«الرئاسي» الليبي و«الأعلى للدولة» يبحثان سُبل الدفع بالعملية السياسية

بعد تصاعُد الخلاف مع «النواب» بسبب فتح باب الترشح لرئاسة «الحكومة الجديدة»

المنفى مع عمر العبيدي (المجلس الرئاسي)
المنفى مع عمر العبيدي (المجلس الرئاسي)
TT

«الرئاسي» الليبي و«الأعلى للدولة» يبحثان سُبل الدفع بالعملية السياسية

المنفى مع عمر العبيدي (المجلس الرئاسي)
المنفى مع عمر العبيدي (المجلس الرئاسي)

دخل رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي على خط الوساطة بين مجلسَي النواب و«الأعلى للدولة»، بعد تحذير الأخير للبرلمان من الاستمرار في اتخاذ ما وصفه بـ«خطوات منفردة»، من شأنها «تكرار الفشل وتكريس حالة الانقسام»، غداة فتح باب الترشح لرئاسة «الحكومة الجديدة».

وأكّد مجلس الدولة، في بيان له مساء الأحد، تمسّكه بـ«الإطار العام للحل السياسي الوارد في البيان الثلاثي، الصادر فى ختام اجتماع رؤساء مجالس النواب والدولة والرئاسي بالقاهرة، والذي لم يتم الاتفاق فيه على آليات تنفيذ بنوده، بما في ذلك آلية تشكيل الحكومة»، وأعلن أنه «إلى حين التوافق على الآليات فإنه لن يُعتدّ بأي إجراء من طرف واحد».

وأوضح أنه كان مقرراً استكمال النقاط الواردة في بيان اللقاء الثلاثي، الذى رَعَته جامعة الدول العربية، بوضع الآليات المتعلقة بتنفيذها، «لكن الخطوة المنفردة التي قام بها مجلس النواب المتمثلة في اعتماد ميزانية ضخمة مخالِفةٍ للاتفاق السياسي، وتُكرِّس الانقسام، حالت دون حدوث هذا اللقاء».

وجدّد مجلس الدولة حرصه على «التوافق، واعتباره الوسيلة الممكنة لإنجاح المسار السياسي في البلاد، وعدم انفراد أي طرف بالقرار».

من جانبه قال المنفى، في بيان مقتضب، إنه بحث، مساء الأحد، مع عمر العبيدي النائب الثاني لرئيس مجلس الدولة، «سُبل الدفع بالعملية السياسية، وإنهاء كل المراحل الانتقالية، وتحقيق الاستقرار، عبر انتخابات حرة وشفافة يشارك فيها كل الليبيين».

لكن مجلس الدولة قال في المقابل إن الاجتماع «بحث الملفّات السياسية والأمنية في البلاد، وآلية الوصول إلى انتخابات تشريعية ورئاسية شفافة ونزيهة، وإنهاء كل المراحل الانتقالية في البلاد»، لافتاً إلى «مناقشة الوضع الاقتصادي، والإنفاق العام في ظل انقسام المؤسسات، والعمل على توحيد المؤسسات السيادية».

بدوره، استغلّ محمد تكالة، رئيس مجلس الدولة، اجتماعه مساء الأحد بأعضاء «تجمّع حراك الميدان»، للتأكيد على «حرص المجلس الأعلى للدولة على تقدير كل التضحيات التي قدّمها الليبيون لأجل العدالة، وتحقيق الأمن والاستقرار للبلاد، وترسيخ مبادئ الديمقراطية».

في المقابل، نفى المتحدث باسم مجلس النواب عبد الله بليحق، «وجود أي عائق قانوني في مسألة فتح مجلس النواب بابَ الترشح لمنصب رئيس الحكومة»، مشيراً في تصريحات تلفزيونية إلى أن هذه الخطوة تمّت وفق الآلية المعتمَدة من مجلسَي النواب و«الدولة».

الدبيبة خلال اطّلاعه على مشروع طريق بطول 1700 كلم (مجلس الدولة)

وتجاهل رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، هذا الجدل، لكنه تابع مساء الأحد، فى العاصمة طرابلس، مع جهاز تنفيذ وإدارة طريق أمساعد رأس جدير، تفعيل اتفاقية تنفيذ الطريق البالغ طوله 1700 كيلومتر ، والموقّعة مع إيطاليا.

