دعم يوناني وتركي لإجراء الانتخابات الليبية المؤجلة

دعوة أممية وأميركية لإطلاق سراح «المحتجزين تعسفياً»

لقاء عقيلة صالح مع وفد اليونان (مجلس النواب)
لقاء عقيلة صالح مع وفد اليونان (مجلس النواب)
TT

دعم يوناني وتركي لإجراء الانتخابات الليبية المؤجلة

لقاء عقيلة صالح مع وفد اليونان (مجلس النواب)
لقاء عقيلة صالح مع وفد اليونان (مجلس النواب)

بينما دعت البعثة الأممية والسفارة الأميركية في ليبيا إلى «الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين تعسفياً في ليبيا»، دعمت اليونان وتركيا إجراء الانتخابات المؤجلة في ليبيا، وتزامن ذلك مع تصويت مجلس النواب، الأربعاء، بالإجماع على اعتماد مخصص إضافي للميزانية العامة للدولة للعام الحالي، والمقدرة بنحو 180 مليار دينار ليبي، التي قدمتها حكومة الاستقرار برئاسة أسامة حماد.

مجلس النواب خلال جلسته في بنغازي (المجلس)

وكان صالح قد ناقش مع وفد من اليونان، ضم سفيرها نيكولاوس غاريليذيس، وقنصلها العام والملحق العسكري بوسيذون أورولوغيذيس، آخر مستجدات الأوضاع في ليبيا وسُبل إنهاء الأزمة الليبية، من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتشكيل حكومة موحدة في أنحاء البلاد كافة لتنفيذ الاستحقاق الانتخابي.

في غضون ذلك، أشاد القائد العام للجيش الوطني، المشير خليفة حفتر، خلال لقائه مع وفد اليونان بالعلاقات الليبية - اليونانية، وتطور علاقات حُسن الجوار والصداقة بين البلدين. وجدد حفتر شكره وتقديره لليونان نظير موقفها واستجابتها السريعة بإرسال معدات الإغاثة، وفرق الإنقاذ لمدينة درنة بسبب الأضرار الناجمة عن «إعصار دانيال».

اجتماع حفتر مع وفد اليونان (الجيش الوطني)

كما نقل حفتر عن السفير اليوناني إشادته بـ«العلاقات التي تربط البلدين»، مؤكداً أهمية تطويرها وتعزيزها في المجالات التجارية والاقتصادية والثقافية بما يخدم المصالح المُشتركة، لافتاً إلى دعم اليونان للجهود المبذولة من قبل بعثة الأمم المتحدة للدفع بالعملية السياسية من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

من جهة ثانية، قال رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، إنه ناقش، مساء الثلاثاء، في العاصمة طرابلس مع سفير الاتحاد الأوروبي، نيكولا أورلاندو، تعزيز التعاون في مختلف المجالات، والمضي قُدماً في خطوات رفع حظر الطيران المفروض على ليبيا. كما ناقش الجانبان الاستعدادات الجارية لعقد منتدى الهجرة عبر المتوسط، الذي ستستضيفه العاصمة طرابلس في الـ17 من يوليو (تموز) الحالي، بحضور عدد من الدول الأفريقية والأوروبية ذات العلاقة.

الدبيبة خلال ورشة عمل في طرابلس (حكومة الوحدة)

ونقل الدبيبة عن نيكولا تأكيده حرص الاتحاد الأوروبي على نجاح المنتدى، مشيداً بالخطوات الإيجابية التي تبذلها حكومة «الوحدة» للتعامل مع ملف الهجرة، لا سيما تسهيل عودة المهاجرين إلى دول المصدر. كما نقل الدبيبة عن سفير تركيا، غوفين بيجيتش، الذي التقاه مساء الثلاثاء دعم تركيا لحكومة الوحدة، وتوحيد الجهود بين البلدين لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وفق قوانين قابلة للتنفيذ. وأوضح الدبيبة أنهما ناقشا أوجه التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين، ومتابعة نتائج اجتماع الدبيبة والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة، من خلال السفارة التركية والمؤسسات ذات العلاقة.

