مدير الموانئ السودانية: لم نستقبل بوارج أميركية في بورتسودان

أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن قاعدة «فلامنغو» تقع تحت مسؤولية الجيش

مرفأ بورتسودان على البحر الأحمر (سونا)
مرفأ بورتسودان على البحر الأحمر (سونا)
TT

مدير الموانئ السودانية: لم نستقبل بوارج أميركية في بورتسودان

مرفأ بورتسودان على البحر الأحمر (سونا)
مرفأ بورتسودان على البحر الأحمر (سونا)

أكد مسؤول سوداني حكومي رفيع أن ميناء بورتسودان الرئيسي في البلاد لم يستقبل أي بوارج أميركية حربية، وعدّ ما تم تداوله من معلومات خلال الأيام الماضية بخصوص هذا الأمر غير صحيح.

وقال المدير العام لهيئة الموانئ البحرية السودانية، محمد حسن مختار، لـ«الشرق الأوسط»: «لم نشاهد وصول بوارج أميركية حربية أو تجارية إلى الميناء، وكان سيتم إخطارنا كما هو سائد».

ونفى مختار علمه إذا ما كانت البواخر المذكورة قد رست في قاعدة «فلامنغو» العسكرية، التي أشار إلى أنها تتبع الجيش السوداني، وليست للموانئ علاقة بها.

لكن مختار أعلن ترحيب بلاده بوجود قاعدة روسية على ساحل البحر الأحمر، إذا جاؤوا لتقديم المساعدة لنا، لكنهم لم يحضروا بعد، وقال: «ستكون لها فوائد كثيرة».

وكان مساعد القائد العام للجيش السوداني، الجنرال ياسر عبد الرحمن العطا، كشف في وقت سابق أن روسيا طلبت نقطة لإنشاء مركز لوجستي لجيشها على البحر الأحمر، مقابل مدّ الجيش السوداني بالأسلحة والذخائر، ووافقنا على ذلك.

وعاد ملف القاعدة الروسية إلى السطح عقب زيارات متبادلة جرت خلال الأشهر الماضية بين المسؤولين الروسيين والسودانيين، وبعد نحو عامين من تجميد الخرطوم اتفاقية مع موسكو بذات الخصوص.

وكانت مصادر إقليمية تحدثت عن رصد رسو 3 قطع حربية بحرية أميركية في ميناء بورتسودان، ولم يتسن لـ«الشرق الأوسط» الحصول على معلومات مؤكدة بشكل قاطع من المسؤولين العسكريين.

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان مستقبلاً المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف في بورتسودان (أرشيفية - سونا)

ويبدو أن التفاهمات بين السودان وروسيا بشأن القاعدة تجمدت أو توقفت بعدما اصطدمت بتقاطعات المصالح الدولية والإقليمية في البحر الأحمر، إذ إن الخطوة تجد معارضة من أميركا ودول في المحيط العربي والأفريقي.

ومن جهة ثانية، قال مختار إن الموانئ البحرية السودانية لم تتأثر بالحرب، كما حدث لقطاعات كثيرة في البلاد، مشيراً إلى ازدياد حركة الاستيراد والتصدير، بفضل التدابير التي وضعتها الهيئة لتتجاوز أزمة الحرب، مضيفاً أن الميناء يعد الركيزة الأساسية للدولة في ظل الحرب.

وأشار إلى تصدير 5 ملايين رأس من الماشية عبر ميناء بورتسودان، بدلاً من مليونين قبل الحرب، عازياً ذلك إلى أن بورتسودان أصبحت البوابة الوحيدة للتصدير.

ونوّه مدير الموانئ السودانية إلى تدنٍ ملحوظ في حركة الصادر من ولايات البلاد وإليها داخل نطاق القتال الدائر بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) العام الماضي.

وقال إن التجار يقومون بمجهودات كبيرة لاستيراد المواد الغذائية، خاصة عبر الميناء الشمالي والأخضر، لإيصالها إلى مناطق الاشتباكات، وفي بعض الأحيان تتعرض للنهب والسلب لعدم توفر الحماية في الطرق.

وأكد مختار أن دور العاملين في الموانئ البحرية دعم القوات المسلحة السودانية في حربها ضد «قوات الدعم السريع»، وتبرعوا بمبلغ 140 مليار جنيه سوداني لها، ووزّعوا خلايا شمسية في الارتكازات والمركبات بالخطوط الأمامية للقتال لشحن الهواتف والراديو.

وذكر أن هذا الأمر أحد أسباب الانتصارات التي حقّقها الجيش في المعارك، لأنه سهّل التواصل بين القوات، مشيراً إلى أن رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان، طلب 200 خلية طاقة شمسية إضافية.

وقال مختار إنه لا يوجد صراع بين هيئة الموانئ ووزارة المالية، وإن هناك تعاوناً كاملاً بين الجانبين في كيفية تسيير الاحتياجات وتطوير الموانئ.

