السودان: «تنسيقية تقدم» تقاطع اجتماع «الآلية الأفريقية»

قالت إن «النظام المعزول يسيطر عليه»

عبد الله حمدوك (تنسيقية تقدم)
عبد الله حمدوك (تنسيقية تقدم)
TT

السودان: «تنسيقية تقدم» تقاطع اجتماع «الآلية الأفريقية»

عبد الله حمدوك (تنسيقية تقدم)
عبد الله حمدوك (تنسيقية تقدم)

اعتذرت «تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية (تقدم)»، الثلاثاء، عن عدم المشاركة في الاجتماع الذي تنظمه «الآلية الأفريقية» رفيعة المستوى المعنية بالسودان، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا خلال الفترة من 10 إلى 15 يوليو (تموز) الحالي.

وقالت في بيان، نشر على منصة «إكس»، إنه «اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن الاجتماع مسيطَر عليه بواسطة عناصر النظام السابق وواجهاته وقوى الحرب».

جانب من لقاء سابق لـ«تنسيقية تقدم» مع مسؤولي «الآلية الأفريقية» في أديس أبابا (تقدم)

وأضافت أنه «يهمش ويستبعد قوى السلام والتحول المدني ويضعف دورها، ويمنح مشروعية لقوى الحرب، ولن يؤدي إلى سلام في السودان».

وذكرت في البيان أنها أخضعت الدعوة؛ التي تقدم بها رئيس «الآلية» محمد بن شمباس، للدراسة داخل أجهزتها، وأنها «تعاطت معها بأقصى درجات الجدية والمسؤولية لإنجاح أي مبادرة لوقف الاقتتال في البلاد، لكن الدعوة افتقرت إلى التفاصيل حول الأطراف والمنهجية المتبعة في تصميم العملية»، مشيرة إلى أنها اجتمعت بـ«الآلية الأفريقية» بهذا الشأن، إلا إن الأخيرة تحفظت على إعلامها بالأطراف المشاركة في الاجتماع، ورفضت التشاور حول ذلك.

ونوهت في البيان بأن «الآلية الأفريقية» رفيعة المستوى أبلغتها في خطاب خلال يونيو (حزيران) الماضي بأنها أجرت مشاورات مع طرفي الحرب، في حين أن الاجتماع مخصص للقوى المدنية.

اجتماع سابق لتنسيقية «تقدم» في العاصمة الإثيوبية (الشرق الأوسط)

وأكدت «تنسقية تقدم» على أهمية دور «الاتحاد الأفريقي» في جهود إحلال السلام بالسودان، مؤكدة «التزامها الصميم بالعمل معه بصورة إيجابية لإنجاح وتعزيز هذه الجهود». وشددت على أن العملية السياسية «يجب أن تكون مملوكة للسودانيين وبقيادتهم، وأن إطلاقها يجب أن يكون نتيجة لمشاورات حقيقية مع الأطراف السودانية، وأن تعبر عن توافقهم على قضايا: الأطراف، والأجندة، والمراحل، والمواقيت، بالإضافة إلى دور الميسرين الإقليميين والدوليين».

كما اعتذر حزب «البعث العربي الاشتراكي - (الأصل)» و«حركة تحرير السودان» بقيادة عبد الواحد محمد أحمد النور، عن عدم المشاركة في الاجتماع.


مقالات ذات صلة

الربيعة: السعودية بذلت جهوداً حثيثة لإعادة الأمل للسودانيين

الخليج الربيعة يلقي كلمة السعودية في اجتماع بشأن الوضع الراهن للمساعدات الإنسانية بالسودان (واس)

الربيعة: السعودية بذلت جهوداً حثيثة لإعادة الأمل للسودانيين

أكد الدكتور عبد الله الربيعة المشرف على «مركز الملك سلمان للإغاثة» أن السعودية بذلت جهوداً حثيثة لإيجاد سبل لإعادة الأمل إلى شعب السودان منذ بداية أزمة بلادهم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا الجيش السوداني يشن هجوماً لاستعادة السيطرة على العاصمة

الجيش السوداني يشن هجوماً لاستعادة السيطرة على العاصمة

عاش سكان العاصمة السوداني الخرطوم شللاً مفاجئاً، فيما قال شهود ومصادر عسكرية إن الجيش السوداني شن قصفاً مدفعياً وجوياً في العاصمة السودانية الخرطوم يوم الخميس.

