مباحثات ليبية - تركية لدعم «توحيد» المصرف المركزي

مصر تؤكد أن أمن ليبيا «جزء لا يتجزأ» من أمنها القومي

صورة وزعها مصرف ليبيا المركزي لاجتماع محافظه مع سفير تركيا
صورة وزعها مصرف ليبيا المركزي لاجتماع محافظه مع سفير تركيا
TT

مباحثات ليبية - تركية لدعم «توحيد» المصرف المركزي

صورة وزعها مصرف ليبيا المركزي لاجتماع محافظه مع سفير تركيا
صورة وزعها مصرف ليبيا المركزي لاجتماع محافظه مع سفير تركيا

بحث محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، بالعاصمة طرابلس، مع كوفن بيقيتش، سفير تركيا، مسار توحيد المصرف و«الميزانية الموحدة»، ودعم جهود المصرف في المحافظة على الاستدامة المالية للدولة.

محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير (الوحدة)

وأوضح المصرف في بيان، مساء الاثنين، أن الكبير بحث أيضاً مع سفير إيطاليا، جيانلوكا البيرني، أوجه التعاون في المجال المصرفي، ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والمخاطر المرتبطة بها. إضافة إلى الاستفادة من خبرات الجانب الإيطالي في مجال بناء القدرات، بالتعاون مع بنك إيطاليا المركزي.

الدبيبة مترئساً اجتماعاً بمقر شركة البريد (الوحدة)

يأتي ذلك، فيما أكدت حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، مجدداً، أن العمل يسير بشكل طبيعي في معبر «رأس جدير» البري، على الحدود المشتركة مع تونس.

وكانت وزارة الداخلية بالحكومة قد تجاهلت الاشتباكات التي جرت في المعبر، لكنها بثت مساء الاثنين صوراً تظهر عودة العمل بشكل طبيعي في المعبر.

في شأن مختلف، قال الدبيبة إنه بحث خلال اجتماع مساء الاثنين، بمقر الشركة الليبية للبريد والاتصالات وتقنية المعلومات القابضة، استراتيجية تطوير قطاع الاتصالات، التي تشمل تبني رؤية استراتيجية للقطاع 2030، وتعزيز الأمن السيبراني، وتحقيق الكفاءة الاقتصادية، وتعزيز الشفافية والمساءلة، بالإضافة إلى التكامل مع السياسات الحكومية الأخرى، بما يشمل دعم التحول الرقمي للحكومة، وتوفير البنية التحتية اللازمة له.

لقاء الكوني مع آمر «قوة مكافحة الإرهاب» (الرئاسي الليبي)

وقالت الحكومة إن نائبه ووزير الصحة المكلف، رمضان أبو جناح، تفقّد اليوم (الثلاثاء)، أوضاع المرافق الصحية بمدينة الزاوية، وبحث مع عميد وأعضاء مجلسها البلدي، ومسؤولي المرافق الصحية بالبلدية، المشكلات والمختنقات، التي تواجه تقديم الخدمات الطبية، وسبل تحسينها.

من جهته، أكد موسى الكوني، عضو المجلس الرئاسي، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، خلال لقائه اليوم (الثلاثاء) مع اللواء محمد الزين، آمر «قوة مكافحة الإرهاب»، على دورها في المحافظة على استتباب الأمن، ومكافحة الإرهاب، وتجفيف منابعه، لافتاً إلى مناقشة التمرين التعبوي بالذخيرة الحية «نمور الصحراء»، الذي أجرته القوة والوحدات التابعة لها، مؤخراً، جنوب السدادة بالقرب من مصراتة (غرب).

بدوره، قال محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة»، إنه ناقش في اجتماع حضره مساعده صلاح النمروش، ومسؤولون عسكريون آخرين، آخر مستجدات الوضع العسكري في كامل ربوع البلاد، لافتاً إلى أنه حث خلال اجتماعه برؤساء الأركان النوعية، والشرطة العسكرية، على ضرورة العمل على تحسين مستوى المؤسسة العسكرية، وضمان حقوقها ومنتسبيها، ومعالجة وحل المشكلات والصعوبات التي تواجهها.