وعدّ مدير الموانئ الإضرابات التي نفّذها العمال في مارس (آذار) الماضي أفكار شباب واعتقادات خاصة تستند على معلومات خاطئة.

وقال إن «عمال الموانئ لهم دور في تطوير القطاع، لكن بعضهم يعطلون العمل ويتحدثون عن إغلاق الميناء، وهؤلاء لا نعيرهم اهتماماً، لكن نتحدث معهم، ونقول لهم هذا خطأ وهذا صحيح».


مقالات ذات صلة

الإمارات تؤكد استهداف الجيش السوداني مقر رئيس بعثتها في الخرطوم

الخليج مقر وزارة الخارجية الإماراتية (الشرق الأوسط)

الإمارات تؤكد استهداف الجيش السوداني مقر رئيس بعثتها في الخرطوم

أكد سالم الجابري، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمنية والعسكرية، استهداف الجيش السوداني مقر رئيس بعثة دولة الإمارات في الخرطوم.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
شمال افريقيا رئيس مجلس الوزراء المصري خلال لقاء عدد من المفكرين والكُتاب (مجلس الوزراء المصري)

«سد النهضة»: مصر تلوح بـ«توجه آخر» حال نقص حصتها المائية

لوّحت الحكومة المصرية باتخاذ «توجه آخر» تجاه قضية «سد النهضة» الإثيوبي حال نقص حصة القاهرة من مياه النيل.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا الدخان يتصاعد نتيجة القتال في العاصمة السودانية الخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)

السودان: اتهامات لكتائب موالية للجيش بـ«إعدام العشرات» جماعياً

وجه نشطاء حقوقيون سودانيون اتهامات لكتائب موالية للجيش وأفراد يرتدون الزي العسكري له بارتكاب ما وصفوه بـ«انتهاكات جسيمة» تضمنت عمليات «إعدام جماعي لعشرات».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا الرئيس الصيني يرحب بقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال «قمة منتدى التعاون الصيني - الأفريقي» في بكين مطلع سبتمبر الماضي (مجلس السيادة)

بكين تدعو إلى احترام سيادة ووحدة السودان وعدم التدخل بشؤونه

«الشركات الصينية تهتم بالسودان، وتتابع تطورات الأحداث أولاً بأول، وترغب بعد وقف الحرب العودة مرة أخرى واستئناف عملها في الاقتصاد التجاري».

وجدان طلحة (بورتسودان)
شمال افريقيا أعمدة الدخان تتصاعد خلال اشتباكات بين «قوات الدعم السريع» والجيش في الخرطوم يوم 26 سبتمبر (رويترز)

الجيش السوداني ينفي قصف سفارة الإمارات بالخرطوم

قال الجيش السوداني في بيان إنه «لا يستهدف مقار البعثات الدبلوماسية، أو مقار ومنشآت المنظمات الأممية أو الطوعية».


سلطات ليبيا تتجاهل مذكرات اعتقال «الجنائية الدولية» لقادة «ميليشيا الكاني»

عناصر من هيئة البحث عن المفقودين تتفحص رفاة أشلاء تم العثور عليها في ترهونة (هيئة البحث عن المفقودين)
عناصر من هيئة البحث عن المفقودين تتفحص رفاة أشلاء تم العثور عليها في ترهونة (هيئة البحث عن المفقودين)
TT

سلطات ليبيا تتجاهل مذكرات اعتقال «الجنائية الدولية» لقادة «ميليشيا الكاني»

عناصر من هيئة البحث عن المفقودين تتفحص رفاة أشلاء تم العثور عليها في ترهونة (هيئة البحث عن المفقودين)
عناصر من هيئة البحث عن المفقودين تتفحص رفاة أشلاء تم العثور عليها في ترهونة (هيئة البحث عن المفقودين)

بينما التزمت السلطات الليبية الرسمية «الصمت والتجاهل»، رحبت منظمات شعبية بمذكرة المحكمة الجنائية الدولية حول توقيف 6 أعضاء في ميليشيا «الكانيات» المسلحة لاتهامهم بـ«ارتكاب جرائم حرب في البلاد».

ولم تعلق أي جهة ليبية رسمية في شرق أو غرب البلاد على خطوات المحكمة الدولية، مساء الجمعة، لكن «رابطة ضحايا ترهونة» رحبت بها. وقالت في بيان، مساء الجمعة، إنه رغم التأخير الطويل للمحكمة في اتخاذ هذا الاجراء؛ فإن إصدار المحكمة مذكرات توقيف ضد عدد من المتهمين من ميليشيا ما يعرف بـ«الكاني»، تعد «خطوة مهمة تحسب لها».