محمد أمين ياسين (نيروبي) أحمد يونس (كامبالا)
شمال افريقيا قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو أيام تحالفهما (أرشيفية)

البرهان: أدعم جهود إنهاء «احتلال» قوات «الدعم السريع» أراضي بالسودان

قال قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، اليوم (الخميس)، إنه يؤيد الجهود الرامية لإنهاء الحرب المدمرة في بلده.

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا طفلة سودانية أمام أحد مستشفيات «أطباء بلا حدود» في السودان (رويترز)

معدلات موت «صادمة» بين الحوامل جنوب دارفور

دفعت الحرب السودانية المتواصلة معدلات الوفيات بين الحوامل وحديثي الولادة في جنوب دارفور إلى «معدلات صادمة»، وفق ما أفادت به منظمة «أطباء بلا حدود».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا مرضى سودانيون يعانون الكوليرا يتلقون العلاج يوم الأربعاء في ولاية البحر الأحمر شرق البلاد (أ.ف.ب)

السودان: غارات على «الدعم السريع»... ومطالبات بحظر الطيران

دوّت أصوات انفجارات، وتصاعدت ألسنة الدخان من مناطق عدة تحت سيطرة «قوات الدعم السريع» بالعاصمة السودانية الخرطوم، جرّاء غارات شنّها الطيران الحربي التابع للجيش،…

أحمد يونس (كمبالا)

اتفاق يطوي أزمة «المركزي» الليبي

جانب من الحضور خلال توقيع اتفاق ينهي أزمة الصراع على مصرف ليبيا المركزي (البعثة الأممية)
جانب من الحضور خلال توقيع اتفاق ينهي أزمة الصراع على مصرف ليبيا المركزي (البعثة الأممية)
TT

اتفاق يطوي أزمة «المركزي» الليبي

جانب من الحضور خلال توقيع اتفاق ينهي أزمة الصراع على مصرف ليبيا المركزي (البعثة الأممية)
جانب من الحضور خلال توقيع اتفاق ينهي أزمة الصراع على مصرف ليبيا المركزي (البعثة الأممية)

وقّع ممثلا مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» في ليبيا، اليوم (الخميس)، على اتفاق، من شأنه إنهاء أزمة المصرف «المركزي»، وذلك بتعيين محافظ مؤقت ونائب له، فيما أعلنت القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، تلقيها وعوداً من مسؤولين بالمنطقة الشرقية «بضخّ النفط قريباً».

وينصّ الاتفاق على تكليف الاقتصادي الليبي، ناجي عيسى، محافظاً لـ«المركزي» بشكل مؤقت، ومرعي البرعصي نائباً مؤقتاً له، على أن يتم تشكيل مجلس إدارة جديد، يتكون من 6 أعضاء، وسط تمسك المجلس الرئاسي بضرورة اضطلاعه بتشكيلها.

ناجي عيسى (متداولة على صفحات التواصل الاجتماعي)

ويعقب هذه الخطوة من الاتفاق تشاور «النواب» و«الأعلى للدولة» لتعيين المرشحين لمنصبي المحافظ ونائبه في غضون أسبوع من توقيع الاتفاق. ويشغل عيسى منصب مدير إدارة الإصدار بالمصرف المركزي منذ سنوات.

وعدّت خوري، في كلمتها خلال مراسم التوقيع، أن هذا الاتفاق «يركز على الإجراءات، التي تضمن الحكم الرشيد واستقلالية المصرف المركزي»، داعية جميع الأطراف إلى «إبعاد الموارد الليبية عن النزاعات السياسية». ومعتبرة أن نتائج هذا التوقيع «إيجابية وواعدة، وما حدث يسلط الضوء على قدرة الأطراف الليبية على تجاوز التحديات عندما تكون الروح الوطنية سائدة، وعلى وضع مصالح الشعب كأولوية فوق كل شيء». كما أوضحت أن هذا الاتفاق «سيؤدي إلى مشاورات بين مجلسي النواب والدولة لتعيين محافظ المصرف ونائبه خلال أسبوع من توقيع هذه الاتفاقية، وكذلك تعيين مجلس إدارة خلال أسبوعين من تعيين المحافظ».

وبدأت مراسم التوقيع بعد ظهر الخميس، بحضور عدد من أعضاء مجلسي النواب و«الدولة»، وممثلي الأطراف الليبية الفاعلة وعدد من ممثلي السلك الدبلوماسي العامل في ليبيا.