في المقابل، قال رئيس حكومة «الاستقرار»، أسامة حماد: «إنه بحث مساء الاثنين في مدينة بنغازي (شرق)، مع رئيس لجنة الطاقة والموارد الطبيعية بمجلس النواب، المشكلات التي تواجهها الحكومة، ومنها مشكلة انقطاع الكهرباء وكيفية حلها بالتواصل بين اللجان المختصة والحكومة الليبية».

وأكد حماد اهتمام حكومته بملف الكهرباء لما له من أهمية كبرى في حياة المواطن الكريم، مؤكداً أنها سخرت جميع إمكاناتها لمعالجة مشكلات الشبكة الكهربائية.

أسامة حماد رئيس حكومة الاستقرار الموازية (الاستقرار)

وقالت حكومة «الاستقرار»: «إن مسؤول الشؤون القنصلية بوزارة خارجيتها، المرتجع المانقا، ناقش مع القنصل العام لليونان، أغابيوس كالوغنوميس، سبل التعاون الاقتصادي والتجاري، وفتح خط بحري يربط ميناء طبرق بميناء أثينا البحري»، مشيرة إلى بحث مشروع محطة طبرق الغازية، الذي تنفذه شركة «ميتكا» اليونانية، وأهميته في تعزيز البنية التحتية للطاقة في المنطقة.

في شأن آخر، قال بدر عبد العاطي، وزير الخارجية المصري، إنه «بحث مساء الاثنين، مع إدارة ليبيا بالوزارة، تطورات الأوضاع في ليبيا، والجهود الرامية لمساعدة الأشقاء الليبيين على تحقيق الاستقرار المستدام، بما يحفظ وحدة وسلامة واستقرار ليبيا، فضلاً عن مسار العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، وأوضاع الجالية المصرية في ليبيا».

وقال المتحدث الرسمي الوزارة، أحمد أبو زيد: «إن بدر استمع إلى تقدير موقف متكامل من القائمين على ملف ليبيا، حيث شدد على ضرورة إيلاء الوضع في ليبيا الاهتمام الخاص، بعدّها دولة جوار لمصر، ويربطها والشعب الليبي علاقة خاصة وتاريخية بالشعب المصري». مؤكداً أن أمن واستقرار ووحدة وسلامة ليبيا، «جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».


مقالات ذات صلة

تساؤلات ليبية بشأن هوية المعتقلين الـ«95» في جنوب أفريقيا

شمال افريقيا عدد من الليبيين الذين جرى اعتقالهم في المزرعة (أ.ب)

تساؤلات ليبية بشأن هوية المعتقلين الـ«95» في جنوب أفريقيا

التزمت السلطات المنقسمة في ليبيا الصمت حيال تبعية المعتقلين الـ95 الذين عثرت عليهم السلطات في جنوب أفريقيا بإحدى المزارع التي يعتقد أنها قاعدة للتدريب العسكري.

جمال جوهر (القاهرة)
العالم العربي السلطات الليبية تعلن ترحيل نحو 370 نيجيرياً ومالياً من المهاجرين غير النظاميين (أ.ف.ب)

ليبيا تعلن ترحيل نحو 370 مهاجراً من نيجيريا ومالي

أعلنت السلطات الليبية، اليوم (الثلاثاء)، إعادة نحو 370 نيجيرياً ومالياً من المهاجرين غير النظاميين إلى هذين البلدين، بينهم أكثر من 100 امرأة وطفل.

«الشرق الأوسط» (طرابلس)
شمال افريقيا المنفى مع عمر العبيدي (المجلس الرئاسي)

«الرئاسي» الليبي و«الأعلى للدولة» يبحثان سُبل الدفع بالعملية السياسية

دخل رئيس المجلس الرئاسي الليبي على خط الوساطة بين مجلسَي النواب و«الأعلى للدولة»، بعد تحذير الأخير لمجلس النواب من الاستمرار في اتخاذ ما وصفه بـ«خطوات منفردة».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا صورة متداولة لهانيبال القذافي على صفحات أنصار النظام الليبي السابق

