الحكومة المصرية تعد بانفراجة في أزمة الأدوية خلال 3 أشهر

«الصحة» أكدت توفير 100 مليون دولار شهرياً لدعم النواقص

مصطفى مدبولي خلال الاجتماع مع ممثلي قطاع الدواء بمصر في مايو الماضي (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي خلال الاجتماع مع ممثلي قطاع الدواء بمصر في مايو الماضي (مجلس الوزراء المصري)
TT

الحكومة المصرية تعد بانفراجة في أزمة الأدوية خلال 3 أشهر

مصطفى مدبولي خلال الاجتماع مع ممثلي قطاع الدواء بمصر في مايو الماضي (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي خلال الاجتماع مع ممثلي قطاع الدواء بمصر في مايو الماضي (مجلس الوزراء المصري)

تعهدت الحكومة المصرية «بانتهاء أزمة نقص الأدوية خلال 3 أشهر». وأكد نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة، خالد عبد الغفار: «انفراجة في الأزمة، عبر توفير بعض الأصناف الدوائية، بعد فتح اعتمادات مالية من البنك المركزي المصري، لكن بأسعار جديدة للدواء».

وتشهد سوق الدواء في مصر نقصاً في عشرات الأصناف؛ خصوصاً أدوية الأمراض المزمنة. وبينما عد متخصصون «تحركات الحكومة مهمة لضبط سوق الدواء». طالبوا «بمراعاة البعد الاجتماعي عند تحريك أسعار الدواء».

وتزيد الأزمة من أعباء كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة... وبلغت مشتريات المصريين من الأدوية المبيعة عبر الصيدليات 142.7 مليار جنيه خلال الفترة من سبتمبر (أيلول) 2022 إلى سبتمبر 2023 بزيادة تتجاوز 18 في المائة، وفقاً لبيانات صادرة عن مؤسسة «آي كيوفيا» المعنية برصد مبيعات سوق الدواء المصرية. (الدولار الأميركي يساوي 48.34 جنيه في البنوك المصرية).

وأوضح وزير الصحة المصري، في تصريحات تلفزيونية، مساء الثلاثاء، أن الحكومة «كانت أمام خيارين: إما تحريك أسعار الدواء بنسب تتراوح بين 20 و30 في المائة مع ضمان توفره، أو الإبقاء على الأسعار كما هي واستمرار أزمة نقص الدواء».

وأشار الوزير المصري إلى «توفير 100 مليون دولار شهرياً لتفادي أزمة عجز ونقص الأدوية». وقال إن «الأزمة الدولارية التي شهدتها البلاد تسببت في صعوبة توفير 350 مليون دولار شهرياً من البنك المركزي لشركات الدواء»، مشيراً إلى إنتاج مصر نحو 91 في المائة من احتياجاتها من الدواء، في حين يتم استيراد 9 في المائة، وتصل تكلفة الدواء المستورد إلى 34 في المائة من إجمالي تكاليف الدواء الشهرية.

ويعد الدواء إحدى السلع المُسعرة جبرياً من الحكومة المصرية كالمواد البترولية والخبز، وتضم السوق المصرية «أكثر من 17 ألف دواء مسجل»، حسب تقديرات نقابة صيادلة القاهرة.

عملية إنتاج الدواء في مصر (الرئاسة المصرية)

ورأى رئيس «شعبة الأدوية» باتحاد الغرف التجارية، علي عوف، أن «الإجراءات الحكومية ساهمت في ضخ كميات من الأدوية غير المتوفرة بالسوق الدوائية»، لافتاً إلى أن «حجم نواقص الأدوية وصل إلى 1000 صنف»، مشيراً إلى «حزمة قرارات من الحكومة المصرية تستهدف تحقيق التوازن بسوق الدواء، تشمل إجراءات لدعم التصنيع والتوزيع والرقابة».

