«إغلاق شامل» للمدارس السودانية في مصر لحين وضع ضوابط جديدة

«السفارة» طالبت رعاياها بالامتثال لنظام الدولة المضيفة

وزير التعليم السوداني في لقاء مع مديري المدارس السودانية بمصر
وزير التعليم السوداني في لقاء مع مديري المدارس السودانية بمصر
TT

«إغلاق شامل» للمدارس السودانية في مصر لحين وضع ضوابط جديدة

وزير التعليم السوداني في لقاء مع مديري المدارس السودانية بمصر
وزير التعليم السوداني في لقاء مع مديري المدارس السودانية بمصر

يترقب طلاب سودانيون مصيرهم الدراسي، بعدما أعلنت السفارة السودانية بالقاهرة صدور قرار «إغلاق شامل» لكافة المدارس في مصر، تنفيذاً لتعليمات السلطات المصرية، لحين توفيق الأوضاع القانونية لتلك المدارس والاتفاق على ضوابط جديدة.

وتستضيف مصر أكثر من نصف مليون سوداني فروا من الحرب الداخلية بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، التي اندلعت في 15 أبريل (نيسان) من العام الماضي، فضلاً عن آلاف من السودانيين الذين يعيشون في مصر منذ سنوات.

وطالبت السفارة السودانية في القاهرة مديري المدارس السودانية بـ«الالتزام بتطبيق قرار السلطات المصرية، بالإغلاق الشامل، وعدم القيام بأي نشاط سواء كان بالإعلان عن التسجيل أو تسلم المصروفات من الطلاب وأسرهم للعام الدراسي الجديد»، وشددت في إفادة لها (الثلاثاء)، على «ضرورة الالتزام لحين فتح المدارس وفق الأسس والضوابط التي ستصدر من وزارتي التربية والتعليم المصرية والسودانية».

تنبيه نشرته السفارة السودانية بالقاهرة

وقال السفير السوداني بالقاهرة، الفريق عماد الدين مصطفى عدوي، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا توجد أي رغبة في تجاوز الضوابط المصرية»، غير أنه أشار إلى «مشاورات مع السلطات المصرية، لدراسة بعض المقترحات المؤقتة، لضمان انتظام التحاق أبناء الجالية السودانية بالمراحل التعليمية»، خاصة أن «إجراءات التقنين ستحتاج لفترة من الوقت».

وفي يونيو (حزيران) الماضي، بدأت السلطات المصرية إغلاق عدد من المدارس السودانية لحين توفر الاشتراطات القانونية لممارسة النشاط التعليمي... وشملت إجراءات الغلق مدرسة «الصداقة»، التابعة للسفارة السودانية، ومدارس أخرى خاصة.

وتطالب السلطات المصرية من أصحاب المدارس، الالتزام بثمانية شروط، تتضمن وفق إفادة للملحقية الثقافية «موافقة من وزارتي التعليم والخارجية السودانية، موافقة من الخارجية المصرية، توفير مقر للمدرسة يفي بجميع الجوانب التعليمية، مصحوباً برسم تخطيطي لهيكل المدرسة، وإرفاق البيانات الخاصة لمالك المدرسة، مع طلب من مالك المدرسة للمستشارية الثقافية بالسفارة السودانية، وملف كامل عن المراحل التعليمية وعدد الطلاب المنتظر تسجيلهم بالمدرسة».

وقبل أيام، أجرى وزير التعليم السوداني محمود سر الختم، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي محمد حسن دهب، مشاورات مع المسؤولين في وزارة التربية والتعليم المصرية، لبحث سبل عودة الدراسة بالمدارس السودانية، وفقاً لضوابط ومعايير الحكومة المصرية، كما ناقشوا مع مديري تلك المدارس مقترحات استئناف الدراسة في أقرب وقت، وإجراء امتحانات الشهادة الثانوية السودانية في مراكز تابعة للسفارة بالمحافظات التي تنتشر بها الجالية السودانية مثل القاهرة وأسوان والإسكندرية.

وكشف السفير عدوي عن مقترحات تتم دراستها، لاستئناف الدراسة للسودانيين في مصر، من بينها «الاستفادة من المدارس المصرية الحكومية، لتقديم الدراسة في فترات مسائية واندماج بعض المدارس الخاصة، لتوفير الاشتراطات الفنية للقيام بالنشاط التعليمي».

ورشة عمل نظمتها السفارة السودانية بالقاهرة السبت الماضي مع مديري المدارس السودانية العاملة في مصر

وقدمت السفارة السودانية، الأربعاء، الشكر للحكومة المصرية، بعد إعلان نتيجة الشهادة الابتدائية إلكترونياً، ونجاح امتحانات الشهادة الابتدائية السودانية في 6 مراكز تعليمية سودانية تابعة للسفارة.