واجهة البنك المركزي بطرابلس (رويترز)

كانت البعثة الأممية قد أعلنت مساء الأربعاء اختتام المشاورات، التي تسيرها، لمعالجة أزمة مصرف ليبيا المركزي، وقالت إن ممثلي مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» توصلا إلى تسوية بشأن تعيين قيادة جديدة للمصرف. مبرزة أن الطرفين وقّعا بالأحرف الأولى على اتفاق بشأن الإجراءات والمعايير، والجداول الزمنية لتعيين محافظ ونائب محافظ ومجلس إدارة لمصرف ليبيا المركزي، وفقاً لأحكام الاتفاق السياسي الليبي.

وكان المجلس الرئاسي، بقيادة محمد المنفي، قد سارع بإعلان دعمه اتفاق مجلسي النواب والدولة على تعيين محافظ جديد للمصرف المركزي، لكنه تمسك بحقّه في تعيين مجلس الإدارة للمصرف، بناء على «الاتفاق السياسي».

ورحّب النائب بالمجلس، موسى الكوني، بالاتفاق، مؤكداً أن المحافظة على وحدة المصرف وممارسته مهامه بشكل انسيابي ومهني «تساهم في استقرار الوضع الاقتصادي للبلاد»، وأن الاتفاق «سيعالج حالة الانسداد السياسي والتوافق بين المجلسين»، وفق الاتفاق السياسي للمضي قدماً نحو الانتخابات.

موسى الكوني نائب رئيس المجلس الرئاسي (الشرق الأوسط)

وألقت أزمة المصرف المركزي بظلالها على لقاء المنفي بالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مدينة نيويورك، على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال مكتب المنفي، مساء الأربعاء، إن اللقاء تطرق إلى الوضع السياسي في ليبيا، والخطوات العملية للخروج من حالة الانسداد السياسي بالتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.

ونقل المكتب عن المنفي تأكيده على «حرصه التام، وسعيه لإيجاد توافق بين الأطراف السياسية»، مشيراً إلى دعمه للوصول إلى توافقات بخصوص المصرف المركزي «تراعي الاتفاق السياسي وخريطة الطريق؛ وتعالج القرارات الأحادية كافة، ومواصلة العمل مع الشركاء الدوليين لتحقيق السلام والاستقرار في ليبيا، والوصول لتسوية سياسية حقيقية وعادلة تصل بالبلاد للانتخابات».

وبخصوص لقاء المنفي وغوتيريش، قالت البعثة الأممية، اليوم (الخميس)، إنهما ناقشا «آخر التطورات في ليبيا والمنطقة؛ ورحّبا بالاتفاق الأخير بشأن قيادة المصرف المركزي الليبي».

ونقل مكتب المتحدث باسم الأمين العام أن غوتيريش أكد أن الجمود السياسي الذي طال أمده في ليبيا «لا يمكن حلّه إلا من خلال حوار شامل، يهدف إلى إعادة البلاد إلى مسار ثابت نحو الانتخابات»، كما أكد «التزام (الأمم المتحدة) بدعم العملية السياسية في ليبيا».

المنفي مصافحاً الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مدينة نيويورك (البعثة)

في السياق ذاته، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، السفير ريتشارد نورلاند، إنه ناقش مع وزير خارجية جمهورية الكونغو، جان كلود غاكوسو، الجهود المشتركة لإحياء العملية السياسية في ليبيا.

وقال نورلاند، عبر حساب السفارة، اليوم (الخميس)، إن الوزير غاكوسو «قدّم لي إحاطة حول دعم الاتحاد الأفريقي لعقد مؤتمر للمصالحة يجمع الخصوم السابقين لتمهيد الطريق نحو إعادة توحيد ليبيا»، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة «تدعم الاتحاد الأفريقي، وتعمل مع الشركاء الليبيين على تنظيم هذا الحدث الهام».

في شأن مختلف، أوضح عضو المجلس الأعلى للدولة، أبو القاسم قزيط، أن مسؤولاً بجوازات مطار مصراتة الدولي أخبره، أمس (الأربعاء)، أن أعضاء مجلسي النواب و«الدولة» ممنوعون من السفر «دون موافقة».

وقال قزيط لـ«الشرق الأوسط» إن مسؤولاً أخبره عندما كان مسافراً أمس (الأربعاء) بهذا الأمر، دون أن يوضح له طبيعة هذه الموافقة. مشيراً إلى أنه أبلغ مسؤول الجوازات بأن «هذا المنع غير مسبوق، وفيه تجاوز قانوني. لكن بعد مراجعة القوائم أخبرني أن اسمي ليس موجوداً بها، وأجرى المسؤول اتصالاً بضابط آخر أرفع رتبة منه، وسمح لي بالمغادرة بعدما أخذ نسخة من هويتي السفر».