حفتر ونورلاند يبحثان «جهود تهيئة ليبيا» لإجراء الانتخابات

وسط تحركات أميركية مكثفة

حفتر مستقبلاً في بنغازي المبعوث الأميركي نورلاند (القيادة العامة)
حفتر مستقبلاً في بنغازي المبعوث الأميركي نورلاند (القيادة العامة)
TT

حفتر ونورلاند يبحثان «جهود تهيئة ليبيا» لإجراء الانتخابات

حفتر مستقبلاً في بنغازي المبعوث الأميركي نورلاند (القيادة العامة)
حفتر مستقبلاً في بنغازي المبعوث الأميركي نورلاند (القيادة العامة)

بحث وفد أميركي يتقدمه المبعوث الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند مع القائد العام لـ«الجيش الوطني» المشير خلفية حفتر، الاثنين، في العملية الانتخابية، وسبل دعم المساعي التي تجريها البعثة الأممية في هذا السياق، وذلك ضمن تحركات أميركية مكثفة من طرابلس إلى بنغازي.

حفتر مستقبلاً الوفد الأميركي (القيادة العامة)

وقال مكتب حفتر إنه استقبل في مكتبه وفداً من الولايات المتحدة برئاسة المبعوث الخاص لدى ليبيا نورلاند، والقائم بأعمال السفارة الأميركية جيرمي برنت، وإنه تم خلال اللقاء التباحث حول آخر التطورات السياسية في ليبيا، و«أكد الطرفان أهمية بذل الجهود من أجل تهيئة البلاد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بالإضافة إلى دعم المساعي التي تقوم بها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بهدف التوصل لحلول توافقية تقود لإجراء الانتخابات».

ونقل مكتب حفتر عن الوفد الأميركي تأكيده على دور «الجيش الوطني» في «بسط الأمن والاستقرار»، وكذلك أهمية «التنسيق والتعاون المُشترك بين القوات المُسلحة الليبية والأميركية لمحاربة الإرهاب والتطرف».

وكان نورلاند بحث برفقة القائم بأعمال السفارة الأميركية، مع القائمة بأعمال رئيس البعثة الأممية ستيفاني خوري، مساء الأحد في طرابلس، دعم الولايات المتحدة لجهود البعثة لتيسير عملية سياسية شاملة بقيادة ليبية، تهدف إلى تشكيل حكومة «موحدة»، ووضع مسار موثوق نحو الانتخابات الوطنية.

بدورها، قالت خورى إنهم اتفقوا على «أهمية اتخاذ موقف دولي موحد للتغلب على المأزق الراهن، وتسهيل عملية سياسية شاملة يقودها ويملكها الليبيون».

صورة وزعتها مفوضية الانتخابات لاجتماع السايح مع خوري

كانت خورى، التي ناقشت مع عماد السايح، رئيس «المفوضية العليا للانتخابات»، عملية تسجيل الناخبين الجارية لانتخابات 60 مجلساً بلدياً، قد حضّت السلطات على معالجة مختلف القضايا، بحيث يتم فتح جميع مراكز تسجيل الناخبين لتقديم خدماتها لليبيين المؤهلين.

ونقلت خورى عن السايح «استعداد المفوضية للشروع في تنفيذ الانتخابات الوطنية بمجرد حل القضايا السياسية العالقة».

في المقابل، جدد عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، تأكيد دعمه «للجهود المحلية والدولية التي تهدف لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وفق قوانين عادلة قابلة للتنفيذ، إضافة إلى دعم جهود الأمم المتحدة لمعالجة الانسداد السياسي، والوصول بالبلاد للانتخابات، وتحقيق تطلعات الشعب الليبي لإنهاء المراحل الانتقالية».

وأوضح أنه بحث مساء الأحد فى العاصمة طرابلس، مع وفد أميركي ضم نورلاند وبرنت ومدير بعثة «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» كريستوفر لافارج، في تطورات الأوضاع السياسية المحلية والدولية، وملفات التعاون بين البلدين، وجهود الدفع بالعملية السياسية قدماً، والمشاريع المشتركة مع الوكالة الأميركية، وسبل تعزيز التعاون مع وزارة الحكم المحلي بشأنها.

وشدد نورلاند، في المقابل، على «أهمية الجهود المبذولة لتوحيد ليبيا والحفاظ على سيادتها، ودعم العمل الحيوي للأمم المتحدة لدفع العملية السياسية»، كما أكد على «التزام الولايات المتحدة بالشراكة مع ليبيا في سعيها لمعالجة تحدياتها الأمنية والاقتصادية الأكثر إلحاحاً».

المنفي يتوسط المبعوث الأميركي والقائم بأعمال سفارتها (المجلس الرئاسي)

كان رئيس «المجلس الرئاسي» محمد المنفي ناقش مع الوفد الأميركي أيضاً مستجدات الأوضاع السياسية في ليبيا «والدفع بها قدماً للوصول للانتخابات، بالإضافة للأوضاع الأمنية والعسكرية وتأمين الجنوب وتحقيق الاستقرار» في كافة أنحاء البلاد.