ووفق رئيس لجنة العلاقات الخارجية بـ«جمعية الصداقة السودانية - المصرية»، محمد جبارة، فإن المشكلة «تواجه الأسر التي انتقلت إلى مصر بعد اندلاع الحرب السودانية». وأشار لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «هناك حالة قلق لدى السودانيين، بسبب استمرار غلق المدارس، مع اقتراب العام الدراسي الجديد»، موضحاً أن «السلطات المصرية منحت أصحاب المدارس السودانية فرصاً عديدة لتقنين الأوضاع، لكن لم يتم استغلالها».


مقالات ذات صلة

مخاوف سودانية من «كارثة» تحملها السيول

شمال افريقيا طفل سوداني يملأ دلو ماء قرب مخيم زمزم للنازحين في دارفور مطلع أغسطس الحالي (رويترز)

مخاوف سودانية من «كارثة» تحملها السيول

أدت السيول التي اجتاحت مناطق واسعة في ولاية نهر النيل وبعض مناطق السودان إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا شارع غمرته المياه في مدينة بورتسودان بعد هطول أمطار غزيرة في الأول من أغسطس الحالي (أ.ف.ب)

الأمطار والسيول تجتاح مدناً سودانية وتدمر آلاف المنازل

تسببت أمطار غزيرة مصحوبة بسيول جارفة في تدمير آلاف المنازل والمنشآت بعدد من المدن السودانية في الشمال والشرق والغرب، نجم عنها سقوط وفيات وإصابات وسط السكان.

محمد أمين ياسين
شمال افريقيا العطا: البرهان مستعدّ للقتال 100 عام

العطا: البرهان مستعدّ للقتال 100 عام

اتَّهَم العطا «قوات الدعم السريع» بالتحالف مع الائتلاف الحاكم سابقاً «قوى الحرية والتغيير»؛ لمنحها الشرعية السياسية والقانونية للانقلاب.

محمد أمين ياسين (ودمدني السودان)
شمال افريقيا البرهان يحيي ضباط الجيش بقاعدة جبيت العسكرية (شرق) 31 يوليو (أ.ف.ب)

الخارجية الأميركية ترمي بثقلها لإنجاح مفاوضات جنيف السودانية

ألقت الخارجية الأميركية بثقلها لإنجاح مفاوضات جنيف لوقف الحرب في السودان وحضت الفريق عبد الفتاح البرهان على الحضور وخاطبته لأول مرة بصفته رئيساً لمجلس السيادة.

رنا أبتر (واشنطن)

المشري يتحدى تكالة ويُنصّب نفسه رئيساً لـ«مجلس الدولة» الليبي

صورة أرشيفية لجلسة سابقة للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)
صورة أرشيفية لجلسة سابقة للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)
TT

المشري يتحدى تكالة ويُنصّب نفسه رئيساً لـ«مجلس الدولة» الليبي

صورة أرشيفية لجلسة سابقة للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)
صورة أرشيفية لجلسة سابقة للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)

تصاعد الخلاف بين الرئيسين الحالي والسابق للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، حول أيهما الفائز بمنصب الرئيس الجديد للمجلس، وفي غضون ذلك، انتقد ريتشارد نورلاند، السفير والمبعوث الأميركي الخاص، توقف حقل الشرارة النفطي، تزامناً مع تعزيز الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، قواته العسكرية في جنوب البلاد.

وفي إشارة إلى رفضه تسليم رئاسة مجلس الدولة لرئيسه السابق، خالد المشري، قال الرئيس الحالي للمجلس محمد تكالة، في بيان الأربعاء، إن المجلس متماسك، وعدّ أن يوم العشرين من الشهر الحالي، الذي حدده موعداً لإعادة التصويت، يرفع الجدل ويحافظ على تماسك المجلس، ويصـون تجربتـه الديمقراطية، وتعهد بعدم السماح لمن يرفض ذلك، بتشويه أداء المجلس.

تكالة رفض تسليم رئاسة مجلس الدولة لرئيسه السابق خالد المشري (إ.ب.أ)

وكان تكالة قد عدّ أن التاريخ، الذي اختاره موعداً لإعادة انتخاب رئاسة المجلس، في حال لم يتم الوصول إلى قرار قضائي حاسم بشأنه، يستهدف «عدم ترك المجال مفتوحاً لمن يحاول استغلال الوضع، بهدف فرض حالة الانقسام على المجلس»، عادّاً أن هذا القرار يمثل «حلاً وسطاً».

وعرض تكالة في كلمة مصورة مساء الثلاثاء صورة الورقة الانتخابية المثيرة للجدل، ومحل الخلاف مع المشري، تظهر اسم تكالة، عادّاً أن إعادة عملية الاقتراع تمثل فرصة حقيقية للجميع لإثبات جدارتهم بثقة أعضاء المجلس، وقال بهذا الخصوص: «من يعتقد في نفسه أنه الأجدر لا يجب أن يخشى من جولة إعادة أخرى»، مشيراً إلى أن عملية انتخاب رئاسة المجلس: «رغم أنها تعكس قدراً كبيراً من التداول السلمي على السلطة، فإنها تظل ناقصة في ظل تأخر الانتخابات العامة».

