الرئيس الجزائري يرفض «وجود معتقلي رأي» بالبلاد

حذر من «محاولات أجنبية للمس باستقرار الجزائر»

تبون مع رئيس الحكومة على يمينه ومدير الديوان بالرئاسة على يساره خلال لقائه بالأحزاب (الرئاسة)
تبون مع رئيس الحكومة على يمينه ومدير الديوان بالرئاسة على يساره خلال لقائه بالأحزاب (الرئاسة)
TT

الرئيس الجزائري يرفض «وجود معتقلي رأي» بالبلاد

تبون مع رئيس الحكومة على يمينه ومدير الديوان بالرئاسة على يساره خلال لقائه بالأحزاب (الرئاسة)
تبون مع رئيس الحكومة على يمينه ومدير الديوان بالرئاسة على يساره خلال لقائه بالأحزاب (الرئاسة)

نقل قياديون في أحزاب جزائرية، جمعهم لقاء بالرئيس عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء، أنه «لا يعترف بوجود معتقلي رأي في سجون البلاد»، على عكس ما تقوله المعارضة، التي تعد سجن 230 ناشطاً من الحراك، بأنه اعتقال «بسبب التعبير عن مواقف معارضة للسلطة».

الرئيس مجيباً على انشغالات سياسيين في حوار السلطة مع الأحزاب (الرئاسة)

وانتهى اجتماع الرئيس بقادة 26 حزباً ممثلاً في البرلمان والمجالس المحلية، ليل الثلاثاء، باتفاق مبدئي على عقد لقاء آخر من دون تحديد تاريخ له، وفق ما أكده سياسيون شاركوا في الاجتماع، الذي وصفته رئاسة الجمهورية بأنه «استثنائي وغير مسبوق منذ الاستقلال»، قبل 62 سنة.

وطالبت لويزة حنون، الأمينة العامة لـ«حزب العمال» ومرشحة «رئاسية» 7 سبتمبر (أيلول) المقبل، ويوسف أوشيش السكرتير الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية» المعارضة، تبون بـ«استعمال صلاحيته القانونية بإعطاء أوامر للإفراج عن معتقلي الرأي». فرد تبون عليهما بأنه «لا يوجد لدينا معتقل رأي في سجون البلاد». وقال تحديداً: «اذكروا لي اسم معتقل رأي واحد».

وتشعب الحديث في هذا الموضوع، حسب السياسيين أنفسهم الذين حضروا الاجتماع، ليتناول قضية الصحافي السبعيني سعد بوعقبة، الذي أدانه القضاء العام الماضي بالسجن ستة أشهر مع التنفيذ، بسبب مقال ساخر خص به سكان منطقة بجنوب العاصمة. غير أن تبون رفض التعاطي مع هذه القضية على أنها «تضييق ضد صحافي بسبب مقال رأي»، مشدداً على أنه «أهان سكان منطقة بكاملها» وبـ«أننا جنبناه السجن قياساً إلى سنه».

رئيس البناء المؤيد لسياسات تبون يلقي كلمة في اجتماع الرئاسة بالأحزاب (الرئاسة)

كما شمل الحديث في هذا الموضوع سجن الصحافي القدير إحسان القاضي، 7 سنوات، منها 5 نافذة بتهمة «تلقي أموال من الخارج بغرض تقويض الأمن». وكانت التهمة سبباً في إغلاق مؤسسته الإعلامية نهاية 2022، في حين أكد الدفاع وزملاء الصحافي الستيني أن كتاباته التي تنتقد الرئيس بشدة هي سبب مشاكله مع السلطة وملاحقته وسجنه. لكن تبون شدد، حسب السياسيين ذاتهم، على أن «ضلوع القاضي في التمويل الأجنبي، الممنوع قانوناً، هو ما جلب له المتاعب، وليس صحيحاً أن الدولة سجنته بسبب نشاطه الصحافي».

وبحسب ما تسرب من جولة الحوار السياسي، فقد حذر الرئيس من «محاولات أجنبية للمس باستقرار البلاد»، وذكر دولة بعينها «تستهدفنا». كما تحدث عن «الاضطرابات في مالي والنيجر وليبيا، وتداعيات الأوضاع في الجوار على الأمن القومي عندنا». وكانت علاقات الجزائر مع دول بالساحل الأفريقي تدهورت بشكل مفاجئ مع بداية العام الحالي.

زعيم القوى الاشتراكية المعارض طالب بالإفراج عن معتقلي الحراك (الرئاسة)

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط» لمعرفة فحوى الاجتماع، ذكر بلقاسم ساحلي، المرشح الرئاسي ورئيس حزب «التحالف الوطني الجمهوري»، أن «اللقاء دام أكثر من سبع ساعات، تطرق فيها الرئيس إلى الوضع الداخلي والاستحقاقات السياسية المقبلة، مركزاً على الوضع الإقليمي والدولي والمخاطر في دول الجوار».

