هل يُسرع رد «حماس» المُعدل خطوات الوسطاء لإنجاز «هدنة غزة»؟

وسط حديث عن «تفاؤل» في إسرائيل

عمال إنقاذ يعملون على إجلاء الضحايا من مبنى سكني في سوق البلدة القديمة في غزة  (رويترز)
عمال إنقاذ يعملون على إجلاء الضحايا من مبنى سكني في سوق البلدة القديمة في غزة (رويترز)
TT

هل يُسرع رد «حماس» المُعدل خطوات الوسطاء لإنجاز «هدنة غزة»؟

عمال إنقاذ يعملون على إجلاء الضحايا من مبنى سكني في سوق البلدة القديمة في غزة  (رويترز)
عمال إنقاذ يعملون على إجلاء الضحايا من مبنى سكني في سوق البلدة القديمة في غزة (رويترز)

جدد رد حركة «حماس» المُعدل على «هدنة غزة» الحديث عن خطوات الوسطاء القادمة من أجل إنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط حديث في إسرائيل عن «تفاؤل» عبر عنه خبراء عدوا أنه «قد يفتح الباب أمام إبرام اتفاق».

وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، أن إسرائيل تلقت رد «حماس» من الوسطاء. وقال مصدر إسرائيلي، الخميس، إن مجلس الوزراء الإسرائيلي يبحث الرد، فيما ذكر مسؤولون أمنيون في تل أبيب للإذاعة الإسرائيلية العامة أن «هذا أفضل رد تم تقديمه من (حماس) حتى الآن ويشكل أساساً للمضي قدماً بالمفاوضات».

وأعلن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، الأربعاء، أنه بخلاف تواصله مع تركيا، «أجرى اتصالات مع الوسطاء في قطر ومصر حول أفكار بشأن التوصل لاتفاق يضع حداً للعدوان الغاشم على غزة». ورأى هنية أن حركته «تعاملت بروح إيجابية مع فحوى المداولات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة».

وكانت «حماس» تحدثت، في 24 يونيو (حزيران) الماضي، عن تلقي تعديلات أميركية - لم يتم الإعلان عن تفاصيلها - على مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن.

وأبدى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، «تفاؤلاً حذراً» عقب التطور الأخير بشأن الهدنة، لكنه أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «قد يسمح ببدء المفاوضات المجمدة».

ورأى الأكاديمي المصري المتخصص في الشأن الإسرائيلي، الدكتور أحمد فؤاد أنور، أن «الرد المعدل من (حماس) عقب تسلمها التعديلات الأميركية، يبدو أنه الأفضل، وأنه تجاوز فكرة وجود ضمانات شاملة من دول عديدة لإنهاء الحرب مع أولى مراحل تنفيذ مقترح بايدن». ويرى أن الصيغة الأميركية الجديدة «ربما اقتربت من موقف (حماس)، وهذا ما جعل باب الأمل يفتح مجدداً، وتسارعت ردود الفعل والخطوات نحو إبرام صفقة في أقرب وقت».

وأعرب فؤاد في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقاده أن «التجاوب الإسرائيلي بدأ مبكراً قبل وصول الرد المعدل من (حماس)، ببشريات أبرزها، الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية، قبل أيام، وضخ كهرباء لمحطة تحلية مياه في غزة بدعوى خشية حدوث أضرار للأسرى، وهو ما يعني أننا إزاء تحول ما في موقف تل أبيب».

امرأة فلسطينية نزحت مع عائلتها من شمال غزة وتجلس خارج ملجأ عائلتها في وسط القطاع (إ.ب.أ)

ونقلت وكالة «الأنباء الألمانية» الخميس عن مصدر، لم تسمه، قوله إن حركة «حماس» قدمت تعديلاتها على الورقة الإسرائيلية الأخيرة «بما لا يمس القضايا الجوهرية»، وأنها أبقت على مواقفها من «تثبيت وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، وعودة النازحين إلى منازلهم». ووفق المصدر أصرت الحركة على «ضرورة الانسحاب من محور فيلادلفيا، ومعبر رفح جنوبي قطاع غزة».

بالتزامن، أبلغت «هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين» في غزة، نتنياهو، بضرورة إبرام الصفقة، وقالت «إذا لم تقبلها فإنَّ الملايين سيخرجون إلى الشوارع، ولن نسمح للحكومة بعرقلة التوصل إلى صفقة التبادل مرة أخرى».

