اجتماعات أممية - غربية لبحث إجراء الانتخابات الليبية المؤجلة

تزامناً مع تعيين سفير جديد لتركيا في طرابلس واستئناف عمل قنصلية روسيا

البرلمان العربي يكرم رئيس مجلس النواب الليبي (البرلمان العربي)
البرلمان العربي يكرم رئيس مجلس النواب الليبي (البرلمان العربي)
TT

اجتماعات أممية - غربية لبحث إجراء الانتخابات الليبية المؤجلة

البرلمان العربي يكرم رئيس مجلس النواب الليبي (البرلمان العربي)
البرلمان العربي يكرم رئيس مجلس النواب الليبي (البرلمان العربي)

تزامناً مع محادثات أممية - غربية لإنهاء ما وُصف بـ«الجمود السياسي في ليبيا وإجراء الانتخابات المؤجلة»، دعا عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، الليبيين إلى التعاون والوحدة، وإنهاء الخلافات والسير معاً لبناء دولة المؤسسات في ليبيا، مشيراً إلى أن ليبيا تخطو الآن بخطى متسارعة للخروج من أزمتها، ومن تنفيذ قوانينها الانتخابية.

ولفت صالح في كلمة ألقاها، السبت، عقب منحه وسام التميز العربي، على هامش مؤتمر البرلمان العربي بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، إلى تشجيعه أعمال المفوضية العليا للانتخابات. وقال بهذا الخصوص: «إننا نسعى لبناء الدولة عبر عملية انتخابية طبقاً للقانون، وإقامة مجتمع التسامح، الذي يقر فيه الحق للجميع دون تهميش أو إقصاء».

صالح أكد أن الجهود ستظل متواصلة حتى يتحقق حلم إجراء الانتخابات (أ.ب)

وأضاف صالح موضحاً: «نسعى الآن لتجاوز الماضي، وطيِّ صفحات الصراع، والتطلع إلى المستقبل، وبناء مؤسسات الدولة، فهي المرحلة الأهم في عملية البناء والإعمار التي تجري الآن في معظم المناطق الليبية»، مشيراً إلى الحرص على توفير متطلبات المواطنين، واستمرار عملية التنمية والتطوير والإعمار، ومتابعة حسن أداء حكومة الاستقرار برئاسة أسامة حماد، المنبثقة عن مجلس النواب، لتحقيق طموحات الشعب لبناء دولة القانون والمؤسسات الشرعية».

كما رأى صالح أن شعب ليبيا تعرض لنهب ثرواته ومصادرة إرادته بسبب التدخلات الأجنبية، وأشاد بما وصفه بالملاحم البطولية التي خاضها الشعب الليبي، وبجهود قوات الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، لتحرير البلاد من الإرهاب والإرهابيين.

في سياق ذلك، أكد صالح أن جولة جديدة من المشاورات بين رؤساء المجالس الثلاثة في البلاد ستعقد «قريباً» بجامعة الدول العربية في القاهرة، وقال بهذا الخصوص: «أنا متفائل بمستقبل الأوضاع في ليبيا في ظل سعي الجميع إلى الخروج من النفق المظلم وصولاً إلى الانتخابات بالبلاد»، مشيراً إلى أن الجولة السابقة من المشاورات مع رئيسي المجلس الرئاسي والمجلس الأعلى للدولة توصلت إلى «نتائج ملموسة، حيث جرى الاتفاق على توحيد المناصب السيادية في ليبيا، بما يضمن تفعيل دورها المنوط بها على مستوى الدولة، فضلاً عن التوافق على تشكيل حكومة موحدة، والتأكيد على سيادة ليبيا واستقرارها».

عماد السائح رئيس مفوضية الانتخابات الليبية في لقاء سابق مع عبد الحميد الدبيبة (حكومة الوحدة)

لكن عماد السايح، رئيس مجلس «العليا للانتخابات»، رأى في المقابل أن البيئة السياسية الليبية أصبحت معادية للمبادئ الديمقراطية، خصوصاً الانتخابات، وقال في تصريحات صحافية له، السبت، إن أصحاب المصلحة المعنيين بالأزمة السياسية الليبية الحالية، بما في ذلك المجتمع الدولي، بقيادة بعثة الأمم المتحدة، «يعدون الانتخابات هدفاً وليس أداة، لكن الجميع يعلم أن الانتخابات هي أداة للانتقال السلمي للسلطة؛ ما يستلزم تنفيذها في بيئة سياسية توافقية، وهي ظروف غائبة حالياً في المشهد السياسي الليبي».

