مرشح لـ«رئاسية» موريتانيا يطالب بحماية أصوات الناخبين من التزوير

حملة ولد محمدن دعت إلى الكف عن استخدام وسائل الدولة لمصلحة مرشح معين

من حملة مؤيدة لترشح الرئيس ولد لغزواني وسط نواكشوط (الشرق الأوسط)
من حملة مؤيدة لترشح الرئيس ولد لغزواني وسط نواكشوط (الشرق الأوسط)
TT

مرشح لـ«رئاسية» موريتانيا يطالب بحماية أصوات الناخبين من التزوير

من حملة مؤيدة لترشح الرئيس ولد لغزواني وسط نواكشوط (الشرق الأوسط)
من حملة مؤيدة لترشح الرئيس ولد لغزواني وسط نواكشوط (الشرق الأوسط)

دعا بيرام الداه اعبيد، المترشح لـ«رئاسية» موريتانيا، التي ستجرى في 29 يونيو (حزيران) الحالي، خلال حضوره أمس الأربعاء مهرجاناً انتخابياً في مدينة باركيول، حضره كثير من أنصاره، إلى تجسيد هذا الحضور الكبير يوم الاقتراع، وحماية أصواتهم مما وصفه بـ«التزوير».

المترشح محمد ولد الشيخ الغزواني يلقي كلمته أمام تجمع لأنصاره (حملة ولد الغزواني)

وقال بيرام إنه سيعمل، في حال فوزه في الانتخابات، على توفير مقومات الحياة الأساسية في جميع مناطق ولاية لعصابة. وعدّد بعض الممارسات التي قال إن السلطة تقوم بها للتضييق على المواطنين، وكذا بعض ممارسات من وصفهم بـ«سماسرة الدول».

كما استهجن بيرام طريقة تسيير النظام الحالي موارد الدولة، مبرزاً مكامن الخلل. وقال إنه نشأ على سجية قول الحق لمن وصفهم بـ«الجبابرة»، وعلى تنفيذ القانون والعمل به، داعياً أنصاره إلى إسقاط القبيلة بوصفها السبب في الوضع الراهن بالبلد.

هيئة الانتخابات أعلنت جاهزيتها لإنجاح الاقتراع المرتقب نهاية الشهر الحالي (الشرق الأوسط)

وكان بيرام قد نظم مهرجانات انتخابية في كل من مدينة كرو، وبلديتي كامور والغايرة، استعرض خلالها مضامين برنامجه الانتخابي، الذي يهدف إلى «تحقيق التنمية المستدامة، والعدالة، وتحسين الحياة الاجتماعية والاقتصادية للموريتانيين، أينما كانوا». كما أكد خلالها على أهمية التوعية والتحسيس قبل يوم الاقتراع، حاثاً أنصاره على التصويت له بكثافة يوم الاقتراع، وضرورة اليقظة وتمثيله في جميع مكاتب التصويت.

من جهتها، طالبت حملة المترشح العيد ولد محمدن بالكف عن استخدام الإدارة والأمن لمصلحة مترشح معين دون غيره.

وقال الناطق باسم المترشح، محمد الأمين سيدي مولود، إنه جرى اعتقال بعض الشباب في مدينة لعيون بسبب حملهم شعارات تطالب بتوفير الماء للمدينة، وقبلها اعتقالات لمجموعات شبابية عبرت عن معارضتها المترشح محمد ولد الغزواني ليلة افتتاح الحملة في «ملعب شيخا بيديا».

المترشح ولد اعبيدي (الشرق الأوسط)

وأدان ولد سيدي مولود، في بيان، هذه الاعتقالات «الظالمة»، مضيفاً أن محمد ولد الشيخ الغزواني «مرشح مثل كل المرشحين، يمكن انتقاده والتظاهر أمامه».

في غضون ذلك، أكد الناطق الإعلامي باسم «اللجنة المستقلة للانتخابات»، محمد تقي الله الأدهم، أمس الأربعاء، جاهزية اللجنة لإجراء الانتخابات الرئاسية الوشيكة، في الظروف المطلوبة.

