الدبيبة لإعادة فتح معبر «رأس جدير» بعد تلبية مطالب «زوارة»

المنفي يتعهد طرح «أفكار جديدة» لتحديد أولويات الإنفاق العام

اجتماع الدبيبة مع بلدية زوارة (حكومة الوحدة)
اجتماع الدبيبة مع بلدية زوارة (حكومة الوحدة)
TT

الدبيبة لإعادة فتح معبر «رأس جدير» بعد تلبية مطالب «زوارة»

اجتماع الدبيبة مع بلدية زوارة (حكومة الوحدة)
اجتماع الدبيبة مع بلدية زوارة (حكومة الوحدة)

يعتزم رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، إعادة فتح معبر «رأس جدير» البري على الحدود المشتركة مع تونس، الأحد المقبل، بعد مساعيه لاحتواء غضب السكان المحليين المجاورين لها.

وفيما أظهرت، لقطات مصورة متداولة، على مواقع التواصل الاجتماعي، إعادة افتتاح الطريق الساحلية، وعودة الحركة المرورية، أمام «مجمع مليتة النفطي»، بعد فض اعتصام دام 9 أيام لبعض مواطني زوارة ومسلحين، قالت وسائل إعلام محلية، إن الدبيبة سيزور مدينة زوارة، الأحد المقبل، لافتتاح المعبر.

وكان الدبيبة، قد أوضح في بيان وزعه مكتبه، عقب اجتماعه مساء الاثنين بالعاصمة طرابلس، مع وفد من «مجلس زوارة البلدي» وبعض أعضاء مجلس أعيانها وحكمائها، أنه أصدر تعليماته بضرورة فتح الطريق الساحلية، واستكمال إجراءات افتتاح المعبر الحدودي، وفق ما سماه خطة الحكومة التنظيمية، وتنفيذ الاتفاق الموقع بين وزيري الداخلية الليبي والتونسي.

قوات من حكومة «الوحدة» عند معبر «رأس جدير» (أرشيفية - إدارة إنفاذ القانون)

لكن الدبيبة، الذي لم يحدد أي موعد جديد ورسمي لإعادة افتتاح المعبر، الذي تأجل 3 مرات على التوالي، منذ إغلاقه في شهر مارس (آذار) الماضي، عدّ في المقابل، أن تنظيم المعبر، بمثابة خطوة ضرورية ليقدم خدماته لكل الليبيين، بعد استكمال أعمال الصيانة والتطوير التي قامت بها الحكومة.

وأوضح، أنه أصدر خلال اللقاء، الذي خصصه لمناقشة القضايا الخدمية، وأوضاع المعبر الحدودي على اعتبار زوارة من البلديات الحدودية، تعليماته للشركة العامة للكهرباء، بتوفير المحولات اللازمة لاستقرار الشبكة العامة ببلديات الساحل الغربي، التي أفادت بأن المواد تم توريدها، تمهيداً لتدشين أعمال التركيب منتصف الشهر المقبل.

كما قال، إنه أعطى تعليماته لجهاز النهر الصناعي، بالسير في مشروعين متوازيين لاستكمال ربط آبار غدامس ببلديات الساحل الغربي، لتوفير مياه الشرب والمستهدف استكماله قبل نهاية العام الحالي، مشيراً إلى أنه أصدر تعليماته أيضاً بضرورة متابعة الجدول الزمني لاستكمال صيانة وتشغيل محطة التحلية بزوارة المتوقفة عن العمل منذ 10 سنوات، إلى حين استكمال مشروعات جهاز النهر الاصطناعي.

معبر رأس جدير (أرشيفية - رويترز)

في المقابل، توقع رئيس «مجلس حكماء وأعيان زوارة» غالي الطويني، افتتاح المعبر خلال الأسبوع المقبل، بعد تنسيق حكومة «الوحدة» مع الجانب التونسي، لافتاً إلى تلقي مجلسه «ضمانات من الدبيبة، بحل المشاكل التنظيمية الأمنية في المعبر».

وكشف الطويني، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، عن «تعهد الدبيبة بتحسين قطاعات تخدم زوارة وجوارها، مثل الكهرباء، والمياه، والمستشفيات، واستكمال أشغال مهبط المطار بالمدينة»، مشيراً إلى أنه تقرر تشكيل لجنة «لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع مع الدبيبة»، ونقل عنه تأكيد أنه سيتواصل مع عماد الطرابلسي وزير الداخلية المكلف، لمعالجة ملف نقل العاملين.

