حكومة الدبيبة «ترفض» استقبال مصر رئيس حكومة شرق ليبيا

الطاهر الباعور المكلّف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة (الحكومة)
الطاهر الباعور المكلّف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة (الحكومة)
TT

حكومة الدبيبة «ترفض» استقبال مصر رئيس حكومة شرق ليبيا

الطاهر الباعور المكلّف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة (الحكومة)
الطاهر الباعور المكلّف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة (الحكومة)

أعربت حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، على لسان وزارة خارجيتها، عن «رفضها واستيائها» لاستقبال الحكومة المصرية بشكل رسمي لما عدّته «أجساماً موازية لا تحظى بأي اعتراف دولي»، في إشارة إلى رئيس الحكومة المكلّفة من مجلس النواب أسامة حمّاد.

مدبولي مستقبِلاً حماد في العلمين المصرية (الحكومة الليبية)

وكان رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، استقبل حمّاد والوفد المرافق له في مدينة العلمين بـ(الساحل الشمالي الغربي)، الأحد .

وقالت وزارة الخارجية بحكومة «الوحدة» في بيان، إنه «رغم أن هذه الخطوة ليست ذات أي أثر واقعي، فإنها تُعدّ خروجاً عن وحدة الموقف الدولي الرافض لعودة البلاد إلى حالة الانقسام والاحتراب»، ورأت أنها «تتنافى بوضوح مع الدور المصري والعربي والإقليمي المنتظَر في دعم وحدة ليبيا واستقرارها، وتحصينها من محاولات التشويش والتقسيم».

وفي أول زيارة له خارج البلاد بصفته رئيساً لحكومة ليبية، وصل حمّاد إلى مصر بمرافقة مدير عام «صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا» بلقاسم حفتر، ومدير عام جهاز الإمداد الطبي والخدمات الطبية والعلاجية حاتم العريبي.

وقالت حكومة «الوحدة» إنها «منذ بداية عملها سعت جاهدةً إلى تجاوز حالة الاستقطاب الدولي، والتعامل بتوازن مع جميع الدول ذات الصلة بالملف الليبي، وخصوصاً مع جمهورية مصر العربية».

ونوّهت بأنها «أحرزت تقدُّماً إيجابياً في هذا الملف، وهو إنجاز يعتزّ به الشعب الليبي، الذي لن يقبل بالعودة مرة أخرى إلى زمن الحكومات الموازية، والمحاور الإقليمية والدولية، التي أدّت بليبيا إلى أن كانت ساحة خلفية لمعارك وحروب ذات بُعد دولي وإقليمي».

وجدّدت وزارة الخارجية «تأكيدها على أن احترام سيادة الدول، وحسن الجوار، ودعم وحدتها ومؤسساتها الشرعية هي مبادئ ثابتة لبناء علاقات وطيدة بين الدول والحكومات».

وانتهت خارجية الدبيبة محذّرة «بشدة من أن مثل هذه الإجراءات الأحادية لا تخدم إلا العودة إلى التوتر والاستقطاب والاحتراب المحلي الإقليمي»، مُحمّلة «الحكومة المصرية المسؤولية الأخلاقية والسياسية المحلية الإقليمية والدولية» حيال ذلك.

مدبولي وحماد (حكومة حماد)

وقال مكتب الإعلام لحكومة حماد، التي تتّخذ من شرق البلاد مقراً لها، الأحد، إن حماد ومدبولي بحثا التعاون في عدد من الملفات، من بينها «تأمين الحدود، والإعمار والتنمية»، كما تطرّقت المحادثات إلى القضايا المشتركة بين البلدين، مشيراً إلى أنه «سيتم تفعيل عدد من الاتفاقيات، وتشكيل لجان وزارية للإشراف عليها».

ولمصر علاقات أيضاً مع حكومة طرابلس برئاسة الدبيبة، وسبق أن وقّعتا 13 اتفاقية مشتركة في سبتمبر (أيلول) 2021، تتعلق بمجالات المواصلات، والكهرباء، والبترول، بالإضافة إلى البنية التحتية، والشباب والرياضة، والتأمينات الاجتماعية.

واستقبل مدبولي في 14 يوليو (تموز) الماضي، للمرة الثانية الدبيبة، الذي كان يزور القاهرة للمشاركة في «المؤتمر الاستعراضي الإقليمي الثاني للاتفاق العالمي للهجرة» بجامعة الدول العربية.


