تمرين مغربي - أميركي على التعامل مع أسلحة الدمار الشامل

ضمن فعاليات الدورة الـ20 من مناورات «الأسد الأفريقي»

جانب من فعاليات التمرين العسكري الذي جاء ضمن الدورة العشرين من مناورات «الأسد الأفريقي» بين المغرب وأميركا (أ.ف.ب)
جانب من فعاليات التمرين العسكري الذي جاء ضمن الدورة العشرين من مناورات «الأسد الأفريقي» بين المغرب وأميركا (أ.ف.ب)
TT

تمرين مغربي - أميركي على التعامل مع أسلحة الدمار الشامل

جانب من فعاليات التمرين العسكري الذي جاء ضمن الدورة العشرين من مناورات «الأسد الأفريقي» بين المغرب وأميركا (أ.ف.ب)
جانب من فعاليات التمرين العسكري الذي جاء ضمن الدورة العشرين من مناورات «الأسد الأفريقي» بين المغرب وأميركا (أ.ف.ب)

أجرت سرية الدفاع النووي الإشعاعي البيولوجي والكيماوي، وفريق التخلص من الذخائر المتفجرة، التابعان لوحدة الإغاثة والإنقاذ للقوات المسلحة الملكية المغربية، بشراكة مع نظيريهما الأميركيين، مساء أمس (الخميس)، تمرين محاكاة سيناريو واقعي للتعامل مع أزمة تنطوي على مخاطر إشعاعية، وكيميائية ومتفجرة، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.

التمرين الذي جاء ضمن الدورة العشرين من مناورات «الأسد الأفريقي» في شقها المتعلق بأسلحة الدمار الشامل، وفي إطار التعاون العسكري المغربي - الأميركي في تدبير الكوارث، كان مسرحه ميناء أغادير العسكري، بحسب جريدة «هسبريس» الإلكترونية المغربية.

واستخدمت القوات طائرات مسيّرة وروبوتات في عملياتها، من خلال دمجها في إدارة حالات الطوارئ، من طرف سرية الدفاع النووي الإشعاعي البيولوجي والكيماوي، وفريق التخلص من الذخائر المتفجرة، مع اختبار إجراءات التدخل التكتيكي والتقني للمتدخلين من «إس أو بي»، وتقييم مستوى التشغيل البيني مع مختلف المتدخلين الوطنيين والدوليين في مجال الاستجابة للمواد الكيميائية والمتفجرات.

ودفع المغرب بآلاف الجنود في هذا التمرين العسكري المشترك، الذي استضافته قاعدة بميناء أغادير (وسط) بمشاركة أكثر من 1000 عسكري آخرين من 27 بلداً. وبلغ عدد العسكريين المغاربة المشاركين في تمرين «الأسد الأفريقي» أكثر من 7 آلاف، وكان تركيز المشاركين في تمرين أمس على تأهيل الأفراد والجنود من أجل التحكم في العمليات الميدانية.

وأشار الملازم أول بالقوات المسلحة المغربية، خليل الدهبي، إلى أن المجموعة المشاركة تدربت أيضاً على تحييد الأخطار الناجمة عن الأجهزة المتفجرة، مضيفاً: «حققنا هذا في البداية بنشر الروبوت، ثم تحديد الموقع الذي يوجد فيه الجهاز، وبعدها ننتقل إلى المرحلة الثانية، وهي استخدام جهاز توليد الأشعة السينية، والحصول على صور لهذه الأجهزة. وبعد ذلك، نتحرك لنقل هذه الأجهزة إلى مناطق آمنة لتقليل المخاطر. وبعدها نستخدم أدواتنا للقضاء على خطر هذه الأجهزة».

وانطلق التمرين العسكري في 19 مايو (أيار) الجاري، وينتظر أن يختتم أعماله في الميناء العسكري اليوم (الجمعة). كما شاركت أيضاً في هذا التمرين فرق من الدرك الملكي.