هانيبال القذافي ينتقد «صمت قضاة لبنان»

انتقد حقوقيون وموالون للنظام الليبي السابق ما أسموه «صمت» القضاء اللبناني في التعاطي مع مستجدات تتعلق بقضية هانيبال نجل الرئيس الراحل معمر القذافي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا أحد سدود مدينة درنة (وكالة الأنباء الليبية)

محكمة ليبية تقضي بإدانة 12 مسؤولاً في كارثة انهيار سَدّي درنة

قضت محكمة ليبية بإدانة 12 مسؤولاً بعقوبات بالسجن تتراوح بين 15 و30 عاماً بتهمة التقصير وسوء إدارة السدود بعد كارثة سد درنة.

خالد محمود (القاهرة)

اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء يفجر أزمة حادة مع الجزائر

الرئيس الجزائري مستقبلاً نظيره الفرنسي بمناسبة زيارته للجزائر في أغسطس 2022 (الرئاسة الجزائرية)
الرئيس الجزائري مستقبلاً نظيره الفرنسي بمناسبة زيارته للجزائر في أغسطس 2022 (الرئاسة الجزائرية)
TT

اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء يفجر أزمة حادة مع الجزائر

الرئيس الجزائري مستقبلاً نظيره الفرنسي بمناسبة زيارته للجزائر في أغسطس 2022 (الرئاسة الجزائرية)
الرئيس الجزائري مستقبلاً نظيره الفرنسي بمناسبة زيارته للجزائر في أغسطس 2022 (الرئاسة الجزائرية)

اختار الرئيس الفرنسي مناسبة احتفال المغرب بالعيد الـ25 لصعود الملك محمد السادس على العرش ليقدم للرباط هدية دبلوماسية وسياسية بالغة الأهمية، من خلال اعتراف باريس بسيادة المغرب على الصحراء، وهو ما كانت فرنسا ترفضه حتى اليوم.

التوتر الجديد بين باريس والجزائر يطرح علامات استفهام كثيرة حول زيارة تبون المرتقبة لفرنسا (الرئاسة الجزائرية)

ويبدو واضحاً أن خطوة الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي سعى في الأعوام الثلاثة الأخيرة إلى التقارب مع الجزائر، وتصفية الإرث الاستعماري لبلاده من خلال زيارة رسمية للرئيس عبد المجيد تبون، وعبر مجموعة من الخطوات، ستدفع مجدداً العلاقات الفرنسية -ـ الجزائرية نحو التوتر، بالنظر لحساسية الملف للمسؤولين الجزائريين، وللعلاقات المتردية بين الرباط والجزائر. وسارعت الجزائر منذ الخميس الماضي، أي منذ أن علمت الجزائر باستدارة الموقف الفرنسي، إلى إصدار بيان عبرت فيه عن «استنكارها الشديد» للقرار «غير المنتظر»، الذي اتخذته الحكومة الفرنسية بدعم خطة الحكم الذاتي المغربية. وأكدت وزارة الخارجية في بيانها، بلهجة لا تخلو من التهديد، أن الحكومة الجزائرية «ستستخلص كافة النتائج والعواقب التي تنتج عن هذا القرار الفرنسي، وتُحمّل الحكومة الفرنسية وحدها المسؤولية الكاملة والتامة عن ذلك».

باريس: التعويض عن الوقت الضائع

جاءت الخطوة الفرنسية، التي رفضت باريس لسنوات القيام بها ما أدى إلى تباعد بينها وبين المغرب، في إطار رسالة من الرئيس ماكرون إلى العاهل المغربي كشف عنها، معاً، قصر الإليزيه والديوان الملكي المغربي، الثلاثاء. وإذا كانت باريس قد أعلمت الجزائر مسبقاً بمضمون قرارها، فإن غرضها كان تمهيد الأرضية وتفكيك اللغم، الذي يمكن أن ينفجر بوجهها ويطيح بكافة جهود التقارب التي سعى إليها ماكرون ومعه حكومته من أجل «تطبيع» العلاقات بالغة الحساسية بين باريس والجزائر.