وأعاد عوف أزمة نواقص الأدوية إلى «توقف خطوط الإنتاج، بسبب الفجوة في تسعير الدولار لمصانع الأدوية بأقل من سعره في البنوك»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هيئة الدواء المصرية بدأت في تدبير مستلزمات إنتاج شركات الأدوية بأسعار الدولار الرسمية في البنوك، ما ساهم في استعادة خطوط الإنتاج داخل مصر».

حول إجراءات تحريك أسعار الدواء. قال رئيس «شعبة الأدوية» إنه سيتم «اتخاذ إجراءات تدريجية لتحريك أسعار الأدوية بما لا يضاعف الأعباء على المصريين». وأضاف أن «الحكومة المصرية توافقت مع شركات الأدوية على تطبيق زيادة ما بين 10 إلى 30 في المائة على أدوية الأمراض المزمنة، ونحو 30 إلى 50 في المائة على أدوية المضادات الحيوية، ليصل متوسط الزيادة إلى نحو 25 في المائة»، مشيراً إلى أنه «تم رفع أسعار 200 صنف دوائي في آخر شهرين، ومستهدف تحريك أسعار 1000 صنف حتى نهاية العام».

ولفت رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في مؤتمر صحافي، أخيراً، إلى اجتماعات عقدها مع مسؤولي غرف صناعة الأدوية ومجالس التصدير، للوصول إلى نقطة توازن فيما يتعلق بملف أسعار الدواء، موضحاً أنه «تم الاتفاق مع الشركات على أن تكون هناك زيادة محدودة في أدوية الأمراض المزمنة، في حين يتم تعويض ذلك في المنتجات التي لن يشتكي منها المواطن مثل المكملات الغذائية».

في سياق ذلك، دعا مدير «المركز المصري للحق في الدواء» (منظمة حقوقية)، محمود فؤاد، إلى «مراعاة البعد الاجتماعي عند رفع أسعار الدواء».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «رئيس الوزراء المصري عقد خلال شهر واحد 4 اجتماعات مع شركات الأدوية، وهيئة الدواء ومسؤولي وزارة الصحة، لحل أزمة أسعار ونقص الدواء بالصيدليات»، مشيراً إلى أن تلك الجهود نجحت خلال أسبوع في «توفير أدوية أمراض مزمنة، كالسكر والأورام والأمراض المناعية، وأدوية نفسية وعصبية»، مشيداً بالإجراءات الرقابية من «هيئة الدواء المصرية» على عملية تصنيع وتوزيع واستيراد الأدوية... وتختص «هيئة الدواء المصرية» بمراجعة أسعار الأدوية بشكل دوري، وإقرار زيادتها أو خفضها بعد النظر في تكاليف إنتاجها، وكذلك مدة حماية براءات الاختراع الخاصة بها.


مقالات ذات صلة

العالم العربي مناقشات «الحوار الوطني» في مصر لقضية الحبس الاحتياطي الثلاثاء (الحوار الوطني)

سياسيون مصريون يقدمون مقترحات لتقليص «الحبس الاحتياطي»

قدم سياسيون وحقوقيون مصريون مقترحات لتحديد سقف زمني لـ«الحبس الاحتياطي» للمتهمين، وإيجاد بدائل له، وذلك خلال جلسة متخصصة عقدها «الحوار الوطني»، الثلاثاء.

