أجرى رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، مباحثات ثنائية مشتركة مع رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، خلال زيارة رسمية استغرقت ساعات عدّة، أجراها الأخير إلى العاصمة المؤقتة في مدينة بورتسودان شرق البلاد.
وأفاد إعلام «السيادي السوداني» بأن المباحثات «ركزت على تطورات الأوضاع في السودان، وضرورة ترقية وتطوير التعاون المشترك وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين».
وذكر في بيان أن البرهان أكد «عمق العلاقات الثنائية، والروابط التاريخية والثقافية بين البلدين، وأهمية المحافظة عليها».
وقدم البرهان شرحاً لرئيس الوزراء الإثيوبي حول الوضع في السودان «على خلفية التمرد الذي قادته ميليشيا (الدعم السريع) الإرهابية ضد الدولة ومؤسساتها». وقال إن «الميليشيا ارتكبت جرائم وفظائع ضد الشعب السوداني، وعملت على تدمير البنى التحتية للدولة واستهداف المؤسسات القومية»، وفق ما جاء في البيان الرئاسي.
وبدوره، قال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، إن زيارته تأتي للتضامن مع الشعب السوداني، مضيفاً: «الأصدقاء الحقيقيون يظهرون وقت الشدة».
وقال إن هذه الزيارة جاءت «لتأكيد وقوف إثيوبيا حكومة وشعباً مع السودان»، مشيراً إلى أن «هذه الحرب ستنتهي وستبقى العلاقات بين البلدين راسخة ووطيدة».
وأكد آبي أحمد أهمية السلام باعتباره أساس التنمية، مشدداً على أن «مشكلات الدول يجب أن تحل داخلياً من دون تدخل خارجي»، وفق البيان السوداني.
وتعدّ زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي إلى السودان الأولى منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) العام الماضي.
وتشارك إثيوبيا ضمن دول الهيئة الدولية للتنمية الحكومية (إيغاد) في الوساطة لوقف الحرب بالسودان.
وغادر آبي أحمد، بورتسودان، حيث كان في وداعه البرهان وعدد من الوزراء.
وجاءت زيارته قبل يوم من استضافة الاتحاد الأفريقي اجتماعاً في مقره بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، للتشاور حول «رؤية موحدة لوقف الحرب» ومسار الحل السياسي.
واستقبل رئيس الوزراء الإثيوبي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قائد قوات «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو الشهير باسم «حميدتي»، لبحث سبل إحلال السلام في السودان، وكانت ثاني دولة يزورها بعد خروجه من البلاد.
وكان «مجلس السلم والأمن» التابع للاتحاد الأفريقي اعتمد في يونيو (حزيران) الماضي، قراراً بتشكيل لجنة من رؤساء الدول والحكومات، بقيادة رئيس الدورة الحالية الرئيس الأوغندي يوري موسفيني.
وأوكلت إلى اللجنة مهمة «الدعوة للقاء عاجل ومباشر بين البرهان وحميدتي في العاصمة الأوغندية كمبالا، للتوصل إلى حل سياسي لإيقاف الحرب»، لكن ذلك لم يحصل بعد.