الرئيس الجزائري مستقبلاً رئيسة الوزراء الفرنسية في 10 أكتوبر 2022 (الرئاسة الجزائرية)

وليس سراً أن المغرب كان ينتظر منذ فترة طويلة من باريس أن تقدم أخيراً على ما أقدمت عليه، فقد كانت الرباط تأخذ عليها عدم التحاقها بالركب الغربي، على غرار ما فعلت إسبانيا والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وغيرها. وأدى تردد باريس إلى برودة في العلاقات الثنائية. وما زاد في تفاقمها «التقارب» بين باريس والجزائر، والزيارة الرسمية المطولة التي قام بها ماكرون إلى الجزائر في شهر أغسطس (آب) من عام 2022، ومحادثاته المستفيضة مع الرئيس تبون. ولأن العلاقات الفرنسية - المغربية - الجزائرية مسألة بالغة التعقيد، فإن كل تقارب بين باريس وإحدى العاصمتين ينظر إليه على أنه يتم على حساب العاصمة الأخرى.

الرئيس الجزائري مع وزير الداخلية ورئيسة الوزراء الفرنسيين يوم 18 أكتوبر 2022 (الرئاسة الجزائرية)

يبدو اليوم أن فرنسا تريد الإسراع للتعويض عن الوقت الضائع، وعن تأخرها في الاستجابة لما تراه الرباط قضيتها «المقدسة». ففي رسالته، تبنى ماكرون المقاربة المغربية لإغلاق ملف الصحراء بكل نقاطه، حيث كتب أن فرنسا تعتبر أن مخطط الحكم الذاتي الذي عرضه المغرب منذ 2007، «يشكل، من الآن فصاعداً، الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي عادل، مستدام ومتفاوض بشأنه طبقاً لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة»، مضيفاً أن «الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد الإطار الذي يجب من خلاله حل هذه القضية».

وفيما يعكس رغبة في محو صفحة الخلافات بين فرنسا والمغرب، قال ماكرون إن دعم باريس لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في2007 «واضح وثابت»، ما يحور نوعاً ما الموقف الفرنسي السابق، حيث دعمت فرنسا دوماً المقاربة الدولية مع تقييمها الإيجابي لما طرحته الرباط.

وبتعبير قاطع لما تلتزم به فرنسا من الآن فصاعداً، كتب ماكرون أن «حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية»، وأن باريس «تعتزم التحرك في انسجام مع هذا الموقف على المستويين الوطني والدولي». كما حرص ماكرون على الإشارة إلى أنه «من الضروري مواصلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه المنطقة»، منوهاً «بجهود المغرب» على هذا الصعيد، ووعد بأن فرنسا «ستواكب المغرب في هذه الخطوات لفائدة السكان المحليين».

ملك المغرب محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارة الأخير للمغرب في نوفمبر من عام 2018 (رويترز)

وسابقاً، كانت باريس تقول إن المخطط المغربي يشكل «قاعدة جدية وذات مصداقية»، لإيجاد حل لمعضلة الصحراء، ولكن ليست القاعدة «الوحيدة» للحل. وإذ شدد ماكرون على «ثبات الموقف الفرنسي» إزاء ما سماه «تحدي الأمن الوطني» للمغرب، رأى أنه «حان الوقت لإحراز» تقدم على طريق الحل، داعياً «كافة الأطراف إلى الاجتماع من أجل حل سياسي هو في متناول اليد».

الجزائر ترد بسحب سفيرها بـ«أثر فوري» من فرنسا

حقيقة الأمر أن باريس تريد أن تدرج مقاربتها الجديدة في سياق «البراغماتية»، باعتبار أن ما يطرحه المغرب هو أكثر المقترحات جدية، وأنه يحظى بدعم متزايد من قبل الأسرة الدولية، ومنها في أفريقيا، بل إنها ترى فيه المخرج «الوحيد» من الأزمة المتواصلة منذ نحو 50 عاماً ولا أفق حل لها. ويبدو أن الرئيس ماكرون يريد «حماية» موقف بلاده بحديثه عن «حل سياسي عادل، مستدام ومتفاوض بشأنه طبقاً لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». إلا أنه يسارع لقول عكس ذلك عندما يجزم بأن الحل الوحيد الممكن يكمن في الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء تحت السيادة المغربية.