أحمد إمبابي (القاهرة)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان (الشرق الأوسط)

خادم الحرمين يشيد بعمق العلاقات بين الرياض والقاهرة

أشاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بعمق ومتانة العلاقات التي تربط بين السعودية ومصر في برقية تهنئة بعثها للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الرياض يوم 21 مايو 2017 (رويترز)

السيسي يطمئن هاتفياً على صحة ترمب

اتصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، هاتفياً بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، للاطمئنان على صحته عقب تعرضه لحادث إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي الأهل والأصحاب يستقبلون ناشطاً مصرياً فور إطلاق سراحه قبل أشهر (أرشيفية)

الإفراج عن عشرات المحبوسين بمصر عشية استئناف «الحوار الوطني»

عشية استئناف جلسات «الحوار الوطني» بمصر، أخلتْ السلطات المصرية، الاثنين، سبيل 79 متهماً محبوسين على ذمة قضايا، في خطوة قُوبلت بـ«ترحيب» قوى سياسية وحزبية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

معارضون مصريون يطالبون بـ«عفو رئاسي» واسع للنشطاء في السجون

جانب من جلسات «الحوار الوطني» المصري لمناقشة قضية «الحبس الاحتياطي»
جانب من جلسات «الحوار الوطني» المصري لمناقشة قضية «الحبس الاحتياطي»
TT

معارضون مصريون يطالبون بـ«عفو رئاسي» واسع للنشطاء في السجون

جانب من جلسات «الحوار الوطني» المصري لمناقشة قضية «الحبس الاحتياطي»
جانب من جلسات «الحوار الوطني» المصري لمناقشة قضية «الحبس الاحتياطي»

استغل معارضون مصريون، مناقشة «الحوار الوطني» المصري مقترحات تتعلق بتقليص مدة «الحبس الاحتياطي» في السجون، بطلب توسيع نطاق «العفو الرئاسي» عن السجناء، ليشمل كل النشطاء السياسيين، معتبرين أن «العفو» عن هؤلاء، إجراء ضروري يؤكد «جدية النقاشات».

ويشارك حقوقيون وسياسيون من تيارات متنوعة في جلسات لـ«حوار وطني»، تُعقد بـ«مبادرة رئاسية».

وتناقش الجلسات، التي بدأت الثلاثاء، إجراءات «الحبس الاحتياطي»، عبر محاور، منها «تقليص مدة الحبس الاحتياطي، وبدائله، وموقف الحبس الاحتياطي حال تعدد الجرائم، والتعويض عن الحبس الخاطئ، وتدابير منع السفر».

وقبل عامين، قرّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إعادة تشكيل لجنة «العفو الرئاسي»، التي تعلن بين الحين والآخر قوائم بأسماء موقوفين، للعفو عنهم بقرارات من النيابة المصرية، أو محبوسين احتياطياً في قضايا مختلفة.

ويرى القيادي بـ«الحركة المدنية الديمقراطية» (تجمع معارض يضم أحزاباً وشخصيات عامة) أحمد بهاء شعبان، أن «إطلاق سراح النشطاء من السجون هو التأكيد الوحيد على جدية تلك النقاشات في (الحوار الوطني)؛ فهؤلاء شباب معظمهم لم يرتكب أي جريمة سوى التعبير عن رأيهم من خلال السوشيال ميديا».

وقال شعبان لـ«الشرق الأوسط» إن «إطلاق سراح المحبوسين سيحافظ على وحدة الوطن، وينهي مشكلة اجتماعية أصبحت تؤرق المجتمع السياسي كله»، مؤكداً أن «أحد أسباب انسحاب الحركة المدنية من (الحوار الوطني) هو تجاهل مطلب الإفراج عن النشطاء».

وعشية بدء جلسات «الحوار الوطني» أخلت السلطات المصرية، الاثنين الماضي، سبيل 79 متهماً من المحبوسين على ذمة قضايا، في خطوة قوبلت بترحيب قوى سياسية وحزبية. لكن بالتزامن، جرى توقيف رسام الكاريكاتير بموقع «المنصة» أشرف عمر، بحسب لجنة الحريات بنقابة الصحافيين المصرية، التي طالبت السلطات بـ«الكشف عن ملابسات القبض عليه والإفراج الفوري عنه».

