مصر تؤكد عدم إبحار مراكب غير شرعية من سواحلها منذ 8 سنوات

نفذت برامج توعية بـ«الهجرة الآمنة» للشباب

العاصمة المصرية القاهرة (هيئة تنشيط السياحة المصرية)
العاصمة المصرية القاهرة (هيئة تنشيط السياحة المصرية)
TT

مصر تؤكد عدم إبحار مراكب غير شرعية من سواحلها منذ 8 سنوات

العاصمة المصرية القاهرة (هيئة تنشيط السياحة المصرية)
العاصمة المصرية القاهرة (هيئة تنشيط السياحة المصرية)

أكدت مصر «نجاحها في مواجهة ظاهرة (الهجرة غير المشروعة)، إذ لم تبحر أي مركب غير شرعية من سواحلها منذ 8 سنوات». وشددت وزارة الهجرة المصرية، الخميس، على استمرار تنفيذ برامج توعية بـ«الهجرة الآمنة» للشباب.

وأجرت مصر تعديلات تشريعية عام 2022 على قانون «مكافحة الهجرة غير المشروعة»، غلظت فيها العقوبات على «سماسرة الهجرة غير المشروعة» ومرتكبي جرائم تهريب البشر. كما توسعت خلال السنوات الماضية في برامج ومبادرات لتوعية الشباب بمخاطر الظاهرة، وكذلك برامج تدريب العمالة، منها المبادرة الرئاسية «مراكب النجاة»، كما تسعى إلى التوسع في برامج «التدريب من أجل التوظيف»، الذي بدأت تجربته الأولى مع المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الدمج، والذي يهدف إلى تدريب الشباب المصري وتوفير فرص عمل لهم في دول أخرى، منها ألمانيا، وتجري القاهرة مشاورات لإنشاء مراكز مماثلة مع كل من هولندا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي.

وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج السفيرة سها جندي (الهجرة المصرية)

ووفق وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، السفيرة سها جندي، الخميس، فإن «مصر لم تبحر منها أي مراكب غير شرعية منذ عام 2016»، وهو ما عدّته الوزيرة المصرية «نتيجة الإجراءات الحاسمة التي قامت بها مصر على مدار السنوات الماضية لمواجهة الهجرة غير المشروعة، إضافة إلى ما جرى اتخاذه من إجراءات لضبط الحدود لمنع خروج مهاجرين غير شرعيين عبر السواحل المصرية».

وقالت الوزيرة سها جندي إن «خطة وزارة الهجرة الاستراتيجية استهدفت التوسع في البرامج التدريبية، والعمل على توفير السبُل والبدائل الآمنة أمام الشباب المصري، من خلال عدد من المحاور المهمة، مثل التوعية والتأهيل والتدريب، بجانب توفير فرص عمل في الداخل والخارج»، مؤكدة: «أهمية التعاون مع المؤسسات الدولية لتدريب وتأهيل الشباب عبر فروع ومقار المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج، وهو باكورة التعاون الثنائي بين وزارة الهجرة والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) لدعم المكون المصري من المشروع العالمي (الهجرة من أجل التنمية)».

ويرى خبير دراسات الهجرة وشؤون اللاجئين بـ«مركز دراسات الهجرة بالجامعة الأميركية» في القاهرة، الدكتور أيمن زهري، أن عدم خروج أي مركب «هجرة غير مشروعة» من السواحل المصرية طوال 8 سنوات يعد «نجاحاً». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مصر تبذل جهوداً كبيرة لمكافحة الظاهرة»، لافتاً إلى: «أن عدداً كبيراً من اللاجئين الموجودين بالأراضي المصرية يرغبون في الهجرة إلى دول أوروبية، وهو ما فاقم الظاهرة خلال السنوات الماضية».

السلطات المصرية قامت بجهود متواصلة للحد من ظاهرة «الهجرة غير المشروعة» (أ.ف.ب)

ووفق تقديرات الحكومة المصرية فإن «أعداد اللاجئين والأجانب المقيمين على أرض مصر تتعدى 9 ملايين أجنبي من نحو 133 دولة»، ووفق تصريحات صحافية لممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى مصر، حنان حمدان، الأربعاء، فإن «عدد اللاجئين المسجلين في مصر وصل إلى 640 ألفاً».

