خوري تناقش «مقترحاتها» مع «الوحدة» لحل الأزمة الليبية

جافيتو تحذر من ازدياد الوجود الروسي والصيني في البلاد

المكلف بوزارة الخارجية بحكومة «الوحدة» الباعور يستقبل خوري (وزارة الخارجية)
المكلف بوزارة الخارجية بحكومة «الوحدة» الباعور يستقبل خوري (وزارة الخارجية)
TT

خوري تناقش «مقترحاتها» مع «الوحدة» لحل الأزمة الليبية

المكلف بوزارة الخارجية بحكومة «الوحدة» الباعور يستقبل خوري (وزارة الخارجية)
المكلف بوزارة الخارجية بحكومة «الوحدة» الباعور يستقبل خوري (وزارة الخارجية)

استبقت المبعوثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة، ستيفاني خوري، إحاطتها إلى مجلس الأمن الدولي، بمناقشة «مقترحاتها» للعمل على حل الأزمة السياسية في البلاد خلال الفترة المقبلة مع حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، وفي غضون ذلك حذّرت جينيفر جافيتو، الدبلوماسية الأميركية المرشحة سفيرة لدى ليبيا، في بيان أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، من الوجود الروسي والصيني في ليبيا.

وصول نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف إلى مطار بنينا بنغازي (الاستقرار)

وتكثف المبعوثة الأممية من تحركاتها لدى الأطراف الليبية المختلفة، بقصد حلحلة الأزمة السياسية، قبيل توجهها إلى مجلس الأمن في 19 من يونيو (حزيران) الحالي لتقدم أول إحاطة لها بعد تسلمها مهمتها. وفي هذا السياق التقت خوري المكلف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة «الوحدة»، الطاهر الباعور، مساء الخميس، لبحث مستجدات الوضع السياسي، وأطلعته على الجولة التي أجرتها خلال الأيام الماضية، ومقابلاتها مع مختلف الأطراف الليبية، ومقترحاتها للعمل خلال الفترة المقبلة، معبرةً عن ترحيبها بإعلان المفوضية العليا للانتخابات عن إجراء انتخابات محلية للمجالس البلدية الليبية.

وفي بدايات مايو (أيار) الماضي بدأت خوري سلسلة لقاءات بعدد من ساسة ليبيا، في إطار بدء مهمتها خلفاً للمبعوث الأممي المستقيل عبد الله باتيلي. لكن حتى الآن لم تكشف خوري عن ملامح خطتها لإنهاء حالة الجمود السياسي، فيما تواصل الاستماع إلى وجهات نظر أفرقاء الأزمة.

في غضون ذلك، عدّت جافيتو أن «المأزق السياسي المستمر في ليبيا مرده للإخفاق في عقد الانتخابات المؤجلة»، وقالت إنها ستعمل مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين «بهدف إيجاد حل لتسوية سياسية بين الأطراف المعنية، تضع ليبيا على الطريق الصحيح لانتخابات توحد البلاد».

وتعهدت جافيتو بالعمل مع الليبيين في شرق البلاد وغربها لتعزيز التكامل العسكري، بما يحمي حدود البلاد، لافتة إلى أن ليبيا لديها ثورة نفطية تعد الأكبر في أفريقيا، وإلى ازدياد نشاط شركات الاتصالات الصينية في ليبيا، والوجود العسكري الروسي هناك، ورأت أنه يسعى لدمج قوات «فاغنر» في ليبيا مؤخراً في نشاط عسكري أوسع.

المكلف بوزارة الخارجية بحكومة «الوحدة» الباعور يستقبل في طرابلس سفير إيطاليا ألبيريني (وزارة الخارجية)

إلى ذلك، استقبل الباعور في مكتبه مساء الخميس سفير إيطاليا لدى ليبيا، جيانلوكا ألبيريني، وقالت وزارة الخارجية إن الطرفين بحثا عدداً من الملفات والمواضيع ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً ملف الهجرة غير المشروعة، والاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر دولي عن الهجرة في طرابلس، بمشاركة العديد من الدول والمنظمات المعنية منتصف يوليو (تموز) المقبل.

وزير الدولة لشؤون الهجرة غير المشروعة بالحكومة الليبية المكلفة من البرلمان فتحي التباوي (الحكومة)

من جهة ثانية، التقى وزير الدولة لشؤون الهجرة غير المشروعة بالحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، فتحي التباوي، رئيسة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة عبر تقنية «الزووم»، بحضور مديري مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالمنطقة الشرقية، وإدارة المنظمات الدولية. وجاء اللقاء الذي عقد، مساء الخميس، تنفيذاً لقرار رئيس الحكومة أسامة حماد، بشأن تنظيم عمل المنظمات الدولية والأجنبية في ليبيا.

