مرشح لـ«رئاسية» موريتانيا يتخوف من «غياب شفافية» الانتخابات

قال إن ضغوطاً كثيرة تُمارَس على موظفي الدولة لدعم النظام الحاكم

المرشح الرئاسي حمادي ولد سيدي المختار (الشرق الأوسط)
المرشح الرئاسي حمادي ولد سيدي المختار (الشرق الأوسط)
TT

مرشح لـ«رئاسية» موريتانيا يتخوف من «غياب شفافية» الانتخابات

المرشح الرئاسي حمادي ولد سيدي المختار (الشرق الأوسط)
المرشح الرئاسي حمادي ولد سيدي المختار (الشرق الأوسط)

قال حمدي ولد إبراهيم، مدير حملة المرشح الرئاسي حمادي ولد سيدي المختار، القيادي بحزب «تواصل»، إن شفافية الانتخابات الموريتانية المقبلة «باتت مهددة»؛ بسبب ما وصفه بعدم تفاعل لجنة الانتخابات مع الأحزاب السياسية.

وأكد ولد إبراهيم، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء أمس الأربعاء بمقر حزب «تواصل»، أن ضغوطاً كثيرة أصبحت تُمارَس على موظفي الدولة لدعم النظام الحاكم، وفق قوله، مشدداً على أن هذه الممارسات «تشكل خللاً في العملية الانتخابية وتُقوّض قيمتها»، ومؤكداً أن «حرية الاختيار الحقيقية للمواطنين ضرورية لضمان قيمة الانتخابات» في موريتانيا.

مناصرون للرئيس ولد الغزواني في مسيرة دعائية لدعم ترشحه لولاية ثانية (الشرق الأوسط)

ووفق وسائل إعلام محلية، فقد أكد ولد إبراهيم وجود تناقضات بين لجنة الانتخابات وفروعها بشأن القائمة الانتخابية. واستنكر عدم السماح للأحزاب السياسية بتقديم الطعون. وقال، بهذا الخصوص، إن حملة المرشح حمادي ولد سيدي المختار تستعد لتغطية أكثر من 5 آلاف مكتب على عموم التراب الوطني.

وتجرى الانتخابات الرئاسية في 29 يونيو (حزيران) الحالي، ويتنافس فيها سبعة مرشحين، بينهم خمسة محسوبون على الجناح المعارض للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الطامح للفوز بولاية جديدة.

وأضاف مدير حملة مرشح حزب «تواصل» أن الأجواء التي تكتنف التحضير للانتخابات الرئاسية «تبعث على القلق»، مشيراً إلى وجود مؤشرات على «غياب الشفافية والنزاهة، كالتلاعب الذي عرفته اللائحة الانتخابية، وضعف تجاوب اللجنة المستقلة للانتخابات مع مطالب ممثلي المرشحين، إضافة إلى ضعف هامش الحرية بفعل الاستخدام المفرط لنفوذ الدولة في الترغيب والترهيب، وانخراط الموظفين بمختلف مستوياتهم في العملية السياسية».

الرئيس ولد الغزواني يدلي بصوته في الانتخابات السابقة (الشرق الأوسط)

وتابع ولد إبراهيم أنهم سيشاركون في هذه الانتخابات «من باب العمل في الهامش المتاح»، مؤكداً نجاح إدارته في التحضير الجيد لانطلاقة الحملة، حيث وفّرت الطواقم والمُعدات المطلوبة للانطلاقة في كل مقاطعة من مقاطعات الوطن.

في سياق ذلك، احتضنت قاعة الاجتماعات بمقر اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة، أمس الأربعاء، اجتماعاً خُصّص لعرض مسوَّدة مشروع ميثاق تتعلق بحسن التعامل بين المترشحين لمنصب رئيس الجمهورية، على وكلاء وممثلين للمرشحين السبعة للانتخابات الرئاسية المقبلة ومناقشتها.

وعرض رئيس اللجنة الوطنية الانتخابية؛ الداه ولد عبد الجليل، خلال اللقاء، مسوَّدة الديباجة المقترحة على وكلاء المترشحين السبعة، حيث تضمنت النص على اعتماد مضامين هذا الميثاق لضبط العلاقات بين المترشحين في ثلاث فترات أساسية، ما قبل الانتخابات (فترة الحملة)، وأثناءها (فترة الاقتراع)، وما بعدها، وفترة ما بعد الاقتراع وفرز النتائج.

وتضمنت الوثيقة حث الأطراف المعنية بالانتخابات على الاحترام الصارم للقانون، وضرورة التوعية بالمخالفات الانتخابية، واختيار ممثلين ومندوبين عن المترشحين وتدريبهم على التحكم في عمليات التصويت، وغيرها من الضوابط والمحددات المتعلقة بالمسار الانتخابي.

كما شملت مضامين وضوابط مسوَّدة الميثاق الحث على إجراء حملات انتخابية على أساس المشاريع المجتمعية، أو البرامج الحكومية، من خلال تقديم خيارات سياسية لإرادة الناخب الحرة، مع الالتزام الصارم بالأحكام القانونية والتنظيمية، واحترام حرية الرأي والتعبير للمرشحين الآخرين، والدعوة إلى التسامح والحق في الاختلاف، وحظر أي شكل من أشكال العنف الجسدي أو اللفظي، والامتناع عن الإدلاء في الخطابات والتعليقات بأمور من شأنها التحريض على أفعال غير لائقة، وتجنب أي هجمات شخصية أو تشهيرية ضد المنافسين الآخرين، ولا سيما من خلال استهداف حياتهم الخاصة، أو حياة أفراد أُسرهم.