تمشيط منطقة في ضواحي ترهونة تم العثور بداخلها على جثث (هيئة البحث عن المفقودين)

وعدّت الرابطة أن مذكرات القبض تعد اختباراً حقيقياً للسلطات الليبية في السعي للقبض على المطلوبين وتسليمهم، كما أنه اختبار لحكومات الدول التي تؤوي المطلوبين. كما رحب بيان لـ«منظمة محامون من أجل العدالة» بإصدار أوامر قبض ضد بعض المتورطين في ترهونة. وطالب بتكثيف الجهود لتحقيق مطالب الضحايا في المشاركة والحماية والتعويض، وحث المحكمة الدولية على مواصلة التحقيقات.

وكانت المحكمة قد كشفت النقاب عن مذكرات توقيف، طالت 6 أعضاء في ميليشيا «الكانيات» المسلحة، وعلى رأسهم المدعو عبد الرحيم الكاني، «الشخص الأكثر دموية بين المطلوبين بارتكاب جرائم حرب في البلاد»، بحسب مراقبين.

ووفقاً للمحكمة، فقد «كانوا جميعهم أعضاء في مجموعة الكانيات المسلحة، المتحالفة مع الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، التي ساعدته في شن هجوم غير ناجح استمر 14 شهراً على العاصمة طرابلس في الغرب، حيث غيرت الميليشيا ولاءها بعدما كانت في السابق منحازة للمجموعات المسلحة الناشطة بطرابلس، وجعلت ترهونة قاعدة خلفية لقوات حفتر».

المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني المتمركز في شرق ليبيا (أرشيفية)

وعبد الرحيم الكاني هو أحد الإخوة الذين قادوا الميليشيا، التي كانت تجوب المدينة في استعراض للقوة، مستخدمة أيضاً أسدين مقيدين لبث الرعب في النفوس، وفق المراقبين.

وقال المدعي العام للمحكمة، كريم خان، إن 3 من المشتبه بهم هم أعضاء بارزون في هذه الميليشيا، التي سيطرت لسنوات على ترهونة وروعت سكانها، لافتاً إلى أن الثلاثة الآخرين كانوا مرتبطين بميليشيا «الكانيات»، التي أعدمت معارضين لها بشكل منهجي وقتلت عائلاتهم بالكامل.

وأشار خان إلى أنه «جمع أدلة على أن سكان ترهونة تعرضوا لجرائم حرب، من بينها القتل والتعذيب والعنف الجنسي والاغتصاب».

وتأسست «ميليشيا الكاني»، المعروفة أيضاً باسم «الكانيات»، عام 2015، وسيطرت على مدينة ترهونة الواقعة على بعد نحو 80 كيلومتراً جنوب طرابلس، والتي يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة.

تأمين مزرعة تم العثور بداخلها على جثث في ترهونة (هيئة البحث عن المفقودين)

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد فرضتا عقوبات على المشتبه بهم في 2020، عندما أخفق هجوم حفتر على العاصمة طرابلس، بينما تقدر منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن ما لا يقل عن 338 شخصاً اختطفوا، أو أُبلغ عن فقدانهم خلال فترة سيطرة «الكانيات»، التي استمرت 5 سنوات.

إلى ذلك، قالت حكومة الوحدة «المؤقتة» إن وزيرها المكلف بالداخلية، عماد الطرابلسي، ناقش خلال سلسلة اجتماعات مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي والجزائر، وإيطاليا، على هامش مشاركته في اجتماع وزراء الداخلية لدول مجموعة السبع (G7) في مدينة ميرابيلا إيكلانو الإيطالية، سبل تعزيز التعاون الأمني المشترك في مجالات مكافحة «الهجرة غير المشروعة»، وتأمين الحدود، ومكافحة الجريمة المنظمة.

وأكدت في بيان، مساء الجمعة، أنه تم الاتفاق على تعزيز الجهود المشتركة، والتنسيق لعقد اجتماعات مستقبلية لمناقشة آليات تنفيذ الخطط الأمنية، وتلبية الاحتياجات الليبية لتأمين الحدود بشكل فعال.

جانب من المضبوطات عند معبر «رأس جدير» الحدودي مع تونس (داخلية حكومة الوحدة)

في شأن آخر، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة ضبط دوريات مكلفة بتأمين منفذ «رأس جدير البري» على الحدود مع تونس، كميات من المواد الممنوعة، بما في ذلك الوقود وسلع أخرى، داخل مركبات المسافرين عبر المنفذ، مشيرة إلى اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين.

في غضون ذلك، أصدر رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، قراراً مفاجئاً ألغى بموجبه كل قرارات إنشاء الوحدات العسكرية، أو إعادة تمركزها أو نقل تبعيتها أو تعيين آمريها، ما لم تكن صادرة من المجلس الرئاسي. وطالب المنفي رئاسة أركان القوات التابعة لحكومة الوحدة «المؤقتة»، بعدم تعميم أو تنفيذ أي قرارات صادرة بالمخالفة لذلك.