انفجارات ضخمة تهز مدينة زليتن الساحلية الليبية

الحادث أعاد المطالبة بإخلاء المناطق السكنية من التشكيلات المسلحة

انفجارات زليتن أعادت مطالبة الليبيين بإخلاء المناطق السكنية من التشكيلات المسلحة (أ.ف.ب)
انفجارات زليتن أعادت مطالبة الليبيين بإخلاء المناطق السكنية من التشكيلات المسلحة (أ.ف.ب)
TT

انفجارات ضخمة تهز مدينة زليتن الساحلية الليبية

انفجارات زليتن أعادت مطالبة الليبيين بإخلاء المناطق السكنية من التشكيلات المسلحة (أ.ف.ب)
انفجارات زليتن أعادت مطالبة الليبيين بإخلاء المناطق السكنية من التشكيلات المسلحة (أ.ف.ب)

هزّت انفجارات ضخمة متتالية مدينة زليتن الساحلية، الواقعة غرب ليبيا، إثر انفجار مخزن للذخيرة، تملكه ميليشيا «كتيبة العيان» بمنطقة كادوش، وسط تضارب الروايات حول أسباب الحادث، الذي خلّف حالة من الخوف بين المواطنين، وخسائر محدودة.

ووقعت الانفجارات التي سمع السكان دويها فجر اليوم (الجمعة) بجميع أنحاء المدينة (150 كيلومتراً شرق العاصمة طرابلس)، أعقبها تصاعد أعمدة اللهب والدخان.

وقال شهود عيان إنهم استيقظوا فجراً على أصوات سلسلة انفجارات متتالية ومرعبة، تبين لهم أنها ناتجة عن انفجار مخزن أسلحة وذخائر بأحد المقار العسكرية لـ«كتيبة العيان»، التي يطلق عليها «فرسان زليتن» القريبة من ديارهم.

وطوّقت السيارات التابعة لأجهزة الشرطة وعربات الإسعاف والإطفاء مكان الانفجار، وسط مطالبات للمواطنين بالتزام منازلهم تجنباً لتعرضهم لأي أضرار. فيما لم تؤكد أي جهة رسمية أحاديث تشير إلى استهداف معقل الكتيبة بطائرة «مسيرة».

حكومة الدبيبة التزمت الصمت إزاء الانفجارات المتتالية التي هزت مدينة زليتن الساحلية (الوحدة)

وفيما التزمت السلطات الأمنية، التابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، الصمت، قال عضو مجلس بلدية زليتن، مصطفى البحباح، إن الانفجار وقع فجراً في مقر «كتيبة العيان» الواقعة بين الأحياء السكنية، واستمرت أصوات الانفجارات دقائق عدة، دون معرفة السبب.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مدير فرع جهاز الإسعاف والطوارئ في زليتن، الطاهر الشطشاطي، تعرض بعض المنازل الواقعة في محيط مقر الكتيبة لأضرار، لكنه نفى وقوع إصابات بين المواطنين.

وأعلن في ليبيا عن إطلاق مبادرات عدة لجمع السلاح بداية من عام 2012، انطلقت أولاها بمدينتي طرابلس وبنغازي، تحت شعار «أمن بلادك بتسليم سلاحك». وفي فبراير (شباط) 2013، وضعت الولايات المتحدة مع ليبيا خطة سرية، تقضي بتوفير برنامج مخصص لشراء الأسلحة، وتحديداً الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات، والمقدّر عددها بـ20 ألف صاروخ، لكن هذا الأمر لم يحدث.

وبعد مرور أكثر من سنة. وبالضبط في يوليو (تموز) 2014، قدّم البرنامج الليبي للإدماج والتنمية (LPRD)، الذي عرف بعد تأسيسه بـ«هيئة شؤون المحاربين»، استراتيجية مفصلة لجمع السلاح، بالتعاون مع المنظمة الدولية للعدالة الانتقالية.

