الجزائر: المحكمة الدستورية تصادق على 3 ترشيحات للانتخابات الرئاسية

قبلت 4 ملفات أخرى من حيث الشكل ورفضتها لجهة المضمون

الرئيس تبون من أقوى المرشحين للفوز بولاية ثانية (د.ب.أ)
الرئيس تبون من أقوى المرشحين للفوز بولاية ثانية (د.ب.أ)
TT

الجزائر: المحكمة الدستورية تصادق على 3 ترشيحات للانتخابات الرئاسية

الرئيس تبون من أقوى المرشحين للفوز بولاية ثانية (د.ب.أ)
الرئيس تبون من أقوى المرشحين للفوز بولاية ثانية (د.ب.أ)

صادقت المحكمة الدستورية في الجزائر على ملفات 3 مرشحين للانتخابات الرئاسية المبكرة، المقررة في 7 سبتمبر (أيلول) المقبل، بينهم الرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون، المرشح الأوفر حظاً، في حين رفضت 5 ملفات، وفق ما أعلنت المحكمة، اليوم (الأربعاء). وقال رئيس المحكمة عمر بلحاج، في كلمة بثّها التلفزيون المحلي، ونقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، إنها «وافقت على 3 ترشيحات، هم حسب الترتيب الأبجدي يوسف أوشيش عن حزب جبهة القوى الاشتراكية (يسار)، وعبد المجيد تبون مرشحاً مستقلاً، وعبد العالي حساني شريف، عن حزب حركة مجتمع السلم (إسلامي)».

رئيس الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم» مع الرئيس تبون (الرئاسة)

وأضاف بلحاج موضحاً: «قبلت 4 ملفات أخرى من حيث الشكل، ورفضت من حيث المضمون، ورفض ملف واحد شكلاً ومضموناً لأنه وضع خارج الآجال القانونية». يتوجب على المرشحين، الذين قبلت ملفاتهم، جمع 600 توقيع على الأقل لمنتخبين من مجالس محلية في 29 محافظة، أو ما لا يقل عن 50 ألف توقيع لمواطنين مسجلين على القوائم الانتخابية، على أن يكون 1200 منها على الأقل في كل محافظة. وأعلن تبون (78 عاماً) في 11 يوليو (تموز) نيته الترشح لولاية ثانية، بعدما انتخب رئيساً عام 2019 بحصوله على 58 في المائة من الأصوات، إثر أشهر من الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية. وفي مارس (آذار) الماضي، أعلن أنّ الانتخابات الرئاسية ستجري في 7 سبتمبر، أي قبل 3 أشهر من موعدها. وانتخب تبون خلفاً للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي اضطر إلى الاستقالة بضغط من الجيش والحراك، بعد 20 عاماً في رئاسة الجزائر (45 مليون نسمة)، الغنية بالمحروقات، التي تعدّ أول مصدر للغاز في أفريقيا. ويحظى تبون بدعم من أحزاب الأغلبية البرلمانية، المكونة من جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، وجبهة المستقبل، وحركة البناء. إضافة إلى النواب المستقلين. أما ثاني المرشحين عبد العالي حساني شريف (57 سنة) فهو رئيس حزب حركة مجتمع السلم الإسلامية منذ سنة. وهو مهندس أشغال عمومية، ونائب سابق في البرلمان (2007 - 2012). وكانت الحركة قد امتنعت عن المشاركة في انتخابات 2019.

يوسف أوشيش السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية (الحزب)

وبالنسبة ليوسف أوشيش (41 سنة) فهو الأمين الوطني الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية منذ 2020، وهو صحافي سابق، وعضو في مجلس الأمة، الغرفة الثانية للبرلمان.



«النفوذ الروسي» في ليبيا يلاحق زيارة المبعوث الأميركي للجنوب

زيارة وفد السفارة الأميركية في ليبيا إلى سبها (السفارة الأميركية على إكس)
زيارة وفد السفارة الأميركية في ليبيا إلى سبها (السفارة الأميركية على إكس)
TT

«النفوذ الروسي» في ليبيا يلاحق زيارة المبعوث الأميركي للجنوب

زيارة وفد السفارة الأميركية في ليبيا إلى سبها (السفارة الأميركية على إكس)
زيارة وفد السفارة الأميركية في ليبيا إلى سبها (السفارة الأميركية على إكس)

ألقى «النفوذ الروسي» في ليبيا بظلاله على تقديرات محللين ليبيين بشأن أبعاد زيارة المبعوث الأميركي الخاص إلى البلاد، ريتشارد نورلاند، غير المسبوقة إلى الجنوب الليبي.

ولم تُكشف تفاصيل كافية عن نتائج مباحثات نورلاند مع رئيس أركان القوات البرية التابعة للقيادة العامة، الفريق صدام، نجل المشير خليفة حفتر، في مدينة سبها الجنوبية، في وقت سابق هذا الأسبوع. لكنّ متابعين تحدثوا عن «رمزية» زيارة نورلاند إلى سبها، خصوصاً أنها «الأولى لمسؤول أميركي للمدينة الجنوبية، في ظل أوضاع أمنية مستقرة بعد موجات انفلات أمني سابقة»، وفق أستاذ العلوم السياسية بجامعة درنة، يوسف الفارسي.

