ليبيا: «جلوبال» الإماراتية لتشييد «منطقة حرة» و«بنغازي الجديدة»

الأمم المتحدة تدعو إلى تجنب «الإجراءات الأحادية»

المشير خليفة حفتر يلتقي في مكتبه وفداً من شركة «جلوبال بلدرز» الإماراتية برئاسة العبار (القيادة العامة)
المشير خليفة حفتر يلتقي في مكتبه وفداً من شركة «جلوبال بلدرز» الإماراتية برئاسة العبار (القيادة العامة)
TT

ليبيا: «جلوبال» الإماراتية لتشييد «منطقة حرة» و«بنغازي الجديدة»

المشير خليفة حفتر يلتقي في مكتبه وفداً من شركة «جلوبال بلدرز» الإماراتية برئاسة العبار (القيادة العامة)
المشير خليفة حفتر يلتقي في مكتبه وفداً من شركة «جلوبال بلدرز» الإماراتية برئاسة العبار (القيادة العامة)

وقّعت سلطات بنغازي الليبية مع شركة «جلوبال بلدرز» الإماراتية، برئاسة محمد بن علي العبار، عقود تشييد عدد من المشاريع الحيوية، التي سيتم تنفيذها خلال الفترة المقبلة، من بينها «بنغازي الجديدة» و«منطقة حرة».

صدام حفتر مستقبلاً العبار في بنغازي (القيادة العامة)

وقالت القيادة العامة لـ«الجيش الوطني»، اليوم (الخميس)، إن المشير خليفة حفتر التقى في مكتبه بمقرّ القيادة وفداً من شركة «جلوبال بلدرز»، برئاسة محمد بن علي العبار، بحضور رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان، أسامة حماد، وعميد بلدية بنغازي صقر بوجواري، ورئيس أركان القوات البرية اللواء صدام حفتر، وذلك عقب إتمام توقيع عقد لتنفيذ مشروع المنطقة الحرة «المريسة»، الذي وصفته بأنه «من أكبر المشاريع في ليبيا ومنطقة شمال أفريقيا».

المشير خليفة حفتر يهدي سيفاً للعبار (القيادة العامة)

وأوضحت بلدية بنغازي، اليوم (الخميس)، أنه بالإضافة إلى التعاقد على تشييد المنطقة الحرة، تم توقيع عقد تنفيذ مشروع بنغازي الجديدة (الداون تاون).

سياسياً، وفيما دعت الأمم المتحدة على لسان مبعوثتها بالإنابة إلى ليبيا، ستيفاني خوري، الأطراف المتنازعة بالبلاد، إلى تجنب «الإجراءات الأحادية»، قالت الأخيرة إنها ناقشت مع رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، فرحات بن قدارة، ما سمته بـ«الوضع الحرج» الذي يمر به القطاع.

وقالت خوري عبر حسابها على منصة «إكس»، اليوم (الخميس)، إن اللقاء بحث «سبل الحفاظ على استقلال المؤسسة ووحدتها؛ ونحث جميع الأطراف على دعم جهود المؤسسة لتحقيق الاستقرار وزيادة الإنتاج».

ووضعت مؤسسة النفط منذ السابع من أغسطس (آب) الجاري، حقل «الشرارة» النفطي، الذي يعد أكبر الحقول المنتجة في البلاد، تحت حالة «القوة القاهرة». وذلك بعد مرور خمسة أيام على إغلاق الحقل من قبل محتجين.

و«القوة القاهرة» إجراء يعفي طرفي التعاقد من أي التزامات مالية أو قانونية تترتب على عدم الوفاء بالتعاقدات النفطية الدولية، بسبب حدوث ظروف طارئة خارجة عن إرادة الطرف المصدر.

ومبكراً، نفت حكومة «الوحدة الوطنية» صحة القرار المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي، الذي يزعم إعادة تشكيل مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط. وقالت اليوم (الخميس) إن القرار المتداول «مزور».

ونقلت وسائل إعلام محلية، ووكالة «رويترز» عن مصدر بشركة الواحة للنفط، أمس الأربعاء، أن إنتاج الشركة تراجع إلى 115 ألف برميل يومياً، بسبب صيانة خط الأنابيب الذي يضخ النفط من حقل الواحة إلى ميناء السدرة.