من جانبه، وصف وزير الداخلية المكلف بحكومة «الوحدة»، عماد الطرابلسي، ملف «الهجرة غير النظامية» بأنه ملف أمن قومي، عادّاً أنه أهم من ملف الانتخابات، ومبرزاً أن أعداد المهاجرين في ليبيا باتت تقدر بنحو 2.5 مليون، 70 في المائة منهم دخلوا من دون تأشيرات.

وقال الطرابلسي إن ليبيا تحولت إلى دولة استقرار وليست دولة عبور رغم أعداد المهاجرين الذين يجري ترحيلهم طوعياً، مشيراً إلى تحول بعض أحياء العاصمة طرابلس إلى أوكار للإجرام بسبب مهاجرين غير نظاميين من دول أفريقيا جنوب الصحراء. واتهم بعض المنظمات غير الرسمية بالسعي لأن تكون ليبيا «دولة استقرار للمهاجرين».

تكالة بحث مع وزير المواصلات بحكومة الوحدة عودة عدد من الخطوط الجوية الدولية للعمل وافتتاح مكاتبها داخل ليبيا (إ.ب.أ)

في سياق غير متصل، قال رئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكالة، إنه بحث مساء الثلاثاء مع وزير المواصلات بحكومة الوحدة، محمد الشهوبي، عودة عدد من الخطوط الجوية الدولية للعمل وافتتاح مكاتبها داخل ليبيا، والتحديات التي تواجه الوزارة في سبيل فتح المسارات، وتعبيد الطرق في المدن الليبية كافة.

إلى ذلك، عبّرت السفارة الأميركية عن شعور الولايات المتحدة بقلق بالغ إزاء تقارير حول اختطاف الناشط السياسي المعتصم عريبي، في مدينة مصراتة بغرب البلاد. وقالت في بيان، الأربعاء، إنها تنضم إلى بعثة الأمم المتحدة وأعضاء مجلس مصراتة البلدي، وقادة المجتمع الآخرين، في الدعوة إلى إجراء تحقيق شامل وإطلاق سراح عريبي فوراً، وأيضاً في الدعوة لإطلاق سراح جميع الأفراد المحتجزين بشكل تعسفي في جميع أنحاء ليبيا.

وكانت البعثة الأممية قد طالبت بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع «المحتجزين تعسفياً» في ليبيا، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.

وقالت البعثة في بيان، مساء الثلاثاء، إنه يساورها قلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بحدوث عملية اختطاف جديدة في مصراتة بعد تعرض العريبي للاختطاف أخيراً بمعية صديقه محمد أشتيوي، على أيدي مسلحين مجهولين يرتدون ملابس مدنية، مشيرة إلى أنها وثقت حالات احتجاز لما لا يقل عن 60 فرداً بسبب انتمائهم السياسي الفعلي أو المُتصور. وقالت إنه يرجح أن يكون العدد الفعلي للأفراد المحتجزين بسبب تعبيرهم السلمي عن آرائهم السياسية أعلى بكثير.


مقالات ذات صلة

«دماء ورصاص» في الذكرى الـ55 لـ«ثورة القذافي»

شمال افريقيا أنصار القذافي يُنزلون صورة الملك إدريس السنوسي (أرشيفية متداولة على صفحات أنصار النظام السابق)

«دماء ورصاص» في الذكرى الـ55 لـ«ثورة القذافي»

مناشدات بالتحرك الفوري لحقن الدماء وتهدئة الأوضاع في المدينة التي تشهد اضطرابات واسعة دفعت بعض أهالي المقتولين إلى إضرام النار في منزل أحد المتهمين بقتله.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا صورة لحقول نفط تم إعادة تشغيلها في ليبيا (القوات البرية بـ«الجيش الوطني»)