ولاحظ السايح أن الطريق نحو الانتخابات والانتقال السلمي للسلطة في ليبيا «ستواجه قيوداً كبيرة؛ ما قد يؤخر، أو حتى يمنع إجراء الانتخابات على المدى القصير»، مشيراً إلى غياب ثقافة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة داخل المجتمع الليبي، ومنتقداً «عدم وجود دستور لتنظيم عملية نقل السلطة»، كما انتقد ما وصفه بـ«التدخل الأجنبي السلبي، والأداء غير الفعال لمعظم المبعوثين الخاصين للأمين العام للأمم المتحدة، بوصفه من أبرز العوامل التي أدت إلى بيئة طاردة للانتخابات».

عماد السائح رئيس مفوضية الانتخابات الليبية في لقاء سابق مع عبد الحميد الدبيبة (حكومة الوحدة)

وبدوره، دعا حماد جميع الأطراف إلى «عدم التدخل في الشؤون السياسية والداخلية لدول أفريقيا»، مشيراً إلى أن هذا التدخل ينتج عنه أحياناً عدم استقرار سياسي، واحتراب داخلي بين القوى السياسية مثلما حدث في السودان.

وأكد حماد خلال المؤتمر الدولي الأفريقي الأوروبي للهجرة، الذي نظمته حكومته، السبت، في مدينة بنغازي بشرق البلاد، استعداد الحكومة للتعاون الكامل، ودعم كل الحلول والمسارات التي تُعْنَى بقضايا الهجرة بكل أنواعها، موضحاً ارتباط هذه الظاهرة بكثير من أنماط الجرائم والانتهاكات، سواء من قبل عصابات التهريب والاتجار بالبشر، التي تستغل خطوط ومسارات الهجرة غير النظامية في تهريب الممنوعات، وأفراد الجماعات الإرهابية على هيئة مهاجرين، كما أكد أن ليبيا باتت تشهد موجة نزوح كبيرة من السودان، وحذر من دخول الرعايا السودانيين مسارات الهجرة غير الشرعية.

إضافة إلى ذلك، قال مايكل أونماخت، سفير ألمانيا، في بيان مقتضب عبر منصة «إكس»، مساء الجمعة، إنه ناقش في اجتماعه الأول مع ستيفاني خوري، القائمة بأعمال البعثة الأممية، سبل الدفع بالعملية السياسية في ليبيا قدماً، والخروج مما وصفه بالركود السياسي الحالي، والعمل على تحقيق الاستقرار الدائم بتكاتف الجهود المحلية والدولية.

كما أعلنت السفارة الروسية في العاصمة طرابلس استئناف العمل بقسمها القنصلي، بداية من الأول من الشهر المقبل، وحددت في بيان لها عبر منصة «إكس» ساعات عمل المكتب، وقالت إنه «لن يجري قبول الدفع مقابل الخدمات القنصلية، إلا نقداً بالدولار الأميركي».

وطبقاً لوسائل إعلام تركية، فقد قرر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، تعيين جوفين بيجيتش، سفيراً جديداً لتركيا لدى ليبيا، خلفاً للسفير الحالي كنعان يلماز، وسط ما وصفته بتعيينات جديدة.


مقالات ذات صلة

هل يتمكن «النواب» الليبي من تحريك ملف «المصالحة الوطنية» المتعثر؟

شمال افريقيا مجلس النواب دخل مجدداً على خط ملف المصالحة في مواجهة المجلس الرئاسي (المجلس)

هل يتمكن «النواب» الليبي من تحريك ملف «المصالحة الوطنية» المتعثر؟

عقيلة صالح دعا إلى ضرورة تحقيق المصالحة «لتشمل جميع المؤسسات والجماعات»، بما يضمن «إنهاء الخلافات والاستفادة من حركة التاريخ».