وفي ظل تعقّد الأزمة السياسية في ليبيا، بعد إنهاء مجلس النواب العمل بـ«اتفاق جنيف»، الذي أنتج «السلطة التنفيذية» بطرابلس، وهي المجلس الرئاسي وحكومة «الوحدة»، قالت البعثة إنها تتابع «بقلق الإجراءات الأحادية الأخيرة من جانب أطراف ومؤسسات ليبية سياسية وفاعلة في شرق البلاد وغربها وجنوبها».

وأضافت البعثة في بيانها أنه «في ظل المناخ القائم، تفضي هذه الأفعال الأحادية إلى تصعيد التوتر وتقويض الثقة، والإمعان في الانقسام المؤسسي والفرقة بين الليبيين»، ورأت أنه «الآن أكثر من أي وقت مضى، تبرز ضرورة التوافق والحوار ووحدة الصف الليبي».

وذكّرت البعثة جميع القيادات السياسية والمؤسسات المختلفة بالتزاماتهم بموجب الاتفاق السياسي الليبي، وتعديلاته على نحو يتسق مع جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. مبرزة أنها ستواصل مشاوراتها التي تجريها راهناً مع القادة الليبيين، والأطراف الإقليمية بغية التوصل إلى توافق، والدفع بالجهود الكفيلة بإنهاء الجمود السياسي القائم.

كما شددت البعثة على أنها «حريصة كل الحرص على تيسير عملية سياسية تتحرى الشمول، وتفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية ذات مصداقية». وبالنظر للصعوبات العديدة التي تواجهها ليبيا، ناشدت البعثة الأطراف الليبية كافة لتبني الحوار، والتوصل إلى حلول وسط على نحو يصب في مصلحة جميع الليبيين.

في غضون ذلك، التقى المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، في تونس سفيرة الاتحاد الأفريقي وحيدة العياري إلى ليبيا، وقال: «سُررت للغاية بفرصة مناقشة عملية المصالحة الوطنية في ليبيا معها».

ورأى المبعوث أن المناخ السياسي الحالي «يؤكد الحاجة الملحة للمضي قدماً في عملية مصالحة وطنية شاملة، ستوفر الأساس للاستقرار الدائم في ليبيا، وسنواصل العمل مع الاتحاد الأفريقي والمجلس الرئاسي لدعم الأطراف الليبية المشاركة في جهود المصالحة الوطنية».

وزير الحكم المحلي بحكومة «الوحدة» مستقبلاً السفير الألماني الجديد (الوزارة)

في شأن قريب، بحث وزير الحكم المحلي بحكومة «الوحدة»، بدر الدين التومي، بمكتبه مع السفير الألماني الجديد، رالف تراف، ومديرة التعاون التنموي الجديدة بالسفارة كريستن جارايكوتشبا، سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين الوزارة والمؤسسة التنفيذية لمشاريع الدعم والتعاون الألماني في مجال الحكم المحلي، بما يساهم في ترسيخ اللامركزية وتطوير الخدمات البلدية.

ونقلت الوزارة عن السفير الألماني حرص بلاده على تعزيز التعاون مع ليبيا في مختلف المجالات، خاصة في مجال الإدارة المحلية، مشيراً إلى استعداد بلاده لتقديم الدعم والخبرات الفنية اللازمة للمساهمة في تطوير هذا القطاع الحيوي.

كما اتفق الطرفان على أهمية التنسيق المشترك على المستوى الفني للتحضير لعقد لقاءات تنسيقية متقدمة حول التعاون الليبي - الألماني، بما يعزز من العلاقات الثنائية بين البلدين، ويدفع بعجلة التنمية المحلية في ليبيا إلى الأمام ويحقق الاستقرار.


مقالات ذات صلة

مطالب بالتحقيق في «وقائع فساد» كشفها «المحاسبة» الليبي

شمال افريقيا الدبيبة وشكشك رئيس ديوان المحاسبة في ليبيا (ديوان المحاسبة)

مطالب بالتحقيق في «وقائع فساد» كشفها «المحاسبة» الليبي

عضو مجلس النواب الليبي جبريل أوحيدة لـ«الشرق الأوسط» تعليقاً على تقرير ديوان المحاسبة: «ما نتوقعه من فساد وهدر للمال العام أكبر مما ورد بتقرير ديوان المحاسبة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الوفد البرلماني الليبي برئاسة صالح في إيطاليا (مكتب صالح)

رئيس «النواب» يُشدد من روما على «حاجة ليبيا لحكومة موحدة»

دافع عقيلة صالح عن مجلسه خلال زيارته إلى روما، وقال إن «الجمود في العملية السياسية ليس بسبب البرلمان؛ بل نتيجة القوة القاهرة التي ذكرتها مفوضية الانتخابات».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا مسؤولون ليبيون خلال عملية إنقاذ عدد من المهاجرين بعد تعطل مركبهم أثناء محاولتهم الهجرة السرية نحو أوروبا (الشرق الأوسط)

