مناشدات مصرية للإفراج عن محبوسين بسبب «مظاهرات فلسطين»

«الحوار الوطني» قدم التماساً للجهات القضائية

اجتماع «مجلس أمناء الحوار الوطني» الأخير (الحوار الوطني)
اجتماع «مجلس أمناء الحوار الوطني» الأخير (الحوار الوطني)
TT

مناشدات مصرية للإفراج عن محبوسين بسبب «مظاهرات فلسطين»

اجتماع «مجلس أمناء الحوار الوطني» الأخير (الحوار الوطني)
اجتماع «مجلس أمناء الحوار الوطني» الأخير (الحوار الوطني)

ناشد «مجلس أمناء الحوار الوطني» في مصر، الذي يضم شخصيات عامة وحزبية وأكاديميين، وعدداً من الشخصيات المحسوبة على قوى المعارضة، الجهات القضائية المصرية، «الإفراج عن المحبوسين احتياطياً؛ نتيجة انخراطهم في بعض الأنشطة التي تتعلق بدعم الفلسطينيين خلال الفترة الماضية».

وقدم أعضاء المجلس التماساً للجهات القضائية «لإصدار قراراتها بالإفراج عن المحبوسين احتياطياً في حدود القانون». وعدّ المجلس في بيان له، مساء السبت، أن هذا القرار «سيزيد من التلاحم بين الشعب والحكومة في حماية الأمن القومي بمفهومه الشامل». وأشار إلى أن الالتماس «قدمه للجهات القضائية المنسقُ العام للحوار الوطني ضياء رشوان، ورئيسُ الأمانة الفنية محمود فوزي، وعضوُ المجلس المحامي نجاد البرعي، مرفقاً به قائمة أسماء المتهمين».

وبينما أكد أعضاء في «مجلس الحوار الوطني» أهمية «خطوة الإفراج عن المحبوسين احتياطياً»، دعا حزبيون إلى ضرورة «الالتزام بالقانون، حال وقوع أي تجاوز خلال الأنشطة التي تتعلق بالقضية الفلسطينية».

وفرضت القضية الفلسطينية وتطورات الحرب في غزة، نفسها على نقاشات أعضاء «مجلس أمناء الحوار الوطني» في مصر، (السبت)، حيث تم التأكيد على «دعم ومساندة الموقف المصري تجاه الحرب على غزة». و«ضرورة استمرار الاصطفاف الشعبي والسياسي حول القيادة السياسية المصرية، ومواقفها المبدئية والعملية الثابتة والحاسمة في ظل الأوضاع الدقيقة الراهنة في المنطقة». وعدّ أعضاء الحوار الوطني أن «القضية الفلسطينية (قضية القضايا)، ولا حل لها سوى بالاعتراف بالدولة الفلسطينية»، مع التأكيد على «رفض التهجير القسري للفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، وأي مساس بسيادة مصر الكاملة على أراضيها».

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد طلب مطلع أبريل (نيسان) الماضي، خلال إفطار الأسرة المصرية، «إدراج موضوعات الأمن القومي والسياسة الخارجية ضمن مناقشات الحوار الوطني»، نظراً للأوضاع الخطرة التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقبل عامين، دعا السيسي إلى إطلاق «حوار وطني» حول مختلف القضايا، يضم جميع الفصائل السياسية باستثناء فصيل واحد؛ في إشارة إلى تنظيم «الإخوان» الذي تصنفه السلطات المصرية «إرهابياً». وفي مايو (أيار) العام الماضي، انطلقت الجولة الأولى من فعالياته، وبعد نحو 3 أشهر جرى رفع توصيات الجولة الأولى للرئيس.

وجاءت مطالب «الحوار الوطني» بالإفراج عن المحبوسين احتياطياً في ضوء «دعم الموقف المصري للشعب الفلسطيني».

وقال نجاد البرعي إن «القانون يعطي لسلطات التحقيق القضائية (النائب العام) الحق في الإفراج عن المحبوسين احتياطياً». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «عدد المحبوسين احتياطياً في أنشطة تتعلق بالقضية الفلسطينية يقارب نحو 80 شخصاً، وأسباب حبسهم كانت تتعلق باحتجاجات ورفع لافتات بالمخالفة للقانون المنظم لذلك».

مشهد علوي من العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

وفي الوقت الذي أشار فيه البرعي إلى «مخالفة المحبوسين احتياطياً القانون خلال التعبير عن مواقفهم تجاه القضية الفلسطينية». لفت إلى أن دعوتهم للإفراج عنهم، تأتي من منطلق «أن نواياهم كانت حسنة»، موضحاً أن «هذا هو الوقت المناسب لتصفية هذا الملف»، خصوصاً أن «ما تقدمه الدولة المصرية في دعم القضية الفلسطينية تمّ تقديره وتثمينه، وندعو القوى الوطنية لدعمه في هذه الفترة الحرجة».

