شنقريحة يستنكر «مؤامرة دنيئة تحاك ضد الجزائر»

قائد الجيش أشرف على تمرين للرمي بالصواريخ

قائد الجيش الجزائري خلال زيارته للناحية العسكرية الشرقية (وزارة الدفاع)
قائد الجيش الجزائري خلال زيارته للناحية العسكرية الشرقية (وزارة الدفاع)
TT

شنقريحة يستنكر «مؤامرة دنيئة تحاك ضد الجزائر»

قائد الجيش الجزائري خلال زيارته للناحية العسكرية الشرقية (وزارة الدفاع)
قائد الجيش الجزائري خلال زيارته للناحية العسكرية الشرقية (وزارة الدفاع)

أظهر رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أول سعيد شنقريحة، خلال لقائه أمس الثلاثاء بكوادر «الناحية العسكرية الخامسة» في قسنطينة (500 كلم شرق)، قلق السلطات من «المنحى التصاعدي لظاهرة تهريب المهلوسات (حبوب مخدرة) بكل أنواعها إلى بلادنا»، مؤكداً أن الجزائر «تواجه محاولات دنيئة لإغراقها بكل أنواع المخدرات والمهلوسات، من أجل الإضرار بالصحة الجسدية والنفسية للقوى الحية للأمة، المتمثلة في شبابها، ومحاولة إحباط معنوياتهم ودفعهم إلى الإدمان والجريمة». عاداً ذلك، «من بين أخطر التهديدات التي تواجهها بلادنا»، و«مؤامرة تحاك ضد البلاد».

مصادرة حبوب مهلوسة وتوقيف متهمين بترويجها (وزارة الدفاع)

ولم يذكر المسؤول العسكري الأول من هي الجهة التي يحملها مسؤولية «إغراق الجزائر بالمخدرات»، علماً بأن حصيلة عمليات الجيش، التي تنشرها وزارة الدفاع كل أسبوع، تتضمن مصادرة كميات كبيرة من الحبوب المخدرة والكيف المعالج، زيادة على اعتقال العشرات من المتاجرين بها ومستهلكيها. كما تتضمن توقيف مهاجرين سريين، وحجز عتاد يستخدم في التنقيب غير المشروع عن الذهب، وتوقيف مهربين بالحدود الجنوبية خاصة.

ولفت شنقريحة بهذا الخصوص إلى «المنحى التصاعدي المريب والخطير، الذي ما فتئت تأخذه في الآونة الأخيرة ظاهرة تهريب المهلوسات بكل أنواعها إلى بلادنا، إذ تشير إحصائيات المصالح الأمنية المختلفة إلى حجز كميات ضخمة جداً من هذه السموم، التي يحاول المجرمون وأعداء الوطن إدخالها إلى التراب الوطني». مبرزاً أن قيادة الجيش «تولي أهمية خاصة لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة، التي لن نتسامح أبداً مع باروناتها، وسنبقى بالمرصاد لمن يقف وراءها أو يمولها أو يدعمها، كما سنظل على استعداد دائم للتصدي لها، من خلال تعزيز تشكيلاتنا العسكرية والأمنية على طول حدودنا».

وفي هذا السياق، حث قائد الجيش مسؤولي المنطقة العسكري الشرقية على «مضاعفة الجهود، من أجل كشف شبكات التهريب، وتحييد هؤلاء المجرمين، خونة الأمة والقضاء عليهم، من خلال إعمال طرق عملياتية متكيفة مع أساليب عمل هؤلاء المجرمين، واستعمال الوسائل المتاحة كافة، من أجل تجنيب بلادنا شرور هذه الآفة، التي تندرج لا محالة ضمن المؤامرات الدنيئة التي تحاك ضد بلادنا».

كما أسدى شنقريحة أوامر للمسؤولين العسكريين بالمنطقة ذاتها، حيث طالبهم بـ«مواصلة العمل وبذل قصارى الجهود، الرامية لتوفير جميع الظروف الأمنية المناسبة للمواطنين خلال الفترة الصيفية المقبلة». وأشاد بـ«النتائج المحققة في مجال مكافحة الإرهاب، ومحاربة أشكال الجريمة المنظمة كافة».

من جهة ثانية، قالت وزارة الدفاع الجزائرية إن رئيس أركان الجيش أشرف اليوم الأربعاء على تمرين تكتيكي بالواجهة البحرية الشرقية، يتمثل في تنفيذ رمي بصاروخ مضاد للسطح.

كوادر الناحية العسكرية الشرقية يتابعون توجيهات قائد الجيش (وزارة الدفاع)

وأطلقت وزارة الدفاع، وفق ما جاء في حسابها بالإعلام الاجتماعي، اسم «درع المتوسط 2024» على التمرين العسكري البحري، الذي جرى بجيجل، إحدى أهم محافظات شرق البلاد، (تبعد عن العاصمة بـ400 كلم). مشيرة إلى أن شنقريحة تابع أيضاً «تمارين خاصة في عرض البحر». من دون تحديد طبيعتها.

كما لم تذكر الوزارة تفاصيل أخرى عن هذا النشاط العسكري، الذي يدخل ضمن «البرنامج القتالي» لسنة 2024.