إلى ذلك، أعرب السفير والمبعوث الأميركي الخاص ريتشارد نورلاند، بعد يومين من اجتماعاته مع القادة الليبيين، عن اعتقاده «بأن هناك فهماً مشتركاً لأهمية إيجاد سبل لاستعادة الزخم للعملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة».

وعدّ أن ليبيا «لا تزال بحاجة إلى حوار حول الشفافية والمساءلة في توزيع عائدات النفط، وتعزيز أمن الحدود، وضمان سيادتها»، لافتاً في بيان عبر منصة «إكس»، إلى أن التوصل إلى اتفاق بشأن خريطة طريق تؤدي إلى انتخابات تقبل نتائجها جميع الأطراف الرئيسية: «يظل هو مفتاح استقرار ليبيا»، وتعهد بأن تظل والولايات المتحدة منخرطة في دعم الجهود الرامية إلى تحقيق هذا الهدف.

بدوره، جدد رئيس «المجلس الرئاسي» محمد المنفي، تمسكه «بالسيادة الليبية في إدارة وطنية مشتركة للموارد المالية والطبيعية وتحديد أولويات الإنفاق العام».

وأعلن في بيان، عبر منصة «إكس» مساء الاثنين، أنه سيطرح أفكاراً جديدة للعام الحالي: «في ظل استمرار فشل المشاريع البديلة للجنة المالية العليا، حيث انعكس ذلك سلباً على الدولة وأداء مؤسساتها وهيبتها».

وعدّ أن «التوافق الوطني وفق أساس علمي على حكم محلي موسع لعدد من الوحدات التنموية، سيظل الحل الأمثل»، إلى حين الاحتكام للشعب الليبي في «استفتاءات أو انتخابات عامة».

صورة وزعها «المصرف المركزي» لاجتماع محافظه مع القائم بأعمال سفارة مصر

من جهته قال الصديق الكبير محافظ «مصرف ليبيا المركزي»، في بيان أصدره الثلاثاء، إنه بحث مساء الاثنين، مع تامر الحفني القائم الجديد بأعمال السفارة المصرية، الجهود المبذولة لإقرار ميزانية موحدة للعام الحالي: «ودور المصرف في الحفاظ على الاستدامة المالية للدولة وترشيد الإنفاق العام، بالإضافة إلى دعم جُهوده في مجال الإفصاح والشفافية، وآخر مُستجدات مشروع توحيد المصرف، ودور الشركات المصرية في إعادة إعمار مدينة درنة والمناطق المجاورة».

صورة وزعتها القائمة بأعمال البعثة الأممية للقائها مع سفيرة النمسا

بدورها، قالت ستيفاني خوري القائمة بأعمال البعثة الأممية، إنها بحثت مع سفيرة النمسا، باربرا غروس، أهمية التوصل إلى حكومة ومؤسسات موحدة لكل ليبيا وإجراء الانتخابات، كما تطرقتا إلى القضايا المتعلقة بالهجرة وحقوق الإنسان.

من جهة أخرى، أعلنت حكومة «الوحدة»، أنها قررت استثناء مواطني فلسطين من جميع الرسوم المتعلقة بالتأشيرات والإقامة، المحددة باللائحة التنفيذية للقانون رقم 6 لسنة 1978.


مقالات ذات صلة

توتر أمني مفاجئ غرب العاصمة الليبية

شمال افريقيا المنفي خلال حضور حفل العشاء مع الرئيس الأميركي (المنفي)

توتر أمني مفاجئ غرب العاصمة الليبية

أعلن أعضاء في مجلس النواب الليبي، أن جلسته المرتقبة، الاثنين المقبل، ستخصص للمصادقة على اعتماد تعيين محافظ المصرف المركزي للبلاد ونائبه.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا المنفي خلال لقاء خوري بمقر «المجلس الرئاسي» في طرابلس الشهر الماضي (المجلس الرئاسي الليبي)

تجدد الخلافات حول «الميزانية الموحدة» يفجِّر مخاوف الليبيين

أبدى سياسيون ومحللون ليبيون تخوفهم من وقوع أزمة جديدة تتعلق بالمطالبة بـ«قانون موحد للميزانية»، بينما لا تزال البلاد تتعافى من تأثير أزمة المصرف المركزي.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا مستشارو المحكمة الدستورية العليا عقب أداء اليمين أمام نائب رئيس مجلس النواب الليبي (المجلس)

