تحذير أممي: حياة 800 ألف سوداني على المحك

مسؤولتان أمميتان أحاطتا مجلس الأمن بتدهور الأوضاع

TT

تحذير أممي: حياة 800 ألف سوداني على المحك

آثار الدمار في الفاشر (أ.ف.ب)
آثار الدمار في الفاشر (أ.ف.ب)

قالت مديرة العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، إيديم ووسورنو، في إحاطة لمجلس الأمن الدولي، مساء الثلاثاء: «يؤسفني أن أبلّغكم بأن السودان لا يزال يتجه نحو الفوضى»، في حين دعت مسؤولة أممية رفيعة أخرى أطراف القتال إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وأضافت ووسورنو، في بيان بشأن إحاطتها، أن حياة 800 ألف شخص؛ من النساء والأطفال والرجال وكبار السن وذوي الإعاقة، «على المحك».
وهذه هي المرة السادسة التي يطّلع فيها مجلس الأمن على حالة الطوارئ الإنسانية في السودان، منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في أبريل (نيسان) من العام الماضي.
وتطرقت المسؤولة الأممية إلى الخسائر المروِّعة التي يتكبدها المدنيون بسبب الصراع في الفاشر بإقليم دارفور، وغيرها من مناطق الصراع الساخنة في جميع أنحاء البلاد.
وقالت ووسورنو إن الأزمة الإنسانية تفاقمت، وهناك حاجة مُلحة لوقف القتال؛ لإيصال المساعدات الإنسانية.
وأشارت إلى أن القصفين الجوي والمدفعي المستمرين في المناطق المكتظة بالسكان بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تسبَّبا في إلحاق أضرار واسعة النطاق بالمدنيين، وتعطيل الخدمات الأساسية التي يعتمدون عليها بشدة.
ووفقاً لمنظمة «أطباء بلا حدود»، أُصيب أكثر من 1300 شخص، خلال شهر من اندلاع الاقتتال هناك، وفرَّ ما لا يقل عن 130 ألف شخص، منذ الأول من أبريل الماضي.
وخاطبت ووسورنو الدول الأعضاء قائلة:«علينا اتخاذ إجراء حاسم الآن، وإلا فإننا نجازف بأن نشهد تكراراً للفظائع التي ارتُكبت في الجنينة (مدينة في إقليم دارفور شهدت مجازر) خلال العام الماضي».
وحثّت المسؤولة الأممية مجلس الأمن الدولي على بذل قصارى جهده، واستخدام كل الوسائل المتاحة له للدفع باتجاه تنفيذ القرار الخاص بإنهاء ووقف القتال والحصار على الفاشر؛ لوقف هذه «المأساة المميتة التي تتكشف فصولها أكثر فأكثر»، على حد قولها.
من جهة ثانية أشارت ووسورنو إلى العنف ضد العاملين في المجال الإنساني، مؤكدة مقتل 6 من عمال الإغاثة السودانيين، خلال فترة اندلاع القتال، ليرتفع عدد القتلى لعمال الإغاثة إلى 24 شخصاً منذ بدء الحرب، محذّرة من «المجاعة وشيكة» جراء تفاقم الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد.
بدورها شددت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للأمم لشؤون أفريقيا، مارثا بوبي، في إحاطة ثانية للمجلس، على الحاجة المُلحة لوقف إطلاق النار في الفاشر، الآن؛ لمنع وقوع مزيد من الفظائع.
وقالت إن القرار 2736، الذي اعتمده مجلس الأمن، الأسبوع الماضي، يمثل إشارة مهمة من المجلس بأن «تصعيد المواجهة العسكرية يجب أن يتوقف».
وأضافت: «حان الوقت أن تتوجه الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات لتجنيب الشعب السوداني مزيداً من المعاناة».
وأعربت عن أسفها لعدم وجود أي مؤشر لاستئناف المحادثات في منبر جدة قريباً.
ودعت مساعدة الأمين العام الأطراف المتحاربة إلى تبنّي الحوار، والبحث عن كل فرصة للسلام، مؤكدة أن الحل التفاوضي يظل هو السبيل الوحيدة للخروج من هذا الصراع.


مقالات ذات صلة

تجدد «حرب الجسور» في الخرطوم

شمال افريقيا 
صورة متداولة على وسائط التواصل الاجتماعي لجسر «شمبات» الذي يربط بين مدينتي أمدرمان وبحري بعد تدميره

تجدد «حرب الجسور» في الخرطوم

تجددت «حرب الجسور» في السودان؛ إذ تبادل الجيش و«قوات الدعم السريع» الاتهامات، أمس، بتدمير جسر استراتيجي في الخرطوم، يربط مدينتَي أم درمان وبحري.

أحمد يونس (كامبالا)
شمال افريقيا صورة أرشيفية تُظهر دخاناً يتصاعد فوق الخرطوم مع اشتباك الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» (رويترز)

حرب السودان تعود إلى تدمير الجسور الاستراتيجية في العاصمة

تبادل الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» الاتهامات بتدمير جسر رئيسي يربط شمال مدينة أم درمان بشمال مدينة الخرطوم بحري في العاصمة الخرطوم.