شبح «توطين المهاجرين» في ليبيا يستحضر نظام «الكفيل الخاص»

إلى جانب المخاطر الدستورية المحتملة، يخشى مراقبون من تهديدات «التوطين» للأمن القومي في ليبيا؛ إذ قد ينذر «باختراقات أمنية خطيرة وارتفاع معدلات الجريمة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من اجتماع الوفد الأممي مع القيادات المحلية في سبها جنوب ليبيا (البعثة الأممية)

خوري: حان الوقت ليمسك الليبيون بزمام أمورهم

ناقش وفد أممي بقيادة خوري، خلال زيارته مدينة سبها بجنوب ليبيا مع كبار المسؤولين العسكريين، تحسن الوضع الأمني في الجنوب وتحديات أمن الحدود.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا صورة لسيف القذافي تداولها أنصاره على صفحاتهم الشخصية

تصريحات منسوبة لسيف القذافي تعيده للساحة السياسية الليبية

يُبقي أنصار سيف الإسلام القذافي عليه حاضراً في المشهد السياسي الراهن بتصريحات غير موثقة للتأكيد على قربه من الحياة العامة رغم أنه لم يظهر في مكان عام منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«الدعم السريع» تكوّن حكومة مدنية موازية في الخرطوم

محمد حمدان دقلو (حميدتي) في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»
محمد حمدان دقلو (حميدتي) في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»
TT

«الدعم السريع» تكوّن حكومة مدنية موازية في الخرطوم

محمد حمدان دقلو (حميدتي) في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»
محمد حمدان دقلو (حميدتي) في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»

أعلنت «قوات الدعم السريع» تشكيل إدارة مدنية (حكومة ولائية) في العاصمة السودانية الخرطوم، وذلك بعد تسعة عشر شهراً من سيطرتها على معظم أنحاء ولاية الخرطوم بما في ذلك القصر الرئاسي والوزارات، وتكليف عبد اللطيف عبد الله الأمين الحسن رئيساً لها، وتسمية مجلس تأسيس مدني (مجلس تشريعي ولائي) من 90 شخصاً برئاسة نايل بابكر نايل المك ناصر، لتقديم الخدمات وبسط الأمن وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

وتضم ولاية الخرطوم سبع محليات أو تقسيمات إدارية هي: «الخرطوم، وجبل أولياء، والخرطوم بحري، وشرق النيل، وأم درمان، وأم بدة، وكرري»، ويسيطر الجيش منها في الخرطوم على «القيادة العامة، وسلاحَي الذخيرة والمدرعات»، ومناطق في منطقة مقرن النيلين، متاخمة لأم درمان، في حين تسيطر «الدعم السريع» على باقي الأنحاء والأحياء، والتي تضم القصر الرئاسي والوزارات.

وفي الخرطوم بحري يسيطر الجيش على بعض المناطق الشمالية وجسر الحلفايا التي استعادها مؤخراً، إلى مقراته العسكرية في شمال ووسط وشرق النيل، في حين تسيطر «الدعم السريع» على معظم الأنحاء، بما في ذلك مركزها.

وفي أم درمان يسيطر الجيش على كامل «محلية كرري شمال أم درمان، ومحلية أم درمان القديمة، وأجزاء من محلية أم بدة»، وتقع فيها منطقة كرري العسكرية ومطار وادي سيدنا وسلاح المهندسين، في حين تسيطر «الدعم السريع» على بقية أنحاء المحلية، وجنوب وغرب الولاية حتى جبل أولياء غربا.

ووفقاً للخريطة الجغرافية، فإن «قوات الدعم السريع» تسيطر بشكل شبه كامل على الولاية، لا سيما مدن الخرطوم والخرطوم بحري، وتفرض حصاراً مشدداً على الوحدات العسكرية الموجودة فيها، وتجعل منها جيوباً محاصرة.

منازل تعرضت للقصف في معارك دارت أخيراً بالخرطوم (أ.ب)

وفي مؤتمر صحافي عُقد بالخرطوم، الجمعة، أكد رئيس مجلس التأسيس المدني، المك ناصر، تشكيل برلمان ولائي أطلق عليه اسم «مجلس التأسيس المدني» من 90 عضواً يمثلون محليات الولاية المختلفة، بما في ذلك الشباب والمرأة والإدارة الأهلية والمهنيون والطرق الصوفية. وانتخب المجلس في جلسة إجرائية نايل بابكر نايل المك ناصر رئيساً له.