وشدّد الدبيبة بعد اطّلاعه على الموقف العام للمشروع، والنتائج التي توصّلت إليها اللجان المشتركة من الجانبين الليبي والإيطالي، على ضرورة دراسة العوائق التي قد تواجه تنفيذ المشروع، بهدف إطلاقه في أسرع وقت ممكن، لافتاً إلى أن الحكومة الإيطالية ستتحمّل كامل تكاليف إنشاء هذا الطريق الاستراتيجي، موضحاً ضرورة إنجاز المشروع في أقرب وقت؛ لما له من أهمية استراتيجية لليبيا.

وأبرمت ليبيا، خلال حكم الرئيس الراحل معمر القذافى، معاهدة صداقة وشراكة مع إيطاليا عام 2008، تشمل تنفيذ الطريق الساحلي من غرب ليبيا إلى شرقها، بالإضافة إلى التزام إيطاليا بإنجاز مشاريع سكنية، وتقديم منح دراسية للطلبة الليبيين في الجامعات الإيطالية، وتشجيع الشركات الإيطالية على دخول السوق الليبية.

فى غضون ذلك تحدثت وسائل إعلام محلية عن عودة الهدوء مجدداً، الاثنين، إلى معبر رأس جدير البري، على الحدود المشتركة مع تونس، بعد اشتباكات محدودة، مساء الأحد، على الجانب الليبي بين العناصر التابعة للداخلية، ممثّلة في «اللواء 52 مشاة» بقيادة محمود بن رجب، ومجموعة مسلّحة تمتهن التهريب في المعبر، مشيرةً إلى تمركز عدد من الآليات العسكرية من زوارة قرب بوابة المعبر.

ورصد شهود عيان خروج تعزيزات مسلّحة من مدينة الزاوية باتجاه المعبر؛ دعماً للقوات الحكومية بعد الهجوم على تمركزاتها.

من جهة أخرى، أعلنت بلدية زليتن أنها شرعت في حصر الأضرار في ممتلكات المواطنين، جراء انفجار مخزن للذخيرة تابع لإحدى الميليشيات المسلّحة، يوم الجمعة الماضي، في منطقة كادوش بزليتن.

وفي شأنٍ مختلف أبدى سكان جنزور الليبية، الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط بغرب البلاد، رفضهم لقرار اتخذه الدبيبة بتخصيص قطعة أرض للسفارة الأميركية بمدينتهم.

وكانت حكومة «الوحدة» برئاسة الدبيبة وافقت على تخصيص عقار ببلدية جنزور، مساحته 20 ألف متر مربع، لصالح سفارة الولايات المتحدة الأميركية لدى ليبيا.


مقالات ذات صلة

هانيبال القذافي ينتقد «صمت قضاة لبنان»

شمال افريقيا صورة متداولة لهانيبال القذافي على صفحات أنصار النظام الليبي السابق

هانيبال القذافي ينتقد «صمت قضاة لبنان»

انتقد حقوقيون وموالون للنظام الليبي السابق ما أسموه «صمت» القضاء اللبناني في التعاطي مع مستجدات تتعلق بقضية هانيبال نجل الرئيس الراحل معمر القذافي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا أحد سدود مدينة درنة (وكالة الأنباء الليبية)

محكمة ليبية تقضي بإدانة 12 مسؤولاً في كارثة انهيار سَدّي درنة

قضت محكمة ليبية بإدانة 12 مسؤولاً بعقوبات بالسجن تتراوح بين 15 و30 عاماً بتهمة التقصير وسوء إدارة السدود بعد كارثة سد درنة.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا تحشيد عسكري سابق في العاصمة الليبية طرابلس (أ.ف.ب)

​عتاد الميليشيات بغرب ليبيا يفجر مخاوف المواطنين

وجه عبد الحميد الدبيبة بسرعة فتح تحقيق في الانفجارات التي شهدتها مدينة زليتن بوقت تحوّل العتاد المخزّن لدى التشكيلات المسلحة خارج إطار الدولة إلى مصدر قلق.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الخارجية التركي مستقبلاً بلقاسم نجل حفتر في أنقرة (صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا)

هل يؤثر تقارب سلطات بنغازي مع أنقرة على حكومة «الوحدة» الليبية؟

خلَّفت زيارة بلقاسم، نجل المشير خليفة حفتر، إلى تركيا، نهاية الأسبوع الماضي، التي التقى خلالها وزير الخارجية، هاكان فيدان، قدراً من التساؤلات.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا صورة نشرتها سلطات جنوب أفريقيا لعدد من الليبيين الذين اعتقلتهم (أ.ب)

تباين بين «الوحدة» و«الاستقرار» حول الليبيين المعتقلين في جنوب أفريقيا

أكدت حكومة الوحدة، في بيان مساء الجمعة، أنه «لا صلة لها بإجراءات إرسال 95 شخصاً من حملة الجنسية الليبية»