غير أن رئيس حزب «المصريين الأحرار»، عصام خليل، دعا إلى «مراجعة أسباب حبس المدانين في قضايا وأنشطة تتعلق بالقضية الفلسطينية، خصوصاً إذا كانت هناك تجاوزات للقانون قاموا بها»، مشيراً إلى «ضرورة احترام الدولة المصرية والقوانين المنظمة للتظاهر والفعاليات العامة».

ولفت خليل إلى أنه «لا يجب المزايدة على دور وموقف الدولة المصرية في هذا الملف من بعض التيارات السياسية»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «القوى السياسية والأحزاب شاركت في مظاهرات وفعاليات مؤيدة للقضية الفلسطينية، منها ما تم في معبر رفح، من دون أن يكون هناك تجاوز».

وتحفظ رئيس «المصريين الأحرار» على طرح «مجلس أمناء الحوار الوطني» قضية المحبوسين احتياطياً في اجتماعه الأخير، وعدم التركيز على قضايا وصفها «بالأكثر أهمية» للمواطن المصري، مثل قضية «الدعم النقدي»، خصوصاً أن «الدولة المصرية الأكثر دعماً للقضية الفلسطينية». وأشار إلى أنهم بوصفهم أحزاباً سياسية كانوا «ينتظرون آليات من الحوار الوطني لإدارة حوار مجتمعي بشأن ملف الدعم النقدي والدعم العيني»، في ضوء القرارات الأخيرة للحكومة المصرية الخاصة برفع أسعار «رغيف العيش المدعم».

ودخل، (السبت)، قرار الحكومة المصرية ببيع الخبز المدعم بسعر 20 قرشاً للرغيف بدلاً من 5 قروش بنسبة زيادة تصل إلى 300 في المائة، حيز التنفيذ، في خطوة قالت الحكومة عنها إنها تهدف إلى «تخفيض فاتورة الدعم على رغيف الخبز بنحو 130 مليار جنيه سنوياً (الدولار يساوي نحو 47.17 جنيه في البنوك المصرية والجنيه يوازي 100 قرش)».

وكان مجلس الحوار الوطني، قد أشار في اجتماعه الأخير، أنه «لم يبلور رأياً محدداً بخصوص تحويل الدعم من عيني إلى نقدي»، وأنه سينتظر ما تنتهي إليه آليات الحوار من توصيات، خصوصاً في ظل اجتماعات اللجنة المشتركة بين الحكومة و«الحوار الوطني».


مقالات ذات صلة

تحركات مصرية رسمية لـ«تحسين مناخ» الحريات قبيل «مراجعة جنيف»

شمال افريقيا اجتماع «اللجنة العليا لحقوق الإنسان» بمصر (الخارجية المصرية)

تحركات مصرية رسمية لـ«تحسين مناخ» الحريات قبيل «مراجعة جنيف»

ناقشت «العليا الدائمة لحقوق الإنسان» (لجنة يرأسها وزير الخارجية المصري، وتشارك فيها وزارات وهيئات حكومية) إجراءات تنفيذ «الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان».

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا مقر دار الإفتاء المصرية (دار الإفتاء)

مؤتمر لـ«الإفتاء المصرية» يناقش مكافحة التطرف عالمياً

يناقش مؤتمر دولي لدار الإفتاء المصرية «مكافحة التطرف وخطاب الكراهية» وينطلق الاثنين لمدة يومين بأحد فنادق القاهرة

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مدبولي خلال تفقد المشروعات في العلمين الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر تُسرّع إجراءات تعويضات أهالي منطقة «رأس الحكمة»

تُسرّع الحكومة المصرية من «إجراءات تعويض أهالي منطقة (رأس الحكمة) في محافظة مرسى مطروح (شمال البلاد)».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مناقشات «الحوار الوطني» في مصر لملف «الحبس الاحتياطي» (الحوار الوطني)

«الحوار الوطني» لعرض تعديلات «الحبس الاحتياطي» على الرئيس المصري

يراجع «مجلس أمناء الحوار الوطني» في مصر مقترحات القوى السياسية وتوصياتها على تعديلات بشأن ملف «الحبس الاحتياطي»، عقب مناقشات موسعة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا وزير التموين خلال جولته في الإسكندرية (وزارة التموين)

مسؤولون مصريون يواجهون «الغلاء» بجولات مفاجئة على الأسواق

يواصل مسؤولون مصريون جولاتهم المفاجئة على الأسواق للتأكد من توافر السلع بـ«أسعار مناسبة»، عقب زيادة أسعار الوقود.

