مصريون يناشدون الحكومة وقف خطة «قطع الكهرباء»

مع ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة

مواطنون مصريون يناشدون الحكومة وقف «قطع الكهرباء» (رويترز)
مواطنون مصريون يناشدون الحكومة وقف «قطع الكهرباء» (رويترز)
TT

مصريون يناشدون الحكومة وقف خطة «قطع الكهرباء»

مواطنون مصريون يناشدون الحكومة وقف «قطع الكهرباء» (رويترز)
مواطنون مصريون يناشدون الحكومة وقف «قطع الكهرباء» (رويترز)

دفعت موجة الحر الشديدة في مصر إلى مناشدات للحكومة، عبر منصات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام، لوقف خطة «قطع الكهرباء» التي تُطبق في ربوع البلاد، وتشمل تخفيف الأحمال لمدة ساعتين أو ساعة يومياً.

وبينما حذر خبراء من تداعيات استمرار انقطاع الكهرباء، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة، أشاروا في الوقت نفسه إلى «ضرورة مساهمة المواطنين في ترشيد الاستهلاك اليومي للكهرباء حتى يمكن للحكومة إعادة النظر في قرارها». وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية المصرية عن «موجة حر شديدة تشهدها مصر، وتستمر لنهاية الأسبوع الحالي، حيث تتجاوز الحرارة حاجز الـ40 درجة مئوية».

وعادت وزارة الكهرباء في مصر إلى تطبيق جداول تخفيف أحمال الكهرباء في ربوع البلاد عقب انتهاء إجازة عيد الفطر. وتعمل مصر على خطة لتخفيف الأحمال في ظل ارتفاع أسعار الوقود عالمياً، حيث «يوفر تخفيف أحمال الكهرباء 35 مليون دولار شهرياً (الدولار يساوي 46.80 جنيه في البنوك المصرية)»، حسب إفادة سابقة لوزارة الكهرباء المصرية.

وعبّر مصريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد، عن انتقادهم لانقطاع التيار الكهربائي. وتصدر هاشتاج «#انقطاع_الكهرباء»، «التريند» بشكل واسع.

وبينما انتقد حساب باسم «سيد محمد»، على «إكس»، «سياسات الحكومة في قطع الكهرباء»، عدَّ حساب باسم «ياسر حسين» أن «انقطاع الكهرباء يضر بالسياحة». وتساءل حساب باسم «علاء بيومي» على «إكس»: إلى متى سيتسمر انقطاع الكهرباء في مصر؟

كما تفاعلت وسائل إعلام ومواقع إلكترونية مع مطالب المصريين بوقف خطة انقطاع الكهرباء، وطالب الإعلامي المصري، عمرو أديب، الحكومة، عبر برنامجه على قناة «إم بي سي مصر»، مساء السبت، بـ«عدم قطع الكهرباء هذا الأسبوع بسبب ارتفاع درجات الحرارة». كما نشر أحد المواقع الإلكترونية المصرية مقطعاً مصوراً على «إكس» لمواطن يناشد فيه الحكومة وقف قطع الكهرباء.

الحكومة المصرية عادت إلى تطبيق تخفيف أحمال الكهرباء عقب انتهاء إجازة عيد الفطر (الشرق الأوسط)

وأعلنت الشركة القابضة لتوزيع الكهرباء في مصر، مطلع الشهر الحالي، تعديل مواعيد تخفيف الأحمال الكهربائية، تلبية لطلب وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني. وقالت الشركة وقتها «ستتم عملية تخفيف الأحمال من الساعة 3 عصراً حتى 7 مساءً»، وذلك في الفترة من «8 مايو (أيار) حتى 20 يوليو (تموز) المقبل».

كما تفاعل برلمانيون مجدداً مع دعوات وقف قطع الكهرباء، وتقدم عضو «لجنة الطاقة» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب محمد الجبلاوي، بطلب إحاطة موجهة إلى رئيس الوزراء المصري ووزير الكهرباء، بشأن «عدم اتخاذ قرار واضح بإلغاء تخفيف الأحمال الكهربائية في أثناء امتحانات الطلاب في البلاد، خصوصاً مع قيام مواطنين بشراء مولدات كهربائية تساهم في توفير الكهرباء لأبنائهم وقت الامتحانات».