مجلس تأسيسي

وقالت «الدعم السريع» إن «مجلس التأسيس انتخب مجلساً للقضاء، وبدوره اختار رئيساً له، أدى أمامه رئيس مجلس التأسيس المدني (رئيس الإدارة الجديدة) اليمين الدستورية»، متعهداً بمباشرة مهامه في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين وحمايتهم وتقديم المساعدات المدنية لهم، واستعادة «أجهزة الدولة» التي انهارت بسبب الحرب لمدة عامين.

وظلت الخرطوم بلا حكومة أو إدارة مدنية منذ انتقال العاصمة إلى مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، في حين يحكم «والي الخرطوم» المكلف من قبل قائد الجيش بعد انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021 من مدينة أم درمان ومحلية كرري على وجه الخصوص، ولا يستطيع الوصول إلى معظم أنحاء الولاية.

وقال رئيس مجلس التأسيس المدني، المك ناصر، في المؤتمر الصحافي بالخرطوم، الجمعة، إن الفراغ الناتج عن الحرب أدى لغياب الخدمات الأساسية والضرورية؛ ما دفع مواطني الولاية للمطالبة بتكوين إدارة مدنية. وأضاف: «تداعى نفر كريم من مواطني ولاية الخرطوم، وأخذوا على عاتقهم تحمل المسؤولية التاريخية من أجل المواطن، وتواصلوا مع قيادات (الدعم السريع) بالولاية، وطلبوا منهم الموافقة على تأسيس إدارة مدنية تتولى تقديم الخدمات الأساسية، واستجابت (الدعم السريع) لمطلبهم».

وأوضح أن رئيس الإدارة المدنية، عبد اللطيف عبد الله الأمين الحسن، سيقوم بالتعاون مع مجلس التأسيس المدني بتشكيل جهاز تنفيذي يتولى تقديم الخدمات وتأمين وصول المساعدات الإنسانية لمواطني الخرطوم.

وقال رئيس الإدارة المدنية عبد اللطيف الحسن، إن تكليفه جاء انحيازاً لما أسماه «المواطن المغلوب على أمره، ومن أجل حفظ الأمن، وتوفير الخدمات الأساسية، وبناء السلام المجتمعي، وتوفير وإيصال المساعدات الإنسانية»، ودعا المهنيين والفنيين العاملين في ولاية الخرطوم لما أسماه «تحمل المسؤولية» بالعودة الفورية للعمل، ليقدموا الخدمات للمواطنين.

دعوة لوقف الحرب

وحضر المؤتمر عن «الدعم السريع» حذيفة أبو نوبة، رئيس المجلس الاستشاري لقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والعقيد حسن محمد عبد الله الترابي رئيس دائرة التوجيه، ممثلاً للقوات.

ودعا المسؤول المدني الجديد من أطلق عليهم «أطراف الصراع»، إلى الحكمة وإنقاذ البلاد بوقف الحرب عاجلاً والعودة للتفاوض، وإلى التزام القانون الدولي الإنساني، وإلى الكف عن القصف الجوي للمستشفيات والأسواق ودور العبادة، واستهداف المدنيين وإلقاء البراميل المتفجرة عليهم، وناشد المنظمات العاملة في المجال الإنساني تقديم المساعدات لمواطني الخرطوم والسودان بالسرعة الممكنة.

من جهته، قال العقيد حسن محمد عبد الله الترابي، إن قواته تقدم الشهداء من أجل تحقيق الحكم المدني الديمقراطي في السودان، وتعهد بدعم الإدارة المدنية وحمايتها وحفظ الأمن، وبعدم التدخل في سير أعمال الإدارة المدنية لتعبر عن إرادة المواطنين، وأضاف: «قادة النظام القديم اختطفوا الخرطوم وذهبوا بها إلى بورتسودان مثلما اختطفوا الجيش؛ لذلك فإن انتخاب قيادة ميدانية يوقف عبث اختطاف الخرطوم سياسياً واقتصادياً، ويؤكد بقاء الخرطوم عاصمة للسودان».

وسبق أن شكّلت «قوات الدعم السريع» إدارات مدنية في عدد من مناطق سيطرتها في ولايات دارفور الأربع وولاية الجزيرة، ويُخشى على نطاق واسع من تطور الأوضاع إلى «حكومتين» تتنازعان السلطة في البلاد، أسوة بـ«الأنموذج الليبي».