ليبيا: «قانون الدستورية العليا» يجدد الجدل بين «الرئاسي» والبرلمان

تصاعدت حالة من الجدل في ليبيا بعد أداء مستشاري المحكمة الدستورية العليا اليمين القانونية، أمام مجلس النواب، في ظل معارضة واسعة من المجلس الرئاسي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا المنفي يلتقي البرهان على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة (المجلس الرئاسي الليبي)

11 دولة تدعو ليبيا لضخ النفط... وإخراج «المرتزقة»

حثت أميركا ودول أوروبية وعربية الأطراف الليبية كافة على العمل لاستئناف إنتاج وتصدير النفط «بالكامل دون تعطيل أو تدخل أو تسييس».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من الحضور خلال توقيع اتفاق ينهي أزمة الصراع على مصرف ليبيا المركزي (البعثة الأممية)

اتفاق يطوي أزمة «المركزي» الليبي

بحضور دبلوماسي عربي وغربي، وقّع ممثلان عن مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» في ليبيا اتفاقاً يقضي بتعيين محافظ مؤقت للمصرف المركزي ونائب له.

جمال جوهر (القاهرة)

مصر تنوع دعمها للصومال بقافلة طبية وسلع غذائية

القافلة الطبية المصرية للصومال (وزارة الصحة المصرية)
القافلة الطبية المصرية للصومال (وزارة الصحة المصرية)
TT

مصر تنوع دعمها للصومال بقافلة طبية وسلع غذائية

القافلة الطبية المصرية للصومال (وزارة الصحة المصرية)
القافلة الطبية المصرية للصومال (وزارة الصحة المصرية)

عززت مصر من دعمها للصومال بإرسال قافلة طبية موسعة والإعلان عن تعاون مع مقديشو في مجال الأمن الغذائي، وذلك بعد أيام من إعلان القاهرة إرسال مساعدات عسكرية لمقديشو.

وقال خبراء إن تنوع مجالات الدعم المصري للصومال في هذه الفترة، يستهدف «دعم وحدة الصومال». وأشاروا إلى أن «القاهرة توفر احتياجات الشعب الصومالي تلبية لطلب الحكومة في مقديشو».

وتشهد العلاقات المصرية - الصومالية تطوراً في الفترة الحالية. وأعلنت القاهرة دعمها لمقديشو، إثر توقيع أديس أبابا اتفاقية مع إقليم (أرض الصومال) الانفصالي في بداية العام الحالي، يسمح لإثيوبيا باستخدام سواحل المنطقة على البحر الأحمر لأغراض تجارية وعسكرية، وسط رفض مصري وعربي.

ووقع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود، في القاهرة، أغسطس (آب) الماضي، «بروتوكول التعاون العسكري بين البلدين». وأعلن السيسي وقتها، مشاركة بلاده في قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي بالصومال، بداية من يناير (كانون ثاني) 2025.

ودعماً للمنظومة الصحية الصومالية. أعلنت وزارة الصحة المصرية «إرسال قافلة طبية للصومال، تضم فريقاً طبياً متخصصاً في التخصصات النادرة، مدعوماً بالاحتياجات اللازمة لمناظرة المرضى وإجراء الجراحات المتخصصة». وقالت «الصحة» في إفادة، السبت، إن «القافلة الطبية بدأت خدماتها منذ 20 سبتمبر (أيلول) الحالي في مستشفى ديمارتينو العام بمقديشو، في تخصصات الجراحة، والجهاز الهضمي، والأورام، والعظام، وأمراض القلب، والأمراض الباطنية، وأمراض النساء والتوليد، وأمراض الأطفال والتخدير، والحالات الحرجة».