مقالات ذات صلة

حفتر يطمئن الليبيين في ذكرى تأسيس الجيش ويعدهم بـ«الأفضل»

شمال افريقيا حفتر خلال إحياء ذكرى توحيد الجيش الليبي (الجيش الوطني)

حفتر يطمئن الليبيين في ذكرى تأسيس الجيش ويعدهم بـ«الأفضل»

وجه المشير خليفة حفتر كلمة لليبيين بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ84 لتأسيس «الجيش»، وقال لهم: «أبشروا، فإن جيشكم لن يخذلكم أبداً وستكون له الكلمة الفصل...».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا المسماري خلال لقاء سابق في مدينة سبها بجنوب ليبيا (صفحة المتحدث باسم الجيش الوطني)

المسماري: غدامس ليست هدفاً استراتيجياً لـ«الجيش الوطني» الليبي

عدّ اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، أن قواته تتعرّض لما وصفها بـ«حملة شرسة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مباحثات مصرية - ليبية حول «تأمين الحدود والإعمار»

مباحثات مصرية - ليبية حول «تأمين الحدود والإعمار»

فرضت ملفات «تأمين الحدود، والإعمار، والتنمية»، نفسها على اجتماع رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، ونظيره الليبي أسامة حمّاد، الذي استقبله في مدينة العلمين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من مباحثات سابقة بين رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة ورئيس الأركان التركي (وزارة الدفاع التركية)

تركيا تزود قاعدة الوطية الليبية بنظام دفاع جوي حديث

زودت القوات التركية في ليبيا قاعدة الوطية الجوية بنظام الدفاع الجوي الأكثر حداثة «HİSAR-O100»، ليحل محل نظام «MIM-23 Hawk».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا عماد السايح مستقبلا خوري في لقاء سابق (البعثة)

ليبيون يتساءلون عن سر تأخر خوري في طرح مبادرة لحل الأزمة السياسية

دفعت التطورات التي تشهدها ليبيا مراقبين للتساؤل حول أسباب عدم طرح القائمة بأعمال رئيس البعثة الأممية إلى البلاد مبادرة لحل الأزمة السياسية المجمدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر تعوّل على الجراح العالمي مجدي يعقوب لتعزيز حضورها الأفريقي

وزير الخارجية المصري والبروفيسور مجدي يعقوب يستعرضان تطورات تأسيس مركز مجدي يعقوب رواندا - مصر للقلب (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري والبروفيسور مجدي يعقوب يستعرضان تطورات تأسيس مركز مجدي يعقوب رواندا - مصر للقلب (الخارجية المصرية)
TT

مصر تعوّل على الجراح العالمي مجدي يعقوب لتعزيز حضورها الأفريقي

وزير الخارجية المصري والبروفيسور مجدي يعقوب يستعرضان تطورات تأسيس مركز مجدي يعقوب رواندا - مصر للقلب (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري والبروفيسور مجدي يعقوب يستعرضان تطورات تأسيس مركز مجدي يعقوب رواندا - مصر للقلب (الخارجية المصرية)

سعياً لتعزيز الحضور المصري بالقارة الأفريقية، يفتتح وزير الخارجية بدر عبد العاطي، والجراح المصري الشهير مجدي يعقوب، مركزاً إقليمياً لجراحات القلب، في العاصمة الرواندية (كيغالي)، وذلك على هامش مشاركتهما في حفل تنصيب الرئيس الرواندي، بول كاغامي.

وعدّ دبلوماسيون وخبراء مصريون، تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، «مشاركة الجراح العالمي في إقامة مركز طبي بوسط أفريقيا تفعيلاً لإحدى أدوات القوى الناعمة المصرية، لتعزيز حضورها في القارة السمراء»، وأشاروا إلى «اهتمام مصر بالوجود في منطقة القرن الأفريقي».

وتوجه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إلى العاصمة الرواندية كيغالي، بصحبة الجراح العالمي مجدي يعقوب، للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الرواندي لفترة رئاسية جديدة، وحسب إفادة للخارجية المصرية، الأحد، يشارك عبد العاطي ويعقوب، في احتفالية بمناسبة إتمام المرحلة الأولى الخاصة بمركز «مجدي يعقوب رواندا - مصر للقلب».

وبحسب بيان سابق للخارجية المصرية فإن المركز الرواندي «امتداد لأنشطة أحد أهم المراكز المصرية لعلاج القلب في القارة الأفريقية».

