مفوضية الانتخابات الليبية تعالج «خللاً مفاجئاً» بمنظومة «البلديات»

حفتر يتجاهل مخاوف أميركية من الوجود الروسي

صورة وزعتها السفارة الإسبانية للاجتماع مع سفير أميركا والقائم بأعمالها
صورة وزعتها السفارة الإسبانية للاجتماع مع سفير أميركا والقائم بأعمالها
TT

مفوضية الانتخابات الليبية تعالج «خللاً مفاجئاً» بمنظومة «البلديات»

صورة وزعتها السفارة الإسبانية للاجتماع مع سفير أميركا والقائم بأعمالها
صورة وزعتها السفارة الإسبانية للاجتماع مع سفير أميركا والقائم بأعمالها

أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، (السبت)، معالجة خلل فني مفاجئ، تعرّضت له، لبضع ساعات، منظومة تسجيل الناخبين لانتخاب المجالس البلدية. وقالت إنه كان «ناتجاً عن منظومة مصلحة الأحوال المدنية».

كانت المفوضية، أعلنت في ساعة مبكرة من صباح السبت، حدوث هذا الخلل، مشيرة إلى مساعٍ لمعالجة الخلل وإرجاع الخدمة لسابق عملها. وسبق أن أعلنت المفوضية، (الجمعة)، ارتفاع عدد مَن سجّلوا للتصويت في انتخابات المجالس البلدية الـ60 المُستهدفة، إلى أكثر من 55 ألف ناخب، بينهم نحو 44 ألفاً من الرجال، ونحو 12 ألفاً من النساء.

من جهة أخرى، تجاهل المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي، مجدداً مخاوف أميركية من تصاعد الوجود العسكري الروسي في شرق البلاد.

وأعلنت الولايات المتحدة، على لسان ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة خارجيتها، عن قلقها بشأن التقارير الأخيرة عن قيام السفن البحرية الروسية، بتفريغ معدات عسكرية في ليبيا. وقال ميلر في تصريحات لقناة «الحرة» الأميركية، مساء الجمعة، «هذا التحرك يأتي بعد 5 سنوات على نشر المرتزقة الروس الذين زعزعوا استقرار ليبيا والمنطقة»، لافتاً إلى أن «روسيا لم تخفِ طموحها بشأن تعميق موطئ قدمها في ليبيا، واستخدامها قاعدةً لمزيد من زعزعة استقرار منطقة الساحل».

اجتماع حفتر مؤخراً مع نائب وزير الدفاع الروسي (الجيش الوطني)

قوة مدعومة من الكرملين

وأوضح أن التقارير الصحافية تشير إلى وجود نحو 1800 فرد من قوة مدعومة من الكرملين موجودة حالياً في ليبيا.

ولم يعلق حفتر أو مكتبه على هذه التصريحات، كما امتنع اللواء أحمد المسماري الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، عن التعقيب.

وكان حفتر استقبل بمقره مطلع هذا الشهر، للمرة الثالثة، نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف، الذي أكد مساهمة روسيا في تطوير قدرات الجيش الوطني، وما وصفه بـ«التعاون المُشترك لمحاربة الإرهاب والتطرف».

في المقابل، أعرب وزراء خارجية الدول الأعضاء في «منظمة معاهدة الأمن الجماعي»، في بيان نشرت السفارة الروسية في ليبيا مقتطفات منه عبر منصة «إكس»، (السبت)، عن دعمهم للعملية السياسية، التي يقودها وينفذها الليبيون أنفسهم بمساعدة الأمم المتحدة.

ودعا وزراء المنظمة، التي تأسست عام 2002، وتضم روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا وقرغيزستان وطاجيكستان وأرمينيا، جميع الأطراف إلى مواصلة المشاورات، من أجل تهيئة الظروف اللازمة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة في البلاد.

وبعدما أعربوا عن القلق، إزاء ما وصفوه بحالة عدم الاستقرار المستمرة في ليبيا، منذ أكثر من 10 سنوات، أكدوا التزامهم بوحدة دولة ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها.

صورة وزعتها السفارة الروسية لاجتماع منظمة الأمن الجماعي

الالتزام بالسلام والاستقرار

إلى ذلك، قال السفير الإسباني لدى ليبيا خافيير كينتانا، إنه بحث مساء الجمعة، مع السفير والمبعوث الأميركي الخاص ريتشارد نورلاند، والقائم بأعمال السفارة الأميركية جيريمي بيرنت، الوضع الحالي وما وصفه بالتزامهما بالسلام والاستقرار في ليبيا من خلال العملية التي ترعاها الأمم المتحدة.

بدوره، انتقد مجلس النواب الليبي، عدم خروج ليبيا من أزمتها الحالية رغم تكليف 8 مبعوثين أمميين دوليين حتى الآن، دون الوصول إلى أي خريطة طريق واضحة المعالم.