وكانت «هيئة البث الإسرائيلية» قد أفادت بأن واشنطن ستحاول الضغط على تل أبيب بخصوص مستقبل الحرب في غزة خلال لقاء بايدن ونتنياهو في وقت لاحق هذا الشهر.

ووفق مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، رخا حسن، فإن التجاوب المشروط الذي تحركت في إطاره «حماس» يأتي في توقيت يشهد «ضغوطاً داخل إسرائيل وأيضاً دولية، لذلك فهو يحمل مؤشرات إيجابية». وقال: «يضاف لتلك الضغوط أيضاً، رغبة بايدن وحزبه الديمقراطي، في تحقيق إنجاز يحسب لهم في معركة سباق الرئاسة أمام دونالد ترمب».

فلسطيني متأثر جراء تدمير منزله في سوق البلدة القديمة في غزة (رويترز)

السيناريو الأرجح بحسب فؤاد هو «قبول نتنياهو المضي في إبرام الصفقة بما يُهدئ الشارع الإسرائيلي ويقلل من الغضب ضده في ظل المظاهرات المستمرة، خاصة أن (حماس) أبدت مرونة»، متوقعاً أن «تمضي خطوات الوسطاء لإنجاز ذلك الاتفاق»، مشيراً إلى أنه «لو هناك إرادة سياسية جادة في إسرائيل فسيتم إبرام صفقة الهدنة خلال هذا الشهر».

لكن حسن يرى أن التفاؤل بإمكانية العودة للمفاوضات وإبرام صفقة في ظل الضغوط «لا يعني وقف الحرب».

ويعتقد حسن أن هناك نقاطاً أساسية لم تحسم وأهمها «الوقف الكامل لإطلاق النار بغزة والانسحاب الإسرائيلي منها، ودور (حماس) في اليوم التالي من وقف الحرب». موضحاً أن «تلك البنود الثلاثة سيقاس عليها مدى استجابة نتنياهو لاحقاً، وهل سنذهب لاتفاق دائم، أم تهدئة فقط؟».


مقالات ذات صلة

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا جانب من محادثات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

مصر تطالب بخفض التوترات في المنطقة و«ضبط النفس»

أعرب وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإيراني، عباس عراقجي، مساء الخميس، عن قلق بلاده «من استمرار التصعيد في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (رويترز)

ماذا نعرف عن «الخلية الفلسطينية» المتهمة بمحاولة اغتيال بن غفير؟

للمرة الثانية خلال ستة شهور، كشفت المخابرات الإسرائيلية عن محاولة لاغتيال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يعيش في مستوطنة بمدينة…

نظير مجلي (تل ابيب)
تحليل إخباري فلسطينيون يبحثون عن ضحايا عقب غارة إسرائيلية وسط مدينة غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري حديث إسرائيلي عن «إدارة عسكرية» لغزة يعقّد جهود «الهدنة»

الحديث الإسرائيلي عن خطط لإدارة غزة يراه خبراء، تحدثوا مع «الشرق الأوسط»، بمثابة «تعقيد خطير لجهود التهدئة المتواصلة بالمنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي المندوب الأميركي البديل لدى الأمم المتحدة روبرت وود يرفع يده لنقض مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال اجتماع لمجلس الأمن (أ.ف.ب)

أميركا تحبط الإجماع الدولي على المطالبة بوقف إطلاق النار فوراً في غزة

خرجت الولايات المتحدة عن إجماع بقية أعضاء مجلس الأمن لتعطيل مشروع قرار للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

علي بردى (واشنطن)

الجيش السوداني يعلن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من «قوات الدعم السريع»

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يعلن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من «قوات الدعم السريع»

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلن الجيش السوداني، اليوم السبت، «تحرير» مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، من عناصر «قوات الدعم السريع».

وأكد الناطق باسم الجيش السوداني على منصة «إكس» أن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى نجحت في تحرير سنجة... وسنستمر في التحرير، وقريباً سننتصر على كل المتمردين في أي مكان».

وفي وقت لاحق، قال رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، إن «الانتصار الكبير والعظيم سيكون له ما بعده».

وأضاف المجلس، في حسابه على «تلغرام»، أن البرهان أكد عزم القوات المسلحة على تحرير كل شبر من البلاد «ودحر الميليشيا التي تستهدف وحدة السودان».

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى.

وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد، وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء السودان.