غالبية المهاجرين السريين يعيشون «ظروفاً غير لائقة» في تونس

77 % منهم تعرضوا للعنف الجسدي أو اللفظي

مهاجرون يغادرون تونس بعد حدوث مواجهات عنيفة مع السكان (أ.ف.ب)
مهاجرون يغادرون تونس بعد حدوث مواجهات عنيفة مع السكان (أ.ف.ب)
TT

غالبية المهاجرين السريين يعيشون «ظروفاً غير لائقة» في تونس

مهاجرون يغادرون تونس بعد حدوث مواجهات عنيفة مع السكان (أ.ف.ب)
مهاجرون يغادرون تونس بعد حدوث مواجهات عنيفة مع السكان (أ.ف.ب)

أكدت منظمة «المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية»، اليوم (الثلاثاء)، أن أكثر من نصف المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء من دول أفريقيا جنوب الصحراء يعيشون حالياً «ظروفاً غير لائقة» في تونس، بحسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي أحدث دراسة للمنتدى حول ظاهرة الهجرة، شملت 379 مهاجراً، خلصت المنظمة الحقوقية إلى أن «أكثر من نصف» المهاجرين في تونس يعيشون «في الشوارع والحدائق العامة والخيام». وقال وزير الداخلية التونسي، خالد النوري، منذ نحو أسبوع، إنه تم اعتراض أكثر من 74 ألف مهاجر أثناء محاولتهم عبور البحر إلى أوروبا في الفترة الممتدة بين الأول من يناير (كانون الثاني)، ومنتصف يوليو (تموز) الحالي.

وتعدّ تونس نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين غير القانونيين، الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط في منطقته الوسطى، بشكل محفوف بالمخاطر، في محاولة للوصول إلى السواحل الإيطالية. وإثر خطاب ألقاه الرئيس التونسي، قيس سعيّد، مطلع عام 2023، ندّد فيه بما عدّه «جحافل المهاجرين غير الشرعيين»، و«تهديداً ديموغرافياً لتونس»، اندلعت أعمال عنف ضد المهاجرين، وتم طرد مئات منهم من بعض مراكز المدن.

وكشفت الدراسة، التي قام بها المنتدى، أن أكثر من ثلثي المهاجرين اضطروا إلى تغيير مكان إقامتهم مرة واحدة على الأقل العام الفائت، بسبب «القيود الأمنية» و«العنف الذي يمارسه السكان المحليون». كما بيّنت أن 77 في المائة من المشاركين تعرضوا للعنف الجسدي أو اللفظي، في حين قدّم نحو 5 في المائة فقط شكوى «بسبب وضعهم الإداري». حتى عندما كانوا مرضى، قال 9 من كل 10 أشخاص إنهم لم يطلبوا العلاج الصحي «خوفاً من الاعتقال». ولا يزال المهاجرون يواجهون تداعيات الجهود المتزايدة، التي يبذلها الاتحاد الأوروبي للحدّ من وصولهم من خلال تقديم مساعدات لتونس. وقال رمضان بن عمر، المتحدث باسم المنتدى، إن وضع هؤلاء المهاجرين السريين في تونس له «عوامل خارجية تتعلق بسياسة الهجرة الأوروبية». مضيفاً أن الدولة التونسية «بحاجة إلى هذه الأزمة خارجياً لتلقي مزيد من الأموال... وداخلياً لتقدم نفسها كحامية للتونسيين».

وفي صيف عام 2023، وقّعت تونس والاتحاد الأوروبي اتفاقاً، تلقت من خلاله مساعدات مالية بقيمة 105 ملايين يورو (112 مليون دولار)، مقابل جهود للحدّ من وصول المهاجرين إلى السواحل الأوروبية.



الجزائر: شنقريحة يتعهد «مواصلة دحر الإرهاب في أفريقيا»

قائد جيش الجزائر مع مسؤول «القيادة الأميركية لأفريقيا» في نهاية مباحثاتهما بالجزائر (وزارة الدفاع)
قائد جيش الجزائر مع مسؤول «القيادة الأميركية لأفريقيا» في نهاية مباحثاتهما بالجزائر (وزارة الدفاع)
TT

الجزائر: شنقريحة يتعهد «مواصلة دحر الإرهاب في أفريقيا»

قائد جيش الجزائر مع مسؤول «القيادة الأميركية لأفريقيا» في نهاية مباحثاتهما بالجزائر (وزارة الدفاع)
قائد جيش الجزائر مع مسؤول «القيادة الأميركية لأفريقيا» في نهاية مباحثاتهما بالجزائر (وزارة الدفاع)

قال رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أول سعيد شنقريحة، اليوم الثلاثاء، بالجزائر العاصمة، في بداية محادثات جمعته وقائد «القوات الأميركية لأفريقيا» الفريق أول، مايكل لانغلي، إن بلاده «تتعهد بدعم كل مبادرة أفريقية، ومساندة جهود هيئات الاتحاد الأفريقي؛ لتمكين القارة الأفريقية من مواكبة التحديات الأمنية التي تواجهها».

ويؤدي المسؤول العسكري الأميركي الرفيع «زيارة عمل إلى الجزائر على رأس وفد عسكري مهم»، وفق تعبير بيان من وزارة الدفاع الجزائرية، لم يحدد مدة الزيارة.

ونقل البيان ذاته عن شنقريحة قوله إنه بحث مع لانغلي «التحديات الأمنية التي تواجهها القارة الأفريقية، حيث تم تبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وكذا الوسائل الكفيلة بتعزيز علاقات التعاون العسكري بين البلدين».

رئيس أركان الجيش الجزائري مستقبلاً قائد «أفريكوم» بمقر رئاسة أركان الجيش الجزائري (وزارة الدفاع الجزائرية)

ولفت شنقريحة إلى أن الجزائر «تواصل جهودها لتعزيز المسعى الأفريقي المشترك لدحر الإرهاب والوقاية منه، آخذة بعين الاعتبار المهمة المخولة لها من طرف الاتحاد الأفريقي، كمنسق لمحاربة الإرهاب والتطرف العنيف على مستوى القارة»، مبرزاً أنها «رفعت العديد من المبادرات، على غرار إعداد مخطط أفريقي لمحاربة الإرهاب، وتفعيل الصندوق الأفريقي لمحاربة هذا التهديد، وإعداد قائمة أفريقية للأشخاص والكيانات المتورطة في أعمال إرهابية، وكذا إعداد مذكرة توقيف أفريقية».

وجرت المباحثات، وفق البيان نفسه، بمقر قيادة أركان الجيش الجزائري، وحضرها الأمين العام لوزارة الدفاع، وقادة القوات ورؤساء الدوائر، ومديرون مركزيون من أركان الجيش ووزارة الدفاع الوطني، وأعضاء الوفد العسكري الأميركي، وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الجزائر.

من جهته، أكد مسؤول «القيادة الأميركية لأفريقيا»، المعروفة اختصاراً بـ«أفريكوم»، (مقرها شتوتغارت بألمانيا) على «توفر إمكانات لدى الطرفين لتطوير التعاون العسكري الثنائي»، وفق بيان وزارة الدفاع الجزائرية

وكان الفريق أول مايكل لانغلي قد زار الجزائر في 7 مارس (آذار) 2023، وبحث مع مسؤوليها المدنيين والعسكريين سبل مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل، وتنامي نشاط مجموعات «فاغنر» الموالية لروسيا، في بعض دول أفريقيا.