في شأن مختلف، اجتمعت لجنة الخدمات بالمجلس الأعلى للدولة بوفد من الخبراء الدوليين التابعين لمنظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة، رفقة فريق حكومي من الخبراء في قطاعات الدولة المعنية بالأمن الغذائي. وتهدف هذه الزيارة للتشاور حول مخرجات عمل الفرق الحكومية والدولية لتقييم حالة الأمن الغذائي في ليبيا، وتحديد الفجوات التي قد تؤثر في رسم استراتيجية وطنية تعنى بالتنمية الزراعية المستدامة وتحقيق أهدافها الرئيسية.


مقالات ذات صلة

ليبيا: «قانون الدستورية العليا» يجدد الجدل بين «الرئاسي» والبرلمان

شمال افريقيا مستشارو المحكمة الدستورية العليا عقب أداء اليمين أمام نائب رئيس مجلس النواب الليبي (المجلس)

ليبيا: «قانون الدستورية العليا» يجدد الجدل بين «الرئاسي» والبرلمان

تصاعدت حالة من الجدل في ليبيا بعد أداء مستشاري المحكمة الدستورية العليا اليمين القانونية، أمام مجلس النواب، في ظل معارضة واسعة من المجلس الرئاسي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا المنفي يلتقي البرهان على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة (المجلس الرئاسي الليبي)

11 دولة تدعو ليبيا لضخ النفط... وإخراج «المرتزقة»

حثت أميركا ودول أوروبية وعربية الأطراف الليبية كافة على العمل لاستئناف إنتاج وتصدير النفط «بالكامل دون تعطيل أو تدخل أو تسييس».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من الحضور خلال توقيع اتفاق ينهي أزمة الصراع على مصرف ليبيا المركزي (البعثة الأممية)

اتفاق يطوي أزمة «المركزي» الليبي

بحضور دبلوماسي عربي وغربي، وقّع ممثلان عن مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» في ليبيا اتفاقاً يقضي بتعيين محافظ مؤقت للمصرف المركزي ونائب له.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا تكالة والمشري خلال انتخابات رئاسة المجلس الأعلى للدولة عام 2023 (المجلس)

المشري يتهم تكالة بـ«اغتصاب السلطة»... إلى أين يتجه «الدولة» الليبي؟

في تصعيد جديد على مسار الصراع بشأن رئاسة المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، اتهم خالد المشري غريمه محمد تكالة بـ«اغتصاب السلطة وانتحال صفة رئيس المجلس».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا البنك المركزي بطرابلس (رويترز)

تسوية بين الأطراف الليبية لمعالجة أزمة المصرف المركزي

أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الأربعاء، التوصل إلى تسوية بين الأطراف الليبية لمعالجة أزمة إدارة المصرف المركزي الذي يشهد تنازعاً على السلطة.

«الشرق الأوسط» (طرابلس)

مصر لدعم موقفها في نزاع «سد النهضة» بتحركات مكثفة بنيويورك

وزير الخارجية المصري خلال لقائه نظيره الصيني في نيويورك (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال لقائه نظيره الصيني في نيويورك (الخارجية المصرية)
TT

مصر لدعم موقفها في نزاع «سد النهضة» بتحركات مكثفة بنيويورك

وزير الخارجية المصري خلال لقائه نظيره الصيني في نيويورك (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال لقائه نظيره الصيني في نيويورك (الخارجية المصرية)

كثّفت مصر من تحركاتها الدبلوماسية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لدعم موقفها في نزاع سد النهضة الإثيوبي. وبينما تؤكد القاهرة «محورية حقوقها المائية» من مياه النيل وترفض «الممارسات الأحادية» من جانب أديس أبابا، تواصل إثيوبيا ملء «السد».

وشدّد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، السبت، على «أهمية قضية الأمن المائي وسد النهضة بالنسبة إلى بلاده».

وتبني إثيوبيا سد النهضة على رافد نهر النيل الرئيسي منذ 2011 لإنتاج كهرباء تلبي احتياجات 60 في المائة من المنازل. ويواجه مشروع «السد» باعتراضات من دولتي المصب مصر والسودان، للمطالبة باتفاق قانوني ينظّم عمليات ملئه وتشغيله، بما لا يضر بحصتيهما المائية.

وحذّرت وزارة الخارجية المصرية، في خطاب إلى مجلس الأمن، نهاية أغسطس (آب) الماضي، من «التأثيرات الخطيرة للسد على حصتي مصر والسودان المائية». وقالت إن «السد الإثيوبي يمثّل خطراً وجودياً على مصر». وأشارت إلى «انتهاء مسارات المفاوضات بشأن سد النهضة بعد 13 عاماً من التفاوض بنيات صادقة». وأرجعت ذلك إلى أن «أديس أبابا ترغب فقط في استمرار وجود غطاء تفاوضي لأمد غير منظور بغرض تكريس الأمر الواقع، دون وجود إرادة سياسية لديها للتوصل إلى حل».