ورغم إعلان «الحركة المدنية» مقاطعة النسخة الحالية من «الحوار الوطني»، فإن عدداً من قياداتها شارك في جلسات «الحبس الاحتياطي»، بينهم المتحدث السابق باسم الحركة خالد داود، ورئيس «حزب الإصلاح والتنمية» محمد أنور السادات، وهو ما وصفه القيادي شعبان بأنه «قرار فردي بسبب أهمية ملف الحبس الاحتياطي، ولا ينفي المقاطعة».

وخلال جلسة «الحبس الاحتياطي» طالب نقيب الصحافيين بمصر خالد البلشي بإطلاق سراح 23 صحافياً، بينهم رسام الكاريكاتير أشرف عمر الذي تم القبض عليه مؤخراً.

ويأمل حقوقيون وسياسيون مصريون بتحديد سقف زمني للحبس الاحتياطي، وإيجاد بدائل له، في ضوء اتهامات بـ«تجاوز سجناء المدة القانونية للحبس».

السيسي خلال اجتماع له مع الوزراء والمحافظين ونوابهم (الرئاسة المصرية)

ويعتزم مجلس أمناء «الحوار الوطني» رفع التوصيات الخاصة بمناقشات قضية «الحبس الاحتياطي»، إلى الرئيس السيسي، فور انتهاء الجلسات مصحوبة بقائمة تتضمن عدداً من المحبوسين ووضعها تحت تصرفه. في حين أكد مشاركون أنه «يوجد إرادة سياسية لدى الحكومة بإنهاء ملف الحبس الاحتياطي نهائياً».

ووفق وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، المستشار محمود فوزي، فإن «الرئيس السيسي يولي اهتماماً بالغاً بملف الحبس عموماً، وإيجاد حلول جذرية له، وهو ما ظهر بقرارات العفو الرئاسي».

وأكد فوزي في إفادة رسمية عقب انتهاء جلسات «الحوار الوطني»، مساء الثلاثاء، «ضرورة التوازن الدقيق بين التزام الدولة في حفظ الأمن وتوفير الحياة الآمنة للمواطنين ومواجهة الجرائم».

وطالب عضو مجلس النواب، الدكتور فريدي البياضي، بالإفراج عن المحبوسين احتياطياً كافة في القضايا ذات الصلة بحرية التعبير... وكذلك التوقف عن القبض على مواطنين جدد للأسباب ذاتها.

وقال البرلماني المصري لـ«الشرق الأوسط»: ملف الحبس الاحتياطي «يحتاج إلى إجراءات حكومية عدة بجانب تعديلات تشريعية تقلص مدته وتقدم بدائل أكثر عدالة».

ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور مصطفى كامل السيد، أن «المطالبة بإطلاق سراح النشطاء وإنهاء أزمة الحبس الاحتياطي لم تعد مطلباً للقوى المعارضة فقط، بل مطلب مجتمعي تتبناه معظم القوى السياسية»، وبحسب تصريحات السيد لـ«الشرق الأوسط»، فإن «التوسع في الحبس الاحتياطي ارتبط بظروف توترات سياسية وأمنية سابقة بالبلاد، بينما الآن الوضع آمن لا يستدعي أي إجراءات استثنائية».

وأكد السيد أن «النقاش العام في جلسات (الحوار الوطني) يشير إلى اتفاق الجميع حول ضرورة إنهاء ملف الحبس الاحتياطي».

وفي مارس (آذار) الماضي، ناقش مجلس النواب المصري مشروع قانون بتعديلات تشريعية لتقليص مدد «الحبس الاحتياطي»، تضمنت التعديلات المقترحة وضع حد أقصى لمدته، وتنظيم حالات التعويض عنه، وتقليص مدته لتصبح في قضايا الجنح 4 أشهر بدلاً من 6 أشهر، وفي الجنايات 12 شهراً بدلاً من 18 شهراً في القانون الحالي، وأيضاً 18 شهراً بدلاً من عامين، إذا كانت العقوبة المقررة للجريمة السجن المؤبد أو الإعدام.