مصر للحد من «فوضى» الاعتداء على الطواقم الطبية

تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)
تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)
TT

مصر للحد من «فوضى» الاعتداء على الطواقم الطبية

تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)
تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)

تسعى الحكومة المصرية للحد من «فوضى» الاعتداءات على الطواقم الطبية بالمستشفيات، عبر إقرار قانون «تنظيم المسؤولية الطبية وحماية المريض»، الذي وافق عليه مجلس الوزراء أخيراً، وسوف يحيله لمجلس النواب (البرلمان) للموافقة عليه.

وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة المصري، خالد عبد الغفار، أن مشروع القانون يهدف إلى «تحسين بيئة العمل الخاصة بالأطباء والفريق الصحي، ويرتكز على ضمان توفير حق المواطن في تلقي الخدمات الطبية المختلفة بالمنشآت الصحية، وتوحيد الإطار الحاكم للمسؤولية المدنية والجنائية التي يخضع لها مزاولو المهن الطبية، بما يضمن عملهم في بيئة عمل جاذبة ومستقرة»، وفق إفادة وزارة «الصحة» المصرية، الجمعة.

وأشار الوزير المصري إلى تضمن القانون «توحيد الإطار الحاكم للمسؤولية المدنية والجنائية التي يخضع لها مزاولو المهن الطبية، بما يكفل الوضوح في هذا الشأن ويراعي صعوبات العمل في المجال الطبي»، مع الحرص على «منع الاعتداء على مقدمي الخدمة الصحية، وتقرير العقوبات اللازمة في حال التعدي اللفظي أو الجسدي أو إهانة مقدمي الخدمات الطبية، أو إتلاف المنشآت، وتشديد العقوبة حال استعمال أي أسلحة أو عصي أو آلات أو أدوات أخرى».

جانب من العمل داخل أحد المستشفيات (وزارة الصحة المصرية)

وحسب عضوة «لجنة الصحة» بمجلس النواب، النائبة إيرين سعيد، فإن «هذه الخطوة تأخرت كثيراً»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن مشروع القانون كان يفترض جاهزيته منذ عامين في ظل مناقشات مستفيضة جرت بشأنه، لافتة إلى أن القانون سيكون على رأس أولويات «لجنة الصحة» فور وصوله البرلمان من الحكومة تمهيداً للانتهاء منه خلال دور الانعقاد الحالي.

لكن وكيل نقابة الأطباء المصرية، جمال عميرة، قال لـ«الشرق الأوسط» إن مشروع القانون «لا يوفر الحماية المطلوبة للأطباء في مقابل مضاعفة العقوبات عليهم حال الاشتباه بارتكابهم أخطاء»، مشيراً إلى أن المطلوب قانون يوفر «بيئة عمل غير ضاغطة على الطواقم الطبية».

وأضاف أن الطبيب حال تعرض المريض لأي مضاعفات عند وصوله إلى المستشفى تتسبب في وفاته، يحول الطبيب إلى قسم الشرطة ويواجه اتهامات بـ«ارتكاب جنحة وتقصير بعمله»، على الرغم من احتمالية عدم ارتكابه أي خطأ طبي، لافتاً إلى أن النقابة تنتظر النسخة الأخيرة من مشروع القانون لإصدار ملاحظات متكاملة بشأنه.

وشهدت مصر في الشهور الماضية تعرض عدد من الأطباء لاعتداءات خلال عملهم بالمستشفيات من أقارب المرضى، من بينها واقعة تعدي الفنان محمد فؤاد على طبيب مستشفى «جامعة عين شمس»، خلال مرافقته شقيقه الذي أصيب بأزمة قلبية الصيف الماضي، والاعتداء على طبيب بمستشفى «الشيخ زايد» في القاهرة من أقارب مريض نهاية الشهر الماضي، وهي الوقائع التي يجري التحقيق فيها قضائياً.

وقائع الاعتداء على الطواقم الطبية بالمستشفيات المصرية تكررت خلال الفترة الأخيرة (وزارة الصحة المصرية)

وينص مشروع القانون الجديد، وفق مقترح الحكومة، على تشكيل «لجنة عليا» تتبع رئيس مجلس الوزراء، وتعد «جهة الخبرة الاستشارية المتعلقة بالأخطاء الطبية، والمعنية بالنظر في الشكاوى، وإصدار الأدلة الإرشادية للتوعية بحقوق متلقي الخدمة بالتنسيق مع النقابات والجهات المعنية»، حسب بيان «الصحة».

وتعوّل إيرين سعيد على «اللجنة العليا الجديدة» باعتبارها ستكون أداة الفصل بين مقدم الخدمة سواء كان طبيباً أو صيدلياً أو من التمريض، ومتلقي الخدمة المتمثل في المواطن، لافتةً إلى أن تشكيل اللجنة من أطباء وقانونيين «سيُنهي غياب التعامل مع الوقائع وفق القوانين الحالية، ومحاسبة الأطباء وفق قانون (العقوبات)».

وأضافت أن مشروع القانون الجديد سيجعل هناك تعريفاً للمريض بطبيعة الإجراءات الطبية التي ستُتخذ معه وتداعياتها المحتملة عليه، مع منحه حرية القبول أو الرفض للإجراءات التي سيبلغه بها الأطباء، وهو «أمر لم يكن موجوداً من قبل بشكل إلزامي في المستشفيات المختلفة».

وهنا يشير وكيل نقابة الأطباء إلى ضرورة وجود ممثلين لمختلف التخصصات الطبية في «اللجنة العليا» وليس فقط الأطباء الشرعيين، مؤكداً تفهم أعضاء لجنة «الصحة» بالبرلمان لما تريده النقابة، وتوافقهم حول التفاصيل التي تستهدف حلاً جذرياً للمشكلات القائمة في الوقت الحالي.