من مخلفات اشتباكات عنيفة بين ميليشيات مسلحة وسط طرابلس (أ.ف.ب)

وأعاد حادث الانفجار للواجهة مطالب المواطنين للسلطات التنفيذية بضرورة إخلاء مناطقهم السكنية من المقار العسكرية للتشكيلات المسلحة. وسبق أن تعهد عماد الطرابلسي، وزير الداخلية بحكومة «الوحدة»، في نهاية شهر مارس (آذار) الماضي بإخلاء العاصمة طرابلس بالكامل من التشكيلات المسلحة من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية، خلال ما وصفه بفترة قريبة مقبلة، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.

ولم يحدد الطرابلسي حينها موعداً زمنياً لتنفيذ هذا التعهد، لكنه قال إنه سيتم إرجاع كل هذه الأجهزة إلى ثكناتها، باستثناء الجهات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع، على أن يقتصر العمل الأمني على الداخلية.

عماد الطرابلسي تعهد بإخلاء العاصمة طرابلس بالكامل من التشكيلات المسلحة (داخلية الوحدة)

وتحوّل العتاد المخزن لدى المجموعات المسلحة وبعض المواطنين خارج إطار الدولة إلى مصدر أرق وقلق للسلطات الليبية منذ إسقاط نظام معمر القذافي عام 2011. وهو ما دفع «الأمم المتحدة» لدعوة الأطراف كافة إلى ضرورة إبعاده عن مناطق المدنيين، ودمج هذه التشكيلات في أجهزة الدولة الرسمية.

ويرى متابعون لتركيبة الميليشيات في ليبيا أنها تعوق تجاوزه بما يعرف بالفترة الانتقالية، وذلك بإصرارها على إبقاء الوضع على ما هو عليه، ويؤكدون أنه «كلما هدأت الاشتباكات أوقدت الميليشيات نارها، بغية الاستبقاء على ليبيا سوقاً رائجة للسلاح، تدرّ ملايين الدولارات على أمراء الحرب».

وتكرر وقوع انفجارات عدة بمخازن أسلحة وذخائر للميليشيات خلال السنوات الماضية. وسبق أن شهدت مدينة زليتن انفجاراً مماثلاً في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2023، تسبب حينها في تضرر بعض المنازل المجاورة للمقر، واشتعال النيران بها، وإصابة مواطن باختناق نتيجة احتراق منزله.

النائب العام الليبي الصديق الصور (المكتب الإعلامي للنائب العام)

في شأن مختلف، كشفت النيابة العامة الليبية ملابسات واقعة ملاحقة تونسيين كان بحوزتهما أسلحة وقنابل في منطقة الحدود الليبية الغربية.

وقال مكتب النائب العام، المستشار الصديق الصور، مساء الخميس، إن فرع «جهاز دعم الاستقرار» في نالوت، توصل إلى معلومات بنشاط المتهمين، بعد أن سلم أحدهما نفسه لمأموري الضبط وأطلعهم على نشاط رفيقه، وأسباب حيازته لأسلحة ومواد متفجرة في محل بعيد عن التجمعات السكنية، ثم اهتدى مأمورو الضبط، بدعم «جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة» إلى مكان وجود المشتبه الثاني الذي كان متسربلاً بالسلاح.

وأوضحت النيابة العامة أنه لدى مداهمة الأمن لمقر المتهم الثاني، قاومهم بإلقاء قنبلة يدوية، لكنها أودت بحياته. وانتقل المحقق لفحص محل الواقعة، ثم عاين جثمان المتوفى، وشرع في تحقيق الواقع المنسوب إلى المقبوض عليه الآخر.


مقالات ذات صلة

هل يؤثر تقارب سلطات بنغازي مع أنقرة على حكومة «الوحدة» الليبية؟

شمال افريقيا وزير الخارجية التركي مستقبلاً بلقاسم نجل حفتر في أنقرة (صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا)

هل يؤثر تقارب سلطات بنغازي مع أنقرة على حكومة «الوحدة» الليبية؟

خلَّفت زيارة بلقاسم، نجل المشير خليفة حفتر، إلى تركيا، نهاية الأسبوع الماضي، التي التقى خلالها وزير الخارجية، هاكان فيدان، قدراً من التساؤلات.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا صورة نشرتها سلطات جنوب أفريقيا لعدد من الليبيين الذين اعتقلتهم (أ.ب)