ويأتي مركز يعقوب للقلب برواندا، ضمن أنشطة الجراح العالمي في أفريقيا، إذ سبق وأن افتتح في يوليو (تموز) 2014، وحدة للعناية المركزة لجراحات القلب في مستشفى بلاك ليون بأديس أبابا، التي تم تجهيزها بتمويل من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، وزار يعقوب إثيوبيا في عام 2017، لإجراء عدد من الجراحات لمصابين إثيوبيين.

وزير الخارجية المصري ومجدي يعقوب في زيارة للنصب التذكاري الخاص بضحايا الإبادة الجماعية في كيغالي (الخارجية المصرية)

وعدّت مساعدة وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية السابقة، السفيرة منى عمر، إقامة مركز طبي مصري في رواندا «استخدام أحد أدوات القوى الناعمة المصرية لدعم تعاونها مع دول القارة الأفريقية»، مشيرة إلى أن حضور الجراح العالمي في افتتاح المركز، «يعكس اهتمام مصر لإنجاح المركز وتحقيق دوره وتأثيره في تقديم خدمات طبية بمنطقة وسط وشرق أفريقيا، ليكون ذراعاً مهمة من أذرع الشراكة المصرية مع القارة».

وأوضحت منى عمر لـ«الشرق الأوسط»، أن «مركز مجدي يعقوب الطبي في مدينة أسوان جنوب مصر، يقدم بدوره خدمات علاجية لكثير من الأطفال في أفريقيا، وبالتأكيد فإن إقامة فرع له بوسط القارة، سيساهم في توسيع خدماته الطبية برواندا والدول المجاورة لها»، وأضافت أن المركز الطبي برواندا يضاف لسلسلة من المبادرات المصرية لدعم القطاع الصحي في أفريقيا، مشيرة إلى «المراكز الطبية التي أقامتها مصر بعدد من دول القارة، مثل الغابون ونيجيريا وغانا وأوغندا وكينيا».

وسبق أن شارك وزير الخارجية المصري السابق، سامح شكري، في وضع حجر الأساس لمركز مجدي يعقوب برواندا، في احتفالية كبري ديسمبر 2021، بمشاركة جانيت كاغامي، السيدة الأولى لرواندا، وبحضور مجدي يعقوب، وأكد شكري وقتها أن «مصر تولي أهمية كبيرة لإقامة المركز ليكون مركزاً إقليمياً يخدم جميع دول جوار رواندا».

ويساهم في تمويل المركز، الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، بالتعاون مع مركز الدكتور مجدي يعقوب، والحكومة الرواندية وشركة أوراسكوم المصرية، حسب أمين عام الوكالة المصرية السفير أشرف إبراهيم.

ويشير نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير صلاح حليمة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «مصر ركزت في السنوات الأخيرة على تقديم خدمات صحية للدول الأفريقية، بوصفها مجالاً مستحدثاً لتعزيز حضورها الأفريقي»، مشيراً إلى أن «القاهرة تقدم جهوداً لدعم قدرات الدول الأفريقية من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، ونقل خبراتها في مجالات التعليم والصحة والزراعة والتنمية».

وأشار حليمة إلى تأثير مشاركة جراح القلب العالمي مجدي يعقوب في افتتاح المركز الطبي برواندا، وقال إنه «سيعمل على نقل خبرته للشباب الأطباء في أفريقيا»، وتابع: «تمويل مصر لإنشاء المركز نقطة إيجابية في تعزيز تعاونها مع أفريقيا».

في حين تنظر مدير البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات السياسية، أماني الطويل، لإقامة مركز مجدي يعقوب الطبي برواندا، في إطار توسع مصر في تعاونها مع أفريقيا في مجالات الصحة والزراعة والتعليم، وأكدت أن ذلك «يسهل علاقات القاهرة البينية مع أفريقيا، ويفتح الباب أمام مزيد من التفاعل في القضايا السياسية». وأشارت إلى أن المركز «سيساهم في دعم اتجاه العلاقات المصرية الأفريقية على الصعيد الشعبي».

وتربط أماني الطويل بين تعزيز مصر لتعاونها مع رواندا ومواجهة التحركات الإثيوبية التي تهدد مصالحها المختلفة، وقالت إن «القاهرة تنشط بمنطقة القرن الأفريقي، للحفاظ على حقوقها المائية، وحماية مصالحها الاستراتيجية بالبحر الأحمر، ودعم سيادة الصومال»، وأوضحت أن تعزيز العلاقات مع دولة مؤثرة في منطقة وسط أفريقيا وحوض النيل مثل رواندا «يحقق الردع لكثير من التحركات الإثيوبية في المنطقة».