وبكلام آخر، فإن ماكرون يصطف عملياً إلى جانب المغرب، بل إنه يعد بالترويج للحل الذي تعرضه الرباط منذ 17 عاماً. ولا شك أن موقف باريس الأخير سيعزز علاقاتها مع الرباط، وستكون ترجمته العملية قيام الرئيس ماكرون بزيارة رسمية «الأرجح أن تكون زيارة دولة»، بعد ثلاثة أعوام من العلاقات الباردة.

وأكدت صحيفة «لو موند» في عددها ليوم الاثنين أن «تغير» الموقف الفرنسي برز مع زيارة وزير الخارجية، ستيفان سيجورنيه، إلى الرباط في شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث رأى أن «الصحراء الغربية مسألة وجودية» بالنسبة للمغرب، وأن باريس حضرت الأرضية لهذا التغيير منذ ربيع العام الماضي. وأفادت الصحيفة نفسها بأن الإليزيه دعا رؤساء الشركات الكبرى إلى اجتماع مع المستشار الدبلوماسي لماكرون، حيث أخبرهم الأخير بالتغير المرتقب في سياسة باريس، وأكد لهم أن زيارة ماكرون للرباط قائمة، ومن المنتظر أن تتم قبل نهاية العام الحالي، وما تنتظره فرنسا هو تلقي الدعوة الرسمية لإتمامها.

كان من الطبيعي أن تعبر الرباط عن ترحيبها وارتياحها إزاء الانعطافة الحادة في الموقف الفرنسي. وصدر بيان عن الديوان الملكي المغربي رأى أن ما قامت به باريس يشكل «تطوراً مهماً وبالغ الدلالة في دعم السيادة المغربية على الصحراء».

وتقترح الرباط منح هذه المنطقة حكماً ذاتياً تحت سيادتها، فيما تدعو جبهة «البوليساريو» إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير برعاية الأمم المتحدة، نصّ عليه اتّفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 1991.

ولم يتأخر رد فعل الجزائر حتى قبل نشر الرسالة الرئاسية، حيث سارعت وزارة الخارجية إلى إصدار بيان، الخميس الماضي، أعربت فيه «عن استنكارها لقرار الحكومة الفرنسية الاعتراف بخطة الحكم الذاتي لإقليم الصحراء الغربية في إطار السيادة المغربية».

وبعد ذيوع خبر رسالة ماكرون رسمياً، الثلاثاء، صدر عن وزارة الخارجية بيان أفاد بأن الحكومة الجزائرية قررت سحب سفيرها المعتمد في باريس بـ«أثر فوري». وقال البيان: «لقد أقدمت الحكومة الفرنسية على إعلان تأييدها القطعي والصريح للواقع الاستعماري المفروض فرضاً في إقليم الصحراء الغربية. وهذه الخطوة التي لم تقدم عليها أي حكومة فرنسية سابقة قد تمت من قبل الحكومة الحالية، باستخفاف واستهتار كبيرين دون تقييم متبصر للعواقب التي تسفر عنها».

واتهم البيان باريس بـ«انتهاك الشرعية الدولية، والتنكر لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وتناقض كل الجهود الحثيثة والدؤوبة، التي تبذلها الأمم المتحدة بهدف استكمال مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، فضلاً عن أنها تتنصل من مسؤولياتها الخاصة المترتبة على عضويتها الدائمة في مجلس الأمن». ومع هذا التطور، تكون زيارة الرئيس عبد المجيد تبون المؤجلة إلى باريس قد دخلت في غياهب النسيان.

ومن جانبها، هاجمت «الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية» «البوليساريو» فرنسا، وأكدت أنها «تستبعد باريس من كل مبادرة لغرض وضع حد للاستعمار في الصحراء»، بما في ذلك من بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء»، واتهمت في بيان فرنسا بـ«الوقوف إلى جانب المحتل» ما يجعلها «طرفاً غير مقبول».