​رئيس «أطباء بلا حدود» لـ«الشرق الأوسط»: حرب السودان تخلف صدمات نفسية سيئة

نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
TT

​رئيس «أطباء بلا حدود» لـ«الشرق الأوسط»: حرب السودان تخلف صدمات نفسية سيئة

نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)

قال رئيس منظمة «أطباء بلا حدود»، كريستوس كريستو، إن كثيراً من النساء وأطفالهن يعانون من صدمات نفسية سيئة جراء الحرب الدائرة في السودان، مشيراً إلى أن بعض الأطفال الذين لا تتعدى أعمارهم بضعة أشهر تعرضوا لإصابات بالذخيرة الحية في مناطق الرأس والصدر.

وأضاف في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أننا إزاء أسوأ أزمة إنسانية شهدتها المنظمة على الإطلاق... آلاف الأسر تفرقت، خرج أفرادها من دون أن يحملوا شيئاً، أحياناً كانوا حفاة ويسيرون على أقدامهم، ومن الصعوبة أن يتم توفير المساعدات لهم من الغذاء والمياه والأدوية، يبدو هذا الأمر مستحيلاً في بعض أجزاء البلد.

سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم زمزم للنازحين (أ.ف.ب)

ورأى أن «الحرب تعد مشكلة حقيقية للنساء والأطفال تحديداً... أجرينا في أحد المستشفيات العاملة بالعاصمة الخرطوم فحوصات لنحو 4200 امرأة وطفل، ووجدنا أن ثلثهم يعاني من سوء التغذية الحاد، وهذا القياس يدل على أن كل الذين أجريت لهم فحوصات، يعانون من سوء التغذية المتوسط والحاد بدرجات متفاوتة».

وأوضح أن «واحداً من كل 6 جرحى يعالجون في المستشفى ذاته، يعاني من أمراض مصاحبة... لدينا أطفال لا تتعدى أعمارهم شهوراً تعرضوا لإصابات بالرصاص في الرأس أو الصدر، وللأسف في بعض الأحيان لا تتوفر المواد الطبية اللازمة لعلاجهم، في ظل حالة الحصار على المستشفى، ومنع وصول المعونات الطبية إليه».

الوضع في دارفور

وكشف الرئيس الدولي لمنظمة «أطباء بلا حدود»، كريستوس كريستو، عن ارتفاع نسبة حالات الإصابة بسوء التغذية وسط النساء الحوامل والمرضعات والأطفال الرضع في إقليم دارفور (غرب البلاد)، «وهو ما يتسبب في الوفيات لأسباب بسيطة يمكن علاجها لو توفرت الإمدادات الطبية».

امرأة وطفلها في مخيم زمزم للنازحين قرب الفاشر شمال دارفور بالسودان (أرشيفية - رويترز)

وقال إن «نسبة انتشار أمراض سوء التغذية وفقر الدم أعلى بكثير من قدرة فرقنا على علاجها».

وأضاف كريستو: «في أغسطس (آب) الماضي، أجرينا فحوصات لنحو 30 ألف طفل في عمر سنتين وأقل، حيث أثبتت أن ثلث هذا العدد يعاني من سوء تغذية حاد».

وكشف تقرير سابق لمنظمة «أطباء بلا حدود» في فبراير (شباط) الماضي عن وفاة طفل كل ساعتين في «مخيم زمزم» للنازحين في ولاية شمال دارفور.

ووفقاً للمنظمة، فإن الصراع في إقليم دارفور «أخذ طابعاً عرقياً، وعلى وجه الخصوص أحداث العنف التي جرت في ولاية غرب دارفور، وأدت إلى مقتل الآلاف ولجوء أكثر من 500 ألف شخص إلى تشاد».

وتجاوزت نسبة وفيات الأمهات في جنوب دارفور منذ مطلع العام الحالي التي سجلتها مرافق «أطباء بلا حدود»، 7 في المائة، وبينت الفحوصات التي أُجريت لرصد سوء التغذية بين الأطفال، معدلات هائلة تتجاوز عتبات الطوارئ.

وحض كريستو المجتمع الدولي «على بذل مزيد من الجهود للضغط على الأطراف المتحاربة للسماح بمرور المساعدات الإنسانية العاجلة؛ لتوفير الغذاء والدواء للآلاف من المدنيين في السودان».

وعالجت فرق «أطباء بلا حدود» أكثر من 4214 إصابة ناجمة عن العنف، بما في ذلك الأعيرة النارية وانفجارات القنابل، وشكلت نسبة الأطفال دون سن الخامسة عشرة، 16 في المائة منهم.