أحمد عدلي (القاهرة)

لماذا خلت بيانات «التعليم» المصرية من وصف الوزير بـ«الدكتور»؟

وزير التعليم المصري محمد عبد اللطيف خلال زيارته المدرسة المصرية - اليابانية بمحافظة البحيرة (وزارة التربية والتعليم المصرية)
وزير التعليم المصري محمد عبد اللطيف خلال زيارته المدرسة المصرية - اليابانية بمحافظة البحيرة (وزارة التربية والتعليم المصرية)
TT

لماذا خلت بيانات «التعليم» المصرية من وصف الوزير بـ«الدكتور»؟

وزير التعليم المصري محمد عبد اللطيف خلال زيارته المدرسة المصرية - اليابانية بمحافظة البحيرة (وزارة التربية والتعليم المصرية)
وزير التعليم المصري محمد عبد اللطيف خلال زيارته المدرسة المصرية - اليابانية بمحافظة البحيرة (وزارة التربية والتعليم المصرية)

أثار خلوّ بيانات وزارة التعليم المصرية من وصف الوزير محمد عبد اللطيف بـ«الدكتور»، تساؤلات بشأن أسباب التخلي عن ذكر اللقب، في ظل جدل واسع بشأن «صحة شهادة الدكتوراه»، التي قال الوزير إنه حصل عليها من جامعة «كارديف سيتي»، من خلال الدراسة في الجامعة بنظام «الأونلاين».

واختير عبد اللطيف وزيراً في حكومة مصطفى مدبولي، التي أدت اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي في 3 يوليو (تموز) الجاري.

وبمجرد إعلان سيرته الذاتية، شكك البعض في حصول وزير التعليم على شهادتَي «الدكتوراه والماجستير»، بعدما ذُكر أن «جامعة (كارديف سيتي) تمنح الشهادات مقابل رسوم، وليس بناءً على رسالة علمية، فضلاً عن عدم اعتراف المجلس الأعلى للجامعات داخل مصر بها كشهادة للدكتوراه».

واضطر رئيس الوزراء المصري للرد على تلك الاتهامات، عقب تشكيك «سوشيالي» واسع، امتد إلى أروقة القضاء ومجلس النواب المصري، حيث قدم نوابٌ طلبات إحاطة لتوضيح الأمر للرأي العام.

وقال مدبولي خلال مؤتمر صحافي، قبل نحو أسبوعين، إن «الشهادات التي حصل عليها الوزير (عبد اللطيف) سليمة وموثَّقة ومعتمدة من جهة إصدارها»، عاداً «الحديث عن اعتمادها من المجلس الأعلى للجامعات في مصر من عدمه شيئاً آخر».

ورغم اعتياد استخدام وصف «الدكتور» قبل اسم الوزير في مختلف البيانات الرسمية، خلا اسم الوزير من تلك الصفة، في البيان الصادر عقب لقائه رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، يوم السبت

وفي أول أنشطته عقب «اللقاء الرئاسي»، زار وزير التعليم، الأحد، محافظة البحيرة، والتقى قيادات التربية والتعليم هناك، لمناقشة «آليات مواجهة تحديات الكثافة وعجز المعلمين»، حسب بيان للوزارة. وخلا البيان للمرة الأولى، من صفة «دكتور» أمام اسم الوزير، ليرفق بدلاً منه لقب «السيد».

بيان وزارة التربية والتعليم المصرية عن زيارة الوزير يخلو من وصفه بـ"الدكتور"

ويرى عضو مجلس النواب المصري فريدي البياضي، أن التراجع عن وصف الوزير بـ«الدكتور» في البيانات الرسمية، أمر يعكس «إقراراً ضمنياً بأن شهادته غير معترف بها»، مما يثير تساؤلات بشأن «أحقيته في تولي هذا المنصب»، على حد قوله.

وسبق أن قدم البياضي إحاطة برلمانية لرئيس الوزراء، للرد على ما يثار بشأن «الدكتوراه» الخاصة بوزير التعليم، لكنَّ البياضي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يتلقَّ رداً رسمياً من الحكومة حتى الآن.

وانتقل الحديث عن «دكتوراه» وزير التعليم إلى النيابة العامة مع تقديم المحامي المصري عمرو عبد السلام، بلاغاً للنائب العام للمطالبة بـ«التحقيق مع الوزير»، مؤكداً أن «الوزير مطالَب بالرد الموثَّق وتوضيح الحقائق»، خصوصاً أن «شهادة الدكتوراه أحد معايير المفاضلة بينه وبين بقية المرشحين للمنصب أمام الجهات المعنية»، حتى وإن كانت ليست شرطاً رئيسياً في التعيين.

ويشير البياضي إلى أن صفة «الدكتور» من عدمها ليست هي المشكلة في الوزير، لكن المشكلة في «ادعاء الحصول عليها»، لافتاً إلى أنه «سيبحث الإجراءات التي يمكن أن يتخذها برلمانياً».

وسبق أن رد الوزير على الاتهامات بشأن «الدكتوراه»، في تصريحات متلفزة، فوره تعيينه، قائلاً إنه «حصل على شهادة الدكتوراه من خلال الدراسة في الجامعة (أونلاين)». وأضاف: «سجلت للدراسة في الجامعة (أونلاين)، وكان الهدف من ذلك هو الشغف لمعرفة التعليم عبر الإنترنت لنقل ذلك للطلاب وللمدارس التي أعمل بها، وليس الهدف منها العمل فقط».