ليبيا: استئناف الإنتاج بحقول نفطية بضغط أميركي

قال منسّق «حراك فزان في ليبيا» بشير الشيخ، إنه تم استئناف إنتاج النفط في بعض حقول الجنوب الشرقي «بضغط أميركي».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)

مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

حذّر تقرير للأمم المتحدة من أن غياب المساءلة، والسنوات الطويلة من إفلات المتسببين في انتهاكات حقوق الإنسان، والتجاوزات المرتكبة في مدينة ترهونة الليبية

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا محافظ المصرف المركزي الجديد خلال اجتماع بمساعديه (المصرف المركزي)

«النواب» الليبي يُصر على رفض محافظ «المركزي»... ويدعو للتهدئة

دخلت أزمة المصرف المركزي الليبي، مرحلة جديدة، السبت، وسط محاولة من حكومة الوحدة المؤقتة في العاصمة طرابلس، لاحتواء لانتقادات أميركية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا لقاء سابق يجمع صالح والمشري وستيفان ويليامز المبعوثة الأممية بالإنابة (المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي)

ليبيون يعلّقون آمالهم على تقارُب صالح والمشري لإحياء المسار الانتخابي

تدفع أزمة المصرف المركزي الليبي بإمكانية العودة إلى بحث العملية السياسية، في ظل عقد البعض آمالاً على عودة التقارب بين مجلسَي النواب و«الأعلى للدولة».

جاكلين زاهر (القاهرة)

الجزائر: غياب الاستقطاب وعنصر التشويق عن حملة «الرئاسية»

عبد القادر بن قرينة (وسط) متزعم حملة مؤيدي الرئيس المترشح (إعلام الحملة)
عبد القادر بن قرينة (وسط) متزعم حملة مؤيدي الرئيس المترشح (إعلام الحملة)
TT

الجزائر: غياب الاستقطاب وعنصر التشويق عن حملة «الرئاسية»

عبد القادر بن قرينة (وسط) متزعم حملة مؤيدي الرئيس المترشح (إعلام الحملة)
عبد القادر بن قرينة (وسط) متزعم حملة مؤيدي الرئيس المترشح (إعلام الحملة)

تنتهي الثلاثاء حملة انتخابات الرئاسة الجزائرية المقررة يوم 7 سبتمبر (أيلول) الجاري، في غياب الاستقطاب السياسي الحاد، الذي يتابعه الجزائريون عادةً في الانتخابات الفرنسية، التي تعد النموذج الأقرب إليهم بحكم القرب الجغرافي، زيادة على الاعتبارات التاريخية ذات الصلة بالاستعمار.

واجتهد الرئيس المنتهية ولايته، المرشح لدورة ثانية، عبد المجيد تبون، والمرشح الإسلامي عبد العالي حساني، والمرشح اليساري يوسف أوشيش في تجمعاتهم، لإقناع الناخبين بـ«أهمية التصويت بكثافة لمنح الرئيس، الذي سيفرزه الصندوق، الشرعية اللازمة التي تمكنَه من حل المشكلات الداخلية، ومواجهة التحديات في الجوار». في إشارة إلى الاضطرابات في مالي والنيجر وليبيا، التي يُجمع المرشحون على أنها «مصدر تهديد لأمننا القومي».

عبد المجيد تبون (حملة المرشح)

وفي بعض التجمعات واللقاءات المباشرة مع المواطنين في الشوارع، بدا اهتمام المرشحين منصبّاً أكثر على الانتخابات بوصفها فعلاً سياسياً أو «واجباً وحقاً» كما ورد في خطاباتهم، أكثر من إقناع الناخبين ببرامجهم وبتعهداتهم.