مقالات ذات صلة

شمال افريقيا من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)

لائحة الخلافات بين الجزائر وفرنسا في اتساع متزايد

يقول صنصال إن «أجزاء كبيرة من غرب الجزائر تعود إلى المغرب»، وإن قادة الاستعمار الفرنسي «كانوا سبباً في اقتطاعها، مرتكبين بذلك حماقة».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الروائي المعتقل بوعلام صنصال (أ.ف.ب)

كاتب جزائري شهير يواجه السجن بسبب «تحقير الوطن»

يواجه الكاتب الجزائري - الفرنسي الشهير بوعلام صنصال، عقوبة سجن تتراوح بين 12 شهراً و5 سنوات، بسبب تصريحات مستفزة بالنسبة للسلطات، أطلقها في فرنسا.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الروائي المثير للجدل كمال داود (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

«قضية الروائي داود» تأخذ أبعاداً سياسية وقضائية في الجزائر

عقوبة سجن بين 3 و5 سنوات مع التنفيذ ضد «كل من يستعمل، من خلال تصريحاته أو كتاباته أو أي عمل آخر، جراح المأساة الوطنية، أو يعتدّ بها للمساس بمؤسسات الجمهورية».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس تبون مع قائد الجيش (وزارة الدفاع)

الجزائر: شنقريحة يطلق تحذيرات بـ«التصدي للأعمال العدائية»

أطلق قائد الجيش الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة، تحذيرات شديدة اللهجة، في أول ظهور إعلامي له.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

مؤتمر دولي في مصر يبحث تعزيز «الاستجابة الإنسانية» لغزة

وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)
TT

مؤتمر دولي في مصر يبحث تعزيز «الاستجابة الإنسانية» لغزة

وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)

تستعد القاهرة لاستضافة مؤتمر دولي لدعم وتعزيز «الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة»، يوم الاثنين المقبل، بمشاركة إقليمية ودولية واسعة.

وأعلن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، عن استضافة «مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة»، يوم 2 ديسمبر (كانون الأول)، وقال خلال مشاركته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا الاثنين: «المؤتمر سيبحث إجراءات تعزيز الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة»، حسب إفادة للخارجية المصرية.

وأعاد عبد العاطي التأكيد على محددات الموقف المصري تجاه التطورات الإقليمية، التي تتضمن «ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، ونفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق، فضلاً عن أهمية الانتقال لإيجاد أُفق سياسي لتنفيذ حل الدولتين».

وكشفت مصادر مصرية مطلعة أن «المؤتمر سيعقد على مستوى وزراء الخارجية»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الحضور سيشمل تمثيلاً إقليمياً، من دول المنطقة، ودولياً، من المجتمع الدولي»، إلى جانب «تمثيل المؤسسات الدولية، ووكالات الأمم المتحدة المعنية بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسها (الأونروا)».

وتجري القاهرة استعداداتها المكثفة لاستضافة المؤتمر، لضمان مشاركة واسعة فيه إقليمياً ودولياً، وفق المصادر، التي أشارت إلى أن «مصر ما زالت تتلقى تأكيدات من الدول التي ستشارك»، وأوضحت أن «المؤتمر سيناقش الأبعاد السياسية والأمنية والإنسانية للوضع في قطاع غزة»، وأن «دعم عمل وكالة (الأونروا)، سيكون من فعاليات المؤتمر».

ويعقد المؤتمر في ظل مطالبات عربية رسمية برفع القيود الإسرائيلية على مرور المساعدات لقطاع غزة، بعد قرار إسرائيل بحظر عمل أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ويتوقف رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، صلاح عبد العاطي، عند عقد المؤتمر بالتزامن مع الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، وقال إن «الفلسطينيين ينظرون بإيجابية لمؤتمر القاهرة الوزاري، أملاً في تحقيق اختراق لأزمة المساعدات الإنسانية، والتدخل لإنفاذ الدعم لسكان القطاع»، مشيراً إلى أن «استمرار الوضع الحالي، مع حلول موسم الشتاء، يفاقم من المعاناة الإنسانية للسكان بغزة».

وتحدث عبد العاطي عن الأهداف التي يأمل الفلسطينيون أن يحققها المؤتمر، ودعا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «ضرورة أن يحقق المؤتمر استجابة إنسانية سريعة لسكان القطاع، كما حدث في التدخلات المصرية السابقة»، إلى جانب «ممارسة ضغوط على الجانب الإسرائيلي لفتح المعابر أمام المساعدات الإغاثية»، كما طالب بـ«تشكيل تحالف دولي إنساني لدعم الإغاثة الإنسانية لغزة».

وتقول الحكومة المصرية إنها قدمت نحو 80 في المائة من حجم المساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة، وفق تصريحات لوزير التموين المصري في شهر مايو (أيار) الماضي.

واستضافت القاهرة، في أكتوبر من العام الماضي، «قمة القاهرة للسلام»، بمشاركة دولية واسعة، بهدف «دفع جهود المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار، والعمل على تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة».

وباعتقاد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، طارق فهمي، أن «مؤتمر القاهرة الوزاري يستهدف إعادة تقديم القضية الفلسطينية للواجهة الدولية، مرة أخرى، في ضوء التطورات الإقليمية»، وقال إن «توقيت ومستوى التمثيل في المؤتمر، يقدمان رسائل تنبيه مبكرة لخطورة الوضع في القطاع، والمسار المستقبلي للقضية الفلسطينية على الصعيد الدولي».

وستتجاوز مناقشات المؤتمر حدود الدعم الإنساني والإغاثي لسكان قطاع غزة، وفقاً لفهمي، الذي قال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «المؤتمر سياسي بالدرجة الأولى، ويستهدف استعراض الجهود المبذولة، خصوصاً من الدول العربية، لوقف الحرب في القطاع»، مشيراً إلى أن «المؤتمر سيسعى لصياغة مقاربات جديدة للتعاطي مع الأزمة في غزة، والقضية الفلسطينية في المرحلة المقبلة، خصوصاً مع تولي إدارة دونالد ترمب مهامها الرسمية في أميركا».