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، حذر الجبلاوي من «استمرار سياسات الحكومة في قطع الكهرباء». وقال: «لا بد من خطوة إيجابية خلال الأيام المقبلة»، عاداً أن «تعديل الحكومة فترات قطع الكهرباء من الثالثة عصراً حتى السابعة مساء، غير ملائم للأسر المصرية، لأنه توقيت حيوي»، مشيراً إلى أن الحلول العاجلة لهذه الأزمة تتمثل في أن «تقوم وزارة البترول بتوفير احتياجات محطات الكهرباء من الوقود والغاز لضمان استدامة توفير الكهرباء».

غير أن رئيس جمعية مستثمري الغاز المسال، الدكتور محمد سعد الدين، عدّ أنه «إذا كانت الحكومة مطالبة بتوفير الكهرباء لجميع المواطنين، لكن في نفس الوقت لا بد من ترشيد الاستهلاك اليومي للكهرباء للمصريين حتى تفكر الحكومة في الرجوع عن قرارها». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أنه «مع توافر احتياطي من العملة الصعبة والنقد الأجنبي، يمكن للحكومة أن تبحث بدائل أخرى، منها رفع دعم الكهرباء عن الشرائح ذات الاستهلاك العالي، حتى يمكن إدارة منظومة الكهرباء بشكل اقتصادي جيد».


مقالات ذات صلة

«غلاء البيض» يؤرق أسراً مصرية مجدداً

شمال افريقيا وزارة الزراعة المصرية تطلق منافذ متحركة لبيع بيض المائدة بأسعار مخفضة (وزارة الزراعة المصرية)

«غلاء البيض» يؤرق أسراً مصرية مجدداً

أرّق «غلاء البيض» أسراً مصرية مجدداً، وسط «اتهامات للتجار برفع الأسعار»، وتحركات حكومية بالتدخل لحل الأزمة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من انتظام العملية التعليمية في المدارس المصرية (وزارة التعليم المصرية)

«التقييم الأسبوعي للطلاب»... هل يحدّ من الغياب بالمدارس المصرية؟

تأكيدات من وزارة التربية والتعليم المصرية بـ«استمرار تطبيق نظام التقييم والواجبات الأسبوعية» على الطلاب في المدارس.

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الطيران المدني المصري سامح الحفني خلال لقاء عضو مجلس الوزراء السعودي عصام بن سعد بن سعيد (مجلس الوزراء المصري)

السعودية ومصر تعززان التعاون في مجال الطيران المدني

رحّب وزير الطيران المدني المصري بوزير الدولة السعودي والوفد المرافق له، وأشاد بقوة وعمق العلاقات الثنائية الممتدة بين مصر والمملكة العربية السعودية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مقر وزارة الخارجية المصرية بالعاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (الخارجية المصرية)

القاهرة تتابع ملابسات حادث إطلاق النار على مصريين في المكسيك

تتابع وزارة الخارجية والهجرة المصرية ملابسات حادث إطلاق النار على مصريين في المكسيك.

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا الرئيس عبد الفتاح السيسي يكرّم خريجي الكليات العسكرية (الرئاسة المصرية)

تفاعل مصري مع عرض طلاب الكليات العسكرية خلال ذكرى «حرب أكتوبر»

شهد الحفل العسكري عروضاً أبهرت متفاعلين بمنصات التواصل، ومنها «ظهور مجموعة من طائرات الهليكوبتر طراز (الجازيل) تحمل علم مصر».