ووقع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مطلع الشهر الحالي، مذكرة تفاهم مع نظيره القبرصي، كونستانتينوس كومبوس، تهدف إلى «فتح أسواق العمل القبرصية لاستقبال العمالة المصرية». كما أعلن وزير العمل المصري، حسن شحاتة، على هامش أعمال الدورة 112 لمؤتمر العمل الدولي الذي عقد في جنيف منتصف الشهر الحالي، أنه يجري تشكيل «لجنة مشتركة مع الجانب القبرصي لتنظيم وتسهيل تشغيل العمالة المصرية».

وأرجعت رئيسة اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر (لجنة تابعة لمجلس الوزراء المصري)، السفيرة نائلة جبر، نجاح مصر في منع خروج مراكب «الهجرة غير المشروعة» طوال السنوات الماضية إلى ما وصفته بـ«الإرادة السياسية القوية». وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «إنه من أبرز العوامل التي أسهمت في هذا النجاح، تغليظ عقوبات تهريب البشر، وحملات التوعية المكثفة، التي نقوم خلالها بزيارات عدة للمحافظات الأكثر تصديراً للمهاجرين غير الشرعيين، وكذلك جهود ضبط الحدود، والاهتمام بتأهيل الشباب المصري لسوق العمل».

ووفق نائلة جبر، فإن «حملات التوعية ساهمت كثيراً في تغيير نظرة الشباب للهجرة غير المشروعة».


مقالات ذات صلة

مصر: انتشال 4 جثث بعد غرق مركب سياحي في البحر الأحمر

شمال افريقيا عناصر من رجال الإسعاف والإنقاذ المصري يُسعفون أحد الناجين من ركاب المركب (المتحدث العسكري المصري - «فيسبوك»)

مصر: انتشال 4 جثث بعد غرق مركب سياحي في البحر الأحمر

صرح عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر في مصر، بأنه جرى انتشال 4 جثث من مركب سياحي غرق قبالة سواحل البحر الأحمر، أمس (الاثنين).

رياضة عربية نور الشربيني حافظت على صدارة التصنيف العالمي للاعبات الإسكواش (رويترز)

مصر تواصل هيمنتها على التصنيف العالمي للإسكواش

حافظ الثنائي المصري علي فرج ونور الشربيني على صدارة التصنيف العالمي للإسكواش لفئتي الرجال والسيدات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا شرطيون ألمان (أرشيفية - رويترز)

ألمانيا: محاكمة رجل بتهمة احتجاز وإساءة معاملة امرأة في الغردقة

بدأت وقائع محاكمة ألماني أمام المحكمة الإقليمية الأولى في ميونيخ بتهمة احتجاز ألمانية في شقة على مدار شهرين في منتجع الغردقة المصري.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ )
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)

مؤتمر دولي في مصر يبحث تعزيز «الاستجابة الإنسانية» لغزة

تستعد القاهرة لاستضافة مؤتمر دولي لدعم وتعزيز «الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة» يوم الاثنين المقبل بمشاركة إقليمية ودولية واسعة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا مبنى التلفزيون المصري في ماسبيرو (الهيئة الوطنية للإعلام)

تشكيلة جديدة للهيئات الإعلامية بمصر وسط ترقب لتغييرات

استقبلت الأوساط الإعلامية والصحافية المصرية، التشكيلة الجديدة للهيئات المنظمة لعملهم، آملين في أن تحمل معها تغييرات إيجابية.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

مؤتمر دولي في مصر يبحث تعزيز «الاستجابة الإنسانية» لغزة

وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)
TT

مؤتمر دولي في مصر يبحث تعزيز «الاستجابة الإنسانية» لغزة

وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)

تستعد القاهرة لاستضافة مؤتمر دولي لدعم وتعزيز «الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة»، يوم الاثنين المقبل، بمشاركة إقليمية ودولية واسعة.