تباين بين «الوحدة» و«الاستقرار» حول الليبيين المعتقلين في جنوب أفريقيا

أكدت حكومة الوحدة، في بيان مساء الجمعة، أنه «لا صلة لها بإجراءات إرسال 95 شخصاً من حملة الجنسية الليبية»

خالد محمود (القاهرة )
المشرق العربي 
من مخلفات اشتباكات عنيفة بين ميليشيات مسلحة وسط طرابلس (أ.ف.ب)

ليبيا: انفجارات ضخمة تهز مدينة زليتن

هزّت انفجارات ضخمة مدينة زليتن الساحلية، الواقعة غرب ليبيا، إثر انفجار مخزن للذخيرة، تملكه ميليشيا «كتيبة العيان»، وسط تضارب الروايات حول أسباب الحادث، الذي.

شمال افريقيا عملية ترحيل مهاجرين أفارقة من ليبيا إلى النيجر (جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية)

ما حقيقة طرد ليبيا مئات المهاجرين النيجريين إلى الصحراء؟

اشتكى مصدر ليبي مسؤول من أن «منطقة أغاديز بوسط النيجر أصبحت نقطة انطلاق ومحطة عبور لتهريب المهاجرين الراغبين في الوصول إلى الشواطئ الأوروبية عبر بلده».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا عناصر من شرطة جنوب أفريقيا (رويترز)

شرطة جنوب أفريقيا تعتقل 95 ليبياً بموقع يُشتبه بأنه قاعدة عسكرية

أعلنت شرطة جنوب أفريقيا اعتقال 95 ليبياً، الجمعة، في عملية دهم في مزرعة يبدو أنها حوّلت قاعدة للتدريب العسكري.

«الشرق الأوسط» (جوهانسبرغ)

تركيا: تحييد 4 «إرهابيين» مطلوبين جنوب شرقي البلاد

عناصر من قوات الجيش التركي (أ.ف.ب)
عناصر من قوات الجيش التركي (أ.ف.ب)
TT

تركيا: تحييد 4 «إرهابيين» مطلوبين جنوب شرقي البلاد

عناصر من قوات الجيش التركي (أ.ف.ب)
عناصر من قوات الجيش التركي (أ.ف.ب)

أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي قايا، السبت، تحييد 4 «إرهابيين» مطلوبين في عملية ضد تنظيم حزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) «الإرهابي» في ريف ولاية سيرت، جنوب شرقي البلاد، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.

وذكر يرلي قايا في بيان أن «الإرهابيين الأربعة شاركوا في 9 عمليات إرهابية» استشهد فيها 6 حراس أمن و5 مواطنين مدنيين، وأصيب 6 حراس أمن، و11 مواطناً مدنياً بجروح، حسب وكالة «الأناضول» التركية للأنباء.

وتستخدم تركيا كلمة تحييد للإشارة إلى المسلحين، الذين يتم قتلهم أو أسرهم أو إصابتهم من جانب القوات التركية.

ويشن الجيش التركي أيضاً عمليات عسكرية في شمال سوريا والعراق ضد حزب العمال الكردستاني «بي كيه كيه». ووفقاً لبيانات تركية، فقد تسبب «بي كيه كيه» في مقتل حوالي 40 ألف شخص (مدنيون وعسكريون) خلال أنشطته الانفصالية المستمرة منذ ثمانينات القرن الماضي.

وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان: «بموجب حقنا في الدفاع عن النفس (...)، تم تنفيذ عمليات جوية ضد أهداف إرهابية في شمال العراق في مناطق كارا وقنديل وأسوس». وأوضح الجيش التركي، الذي ينفذ غارات في المنطقة بانتظام، أنه ضرب 25 هدفاً، «من بينها كهوف ومخابئ وملاجئ ومستودعات ومنشآت» لحزب العمال الكردستاني، الذي يشن حرب عصابات ضد السلطات التركية منذ عام 1984، وتصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة «إرهابية».

ووصف مصدر أمني في شمال العراق هذه الضربات بأنها «مكثفة». ووفق كمران عثمان، عضو منظمة فرق صناع السلام المجتمعية ومقرها في كردستان العراق، فقد استمرت الغارات نحو 45 دقيقة، ولم يتم تسجيل أي إصابات بين المدنيين، حسب المصدر الذي تحدث عن أضرار في الأراضي الزراعية.