مصر تدعو لإشراك السودان في أي ترتيبات بشأن تسوية الأزمة

عبد العاطي وأديوي اتفقا على أهمية «توحيد القوى السياسية المدنية»

عبد العاطي خلال لقاء مع مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الأفريقي (الخارجية المصرية)
عبد العاطي خلال لقاء مع مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الأفريقي (الخارجية المصرية)
TT

مصر تدعو لإشراك السودان في أي ترتيبات بشأن تسوية الأزمة

عبد العاطي خلال لقاء مع مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الأفريقي (الخارجية المصرية)
عبد العاطي خلال لقاء مع مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الأفريقي (الخارجية المصرية)

شددت مصر على «أهمية إشراك السودان في أي ترتيبات أو مقترحات ذات صلة بتسوية الأزمة السودانية، وذلك حفاظاً على ملكية الأشقاء في السودان لتلك الحلول والمُقترحات». وأشار وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بدر عبد العاطي، الأحد، إلى أن «مصر تدرك خطورة الأوضاع الراهنة، وتحرص على الانخراط مع الشركاء المعنيين والآليات القائمة للعمل على تسوية الأزمة في أسرع وقت».

وبحث عبد العاطي مع مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، بانكولي أديوي، على هامش «الدورة السادسة لاجتماع القمة التنسيقية للاتحاد الأفريقي» في العاصمة أكرا، المستجدات السياسية والأمنية للأزمة السودانية، واتفقا على «أهمية توحيد القوى السياسية المدنية السودانية، وضرورة الحفاظ على وحدة السودان ومؤسساته الوطنية، فضلاً عن تنسيق الجهود بين مسارات الوساطة الإقليمية والدولية».

وكان وزير الخارجية والهجرة المصري قد دعا، السبت، خلال لقاء رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقيه، في أكرا، إلى ضرورة «تسوية الأزمة في السودان، بالتوصل لحل تقبله الأطراف السودانية كافة»، وقال إن «استضافة القاهرة مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية، هدف إلى خلق أرضية مشتركة بين التيارات المدنية كافة، وتوافق في الرؤى حول سبل بناء السلام الشامل والدائم، عبر حوار وطني سوداني - سوداني يتأسس على رؤية سودانية خالصة».

السيسي خلال استقباله ممثلي «قوى سياسية سودانية» في القاهرة (الرئاسة المصرية)

واستضافت القاهرة، في السادس من يوليو (تموز) الحالي، مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية، الذي جمع تكتلات سياسية أساسية بالسودان للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب. وقدم البيان الختامي لمؤتمر القوى السياسية السودانية بالقاهرة توصيات في 3 مسارات أساسية، شملت «وقف الحرب، والإغاثة الإنسانية، والرؤية السياسية للحل». كما دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى «ضرورة التوصل لحل سياسي شامل للأزمة السودانية»، وشدد على أهمية «مشاركة الأطراف السودانية كلها في صياغة المسار السياسي للأزمة».

في سياق آخر، أعرب وزير الخارجية المصري عن تطلع بلاده للمضي قدماً في «تفعيل جهود عمل مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات، في ظل الأهمية التي يحتلها هذا الملف في الأولويات المصرية».

ووفق إفادة للمتحدث الرسمي بوزارة الخارجية والهجرة المصرية، أحمد أبو زيد، فإن وزير الخارجية المصري أعرب عن ترحيبه بالتشاور والتنسيق مع مفوض الاتحاد الأفريقي حول مختلف الموضوعات المرتبطة بحالة السلم والأمن في القارة الأفريقية، مشيراً إلى «حرص مصر على دعم الاتحاد وأجهزته المختلفة، والانخراط من خلال عضويتها في مجلس السلم والأمن الأفريقي لتعزيز بنية السلم ودعائم الاستقرار في أنحاء القارة».