وقال خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر «اللجنة» إن المستلزمات والمعدات الضرورية للاقتراع المرتقب وصلت إلى جميع الولايات، مضيفاً أن «اللجنة» قدمت اللائحة الانتخابية بمرحلتيها؛ المؤقتة والنهائية لوكلاء المترشحين، وأشاد في السياق ذاته بجهود اللجنة ووكلائها في هذا الإطار، مشيراً إلى أن الجهود ستتواصل من أجل تعبئة الناخبين وتحسيسهم من أجل «ضبط عملية الاقتراع»، وفق تعبيره.

كما أكد الناطق الرسمي باسم اللجنة الانتخابية، بمناسبة انقضاء نصف مدة الحملة الانتخابية، أن اللجنة مرتاحة لقدرة المتنافسين في الاستحقاق الرئاسي على إدارة حملاتهم الانتخابية بمسؤولية واقتدار. وأوضح أن اللجنة الانتخابية على أتم الجاهزية لعملية الاقتراع المرتقب نهاية الشهر الحالي، معلناً في هذا الصدد وصول الوسائل اللوجيستية والمعدات الانتخابية إلى أماكنها في الولايات الداخلية، وكذا الدول الثماني المحدد التصويت فيها بالنسبة إلى الجاليات الموريتانية في الخارج.

وأوضح الناطق الرسمي باسم اللجنة الانتخابية أن اللجنة عكفت خلال المدة الماضية على مضاعفة جهودها التحسيسية، من خلال وصلات دعائية بالشراكة مع هيئات المجتمع المدني، بغرض الحد من استفحال ظاهرة الأصوات الملغاة خلال الاستحقاق الرئاسي المرتقب.


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي قلِق من «التقسيم الفعلي لليبيا»

شمال افريقيا الدبيبة يتوسط سفراء الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا (حكومة «الوحدة»)

الاتحاد الأوروبي قلِق من «التقسيم الفعلي لليبيا»

تمسكت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا بدعمها لتجديد شرعية المؤسسات في جميع أنحاء البلاد، وقالت إن الشعب «لديه الحق في اختيار قادته».

جمال جوهر (القاهرة)
أوروبا زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن (رويترز)

لوبن: ماكرون لن يستطيع إرسال قوات لأوكرانيا إذا فزنا في الانتخابات

أثارت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن، اليوم الخميس، الجدل حول من سيكون مسؤولاً عن الجيش إذا قاد حزب «التجمع الوطني» الحكومة بفوزه في الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شمال افريقيا مرشحٌ معارض يخطب في أنصاره بنواكشوط أمس ويعدهم بالتغيير (الشرق الأوسط)

التنافسُ يحتدم عشية الاقتراع الرئاسي في موريتانيا

دخل المرشحون السبعة للانتخابات الرئاسية الموريتانية في سباق الأنفاس الأخيرة من الحملة الدعائية التي تختتم عند منتصف ليل الخميس.

الشيخ محمد (نواكشوط)
الولايات المتحدة​ مناظرة جمعت ترمب وبايدن في أكتوبر 2020 (أ.ب)

لحظات فارقة في تاريخ المناظرات الرئاسية الأميركية

شهدت كثير من المناظرات الرئاسية الأميركية السابقة مواقف ولحظات لا تنسى، وشابتها الإخفاقات والسخرية، أو زلات اللسان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي أعلام كردية خلال احتفال عسكري بأربيل عاصمة إقليم كردستان (أرشيفية - أ.ف.ب)

كردستان يحدد موعداً نهائياً لإجراء الانتخابات

أخيراً، تمكن إقليم كردستان العراق من تجاوز التعقيدات والعقبات التي ارتبطت بانتخاب برلمان جديد وامتدت لنحو عامين، بعد تحديد موعد نهائي لإجراء الاقتراع.