وطالب رؤساء أحزاب في مداخلاتهم من الرئيس بمراجعة قانون الأحزاب، بحجة أنه «يتضمن اختلالات وجب تصحيحها»، فتعهد تبون بالنزول عند هذا الطلب، لكن بعد الاستحقاق الرئاسي. وقال قيادي بحزب، رفض نشر اسمه، إن «تعاطي تبون مع القضايا التي طرحناها عليه ترك انطباعاً لدي أنا شخصياً بأنه باق في السلطة»؛ في إشارة إلى أنه سيطلب دورة رئاسية ثانية.

في سياق ذي صلة، صرح رئيس «السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات»، محمد شرفي، اليوم الأربعاء، بولاية الأغواط (جنوب)، بأنها «ستجعل التزوير مستحيلاً في الانتخابات الرئاسية، بفضل الرقمنة والإمكانيات الكبيرة التي وفرتها الدولة»، داعياً «الشباب إلى التوجه بقوة لتسجيل أنفسهم في اللوائح الانتخابية حتى يقولوا كلمتهم في (الرئاسية) المقبلة».


مقالات ذات صلة

خطة بـ200 مليون دولار لمواجهة «أزمة العطش» بالجزائر

شمال افريقيا جانب من المظاهرات ضد انقطاع المياه في بداية الأزمة الشهر الماضي (حسابات ناشطين بالإعلام الاجتماعي)

خطة بـ200 مليون دولار لمواجهة «أزمة العطش» بالجزائر

تبحث الحكومة الجزائرية خطة عاجلة لمواجهة شح مياه الشرب في عدد من مناطق البلاد؛ لتفادي احتجاجات شعبية أخرى، بعد تلك التي شهدتها محافظة تيارت يوميْ عيد الأضحى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الصحافي إحسان القاضي (الشرق الأوسط)

إغلاق موقع إذاعة جزائرية خاصة بناءً على قرار قضائي

أعلنت الإذاعة الجزائرية الخاصة «راديو ماغراب» الأربعاء توقف نشر الأخبار على موقعها الإلكتروني إثر صدور حكم من القضاء بحل الشركة التي تتبع لها

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا جانب من المظاهرات التي اندلعت ضد انقطاع المياه في بداية الأزمة الشهر الماضي (حسابات ناشطين بالإعلام الاجتماعي)

عودة الهدوء إلى منطقة غرب الجزائر بعد احتجاجات على انقطاع المياه

عاد الهدوء، الثلاثاء، نسبياً إلى محافظة تيارت، الواقعة غرب الجزائر، وذلك بعد يومين من الاحتجاجات بسبب انقطاع مياه الشرب عن المنطقة لأكثر من 35 يوماً.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا من العاصمة الجزائرية (مواقع التواصل)

الجزائر: مؤشرات على قرب إعلان تبون ترشحه لدورة رئاسية ثانية

بدعوتها تبون علناً لتجديد ولايته على رأس الدولة تُبقي «جبهة التحرير الوطني» - حسب المراقبين - قليلاً من الشكوك بشأن احتمال ترشحه لولاية ثانية

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا أحد شوارع العاصمة الجزائر (رويترز)

ضغوط أوروبية تشجع الجزائر على بعث طلبها مراجعة «اتفاق الشراكة»

تثير خطوة «تسوية المنازعات» من «بروكسل» تساؤلات حول «هامش الحرية المتاح للجزائر، بخصوص تنفيذ خططها للتنمية الاقتصادية والصناعية».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

إيقاف الكنيسة المصرية قساً زار إيران يثير تساؤلات

القس دوماديوس حبيب إبراهيم (صفحته بـ«فيسبوك»)
القس دوماديوس حبيب إبراهيم (صفحته بـ«فيسبوك»)
TT

إيقاف الكنيسة المصرية قساً زار إيران يثير تساؤلات

القس دوماديوس حبيب إبراهيم (صفحته بـ«فيسبوك»)
القس دوماديوس حبيب إبراهيم (صفحته بـ«فيسبوك»)

قررت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر إيقاف أحد القساوسة عن الخدمة الكهنوتية، واصفة تصرفاته بـ«المثيرة للجدل»، ومؤكدة أنها (الكنيسة) «غير مسؤولة عن تلك التصرفات، وأنه لا يمثل سوى شخصه»، وهو القرار الذي أثار تساؤلات بشأن الأسباب الحقيقية لإيقافه، خصوصاً أن القرار جاء عقب زيارة القس لإيران واحتفاله بعيد الأضحى.

وأثار القس دوماديوس حبيب إبراهيم الكثير من الجدل في الأوساط القبطية خلال الفترات الماضية، بعد أن اعتاد الظهور على مواقع التواصل الاجتماعي بأفكار وتصرفات وصفها البعض بأنها «مغايرة لتقاليد الكنيسة».