وساد الهدوء الأسبوعين الأولين من الحملة، التي استمرت 21 يوماً حسب القانون، كما كان متوقعاً، من دون أحداث بارزة. وفي اللقاءات المقررة للأسبوع الثالث التي يجرى أغلبها في العاصمة، لم تُعقد أي تجمعات جماهيرية كبيرة، باستثناء المهرجان الانتخابي الذي نظمه تبون في وهران، كبرى مدن غرب البلاد، يوم 25 من الشهر المنقضي، حيث جمع، حسب مديرية حملته الانتخابية، أكثر من 17 ألف شخص داخل قاعة للألعاب الرياضية، وحيث لوحظ حضور بعض المشاهير من بينهم بطلة أولمبياد باريس صاحبة الميدالية الذهبية في الملاكمة، إيمان خليف التي أثارت جدلاً أخذ بُعداً عالمياً بسبب حملة التنمر ضدها.

يوسف أوشيش مرشح «القوى الاشتراكية» في لقاء مع سكان حي بشرق البلاد (حملة المرشح)

وتجنب المرشحون تبادل الهجمات سواء كانت شخصية أو تتعلق بالبرامج، في التجمعات الميدانية أو في التدخلات الدعائية عبر وسائل الإعلام، الأمر الذي أفقد الانتخابات نكهة التشويق... واللافت، بهذا الخصوص، أن المرشحين أوشيش وحساني لم يوجّها أي انتقاد لحصيلة الولاية للرئيس تبون. أما الصحافة، فقد عدَّ معظمها أنها «كانت إيجابية»، ووفرت تغطية واسعة لعدد كبير من مؤيدي تبون، الأمر الذي استهجنه المرشح الإسلامي، عادّاً وسائل الإعلام «منحازة» إلى الرئيس المترشح، لكن من دون ذكره بالاسم.

وفي مناسبات عديدة، أبدى المرشحان المعارضان استياء من تعليقات ساخرة في وسائل الإعلام الاجتماعي، عدَّت «اللعبة محسومة للرئيس تبون»، وأنهما «يشاركان في الاستحقاق لغرض الديكور الانتخابي، ولمرافقة تبون إلى الأمتار الأخيرة من السباق ليفوز في النهاية».

وهيمنت القضايا الاقتصادية والاجتماعية على الحملة، وبخاصة القدرة الشرائية والإسكان، والبطالة وإنعاش الاقتصاد وتطوير بعض القطاعات مثل الزراعة، وفك العزلة عن المناطق النائية.

وأضفى رئيس «حركة البناء الوطني» عبد القادر بن قرينة، وهو أشد مؤيدي تبون ولاءً، مسحةً من الهزل على الحملة الدعائية بتصريحات أثارت جدلاً، كقوله إن «التملق (للرئيس) شعبة من شعب الإيمان»، أو الحديث الذي جمعه بأحد المواطنين في الشارع، حينما قال له إن «راتب 30 ألف دينار الذي تتقاضاه في بلدك، أفضل من 5 آلاف يورو التي يأخذها جزائري يعيش في سويسرا».

المرشح الإسلامي عبد العالي حساني مع أنصار حزبه جنوب غربي البلاد (حملة المرشح)

كما تم التركيز في الحملة على بعض القضايا الساخنة على الصعيد الدولي، مثل الوضع في غزة وفلسطين، فضلاً عن القضية الصحراوية التي أوجدت خلافاً شديداً مع المغرب، والتصريحات المتعلقة بفلسطين التي أدلى بها الرئيس المنتهية ولايته في قسنطينة (شرق)، وعبّر فيها عن «استعداد الجزائر لإنشاء ثلاثة مستشفيات ميدانية في غزة إذا تم فتح الحدود»، التي أثارت جدلاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الأجنبية.

واضطرت حملة الرئيس المرشح إلى التحرك بسرعة لاحتواء الجدل الذي بدأ يتشكل على وسائل التواصل الاجتماعي، عندما تم تصوير شاب وهو يسجد أمام ملصق انتخابي لعبد المجيد تبون في الجزائر العاصمة. وكتبت الحملة في بيان نُشر يوم الثلاثاء 27 أغسطس (آب): «المرشح المستقل عبد المجيد تبون لا يمكنه قبول هذا النوع من التصرفات التي لطالما ناضل ضدها ورفضها، حتى وإن كانت صادرة عن مؤيديه».