جانب من حضور مؤتمر «القوى السياسية والمدنية السودانية» بالقاهرة (الخارجية المصرية)

عودة إلى الوزير عبد العاطي الذي أوضح أن ما تشهده القارة من تحديات أمنية متزايدة، واتساع لرقعة الصراعات والمعاناة الإنسانية المرتبطة بها؛ يحتم تكثيف آليات التشاور والتنسيق بين أجهزة الاتحاد الأفريقي والدول الأعضاء، واستعرض الخطوط العريضة لبرنامج الرئاسة المصرية لمجلس السلم والأمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، والفعاليات التي تعتزم مصر تنظيمها. كما أعرب وزير الخارجية المصري عن ترحيب بلاده بموافقة مجلس السلم والأمن على طلب الحكومة الصومالية مد الإطار الزمني للمرحلة الثالثة من بعثة «أتميس»، وبحث ترتيبات نشر بعثة جديدة تابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال بعد خروج البعثة الحالية، مؤكداً ضرورة تقديم سبل الدعم للحكومة الصومالية لتحقيق الأمن والاستقرار.

وبحسب متحدث «الخارجية والهجرة المصرية» شهد اللقاء مناقشة ملف البحيرات العظمى، و«سد النهضة»، والتحديات الأمنية في البحر الأحمر، بالإضافة إلى مستجدات الأوضاع في دول القرن الأفريقي. وأشار أبو زيد إلى أن مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الأفريقي حرص على تأكيد «الدور المحوري لمصر في تعزيز الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية»، لافتاً إلى حرصه على مواصلة التنسيق مع مصر في مختلف القضايا الأفريقية ذات الأولوية والموضوعات الخاصة بالاتحاد الأفريقي.


مقالات ذات صلة

مدرب مصر: إمام عاشور يجب أن يعتذر!

رياضة عربية حسام حسن (أ.ب)

مدرب مصر: إمام عاشور يجب أن يعتذر!

أشاد حسام حسن مدرب منتخب مصر لكرة القدم بجهود لاعبيه مؤكدا رضاه التام عن الأداء في الفوز 1-صفر على سيراليون.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
رياضة عربية هدف عالمي على طريقة «رابونا» (مقطع فيديو متداول)

مصر: الدورات الرمضانية تكشف عن «مواهب مدفونة»

هدف عالمي على طريقة «رابونا» وفرحة جنونية من اللاعبين والجماهير... مشهد جاء بعيداً عن أضواء المستطيلات الخضراء الشهيرة، وكاميرات القنوات الرياضية ومتابعيها.

محمد عجم (القاهرة )
المشرق العربي فلسطينيون فارُّون من القصف الإسرائيلي يقودون مركبات تحمل أمتعتهم في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

إسبانيا ترحب بالخطة العربية لإعادة إعمار غزة

كشف متحدث باسم الرئاسة المصرية، اليوم، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، بحثا خلاله الأوضاع الإقليمية.

«الشرق الأوسط» ( القاهرة)
تحليل إخباري «سد النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على إكس)

تحليل إخباري «سد النهضة»: هل إثيوبيا في حاجة إلى «ملء سادس»؟

رغم إعلان إثيوبيا اقتراب التدشين الرسمي لمشروع «سد النهضة»، الخلافي مع مصر والسودان، فإن تساؤلات أثيرت بشأن مدى احتياج أديس أبابا إلى «ملء سادس».

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)

«الداخلية المصرية» تتهم «الإخوان» بـ«نشر شائعات» عن إضراب في السجون

أكد مصدر أمني مصري، في بيان للوزارة، الثلاثاء، أن «كافة (مراكز الإصلاح والتأهيل) تتوافر بها جميع الإمكانيات المعيشية والصحية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

الحوثيون يتهمون واشنطن بشن غارتين على صعدة

يمنيون يتفقدون الأضرار في مبنى مستشفى  لعلاج السرطان والأورام بعد يوم من استهدافه بغارة أميركية (أ.ف.ب)
يمنيون يتفقدون الأضرار في مبنى مستشفى لعلاج السرطان والأورام بعد يوم من استهدافه بغارة أميركية (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يتهمون واشنطن بشن غارتين على صعدة

يمنيون يتفقدون الأضرار في مبنى مستشفى  لعلاج السرطان والأورام بعد يوم من استهدافه بغارة أميركية (أ.ف.ب)
يمنيون يتفقدون الأضرار في مبنى مستشفى لعلاج السرطان والأورام بعد يوم من استهدافه بغارة أميركية (أ.ف.ب)

أعلنت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين، الثلاثاء، أن غارات جديدة نسبتها إلى الولايات المتحدة استهدفت محافظة صعدة معقل الحركة.