فاضل النشمي (بغداد)

ما دلالات العقوبات الأوروبية ضد مسؤولين سودانيين؟

أطفال لاجئون سودانيون يتلقون العلاج أبريل الماضي في مخيم حدودي بتشاد (أ.ب)
أطفال لاجئون سودانيون يتلقون العلاج أبريل الماضي في مخيم حدودي بتشاد (أ.ب)
TT

ما دلالات العقوبات الأوروبية ضد مسؤولين سودانيين؟

أطفال لاجئون سودانيون يتلقون العلاج أبريل الماضي في مخيم حدودي بتشاد (أ.ب)
أطفال لاجئون سودانيون يتلقون العلاج أبريل الماضي في مخيم حدودي بتشاد (أ.ب)

استهدفت عقوبات، فرضها الاتحاد الأوربي، قبل أيام، 6 شخصيات سودانية تمتلك قدرات سياسية وعسكرية ومالية، الأمر الذي أثار تساؤلات بشأن دلالتها وما تعنيه لمستقبل الحرب الممتدة لأكثر من 14 شهراً بين الجيش وقوات «الدعم السريع».

وتُظهر النظرة المدققة على أسماء ومسؤوليات مَن شملتهم العقوبات، جانباً من أهدافها، إذ عوقب مدير منظومة الدفاعات الصناعية العسكرية، ميرغني إدريس، والذي يُعد المسؤول الأول عن توريد السلاح للجيش السوداني، بما في ذلك الأسلحة والذخائر، فضلاً عما يُنسب إليه من دور في الحصول على مُسيّرات إيران، وصفقات السلاح في «السوق السوداء».

فريق أمن ميرغني إدريس مدير المنظومة الدفاعية السودانية

العقوبات طالت كذلك من جانب الجيش، قائد القوات الجوية، الطاهر محمد العوض، الذي سبق أن أدانه «الأوروبي» بشن غارات جوية عشوائية أوقعت مئات القتلى والجرحى في مختلف جبهات القتال، وعلى وجه الخصوص في الفاشر؛ عاصمة ولاية شمال دارفور.

قائد سلاح الطيران السوداني الطاهر محمد العوض

وفي خطوة لافتة بسبب توجيهها ضد شخصية سياسية، عاقب «الأوروبي» الأمين العام لما يسمى «الحركة الإسلامية»، علي أحمد كرتي؛ لكن الرجل تتهمه قوى سياسية مناوئة بإشعال الحرب التي بدأت، في 15 أبريل (نيسان) من العام الماضي، بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، وينسب إليه البعض دوراً كبيراً في التأثير على قرار الجيش بمواصلة الحرب، وتعطيل المُضي نحو محادثات سلام.

علي كرتي الأمين العام لـ«الحركة الإسلامية» في السودان (غيتي)

وعلى مستوى «الدعم السريع»، طالت العقوبات قائدها في غرب دارفور، عبد الرحمن جمعة، والمتهم بارتكاب «فظائع وانتهاكات»، والتحريض على القتل بدوافع عِرقية، كما ضمت القائمة مستشاراً مالياً وزعيم قبيلة بارزاً لم يُذكر اسمه، من عشيرة المحاميد المتعاطفة مع «الدعم السريع» في غرب إقليم دارفور.

دبلوماسي رفيع في الاتحاد الأوروبي، مطّلع على الملف السوداني، تحدّث إلى «الشرق الأوسط»، شريطة عدم ذكر اسمه، وقال إن «سياق العقوبات يستهدف إعطاء فرصة للحلول التفاوضية لحل أزمة السودان».

وأضاف الدبلوماسي أنه من «الصعب جداً» إيقاف الحرب، في ظل تلقي طرف لإمداد عسكري متواصل، في حن يبحث الطرف الآخر عن التزود بعتاد عسكري من مصادر متعددة.

ورأى الدبلوماسي أن «العقوبات الأوروبية على الأفراد وسيلة ضغط وردع لمنع وقوع مزيد من الانتهاكات ضد المدنيين حالياً ومستقبَلاً». وعدّ أنها كذلك «تنبيه إلى القدرة الأوروبية على رفع مستوى العقوبات لتطول قيادات عليا في الجيش السوداني و(الدعم السريع)، ولا يريد أن يلجأ إليها في الوقت الراهن، بما يصعّب أو يُعرقل مساعي عملية التفاوض السلمي».