وشدد وزير الخارجية المصري، خلال لقائه نظيره الصيني، وانغ يي، في نيويورك، على «أهمية قضية الأمن المائي والسد الإثيوبي بالنسبة إلى مصر»، وعدّها «قضية وجودية تتعلّق بشكل مباشر بالأمن القومي المصري، ولا يمكن التهاون بشأنها». كما أكد «رفض بلاده أي ممارسات أحادية تضرّ بمصالح دولتي المصب وتخالف القواعد الدولية المستقرة في حوكمة المياه العابرة للحدود»، حسب إفادة لـ«الخارجية المصرية»، السبت.

وسبق ذلك تأكيد وزير الخارجية المصري موقف بلاده نفسه من قضية السد الإثيوبي، خلال لقائه وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، جون باس، في نيويورك، مساء الجمعة. وحذّر عبد العاطي من أن «بلاده لن تتهاون بشأن قضية (السد)». كما أشار عبد العاطي خلال «قمة المستقبل» بالأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، إلى «ضرورة إعطاء قضية الندرة المائية والأمن المائي الاهتمام البالغ من المجتمع الدولي»، مطالباً «عدم ترك الأمر لأهواء دول معينة، وإن كانت هي دول المنبع، لفرض سياسات أحادية خاطئة تهدد مصالح وشواغل دول المصب».

ويرى نائب رئيس «المجلس المصري للشؤون الأفريقية»، السفير صلاح حليمة، أن «وزير الخارجية المصري يقوم بدور نشط ومكثف لحشد التأييد الدولي لدعم الموقف المصري في قضية سد النهضة». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «التحركات المصرية تتسم بالالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية، التي تخالفها إثيوبيا، بالتصرفات الأحادية في مشروع (السد)».

ووفق حليمة فإن «التحركات المصرية تستهدف تأكيد تهديد السد الإثيوبي للحياة في مصر»، وإظهار «المخاطر الوجودية المرتبطة بعمليات تشغيل السد وملئه، ما يعطي الحق للقاهرة في اللجوء إلى الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، لطلب التدخل، دفاعاً عن حقها وأمنها». وأشار إلى أن «هناك تأييداً للموقف المصري أكدته لقاءات وزير الخارجية المصري مع المسؤولين الدوليين في نيويورك».

وكان وزير الخارجية المصري قد أشار، في تصريحات إعلامية بنيويورك، الأسبوع الماضي، إلى «حشد بلاده الدعم والتأييد الدولي لموقفها في ضرورة الوصول لاتفاق قانوني ملزم بشأن السد الإثيوبي، وكيفية تشغيله، بما لا يضر بدولتي المصب»، وقال إن «حصة مصر المائية (55.5 مليار متر مكعب) تكاد تكفي 60 في المائة من الاحتياجات المائية السنوية لمصر، وبالتالي لا يمكن التفريط في قطرة واحدة منها».

جانب من سد النهضة الإثيوبي (رويترز)

من جانبه، أكد أستاذ الموارد المائية في جامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، ضرورة قيام مصر بـ«تشكيل رأي عام دولي داعم لحقوقها المائية في قضية (السد)»، مشيراً إلى أهمية «ممارسة المجتمع الدولي ضغوطاً على الجانب الإثيوبي، والوصول لاتفاق قانوني بين الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان)، حتى لا يتطور الخلاف».

وكان مجلس الأمن قد أصدر بياناً في سبتمبر (أيلول) 2021 حثّ فيه مصر وإثيوبيا والسودان على «استئناف المفاوضات؛ بهدف وضع صيغة نهائية لاتفاق مقبول وملزم للأطراف بشأن ملء (السد) وتشغيله ضمن إطار زمني معقول».

وعدّ شراقي أن «تدخل الأمم المتحدة بات ضرورياً، بسبب المخاطر الطبيعية التي يشكّلها مشروع السد الإثيوبي». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «وصول عملية تخزين المياه في (السد) للسعة القصوى سيؤدي إلى زيادة نشاط الزلازل بالمنطقة، وفي حال سنوات الفيضان المرتفع، قد يشكّل مخاطر على بنيته»، مشيراً إلى أن «المشروع يمثّل تهديداً للحياة على السودان؛ ما يستوجب تدخل مجلس الأمن».

وشهدت إثيوبيا، الجمعة، زلزالاً في منطقة الأخدود، التي تبعد 570 كيلومتراً شرق منطقة «سد النهضة»، حسب أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، الذي قال إنه «من المتوقع زيادة النشاط الزلزالي في إثيوبيا خصوصاً في منطقة (السد)».

يأتي هذا في وقت تواصل فيه إثيوبيا ملء «السد». وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في أغسطس الماضي، «اكتمال بناء سد النهضة على النيل الأزرق بشكل كامل بحلول ديسمبر (كانون الأول) المقبل». وقال إن «إجمالي المياه المحتجزة مع مرحلة الملء الخامس للسد، بلغ 62.5 مليار متر مكعب»، متوقعاً أن تصل نسبة المياه المحتجزة بنهاية العام «ما بين 70 و71 مليار متر مكعب».