وأعلن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، عن استضافة «مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة»، يوم 2 ديسمبر (كانون الأول)، وقال خلال مشاركته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا الاثنين: «المؤتمر سيبحث إجراءات تعزيز الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة»، حسب إفادة للخارجية المصرية.

وأعاد عبد العاطي التأكيد على محددات الموقف المصري تجاه التطورات الإقليمية، التي تتضمن «ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، ونفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق، فضلاً عن أهمية الانتقال لإيجاد أُفق سياسي لتنفيذ حل الدولتين».

وكشفت مصادر مصرية مطلعة أن «المؤتمر سيعقد على مستوى وزراء الخارجية»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الحضور سيشمل تمثيلاً إقليمياً، من دول المنطقة، ودولياً، من المجتمع الدولي»، إلى جانب «تمثيل المؤسسات الدولية، ووكالات الأمم المتحدة المعنية بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسها (الأونروا)».

وتجري القاهرة استعداداتها المكثفة لاستضافة المؤتمر، لضمان مشاركة واسعة فيه إقليمياً ودولياً، وفق المصادر، التي أشارت إلى أن «مصر ما زالت تتلقى تأكيدات من الدول التي ستشارك»، وأوضحت أن «المؤتمر سيناقش الأبعاد السياسية والأمنية والإنسانية للوضع في قطاع غزة»، وأن «دعم عمل وكالة (الأونروا)، سيكون من فعاليات المؤتمر».

ويعقد المؤتمر في ظل مطالبات عربية رسمية برفع القيود الإسرائيلية على مرور المساعدات لقطاع غزة، بعد قرار إسرائيل بحظر عمل أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ويتوقف رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، صلاح عبد العاطي، عند عقد المؤتمر بالتزامن مع الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، وقال إن «الفلسطينيين ينظرون بإيجابية لمؤتمر القاهرة الوزاري، أملاً في تحقيق اختراق لأزمة المساعدات الإنسانية، والتدخل لإنفاذ الدعم لسكان القطاع»، مشيراً إلى أن «استمرار الوضع الحالي، مع حلول موسم الشتاء، يفاقم من المعاناة الإنسانية للسكان بغزة».

وتحدث عبد العاطي عن الأهداف التي يأمل الفلسطينيون أن يحققها المؤتمر، ودعا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «ضرورة أن يحقق المؤتمر استجابة إنسانية سريعة لسكان القطاع، كما حدث في التدخلات المصرية السابقة»، إلى جانب «ممارسة ضغوط على الجانب الإسرائيلي لفتح المعابر أمام المساعدات الإغاثية»، كما طالب بـ«تشكيل تحالف دولي إنساني لدعم الإغاثة الإنسانية لغزة».

وتقول الحكومة المصرية إنها قدمت نحو 80 في المائة من حجم المساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة، وفق تصريحات لوزير التموين المصري في شهر مايو (أيار) الماضي.

واستضافت القاهرة، في أكتوبر من العام الماضي، «قمة القاهرة للسلام»، بمشاركة دولية واسعة، بهدف «دفع جهود المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار، والعمل على تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة».

وباعتقاد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، طارق فهمي، أن «مؤتمر القاهرة الوزاري يستهدف إعادة تقديم القضية الفلسطينية للواجهة الدولية، مرة أخرى، في ضوء التطورات الإقليمية»، وقال إن «توقيت ومستوى التمثيل في المؤتمر، يقدمان رسائل تنبيه مبكرة لخطورة الوضع في القطاع، والمسار المستقبلي للقضية الفلسطينية على الصعيد الدولي».

وستتجاوز مناقشات المؤتمر حدود الدعم الإنساني والإغاثي لسكان قطاع غزة، وفقاً لفهمي، الذي قال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «المؤتمر سياسي بالدرجة الأولى، ويستهدف استعراض الجهود المبذولة، خصوصاً من الدول العربية، لوقف الحرب في القطاع»، مشيراً إلى أن «المؤتمر سيسعى لصياغة مقاربات جديدة للتعاطي مع الأزمة في غزة، والقضية الفلسطينية في المرحلة المقبلة، خصوصاً مع تولي إدارة دونالد ترمب مهامها الرسمية في أميركا».