وبشأن دلالة معاقبة القيادي الإسلامي كرتي، قال الدبلوماسي الأوروبي: «هذه رسالة تحذير للكف عن تصعيد القتال عبر كتائبه واختراقه للجيش السوداني، وقد تطول العقوبات المقبلة قيادات أخرى بارزة في الحركة الإسلامية».

بدوره قال المتحدث الرسمي باسم تحالف القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، بكري الجاك، لــ«الشرق الأوسط»، إن العقوبات الأوروبية، إضافة إلى العقوبات الأميركية التي وجهتها لشركات تابعة للجيش و«الدعم»، تمثل سياسة «العصا والجزرة»، لكن لم يكن لها تأثير كبير على المجهود الحربي لدى الطرفين.

وأعرب الجاك عن ترحيب «تقدم» ودعمها آليات الضغط عبر العقوبات، وذلك على الرغم من إقراره بصعوبة الحديث عن فاعليتها وتأثيرها على الواقع الميداني.

ورأى الجاك أن «مخاطبة مخاوف ومصالح أطراف القتال ليست كافية، ومن المفترض أن تكون هناك رؤية واضحة من المجتمع الدولي للترتيبات المستقبلية، وهذا يتطلب مقاربة مختلفة، لكن هذه العقوبات في المرحلة الحالية نعدُّها (تحركاً إيجابياً) قد يسهم في وقف الحرب».

بدوره قال المحلل السياسي، الجميل الفاضل، إنه «يجب النظر لهذه العقوبات من زوايا عدة؛ لكونها استهدفت قائد سلاح الجو الذي يعتمد عليه الجيش السوداني بشكل أساسي في الحرب، وما يخلفه من وقوع ضحايا وسط المدنيين جراء الغارات الجوية».

قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (يسار) وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» (أرشيفية)

وأضاف الفاضل أن إدراج القائد العسكري ميرغني إدريس ضمن العقوبات الأوروبية يرجع إلى «عدِّه المسؤول الأول عن التصنيع الحربي المرتبط بمصادر تمويل الحرب، ويقع عليه العبء الكبير في توفير السلاح للجيش السوداني».

كما لفت إلى أن معاقبة القيادي الإسلامي كرتي بمثابة «رسالة ذات مغزي، تودُّ من خلالها القوى الأوروبية أن تؤكد معرفتها الدقيقة وإلمامها التام بالصراع الدائر في السودان، وتورطه في الحرب وتأجيجها».

ووفق المحلل السياسي، فإن العقوبات الأوروبية على «الإسلاميين السودانيين» جرت بعناية بوصفهم «العقل المدبر للصراع في السودان، من أجل العودة إلى الحكم مرة أخرى».

وذكر الفاضل أن «الأوروبي يسعى، من خلال تلك العقوبات، لردع الفاعلين ومن يقفون وراء الحرب».

وعدّ أن العقوبات كذلك رسائل تحذيرية لبعض الأفراد الذين يموّلون الحرب.

لكن مسؤولاً عسكرياً سابقاً في الجيش السوداني ينظر إلى تلك العقوبات على أنها تُوجه في الأساس إلى قادة عسكريين فاعلين للكف عن الاستمرار في أفعال قد تُوقعهم تحت طائلة «جرائم الحرب»، وتعرِّضهم للمساءلة القانونية داخلياً، أو ملاحقة جنائية في المحاكم الدولية.

وقال المسؤول، الذي شغل رتبة رفيعة سابقاً، إنه «ربما لا تؤثر هذه العقوبات على المؤسسات العسكرية حالياً، لكنها قد تردع الأفراد المسؤولين في الطرفين من التورط بشكل فاضح في انتهاكات قد تجرُّهم إلى دائرة المساءلة القانونية، في وقت لاحق».