سيطرت معضلة الانتخابات الليبية، وقوانينها المُختلف عليها، على لقاء رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والمبعوثة الأممية بالإنابة ستيفاني خوري، وسط تمسك صالح بتشكيل «حكومة موحدة» في البلاد لإنجاز الانتخابات الرئاسية والنيابية المؤجَّلة.
والتقى صالح، في مكتبه بمدينة القبة شرق ليبيا، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وبحث معها سُبل إنهاء الأزمة الليبية.
ونقل مكتب صالح «تأكيده إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لإنهاء الأزمة الليبية، وتشكيل حكومة موحدة في أنحاء البلاد كافة، تنجز الاستحقاق الانتخابي».
وبجانب الحديث عن عقبات تشكيل «الحكومة الجديدة»، أوضحت خوري جانباً آخر مما تضمّنه اللقاء، وقالت إنها ناقشت مع رئيس مجلس النواب «موضع الخلاف السياسي في شأن القوانين الانتخابية، وحاجة القادة الليبيين إلى الانخراط في حوار بنّاء لتشكيل حكومة موحدة تقود ليبيا إلى الانتخابات». ونقلت عن صالح «دعمه عملية سياسية تيسرها الأمم المتحدة».
وتتمحور جُل لقاءات المسؤولين الدولية والمحليين في ليبيا حول الأزمة السياسية، وهو الأمر الذي انعكس على لقاء مستشار الأمن القومي الليبي إبراهيم بوشناف، مع السفير الروسي لدى ليبيا حيدر أغانين، الخميس.
وبحث بوشناف مع أغانين، وفق «وكالة الأنباء الليبية»، الجهود الرامية إلى الدفع بالعملية السياسية في ليبيا إلى الأمام، بجانب باقي المستجدّات على الساحتين المحلية والدولية. كما ناقش الطرفان الرؤى والمقترحات لأجل تعزيز حالة الاستقرار في ليبيا، وصولاً إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وفق المسار السياسي الذي يجمع كل الأطراف.
ولم يكن ما يجري في ليبيا من مناقشات تتعلق بالانتخابات وقوانينها المختلف عليها بين مجلسي النواب و«الأعلى للدولة»، بعيداً عن اجتماع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، في القاهرة، مساء الأربعاء، برئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة.
وقال المكتب الإعلامي للدبيبة إن الجانبين عقدا لقاء ثانياً، وناقشا عدداً من الملفات التي ارتكزت على دعم الجهود المحلية والدولية لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية «وفق قوانين متفق عليها»، بالإضافة إلى «تفعيل دور الجامعة في الملف السياسي الليبي، وزيادة التعاون بين الجامعة وليبيا».
واستعرض الاجتماع «مشاركة مؤسسات الحكومة في فعاليات جامعة الدول العربية، ودورها في دعم واستقرار ليبيا في مختلف الجوانب». وفي نهاية الاجتماع، أجرى الدبيبة جولة داخل أروقة الجامعة استمع خلالها لشروح من أمينها العام حول مكوناتها وتاريخها، بحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة، والأمين المساعد للجامعة السفير حسام زكي.
ويفترض أن تحتضن الجامعة العربية اجتماعاً هو الثاني بين عقيلة صالح ومحمد المنفي رئيس «المجلس الرئاسي»، ومحمد تكالة رئيس «المجلس الأعلى للدولة»؛ وذلك لاستكمال مناقشة النقاط الخلافية المتعلقة بتشكيل «حكومة موحدة»، وإجراء الانتخابات العامة.
والدبيبة، الذي استقبل، في مقر إقامته بالعاصمة المصرية القاهرة، المديرة العامة لـ«المنظمة الدولية للهجرة» إيمي بوب، أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيرته الإيطالية جورجيا ميلوني، بحث خلاله عدداً من الملفات السياسية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك.
وتطرّق الدبيبة، وفق مكتبه، في الحديث مع ميلوني إلى «منتدى الهجرة عبر المتوسط»، المزمع عقده في طرابلس، منتصف يوليو (تموز) الحالي؛ «لبحث ملف الهجرة غير المشروعة، وإنشاء إطار استراتيجي يعزز الحوار والتعاون بين أفريقيا وأوروبا في هذا الملف».
وبحث الدبيبة مع بوب «ملف الهجرة غير النظامية، وآلية توحيد الجهود المحلية والدولية بشأنها، إلى جانب أوضاع اللاجئين السودانيين في بلدية الكفرة (جنوب شرقي ليبيا)، والمحاور المستهدفة بمنتدى الهجرة عبر المتوسط المزمع عقده».
كما ناقش الاجتماع جهود «المنظمة الدولية للهجرة» في تنفيذ رحلات «العودة الطوعية» للمهاجرين، وتأكيد ضرورة «توحيد المفاهيم والأهداف والجهود في هذا الملف المهم».
وحضر الاجتماع المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة عثمان البليسي، والمديرة الأولى بالمنظمة كاتالينا ديفانداس.
في شأن مختلف، ناقش وزير الحكم المحلي بحكومة «الوحدة» بدر الدين التومي، بمقر الوزارة في طرابلس، مع سفير المملكة المتحدة مارتن لونغدن، أوجه التعاون المشتركة في مجال الإدارة المحلية ودعم البلديات.
وقالت الوزارة، في بيان، الخميس، إن اللقاء «استعرض مسيرة الحكومة في تنفيذ مسار التحول إلى اللامركزية، وتمكين البلديات من اختصاصاتها، وأيضاً ملف التنمية المحلية والإيرادات المحلية والتحول الرقمي والمشاركة المجتمعية».
كما قدّم السفير إحاطة حول زياراته لعدد من المناطق في ليبيا، والاجتماعات التي عقدها خلال تلك الزيارات. ونقلت عنه الوزارة «ارتياحه التام» للجهود التي تبذلها حكومة «الوحدة الوطنية» في مسار التحول نحو اللامركزية، التي عدّها «الطريق الصحيحة» لتحقيق التنمية المحلية، وتقريب الخدمة من المواطن وتحسين جودتها.
وانتهى الاجتماع بتأكيد تعزيز العلاقات الثنائية بين ليبيا والمملكة المتحدة، وأهمية دفع مستوى التعاون نحو آفاق أوسع تخدم المصالح المشتركة، خصوصاً في القضايا ذات الاهتمام المشترك؛ ومن بينها دعم الإدارة المحلية.
في غضون ذلك، بحث محافظ «مصرف ليبيا المركزي» الصديق الكبير، مع بول سولير مستشار الرئيس الفرنسي والمبعوث الخاص إلى ليبيا، والسفير الفرنسي لدى ليبيا مصطفى مهراج، في قصر الإليزيه بالعاصمة باريس، الخطوات التي اتخذها المصرف لتوحيده، وأهمية اعتماد ميزانية موحدة.
وأوضح «المصرف المركزي»، في بيان، الخميس، «أن هذه الخطوات تتضمن أهمية اعتماد ميزانية موحدة، ووضع الاقتصاد الليبي».
في شأن مختلف، ناقش وزير الحكم المحلي بالحكومة المكلفة من مجلس النواب، سامي الضاوي، مع رئيس المجلس الأعلى لمنطقة فزان؛ هارون إرحومة، وعضو المجلس البلدي لمدينة الكفرة مسعود عبد الله سليمان، المشاكل والعقبات التي تواجه البلديات في الجنوب الليبي.
واستعرض الضاوي، وفقاً للحكومة، «سبل معالجة تلك العقبات والمشاكل بما يكفل تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين في تلك المناطق».