المشري في لقاء سابق مع المبعوث الأممي بمقر المجلس الأعلى للدولة بطرابلس (مجلس الدولة)

في المقابل، أعلن المشري فوزه رسمياً برئاسة المجلس، وعدّ في بيان مساء الثلاثاء، أن النظام الداخلي للمجلس ينص صراحة على أن مدة ولاية مكتب رئاسة المجلس هي سنة واحدة فقط من تاريخ انتخابه، وبالتالي انتهت مدة ولايته القانونية. عادّاً أن إعلان تكالة إحالته للخلاف على الورقة الملغاة للقضاء: «محاولة لكسب الوقت»، لافتاً إلى عدم اختصاص القضاء بهذا النزاع، حيث تنص اللائحة الداخلية للمجلس على اختصاص اللجنة القانونية للمجلس بحل هذا النزاع. كما قال المشري إن إعلان تكالة تأجيل جولة الانتخابات إلى العشرين من الشهر الحالي: «هو إعلان باطل صادر عن غير ذي صفة».

إلى ذلك، قال المجلس الرئاسي إن نائبي رئيسه، موسى الكوني وعبد الله اللافي، أكدا خلال اجتماعهما مساء الثلاثاء في طرابلس، مع السفير والمبعوث الأميركي الخاص، أهمية تضافر الجهود المحلية والدولية المعنية بالشأن الليبي، لإعداد مشروع سياسي فاعل يعالج حالة الانسداد السياسي، ويمهد الطريق لإنجاز الاستحقاقات الانتخابية. مبرزاً أن اللقاء الذي ناقش الأوضاع في المنطقة الجنوبية الخدمية منها والأمنية، بحث أيضاً جهود الرئاسي في المصالحة، والدور المهم للجنوب في ضمان استقرار ليبيا وسيادتها، وضرورة التغلب على الانقسامات السياسية والاقتصادية المتزايدة لتحقيق ليبيا موحدة ومستقرة وديمقراطية.

المبعوث الأميركي إلى ليبيا في لقاء سابق مع رئيس حكومة «الوحدة» الوطنية (البعثة)

بدوره، أعلن نورلاند أنه بحث الأربعاء في طرابلس، مع تامر الحفني، القائم بأعمال السفارة المصرية، أهمية الدعم الدولي الموحد للمسار السياسي، الذي تيسره الأمم المتحدة نحو الاستقرار، وخريطة طريق موثوقة للانتخابات الوطنية.

وكان نورلاند، قد ناقش مساء الثلاثاء، مع رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، فرحات بن قدارة، التوقف الحالي للإنتاج في حقل الشرارة النفطي، وعدّ أن إنتاج النفط في ليبيا هو شريان حياتها الاقتصادي. وبعدما رأى أن توقف الإنتاج يضر بجميع الليبيين، لفت إلى تأكيد بلاده على «أهمية الحفاظ على استقلالية المؤسسة الوطنية للنفط ونزاهتها التكنوقراطية».

بدورها، أعلنت المؤسسة أنها ناقشت أنشطة شركة «أكاكوس»، المسؤولة عن تشغيل حقل الشرارة للعام الحالي، خلال اجتماع فني مع مسؤولي الشركة وممثلي الشركاء الأجانب بطرابلس، مشيرة إلى بحث المشاريع المستقبلية للشركة والميزانية المقترحة لتنفيذها، ومعدلات إنتاجها المتوقعة للسنوات الـ10 المقبلة والميزانية المقترحة للعام المقبل.

المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» (رويترز)

من جهة أخرى، استغل القائد العام للجيش الوطني، المشير خليفة حفتر، لقاءه المفاجئ، مساء الثلاثاء، مع رئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، للتأكيد على عمق العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن عباس نقل إليه تحيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، معرباً عن حرص مصر ودعمها لوحدة واستقرار ليبيا.

وأوضح حفتر في بيان أن الاجتماع ناقش التطورات السياسية للأزمة الليبية، مع التأكيد على أهمية بذل كل الجهود للدفع بالعملية السياسية، من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ودعم المساعي والجهود، التي تقوم بها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لتهيئة الظروف المناسبة لتنظيم العملية الانتخابية.

بدورها، أعلنت رئاسة أركان القوات البرية بالجيش الوطني، انتقال وحدات عسكرية تابعة لها إلى مختلف مدن ومناطق الجنوب الغربي في البلاد، في إطار ما وصفته بخطة شاملة لتأمين الحدود الجنوبية، وتعزيز الأمن القومي للبلد واستقراره في هذه المناطق الحيوية، من خلال تكثيف الدوريات الصحراوية والرقابة على الشريط الحدودي مع الدول المجاورة.