقي المدارس ضروري، لاستيعاب جميع الطلاب».

وأوضح الصول، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «غالبية السودانيين الذين فروا من الحرب، اختاروا مصر، رغبة في استكمال تعليم أبنائهم»، مشيراً إلى أن «توقف الدراسة بتلك المدارس منذ أكثر من ثلاثة أشهر، سبب ارتباكاً لغالبية الجالية»، وأشار إلى أن «المدارس التي تقوم وزارة التعليم المصرية بمراجعة اشتراطات التدريس بها، لا يتجاوز عددها 40 مدرسة، وفي حالة الموافقة على إعادة فتحها، لن تكفي أيضاً كل أعداد الطلاب الموجودين في مصر».

وسبق أن أشار السفير السوداني بالقاهرة، عماد الدين عدوي، إلى أن «عدد الطلاب السودانيين الذين يدرسون في مصر، أكثر من 23 ألف طالب»، وقال نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «المستشار الثقافي بالسفارة، قام بزيارات ميدانية للعديد من المدارس السودانية المغلقة، للتأكد من التزامها بمعايير وزارة التعليم المصرية، لممارسة النشاط التعليمي»، منوهاً إلى «اعتماد 37 مدرسة، قامت بتقنين أوضاعها القانونية، تمهيداً لرفع ملفاتها إلى السلطات المصرية، واستئناف الدراسة بها».

وبمنظور رئيس لجنة العلاقات الخارجية بـ«جمعية الصداقة السودانية – المصرية»، محمد جبارة، فإن «عودة الدراسة لمدرسة الصداقة السودانية، انفراجة لأزمة المدارس السودانية»، وقال: «هناك ترحيب واسع من أبناء الجالية، بتلك الخطوة، على أمل لحاق أبنائهم بالعام الدراسي الحالي».

وأوضح جبارة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأمر يستوجب إعادة النظر في باقي المدارس المغلقة، لضمان لحاق جميع الطلاب بالعام الدراسي»، وشدد على «ضرورة التزام باقي المدارس السودانية، باشتراطات السلطات المصرية لممارسة النشاط التعليمي مرة أخرى».

وكان السفير السوداني بالقاهرة، قد ذكر في مؤتمر صحافي، السبت الماضي، أن «وزير التعليم السوداني، سيلتقي نظيره المصري، الأسبوع المقبل لمناقشة وضع المدارس السودانية».