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا عناصر من هيئة البحث عن المفقودين تتفحص رفاة أشلاء تم العثور عليها في ترهونة (هيئة البحث عن المفقودين)

سلطات ليبيا تتجاهل مذكرات اعتقال «الجنائية الدولية» لقادة «ميليشيا الكاني»

رحبت منظمات شعبية بمذكرة المحكمة الجنائية الدولية عن توقيف 6 أعضاء في ميليشيا «الكانيات» المسلحة، لاتهامهم بـ«ارتكاب جرائم حرب في البلاد»

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا خوري خلال لقائها فرحات بن قدارة (حساب خوري على «إكس»)

الأمم المتحدة تدعو قادة ليبيا لإدارة عائدات النفط «لصالح الشعب»

يتطلع الليبيون إلى مرحلة ما بعد حل أزمة «المركزي»، في وقت تسعى البعثة الأممية لجهة إدارة الموارد النفطية من قبل المصرف، وتسخير الموارد النفطية لتحقيق التنمية.

جمال جوهر (القاهرة )
شمال افريقيا المنفي والحداد رئيس أركان قوات «الوحدة» (المجلس الرئاسي)

المنفي يتمسك بإنشاء «مفوضية للاستفتاء» رغم معارضة «النواب»

عاد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي إلى فتح ملف تدشين «مفوضية الاستفتاء والاستعلام الوطني» رغم معارضة مجلس النواب، مما قد يجدد الجدل حولها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا رصد تقرير للمنظمة الدولية للهجرة وجود أكثر من 700 ألف مهاجر غير نظامي في ليبيا (إ.ب.أ)

«الوحدة» الليبية تطلق حملة لترحيل «المهاجرين»

قالت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة إنها ستطلق حملة لإعادة المهاجرين إلى بلدانهم، تبدأ من العاصمة طرابلس لتتوسع لاحقاً وتشمل باقي المدن الليبية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

هل يتمكن «النواب» الليبي من تحريك ملف «المصالحة الوطنية» المتعثر؟

مجلس النواب دخل مجدداً على خط ملف المصالحة في مواجهة المجلس الرئاسي (المجلس)
مجلس النواب دخل مجدداً على خط ملف المصالحة في مواجهة المجلس الرئاسي (المجلس)
TT

هل يتمكن «النواب» الليبي من تحريك ملف «المصالحة الوطنية» المتعثر؟

مجلس النواب دخل مجدداً على خط ملف المصالحة في مواجهة المجلس الرئاسي (المجلس)
مجلس النواب دخل مجدداً على خط ملف المصالحة في مواجهة المجلس الرئاسي (المجلس)

تباينت آراء برلمانيين وأكاديميين ليبيين بشأن إمكانية تحريك عملية «المصالحة الوطنية» مرة ثانية، في ظل دخول مجلس النواب الذي يرأسه عقيلة صالح، مجدداً على خط الملف في مواجهة المجلس الرئاسي، الذي كان يرعاه قبل تعثره.

وكان صالح قد دعا إلى ضرورة تحقيق المصالحة «لتشمل جميع المؤسسات والجماعات»، بما يضمن «إنهاء الخلافات والاستفادة من حركة التاريخ».

وأوضح عضو مجلس النواب الليبي، عصام الجهاني، أن «النواب» يضطلع بملف المصالحة منذ شهور طويلة، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن مشروع قانون المصالحة الوطنية الذي يدرسه المجلس حالياً «يأتي في إطار اهتمامه بهذا الملف». مشدداً على أن أعضاء لجنة العدل والمصالحة بالبرلمان، المعنية بدراسة المشروع، تعمل كي يرى القانون النور خلال الأشهر المقبلة، وهم منفتحون على استطلاع آراء الشرائح والتيارات السياسية والمجتمعية كافة بالبلاد، سواء من أنصار النظام السابق، أو المؤيدين للملكية الدستورية، أو زعامات قبلية.

عقيلة صالح رئيس مجلس النواب (رويترز)

وكان مجلس النواب قد ألغى قانون العزل السياسي عام 2015، الذي كان يحرم شخصيات عملت مع نظام الرئيس الراحل معمر القذافي من تولي مناصب عامة، كما أقر قانون العفو العام.