وأوضحت الوزارة أنه تمت «مناظرة 1674 حالة من خلال 7 عيادات خارجية، وتقديم العلاج لهم، بالإضافة إلى إجراء 436 جراحة في التخصصات المختلفة»، وأشارت إلى «تدريب الكوادر الطبية الصومالية في التخصصات المختلفة»، إلى جانب «تقديم خدمات المبادرة الرئاسية في مصر للكشف المبكر عن أمراض السمنة والأنيميا والتقزم».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل نظيره الصومالي في قصر الاتحادية بالقاهرة (الرئاسة المصرية)

من جانبه، أشاد السفير الصومالي بالقاهرة، علي عبدي أواري، بالدعم المصري للمنظومة الصحية في بلاده. وقال في إفادة، السبت، إن «إرسال القاهرة قافلة طبية يعكس موقفها الثابت بدعم الصومال في شتى المجالات»، مشيراً إلى «أهمية الدور المصري في تدريب الكوادر الطبية الصومالية، ورفع كفاءتها وجاهزيتها»، معرباً عن «تطلعه لإرسال المزيد من القوافل المصرية لبلاده».

وبحث مستشار وزير الصحة المصري للعلاقات الصحية الخارجية، محمد جاد (رئيس القافلة الطبية للصومال)، مع وزيرة الصحة الصومالية، مريم محمد، «مقترح إنشاء مركز طبي مصري بالصومال، في التخصصات المطلوبة والنادرة، وإنشاء صيدلية مصرية لتقديم الدواء المصري، إلى السوق الصومالية والدول المجاورة، ووضع آلية مشتركة لاستقدام المرضى الصوماليين للعلاج داخل المستشفيات المصرية»، حسب «الصحة المصرية».

يأتي هذا وسط تحركات مصرية لدعم الصومال في مختلف المجالات، وبحث وزير التموين المصري، شريف فاروق، مع السفير الصومالي في القاهرة، «تطوير التعاون بين البلدين في مجال تحقيق الأمن الغذائي والتبادل السلعي والتجاري»، حسب إفادة للسفير الصومالي، الأسبوع الماضي.

وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أعلنت الأسبوع الماضي «تقديم شحنة من المساعدات العسكرية للجيش الصومالي، بهدف دعم وبناء قدراته». وقالت إنها «تأتي لمواصلة الدور المصري المحوري لدعم الجهود الصومالية لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية».

ويرى الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الأفريقية، السفير أحمد حجاج، أن تنوع الدعم المصري للصومال يستهدف «دعم مقديشو لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية»، مشيراً إلى أن «القاهرة تقدم مساعدات عسكرية، ومنحاً دراسية مجانية، وبرامج تدريبية للكوادر الصومالية، لتعزيز قدراتها، ودعم وحدتها الكاملة». وأوضح حجاج لـ«الشرق الأوسط» أن المساعدات الطبية والغذائية المقدمة من مصر للصومال تأتي «تلبية لمطالب الحكومة الصومالية، ومشاركة من القاهرة في توفير المتطلبات السياسية والعسكرية والتعليمية والغذائية، التي يحتاج إليها الشعب الصومالي»، مشيراً إلى أن «الدعم المصري ليس بجديد، حيث سبق أن ساعدت القاهرة الصومال بعد الاستقلال ببعثات تعليمية وعسكرية». وقال إن «الدعم الحالي يستند إلى ميثاق التعاون العربي والأفريقي المشترك، لكون الصومال عضواً بالجامعة العربية والاتحاد الأفريقي».

وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور يشهد عملية تفريغ شحنة مساعدات عسكرية مصرية (مديرة مكتب رئيس الوزراء الصومالي على «إكس»)

وبحث رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، مع نظيره الصومالي حمزة عبدي بري، في القاهرة، نهاية أغسطس (آب) الماضي، «إجراءات تنويع وزيادة الدعم المصري للصومال، في مختلف المجالات، خصوصاً الاقتصادية والتجارية والاستثمارية». وأشار إلى «عمل بلاده على تسهيل التمويلات للأعمال التجارية والاستثمارية، وتشجيع إقامة استثمارات مصرية جديدة في الصومال»، حسب «مجلس الوزراء المصري».

وأكد حجاج أن «التحركات المصرية ليست موجهة لأحد وليست رداً على التحركات الإثيوبية داخل الصومال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تستهدف وحدة وسيادة الصومال على كامل أراضيه».

وكان وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أشار خلال لقائه المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي، مايك هامر، ومساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، مولي في، في واشنطن الأسبوع الماضي، إلى «حرص بلاده على وحدة الصومال، من خلال دعم مؤسساته المركزية، ومساندة جهود الحكومة الصومالية لتحقيق الأمن ومكافحة الإرهاب وإنفاذ سيادة الدولة على إقليمها»، مؤكداً أن «الدعم المصري يأتي وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، وميثاق جامعة الدول العربية».