قالت مصادر سودانية مطلعة، الأحد، إن التصريح الذي بدر من رئيس الوفد السوداني، وزير المعادن محمد بشير أبو نمو، بانتهاء المشاورات مع الجانب الأميركي في مدينة جدة السعودية، من دون التوصل إلى اتفاق بشأن مشاركته في مفاوضات سويسرا، لا يمثل «قراراً نهائياً»، وهذا ما أوضحه عندما أكّد أن القرار «متروك في النهاية للقيادة وتقديراتها».
ووفق مصادر وثيقة الصلة بالملف تحدثت لــ«الشرق الأوسط»، فإن الموقف السوداني من المشاركة في محادثات سويسرا لوقف إطلاق النار «قد يتغيّر حسب المصالح»، متوقعة أن يحدث بعض التراجع في مواقف الإدارة الأميركية بالاستجابة لبعض المطالب السودانية.
وجدّد الوفد السوداني تمسّكه بمطالبه، وعلى رأسها تنفيذ «اتفاق جدة»، وعلى وجه الخصوص البنود التي تنصّ على حماية المدنيين، وخروج «قوات الدعم السريع» من منازل المواطنين، قبل القفز إلى منبر جديد في جنيف.
وحسب المصادر العليمة، فإن الوفد السوداني الذي شارك في اللقاءات الثنائية مع الجانب الأميركي، كانت صلاحياته «محدودة للغاية، لا يستطيع الخروج عنها، ولذلك بدأ متشدّداً في التركيز على تنفيذ (قوات الدعم السريع) وقف العدائيات، وإيصال المساعدات الإنسانية، ومن ثم الذهاب إلى وقف إطلاق النار».
وأفادت المصادر نفسها بأن الإدارة الأميركية «تريد أن تحقّق مكاسب رابحة في الانتخابات الرئاسية لصالح الحزب الديمقراطي، لكن لن تُمنح ذلك»، على حد قولها.
بدوره انتقد رئيس «حزب الأمة»، مبارك الفاضل المهدي، على منصة «إكس»، إعلان رئيس الوفد السوداني مقاطعة مباحثات سويسرا قبل تنوير رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان؛ «لأنه يمثّل رأيه الشخصي».
وأضاف: «إن السلام قرار الشجعان، وعلى البرهان إرسال وفده للمباحثات في جنيف، باعتبارها فرصة أخيرة لوقف الحرب وتنفيذ اتفاق جدة».
من جهة ثانية أعلن حاكم ولاية شمال دارفور «المكلَّف» الحافظ بخيت محمد، الأحد، عن مقتل 28 مدنياً، وإصابة 46 آخرين، في الهجوم الذي شنّته «ميليشيات الدعم السريع» على العاصمة الفاشر، يوم السبت، من 3 جهات.
وأضاف: «إن هذه الإحصاءات تشمل الضحايا الذين أُسعِفوا في المستشفى».
وأشار إلى أن «(ميليشيا الدعم السريع) لجأت إلى القصف الممنهج للمواقع السكنية والأسواق... واقتحام منازل المواطنين».