في المقابل، استبعد عضو مجلس النواب، علي التكبالي، «حدوث أي تقدم بهذا الملف الوطني مع تغير الجهات الراعية له».

وكان المجلس الرئاسي يرعى عملية المصالحة الوطنية، وظل يمهد لعقد مؤتمر جامع في سرت، نهاية أبريل (نيسان) الماضي، لكن المؤتمر تعثر قبل أن يعقد متأثراً بتعقيدات الأزمة السياسية.

وقال التكبالي لـ«الشرق الأوسط» إن هناك وجوهاً معروفة منذ سنوات، من شيوخ وزعماء عشائر ونشطاء وسياسيين، «يتصدرون ملف المصالحة، ويدعون أنهم يمثلون قبائل ومناطق بالبلاد»، موضحاً أن هؤلاء «لا يمثلون إلا أنفسهم، وأنهم يتاجرون بالقضية لتحقيق مكاسب ومصالح خاصة».

ويرى التكبالي أن مَن وصفهم بـ«المتاجرين» يتصلون بالأفرقاء المتصارعين في ذات التوقيت، أي مع المجلس الرئاسي وحكومة «الوحدة» والبرلمان، والقيادة العامة للجيش الوطني، «أملاً في أن ترعى أي جهة مؤتمراتهم وجلساتهم العرفية، التي ينشدون بها الخطب والأشعار». وقال إنه «لم تحدث أي مصالحة حقيقة حتى الآن؛ وكل ما تم كان عبارة عن معالجات ضعيفة»، مطالباً بـ«وجود شفافية بالخطط والبرامج، التي تطرحها أي جهة تدعي رعاية المصالحة، ككيفية توفير الموارد المالية المطلوبة لتقديم التعويضات للمتضررين، ومن قِبَلها إقرار المذنب بخطئه».

وحذر التكبالي من أن غياب هذه الشفافية «كفيل بأن يرسخ بعقول الليبيين أن ما يحدث ليس سوى صراع بين الأجسام والمؤسسات على اقتناص الأموال، التي تخصص سنوياً لهذا الملف، فضلاً عن التباهي برعايته أمام الرأي العام الدولي».

وكان المجلس الرئاسي قد أعلن تشكيل مفوضية تعني بملف المصالحة الوطنية، أعقبها بالإفراج عن بعض رموز نظام معمر القذافي، وفي مقدمتهم نجله الساعدي.

المنفي أرجع بطء وتيرة مشروع المصالحة إلى التطورات الأخيرة التي شهدتها البلاد (رويترز)

وفي كلمته أمام الدورة 79 لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل أسبوعين، أرجع رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، بطء وتيرة مشروع المصالحة للتطورات الأخيرة التي شهدتها البلاد. كما قال إن «بعض الأطراف السياسية تحاول عرقلة هذا الملف بكل السبل».

من جهته، قال أستاذ القانون العام بالأكاديمية الليبية للدراسات العليا، الدكتور مجدي الشبعاني، لـ«الشرق الأوسط» إن تعثر ملف المصالحة هو جراء «تنازع أطراف عدة على إدارته وإقحامه في صراعاتهم السياسية».

وذهب الشبعاني إلى أنه «أمام عدم سيطرة أي من أفرقاء الأزمة وافتقاد الثقة بينهم، واختلاف مشاريعهم السياسية، لا يمكن لأي منهم امتلاك برنامج أو قانون قابل للتطبيق بشأن المصالحة»، مقترحاً أن يتم رعاية هذا الملف من قِبَل البعثة الأممية، وهيئة مدنية يتم اختيار أعضائها من أصحاب الخبرة. كما انتقد مؤتمرات المصالحة التي عقدت خلال العامين الماضيين داخل وخارج البلاد، عاداً أنها افتقدت إلى مشاركة «القوى الفاعلة على الأرض من قيادات الأجهزة المختلفة والكيانات المسلحة بعموم البلاد، وهو ما أدى إلى عدم تنفيذ الكثير من توصياتها».