أحمد يونس (كامبالا)
تحليل إخباري صورة أرشيفية لقائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو مع قواته في جنوب دارفور (أ.ف.ب)

تحليل إخباري السودان: سقوط سنجة بيد «الدعم السريع» قد يفتح طريق تمددها أكثر

استيلاء «الدعم السريع» على سنجة، يحقق لها انتصاراً سياسياً جديداً إلى جانب الانتصار العسكري، وقد يغير الموقف التفاوضي، ويجعلها تضع شروطاً تفاوضية جديدة.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا البرهان بين قواته في سنار (موقع مجلس السيادة في «فيسبوك»)

«الدعم السريع» يهاجم «سنجة» بالتزامن مع زيارة البرهان للولاية

بالتزامن مع زيارة يجريها قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، إلى ولاية سنار وسط البلاد، هاجمت «قوات الدعم السريع» مدينة سنجة، عاصمة الولاية.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا امتحانات الطلاب السودانيين في القاهرة (السفارة السودانية)

غلق بعض المدارس السودانية في مصر يُربك طلابها

أربك إغلاق السلطات المصرية عدداً من المدارس السودانية العاملة في مصر، لحين توافر «الاشتراطات القانونية»، طلاب الجالية السودانية في البلاد.

أحمد إمبابي (القاهرة)

الحكومة المصرية تُفعّل قرار «تبكير غلق المحالّ»

اجتماع اللجنة العليا لتراخيص المحال العامة (مجلس الوزراء المصري)
اجتماع اللجنة العليا لتراخيص المحال العامة (مجلس الوزراء المصري)
TT

الحكومة المصرية تُفعّل قرار «تبكير غلق المحالّ»

اجتماع اللجنة العليا لتراخيص المحال العامة (مجلس الوزراء المصري)
اجتماع اللجنة العليا لتراخيص المحال العامة (مجلس الوزراء المصري)

فعّلت الحكومة المصرية قرار تبكير غلق «المحال التجارية» في العاشرة مساءً، بدايةً من يوليو (تموز) الحالي، ضمن حزمة إجراءات لترشيد استهلاك الكهرباء، في ظل أزمة «انقطاع التيار» التي تشهدها البلاد حالياً، بسبب نقص إمدادات الوقود.

وأعلنت وزارة التنمية المحلية المصرية، البدء في تطبيق قرار «غلق المحال التجارية من العاشرة مساءً، بدءاً من 1 يوليو وحتى 26 سبتمبر (أيلول) 2024».

وبموجب قرار اللجنة العليا لتراخيص المحالّ العامة، فإنه يبدأ «فتح المحالّ التجارية في السابعة صباحاً، ويتم الغلق في العاشرة مساءً، ويزيد التوقيت يومَي الخميس والجمعة والإجازات والأعياد الرسمية، لتغلق في الحادية عشرة مساءً».

واستثنى القرار بعض الأنشطة التجارية من مواعيد الغلق، بحيث «تستمر المولات التجارية حتى الثانية عشرة منتصف الليل، وتمتد للواحدة صباحاً في أيام الخميس والجمعة والإجازات الرسمية»، كما تم استثناء المطاعم والكافيهات والبازارات، لتُفتح يومياً من السادسة صباحاً، حتى الثانية عشرة منتصف الليل»، وتتضمّن الاستثناءات «محال البقالة والسوبر ماركت والمخازن والأفران والصيدليات وأسواق الجملة».

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الكهرباء المصرية «عودة العمل بخطة تخفيف الأحمال اليومية لمدة ساعتين فقط يومياً، موزّعة على مستوى جميع مناطق الجمهورية»، وقالت الشركة القابضة لكهرباء مصر، الاثنين، إن «تخفيف ساعات قطع الكهرباء يأتي بالتنسيق بين وزارتَي الكهرباء والبترول، على أن يتم تخفيف الأحمال بين الساعة الثالثة مساءً حتى الساعة السابعة مساءً».

وتعهّدت الحكومة المصرية بوقف قطع الكهرباء، بدءاً من الأسبوع الثالث من شهر يوليو الحالي، بعد استيراد كميات كافية من الوقود لتشغيل محطات الكهرباء (تقدّر بنحو 300 ألف طن من المازوت)، إلى جانب استثناء شهر أغسطس (آب) من خطة تخفيف أحمال الكهرباء، حسب تصريحات رئيس الوزراء المصري.

ولاقى قرار الحكومة المصرية بتفعيل مواعيد غلق المحال التجارية، بعض الانتقادات من مستخدِمي منصّات التواصل الاجتماعي، حيث تداول المستخدمون المواعيد المقرّرة من الحكومة، والاستثناءات المعلَنة لبعض الأنشطة التجارية، في حين دعا آخرون لإلغاء التوقيت الصيفي المُعلن من الحكومة.

ورغم اعتباره قرار غلق المحال التجارية في العاشرة مساءً «مقبولاً نسبياً»، قال أمين عام اتحاد الغرف التجارية المصرية علاء عز، لـ«الشرق الأوسط»، إنه يدعو الحكومة لاستثناءات جديدة، تتضمن «تأخير مواعيد فتح المحال، مع تأخير مواعيد الغلق»، مشيراً إلى أن هذا الإجراء «يحافظ على نفس ساعات العمل، ويقلّل من استهلاك الكهرباء في فترات الذروة النهارية».

وأضاف: «إنهم قاموا بشرح الأضرار الاقتصادية لقرارات الغلق المبكر، وتأثيرها على السياحة الوافدة، خصوصاً السياحة العربية».