ودافع المجلس مجدداً عن دوره، وقال في بيان مساء الجمعة، إنه صادق على القوانين الانتخابية وفق مخرجات اللجنة المشتركة مع مجلس الدولة (6 + 6)، التي نصّت صراحة على تشكيل حكومة جديدة واحدة للإشراف على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية خلال 240 يوماً من منحها الثقة.

كما أعرب المجلس، عن استغرابه بشأن ما جاء في كلمة مندوب السودان بمجلس الأمن الدولي، الذي زجّ باسم ليبيا في الصراع المسلح بين الأشقاء السودانيين، لافتاً إلى أن ليبيا فتحت ذراعيها للسودانيين، رغم أوضاعها الصعبة.

وعدّ المجلس أن هذه الاتهامات باطلة، ودعا السودانيين إلى إعلاء صوت العقل، معرباً عن استعداده لفتح حوار بينهم في ليبيا؛ حقناً للدماء وبهدف الإصلاح بين الأشقاء.


مقالات ذات صلة

توتر أمني مفاجئ غرب العاصمة الليبية

شمال افريقيا المنفي خلال حضور حفل العشاء مع الرئيس الأميركي (المنفي)

توتر أمني مفاجئ غرب العاصمة الليبية

أعلن أعضاء في مجلس النواب الليبي، أن جلسته المرتقبة، الاثنين المقبل، ستخصص للمصادقة على اعتماد تعيين محافظ المصرف المركزي للبلاد ونائبه.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا المنفي خلال لقاء خوري بمقر «المجلس الرئاسي» في طرابلس الشهر الماضي (المجلس الرئاسي الليبي)

تجدد الخلافات حول «الميزانية الموحدة» يفجِّر مخاوف الليبيين

أبدى سياسيون ومحللون ليبيون تخوفهم من وقوع أزمة جديدة تتعلق بالمطالبة بـ«قانون موحد للميزانية»، بينما لا تزال البلاد تتعافى من تأثير أزمة المصرف المركزي.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا مستشارو المحكمة الدستورية العليا عقب أداء اليمين أمام نائب رئيس مجلس النواب الليبي (المجلس)

ليبيا: «قانون الدستورية العليا» يجدد الجدل بين «الرئاسي» والبرلمان

تصاعدت حالة من الجدل في ليبيا بعد أداء مستشاري المحكمة الدستورية العليا اليمين القانونية، أمام مجلس النواب، في ظل معارضة واسعة من المجلس الرئاسي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا المنفي يلتقي البرهان على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة (المجلس الرئاسي الليبي)

11 دولة تدعو ليبيا لضخ النفط... وإخراج «المرتزقة»

حثت أميركا ودول أوروبية وعربية الأطراف الليبية كافة على العمل لاستئناف إنتاج وتصدير النفط «بالكامل دون تعطيل أو تدخل أو تسييس».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من الحضور خلال توقيع اتفاق ينهي أزمة الصراع على مصرف ليبيا المركزي (البعثة الأممية)

اتفاق يطوي أزمة «المركزي» الليبي

بحضور دبلوماسي عربي وغربي، وقّع ممثلان عن مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» في ليبيا اتفاقاً يقضي بتعيين محافظ مؤقت للمصرف المركزي ونائب له.

جمال جوهر (القاهرة)

موريتانيا تطالب الأوروبيين بتنفيذ بنود اتفاقية الهجرة

مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء على متن قارب قبالة سواحل موريتانيا (أ.ف.ب)
مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء على متن قارب قبالة سواحل موريتانيا (أ.ف.ب)
TT

موريتانيا تطالب الأوروبيين بتنفيذ بنود اتفاقية الهجرة

مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء على متن قارب قبالة سواحل موريتانيا (أ.ف.ب)
مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء على متن قارب قبالة سواحل موريتانيا (أ.ف.ب)

طلبت الحكومة الموريتانية من الاتحاد الأوروبي الالتزام ببنود «إعلان مشترك»، وقع عليه الطرفان في شهر مارس (آذار) الماضي حول الوقاية من الهجرة غير النظامية، تتضمن تسهيل إجراءات التأشيرة لصالح الموريتانيين الراغبين في دخول الفضاء الأوروبي.

الرئيس الموريتاني وعد الأوروبيين بمحاربة الهجرة السرية المنطلقة من سواحل موريتانيا (أ.ف.ب)

وعقد الأمين العام لوزارة الداخلية الموريتانية، الجمعة، اجتماعاً مع وفد من بعثة الاتحاد الأوروبي في نواكشوط، طالبهم خلاله بـ«تطبيق الالتزامات المتعلقة بالتأشيرات»، قبل أن يؤكد أن الحكومة الموريتانية «مستعدة للتعاون التام في مجال الوقاية من الهجرة غير النظامية».