بدوره، قال رئيس «مجلس الدولة» محمد تكالة إنه بحث مع الوفد الأميركي في «مستجدات الأوضاع السياسية في ليبيا وسبل الدفع بها قدماً للوصول لانتخابات وطنية، وفق الاتفاقات السياسية التي تلبي طموح الشعب الليبي».

وفى شأن آخر، أشاد الدبيبة خلال اجتماعه مع الرئيس المكلف لشركة للكهرباء بجهود عناصرها الفنية والإدارية للحفاظ على استقرار الشبكة العامة وزيادة قدرتها الإنتاجية التي تجاوزت 8 آلاف ميغاواط.

إلى ذلك، قدم سفير تركيا الجديد كوفين بيقيتيش أوراق اعتماده، الاثنين، للمكلف تسيير وزارة الخارجية بحكومة «الوحدة» الطاهر الباعور، بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع التركية أن فرقاطة تابعة لها مشاركة في مهمة لمجموعة المهام البحرية التركية نفذت تدريبات على هبوط وإقلاع المروحيات وإطلاق النار قبالة السواحل الليبية.


مقالات ذات صلة

توتر أمني مفاجئ غرب العاصمة الليبية

شمال افريقيا المنفي خلال حضور حفل العشاء مع الرئيس الأميركي (المنفي)

توتر أمني مفاجئ غرب العاصمة الليبية

أعلن أعضاء في مجلس النواب الليبي، أن جلسته المرتقبة، الاثنين المقبل، ستخصص للمصادقة على اعتماد تعيين محافظ المصرف المركزي للبلاد ونائبه.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا المنفي خلال لقاء خوري بمقر «المجلس الرئاسي» في طرابلس الشهر الماضي (المجلس الرئاسي الليبي)

تجدد الخلافات حول «الميزانية الموحدة» يفجِّر مخاوف الليبيين

أبدى سياسيون ومحللون ليبيون تخوفهم من وقوع أزمة جديدة تتعلق بالمطالبة بـ«قانون موحد للميزانية»، بينما لا تزال البلاد تتعافى من تأثير أزمة المصرف المركزي.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا مستشارو المحكمة الدستورية العليا عقب أداء اليمين أمام نائب رئيس مجلس النواب الليبي (المجلس)

ليبيا: «قانون الدستورية العليا» يجدد الجدل بين «الرئاسي» والبرلمان

تصاعدت حالة من الجدل في ليبيا بعد أداء مستشاري المحكمة الدستورية العليا اليمين القانونية، أمام مجلس النواب، في ظل معارضة واسعة من المجلس الرئاسي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا المنفي يلتقي البرهان على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة (المجلس الرئاسي الليبي)

11 دولة تدعو ليبيا لضخ النفط... وإخراج «المرتزقة»

حثت أميركا ودول أوروبية وعربية الأطراف الليبية كافة على العمل لاستئناف إنتاج وتصدير النفط «بالكامل دون تعطيل أو تدخل أو تسييس».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من الحضور خلال توقيع اتفاق ينهي أزمة الصراع على مصرف ليبيا المركزي (البعثة الأممية)

اتفاق يطوي أزمة «المركزي» الليبي

بحضور دبلوماسي عربي وغربي، وقّع ممثلان عن مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» في ليبيا اتفاقاً يقضي بتعيين محافظ مؤقت للمصرف المركزي ونائب له.

جمال جوهر (القاهرة)

مصر: تعهدات حكومية بإنهاء أزمة نقص الأدوية خلال أسابيع

واجه المرضى نقصاً في الأدوية خلال الشهور الماضية (وزارة الصحة المصرية)
واجه المرضى نقصاً في الأدوية خلال الشهور الماضية (وزارة الصحة المصرية)
TT

مصر: تعهدات حكومية بإنهاء أزمة نقص الأدوية خلال أسابيع

واجه المرضى نقصاً في الأدوية خلال الشهور الماضية (وزارة الصحة المصرية)
واجه المرضى نقصاً في الأدوية خلال الشهور الماضية (وزارة الصحة المصرية)

تواصلت التعهدات الحكومية في مصر من جديد بإنهاء أزمة نقص الأدوية خلال أسابيع. وأَحْدَثُ هذه التعهدات، تأكيدات وزير الصحة، خالد عبدالغفار، خلال مؤتمر طبي، السبت، بتوافر الأدوية الناقصة خلال الأسابيع المقبلة. وأرجع أزمة نقص الدواء التي تشهدها البلاد منذ بداية العام الحالي إلى «عدم توافُر الدولار».

وخفض البنك المركزي المصري سعر صرف الجنيه أمام الدولار الأميركي منذ مارس (آذار) الماضي، بعد فترة شهدت اضطراباً في توافر الدولار لشركات الأدوية بالسعر الرسمي، «ما أدى إلى إيقاف بعض خطوط الإنتاج المحلية للدواء، وتأخُّر استيراد بعض الأدوية الهامة»، حسب مراقبين.