خالد محمود (القاهرة )

الشرطة السودانية: لن نسمح لرموز النظام المعزول بمغادرة البلاد

البشير يتوسط وزير دفاعه عوض بن عوف (يسار) ورئيس الوزراء محمد طاهر إيلا في القصر الرئاسي 14 مارس 2019 (أ.ف.ب)
البشير يتوسط وزير دفاعه عوض بن عوف (يسار) ورئيس الوزراء محمد طاهر إيلا في القصر الرئاسي 14 مارس 2019 (أ.ف.ب)
TT

الشرطة السودانية: لن نسمح لرموز النظام المعزول بمغادرة البلاد

البشير يتوسط وزير دفاعه عوض بن عوف (يسار) ورئيس الوزراء محمد طاهر إيلا في القصر الرئاسي 14 مارس 2019 (أ.ف.ب)
البشير يتوسط وزير دفاعه عوض بن عوف (يسار) ورئيس الوزراء محمد طاهر إيلا في القصر الرئاسي 14 مارس 2019 (أ.ف.ب)

أكدت الشرطة السودانية أن قادة ورموز نظام الرئيس المعزول، عمر البشير، «لم يغادروا البلاد». وقال مسؤول رفيع المستوى إنه «تم التحفظ عليهم بواسطة السلطة القضائية ومنعهم من السفر لدى سلطات الجوازات».

وحين اندلعت الحرب في 15 أبريل (نيسان) 2023، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، كان البشير وثلاثة من كبار قادة نظامه، هم: نائبه بكري حسن صالح، ووزير دفاعه عبد الرحيم محمد حسين، وعضو نظام «الإنقاذ» اللواء أحمد الطيب الخنجر، يقبعون في «مستشفى علياء» العسكري، تحت سيطرة الجيش داخل «السلاح الطبي» في مدينة أم درمان.

وقال المتحدث باسم الشرطة العميد فتح الرحمن التوم لـ«الشرق الأوسط»، إن السلطات «لن تسمح على الإطلاق بمغادرة المنتظرين بالسجون والفارين من مناطق النزاعات إلى خارج السودان».

وكانت مصادر محسوبة على التيار الإسلامي في السودان، أكدت تهريب البشير ومعاونيه إلى «مكان آمن في إحدى مدن شمال السودان». وأفادت حينها بأن عملية التهريب «نفذتها قوات خاصة من المقاتلين المتشددين التابعين لتنظيم الحركة الإسلامية، وقوات الإسلاميين الخاصة، من دون مشاركة كبيرة من الجيش، الذي اقتصرت مهمته على توفير تأمين محدود للعملية».

مسلحان تابعان للجيش في أحد شوارع أم درمان (رويترز)

وجرت تلك العملية، قبل أكثر من شهر من استعادة الجيش السوداني مقر الإذاعة والتلفزيون بمدينة أم درمان، ثاني أكبر مدن العاصمة الخرطوم. وعدّ ذلك التحرك العسكري، بمثابة غطاء لصرف الأنظار عن تهريب قادة النظام المعزول المتهمين بأنهم وراء إشعال الحرب في البلاد للعودة إلى الحكم مجدداً.

وكان الرئيس المعزول عمر البشير، قد أدين بالسجن بتهمة الفساد وغسل الأموال، وتم ترحيله إلى «سجن كوبر» في الخرطوم بحري، في حين قطع اندلاع الحرب إجراءات محاكمته ومعاونيه في قضية أخرى تتعلق بتدبير وتنفيذ انقلابه العسكري في عام 1989 ضد حكومة منتخبة ديمقراطياً.

الرئيس السابق عمر البشير (رويترز)

وسبق للجيش السوداني أن اتهم «الدعم السريع» بإطلاق سراح السجناء في كل السجون بالعاصمة الخرطوم، بيد أن مدير السجون ياسر عمر أبو زيد، كشف في مؤتمر صحافي الخميس الماضي بمدينة بورتسودان (شرق البلاد)، أن «معتقلي النظام السابق المنتظرين قيد المحاكمة في (سجن كوبر المركزي) بالخرطوم بحري، هم 18 شخصاً بمن فيهم الرئيس المعزول عمر البشير». وقال إن «إطلاق سراحهم تم بعد اتصال مع رئيس القضاء، وكتابة تعهدات شخصية منهم، وإعلان ذلك للرأي العام والتزامهم بالعودة متى ما تم إعلامهم».