وأفاد مراسل القناة في المنطقة بـ«عدوان أميركي بغارتين على مديرية سحار».

ومنذ 15 مارس (آذار)، تشنّ الولايات المتحدة ضربات جوية كثيفة ضدّ الحوثيين الذين قالوا إنهم ردّوا باستهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر مرات عدة.

وفي ذاك اليوم، وجّهت الولايات المتحدة ضربات جويّة عدّة قالت إنها أودت بحياة مسؤولين كبار في الحركة التي أعلنت من جهتها مقتل 53 شخصاً جرّاء الغارات الأميركية.

ومذاك، تشهد المناطق التي تسيطر عليها الجماعة في اليمن غارات أميركية بوتيرة شبه يومية.

وتوعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي بالقضاء على الحركة المدعومة من إيران، محذّراً طهران من استمرار تقديم الدعم لها.

وعقب اندلاع الحرب في غزة إثر الهجوم غير المسبوق لحركة «حماس» على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، شنّ المتمرّدون الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية على إسرائيل وفي البحر الأحمر، حيث استهدفوا سفناً اتهموها بأنها على ارتباط بالدولة العبرية؛ وذلك دعماً للفلسطينيين، على حدّ قولهم.

وهم أوقفوا هجماتهم على إسرائيل والبحر الأحمر مع بدء سريان الهدنة في غزة في 19 يناير (كانون الثاني) 2025، لكنهم استأنفوها مع خرق الدولة العبرية للهدنة وتوعدوا بتكثيفها ما دام استمرّ القصف على القطاع.

وارتباطاً بالموضوع توعد الحوثيون في اليمن، بمواصلة عملياتها الهجومية إسناداً لغزة في مواجهة إسرائيل مهما كانت التبعات.

وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط في خطاب تابعته وكالة الأنباء الألمانية: «موقفنا واضح وثابت في مساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولن يتغير حتى وقف العدوان، ورفع الحصار مهما كانت التبعات ومهما كانت النتائج، ولدينا من الخيارات ما يدفع عن بلدنا تجاوز أي متغطرس، وسنعلن عنها عند اللزوم».

وشدد المسؤول الحوثي قائلاً: «لن يثنينا العدوان الأميركي بكل أشكاله، عن الاستمرار في تلك المساندة التي كشفت عن صوابية موقفنا، وحقيقة التوحش والإجرام الأميركي، وتسقط كل ادعاءات وشعارات الحرية والحقوق عن هذا العدو أمام العالم وأمام أبناء شعبنا».

وأردف: «شرفنا الله في هذه الليالي الرمضانية، بالاستمرار بمشاركة إخواننا في فلسطين بقيادة غزة الإسلام والعروبة جهادهم العظيم وتضحياتهم العزيزة التي يقدمونها بسخاء في سبيل الله ودفاعاً عن شرف الأمة المهدور، ومقدساتها وحقوقها المغتصبة، وخوض البحر في وجه فرعون العصر أميركا».

ومضى قائلاً: «شعب الإيمان والحكمة لن يتأثر ولن يتراجع، بقدر ما يزيده العدوان الأميركي إصراراً على الصمود، واستمراراً في المساندة والنصرة».

ومنذ أيام يشن الحوثيون ضربات صاروخية ضد مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر، عقب فشل الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس»؛ «مساندة ودعماً لغزة»، على حد وصف الجماعة المتحالفة مع إيران.