وقال رئيس «شعبة الدواء» بالغرفة التجارية في مصر، علي عوف، لـ«الشرق الأوسط» إن المؤشرات تشير إلى «قرب انتهاء الأزمة بالفعل مع توفير الدولار، وضخ الأدوية الناقصة في الأسواق خلال الشهر الماضي بكميات تكفي الاحتياج الفعلي للأسواق، وعبر آليات ضبط من (هيئة الدواء) تضمنت عدم تخزين الأدوية، وضمان وصولها إلى المواطن في الوقت نفسه». وأضاف أن «توافر الدولار، والاتفاق على زيادة أسعار أصناف الدواء التي زادت تكلفة إنتاجها بسبب انخفاض قيمة الجنيه، أمران ساعدا على توافر الأدوية بالفعل، بالتنسيق بين الحكومة وشركات الأدوية الخاصة التي انتظمت خطوط الإنتاج فيها، وبدأت في الضخ بالأسواق بالفعل».

وقدَّر وزير الصحة المصري، السبت، إنتاج القطاع الخاص والشركات متعددة الجنسيات بـ90 في المائة من إجمالي الأدوية الموجودة في السوق المصرية، مشيراً إلى أن «حجم سوق الدواء يبلغ نحو 300 مليار جنيه». (الدولار يساوي 48.31 جنيه في البنوك المصرية). ويأمل عضو «لجنة الصحة» بمجلس النواب المصري (الغرفة الأولى للبرلمان)، النائب أحمد العرجاوي، في «تنفيذ وعود المسؤولين بتوافر الدواء»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط»، رصد تحركات إيجابية من مسؤولين عدة لحل الأزمة بعدما وصلت الأمور إلى ذروتها خلال الصيف بنقص أدوية هامة لا يمكن الاستغناء عنها.

وزير الصحة المصري خلال تفقُّد مخزون الأدوية (وزارة الصحة المصرية)

وخلال اجتماع الحكومة الأخير، الأسبوع الماضي، تَحَدَّثَ رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، عن انتهاء الأزمة بشكل كامل خلال الأسابيع المقبلة، مؤكداً «استمرار العمل على توطين صناعة الدواء محلياً».

تكرار التصريحات الرسمية بشأن أزمة الدواء في أوقات مختلفة «يجعل هناك ترقباً لحدوث انفراجة على أرض الواقع»، وفقاً لعضو «لجنة الصحة» بمجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان)، النائب محمد صلاح البدري، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن هناك وعوداً كثيرة صدرت في الشهور الماضية، لافتاً إلى أن «هناك خطأً حكومياً بعدم التعامل بشكل سريع مع الأزمة وتوفير دعم لمصانع الأدوية لتجنُّب توقُّف خطوط إنتاجها مع زيادة تكلفة استيراد المواد الخام اللازمة لتصنيع الأدوية».

وأضاف أن «هيئة الدواء» تأخرت في إعادة تسعير الأدوية مع تغيُّر سعر الصرف، وفي الوقت نفسه غاب بشكل كامل الدعم لشركات الأدوية التي تعمل من أجل تحقيق أرباح، على أساس أن غالبيتها شركات خاصة، ومن ثم كانت «هناك ضرورة لتسريع وتيرة تغيير الأسعار بما يضمن استمرار توافر الأدوية، لا سيما الخاصة بالأمراض المزمنة».

جولة تفقدية لأحد المسؤولين في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة (مجلس الوزراء المصري)

من جهته، أشار العرجاوي إلى وجود نقص ملحوظ في الأدوية خلال الفترات السابقة من دون وجود تفسيرات واضحة لأسباب حدوثه، وعدم التعامل معه بشكل سريع، لافتاً إلى أن الانفراجة التي حدثت في الأيام الماضية بتوافر أدوية ناقصة لشهور «تعطي أملاً في إتاحة مزيد من الأدوية الناقصة قريباً».

بينما رأى عوف أن «الأمر أصبح مسألة وقت مع انضباط خطوط الإنتاج بالشركات المختلفة خلال الأسابيع الماضية»، مؤكداً أن دورة العمل تسير في الوقت الحالي بشكل جيد في مختلف الشركات المصنِّعة للدواء داخل مصر.

في سياق ذلك، أعلن رئيس مجلس الوزراء «دعم التوجه لكتابة الأدوية بالاسم العلمي للمادة الفعالة بدلاً من الاسم التجاري»، وهي الخطوة التي وصفها رئيس «شعبة الدواء» بالغرفة التجارية بـ«الإيجابية»، مؤكداً أنها «ستساعد المرضى في الحصول على الدواء بالسعر الذي يناسبهم»، لكن عضو «لجنة الصحة» بمجلس الشيوخ أبدى تخوفاً من أن تؤدي هذه الخطوة إلى «القضاء على التنافسية الموجودة بين الشركات في ظل وجود أكثر من شركة تصنع الدواء لكن بأسماء مختلفة، ومن ثم فإن التوجه نحو الأرخص سعراً للبيع سيكون بمثابة ضرر للشركات الأخرى».