المبعوث الأميركي إلى ليبيا والقائم بالأعمال خلال زيارة لسبها (السفارة الأميركية على إكس)

ويبدو أنه لم تغب «ظلال الخطة الاستراتيجية العشرية لليبيا، ومحاولات احتواء النفوذ الروسي عن زيارة المبعوث الأميركي إلى الجنوب الليبي»، في رأي عضو معهد السياسات الخارجية بجامعة «جون هوبكنز»، حافظ الغويل، الذي يرى أن «امتداد نفوذ روسيا في الجنوب الليبي ليس بمنأى عن توجهات الاستراتيجية الأميركية للمناطق الهشة وزيارة نورلاند»، علماً بأن تسريبات ظهرت منذ مارس (آذار) الماضي تتحدث عن أكثر من جسر جوي تقوده طائرات شحن عسكرية روسية نحو قاعدة براك الشاطئ، الواقعة جنوب البلاد.

من لقاء سابق للدبيبة مع مدير وكالة الاستخبارات الأميركية ويليام بيرنز في طرابلس (الحكومة)

ومنذ أقل من عامين أطلقت إدارة بايدن ما يعرف بـ«استراتيجية الولايات المتحدة لمنع الصراع وتعزيز الاستقرار - الخطة الاستراتيجية العشرية لليبيا»، وتهدف هذه الخطة من بين بنودها إلى «دمج الجنوب الليبي المهمش تاريخياً في الهياكل الوطنية، مما يؤدي إلى توحيد أوسع، وتأمين الحدود الجنوبية».

ومع أن نورلاند اكتفى عقب لقاء صدام حفتر بحديث عام عن الدور الحيوي الذي يلعبه جنوب ليبيا في استقرار المنطقة، وحماية سيادة ليبيا، والتغلب على الانقسامات، فإن زيارته حسب الدكتور أحمد الأطرش، أستاذ العلوم السياسية بـ«جامعة طرابلس»: «قد لا تخرج عن سياقات صراع نفوذ مع موسكو، واستكشاف التمدد الروسي في المنطقة».

وكان اللافت أيضاً حديث المبعوث الأميركي عن دعم الجهود الليبية لتوحيد المؤسسات الأمنية، عبر «الانخراط مع القادة العسكريين الليبيين من جميع أنحاء البلاد»، وهو ما رآه الأطرش في تصريح إلى «الشرق الأوسط» غطاء لحقيقة هذه الزيارة، التي تستهدف موسكو بالأساس، مقللاً من رؤى تستند إلى لقاء سابق جمع بين وزير الداخلية المكلف في غرب البلاد، عماد الطرابلسي وصدام، وهو تصرف أحادي.

من زيارة سابقة لنائب وزير الدفاع الروسي رفقة وفد رفيع المستوى من الحكومة الروسية إلى بنغازي (الشرق الأوسط)

في المقابل، ذهب فريق من المحللين إلى الحديث عن مخاوف أميركية شديدة من توسيع ما سموه بالأنشطة الصينية في ليبيا، إذ إن الجنوب الليبي، وفق المحلل السياسي عز الدين عقيل «يمكن أن يكون محطة مهمة بقطع طريق الحرير الصيني، واستخدامه أيضاً بوصفه قاعدة لإزعاج ومواجهة الصينيين بأفريقيا».

ويستند عقيل إلى ما ذُكر بشأن الصين في إحاطة «الدبلوماسية الأميركية جنيفر غافيتو، حيث كان من المقرر تعيينها سفيرة لواشنطن في طرابلس قبل أن تعتذر في صيف هذا العام».

وفي يونيو (حزيران) الماضي، نبهت غافيتو في بيان أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إلى «النجاحات العميقة» لشركات مرتبطة بالصين في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في ليبيا.

وسبق أن حصلت الصين على حقوق تعدين الذهب الليبي في الجزء الجنوبي من البلاد «بشروط مغرية للغاية» في عهد رئيس الحكومة الليبية السابق، فتحي باشاغا، وفق المستشار في مؤسسة «أنفرا غلوبال بارتنرز»، جوناثان باس، الذي لفت إلى دعم بكين القائد العام لقوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر.

يُشار إلى أن منطقة الساحل شهدت خلال العامين الأخيرين الإطاحة ببعض الأنظمة الراسخة الموالية لفرنسا، تزامناً مع انخراط روسيا في المنطقة، بوصفها حليفة للأنظمة الجديدة.

اللافت أنه غداة زيارة نورلاند إلى سبها، كان السفير الروسي لدى ليبيا أيدار أغانين خلف عجلة قيادة الشاحنة الروسية «أورال»، محتفياً، في لقطة لا تخلو من الدلالات، بدخولها السوق الليبية، بعد وصولها بالفعل إلى البلاد ضمن المئات منها إلى جانب الشاحنة «أورال».