وقالت الكنيسة، في بيان لها، مساء (الخميس)، إن القس دوماديوس «أثار الكثير من الأزمات والمشكلات عبر سنوات في كل كنيسة خدم فيها، وتنقل بسبب مشكلاته بين عدة كنائس، فضلاً عن صدور تصرفات منه من حينٍ إلى آخر تثير الجدل في الشارع وعلى وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي». وتابعت: «طوال سنوات حاولت الكنيسة من خلال آبائها حل مشكلاته، ومعالجة أخطائه بروح الأبوة، حرصاً على سلامه، وخلاصه، وتم نصحه كثيراً ومُنِح فرص عديدة، فعلنا هذا بكل صبرٍ وأناةٍ وفي هدوء».

كان مسيحيون قبل عامين انتقدوا ظهور الأب دوماديوس في بث مباشر عبر صفحته يشرح من خلاله طريقة عمل «الكيك». كما ظهر في مقطع انتشر قبل عدة أسابيع من أمام ضريح السيد البدوي في طنطا (وسط الدلتا المصرية)، ثم كان آخر ظهور له وهو يشارك في ذبح أضحية خلال عيد الأضحى، ما أشعل موجة انتقادات ضده، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.

وأشار بيان الكنيسة إلى أنه تم التحقيق مع الأب دوماديوس في أغسطس (آب) من العام الماضي، وصدر قرار بإيقافه عن العمل الكهنوتي، «وهو القرار الذي لم يلتزم به، بل تمادى مؤخراً في تصرفاته المثيرة للجدل».

وتابع البيان، بناءً على ما سبق أصدر البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، قراراً بتشكيل لجنة من ثلاثة أعضاء من أحبار الكنيسة وبعض الآباء الكهنة للتحقيق معه، وتم استدعاء الأب دوماديوس الأربعاء الماضي للمثول أمام اللجنة، حيث تم الاستماع إليه ومناقشته في تلك التصرفات، وفي أسباب عدم التزامه بقرار البابا بإيقافه عن الخدمة الكهنوتية.

وأثار القس جدلاً بين المصريين خلال الفترة الماضية، بعد مداخلة مع قناة «أصيل» الفضائية المتخصصة في نشر البرامج التعليمية التبليغية للمذهب الشيعي، تحدث فيها عن الشبه بين تضحية الإمام الحسين والسيد المسيح.

واختتمت الكنيسة بيانها بالإشارة إلى أن لجنة التحقيق انتهت إلى «استمرار إيقاف الأب عن الخدمة الكهنوتية، ومنعه من التعامل بشكل كامل مع وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي بكافة صورها، وقضائه فترة خلوة روحية في أحد الأديرة القبطية لمنحه فرصة لمراجعة نفسه وتصرفاته حرصاً على خلاص نفسه. على أن يستمر العمل بما سبق لمدة عام، مع متابعة مدى التزامه به خلال هذه المدة، وفي حالة خرقه أي بند من البنود الثلاثة السابقة يعرض نفسه للتجريد من رتبته الكهنوتية».

بدوره، أعلن القس دوماديوس خضوعه التام للكنيسة والبابا تواضروس الثاني، معلناً كذلك انقطاع صلته بأي أخبار أو مواقع أو وسائل للتواصل الاجتماعي إلا من خلال صفحته الشخصية على «فيسبوك».

الناشط القبطي المستشار نجيب جبرائيل، رئيس منظمة «الاتحاد المصري لحقوق الإنسان»، قال لـ«الشرق الأوسط»، إنه حينما كثرت الشكوى ضد القس، وأيضاً مع خروجه عن مقتضيات وظيفة الكهنوت، كان طبيعياً أن تشكل لجنة للتحقيق معه، التي انتهت إلى إيقافه من العمل الكهنوتي وعودته إلى الدير لمدة سنة، وهو قرار جاء سليماً، لافتاً إلى أن إيقاف كاهن أو تجريده لا بد وأن تكون له أسباب، وإن كان البيان لم يفصح عنها.

ويشير جبرائيل إلى أن السبب الجوهري الذي أدى إلى التحقيق وقرار الإيقاف هو «ذهاب الكاهن إلى إيران دون علم الكنيسة ودون استئذان البابا تواضروس».

ويوضح الناشط القبطي أن قرار إيقاف القس عن الخدمة الكهنوتية أحدث ردود فعل مختلفة، فهناك من عارضوا صدور هذا القرار، لكن الأكثرية تؤيده، خصوصاً مع امتثال القس له.

كانت منصات التواصل الاجتماعي تداولت بيان الكنيسة، ومعه عبر روادها من المسيحيين عن تأييدهم ومعارضتهم له، حيث عبر البعض عن أن ما يقوم به القس يعد انحرافاً عن تعاليم الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، وأن قرار إيقافه جاء حكيماً، موجهين الشكر للبابا على ذلك القرار.

في المقابل، دافع البعض الآخر عن تصرفات القس دوماديوس، مؤكدين أنها تدعو إلى المحبة. كما أكد البعض أن قرار الإيقاف ليس موجهاً إلى المسلمين، أو بسبب مواقفه مع المسلمين أو قيامه بذبح أضحية، إنما هي مخالفاته ضد العقيدة المسيحية.