وقالت الداخلية الموريتانية في إيجاز إن البعثة الأوروبية ردت بشكل إيجابي على الطلب الموريتاني، و«نوهت بمستوى التعاطي من قبل السلطات الموريتانية»، فيما يتعلق بالجهود المشتركة للحد من تدفق المهاجرين غير النظاميين على الشواطئ الأوروبية عبر المحيط الأطلسي.

مهاجر أفريقي في طريقه لتلقي الإسعافات بعد وصوله إلى جزر الكناري الإسبانية عن طريق السواحل الموريتانية (إ.ب.أ)

وخلصت الوزارة في الإيجاز إلى أن البعثة «أكدت مضي الاتحاد الأوروبي في تنفيذ مضامين الاتفاق»، الذي وقعه الطرفان في السابع من مارس الماضي، خلال زيارة وفد أوروبي رفيع المستوى إلى نواكشوط، ضم رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وناقشا مع المسؤولين الموريتانيين ملف الهجرة غير النظامية.

* ملف التأشيرة والعمل

في الوقت الذي تراهنُ فيه دول الاتحاد الأوروبي، وخاصة إسبانيا، على السلطات الموريتانية في الحد من تدفق المهاجرين عبر المحيط الأطلسي، تسعى السلطات الموريتانية إلى تحقيق مكاسب، من أبرزها الحصول على استثمارات وخلق فرص عمل وزيادة حصتها من تأشيرات دخول الفضاء الأوروبي.

وفي نهاية العام الماضي، عقد وفد من الحكومة الموريتانية اجتماعاً في العاصمة البلجيكية بروكسل مع وفد من الاتحاد الأوروبي وإسبانيا وفرنسا وألمانيا، وتقدم الموريتانيون بطلب رسمي لزيادة حصة موريتانيا من التأشيرات، وإعفاء جوازات السفر الدبلوماسية وجوازات العمل من التأشيرات في كافة دول الاتحاد الأوروبي.

كما ناقش الوفدان ملفات الهجرة غير الشرعية، والتدفق المتزايد للاجئين إلى موريتانيا، وقال الوفد الموريتاني إن تزايد أعداد المهاجرين «يشكل ضغطاً على الخدمات والمرافق العمومية وفرص العمل والموارد الطبيعية».

خفر السواحل الموريتاني ينقل ناجين من غرق القارب نحو شواطئ نواكشوط الأربعاء (و.م.أ)

واتفق الطرفان على مسودة «وثيقة» حول التعاون في مجال الهجرة، قادت في النهاية إلى توقيع «إعلان مشترك» مطلع شهر مارس الماضي حول الوقاية من الهجرة غير النظامية وتسييرها، وتعهد الأوروبيون باستثمار أكثر من 200 مليون يورو في موريتانيا، مقابل أن تزيد موريتانيا من جهودها لمحاربة تدفق المهاجرين عبر أراضيها.

* هجرة العمل

في سياق متصل، زار رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز العاصمة الموريتانية، نهاية أغسطس (آب) الماضي، حيث وقع اتفاقية تمكن الموريتانيين من دخول إسبانيا للعمل في بعض المواسم، وقال إن بلاده تحتاج سنوياً 250 ألف وظيفة حتى عام 2050.

وحسب الاتفاقية، فإن إسبانيا ستساعد موريتانيا في تطوير برامج التشغيل وعروض العمل، بالإضافة إلى التكوين والتأطير، فضلاً عن أن العمالة الموريتانية ستعود إلى السوق المحلية بخبرات جديدة.

ووصف المسؤولون الإسبان هذا النوع من الهجرة بأنه «موسمي»، في حين قال سانشيز إنه «نموذج هجرة نظامية ودائرية، أكثر إنسانية وأمناً».

مهاجر أفريقي في طريقه لتلقي الإسعافات بعد وصوله إلى جزر الكناري الإسبانية عن طريق السواحل الموريتانية (إ.ب.أ)

وتتوجه إسبانيا إلى جلب ربع مليون مهاجر للعمالة من بلدان غرب أفريقيا، وليس من موريتانيا وحدها، حيث وقعت اتفاقيات مشابهة مع كل من السنغال وغامبيا، وهي الدول الثلاث التي تنطلق منها النسبة الكبرى من المهاجرين لعبور المحيط الأطلسي نحو جزر الكناري الإسبانية.

ويوصف هذا الطريق بأنه الأكثر خطورة على المهاجرين، ولكن ذلك لم يمنع تضاعف أعداد المهاجرين خلال الأشهر الأخيرة؛ إذ وصل إلى جزر الكناري خلال النصف الأول من العام الجاري أكثر من 22 ألف مهاجر غير نظامي، مقابل أقل من عشرة آلاف في نفس الفترة من العام الماضي، وهو ما يشكل زيادة بنسبة 126 في المائة.