محمد الريس (القاهرة)

مقتل عشرات المدنيين بغارات للجيش السوداني في دارفور

دخان يتصاعد في سماء الخرطوم إثر مواجهات مسلحة خلّفت عشرات القتلى والجرحى (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد في سماء الخرطوم إثر مواجهات مسلحة خلّفت عشرات القتلى والجرحى (أ.ف.ب)
TT

مقتل عشرات المدنيين بغارات للجيش السوداني في دارفور

دخان يتصاعد في سماء الخرطوم إثر مواجهات مسلحة خلّفت عشرات القتلى والجرحى (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد في سماء الخرطوم إثر مواجهات مسلحة خلّفت عشرات القتلى والجرحى (أ.ف.ب)

لقي أكثر من 60 شخصاً مصرعهم، وأُصيب أكثر من 250 مدنياً، جرّاء قصف الطيران الحربي السوداني لمنطقة الكومة بولاية شمال دارفور، في عملية وصفها مراقبون بأنها «أكبر المجازر» ضد المدنيين، ارتكبها الطيران المقاتل التابع الجيش السوداني منذ بدء الحرب. وفي غضون ذلك لقي العشرات مصرعهم في غارات جوية أخرى استهدفت مناطق مليط وود أبو صالح شمال ولاية شمال دارفور، وأم ضوا بان بالخرطوم، وسط مطالبات بفرض حظر على الطيران العسكري التابع للجيش السوداني.

وقال شهود تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» هاتفياً من مليط، إن الطيران الحربي، التابع للجيش السوداني، استهدف سوق منطقة الكومة صبيحة الجمعة، وألقى عدداً من «البراميل المتفجرة»؛ مما أدى إلى إحراق السوق بشكل واسع، وقُتل جرّاء الغارة الجوية أكثر من 60 شخصاً، وجُرح أكثر من 250 مدنياً، جراح بعضهم خطيرة؛ إذ كانوا يرتادون «سوق الجمعة»، في حين ينتظر أن يتزايد عدد القتلى تباعاً بين الجرحى، بسبب عدم وجود الرعاية الصحية والطبية.

ووصف شهود ما حدث في منطقة الكومة بأنها «مجزرة» غير معهودة، استهدفت عن قصد المدنيين المقيمين هناك، بسبب عدم وجود أي مشاهد أو تمركزات لـ«قوات الدعم السريع» في السوق المكتظة بالمدنيين، وقالوا إن السوق «كانت تشهد نشاطاً طبيعياً عندما استهدفها القصف الجوي فجأة ودون سابق إنذار؛ مما أسفر عن دمار واسع فيها، في حين تناثرت جثث القتلى في أرجائها».

وفي مدينة مليط، قال شهود عيان إن الطيران الحربي استهدف، الجمعة، أيضاً «حفل عرس»؛ ما أدى إلى مقتل نحو 13 شخصاً وجُرح آخرون، في عملية وُصفت هي الأخرى بأنها استهداف للمدنيين، حيث لا توجد عناصر لـ«قوات الدعم السريع» في المكان.

ويؤكد قادة الجيش دائماً أن العمليات الحربية الجوية تستهدف «قوات الدعم السريع»، لكن النشطاء وشهود عيان ينفون وجود هذه القوات، في حين تتصاعد دعوات بين مؤيدي الجيش وأنصاره من الإسلاميين وكتائبهم إلى استهداف ما يسمونه «الحواضن الاجتماعية» لـ«قوات الدعم السريع»؛ انتقاماً من انتهاكاته بوسط وشمال البلاد.

ونشر نشطاء على وسائط التواصل الاجتماعي قوائم بأسماء الضحايا، من النساء والأطفال وكبار السن، الذين كانوا يمارسون التسوق أو يعرضون سلعهم للبيع في السوق الأسبوعية، وبينهم زوجة وابنة شقيق عضو «مجلس السيادة الانتقالي» ومساعد قائد الجيش إبراهيم جابر.

ووجّهت قوى سياسية وحركات مسلحة وتنظيمات حقوقية انتقادات حادة لتصعيد العمليات الجوية للجيش السوداني في إقليم دارفور خصوصاً، وطالبت بفرض حظر للطيران الحربي في الإقليم. وقالت «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم) في بيان، السبت، إن سوق مدينة الكومة شهدت انتهاكاً مريعاً بحق المدنيين، جرّاء قصف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني؛ مما أدى إلى إزهاق أرواح عشرات القتلى ومئات الجرحى من الذين تصادف وجودهم في أثناء الغارة الجوية.

كما نددت «تقدم» بغارات جوية استهدفت مناطق أم ضو بان بالخرطوم، وود أبو صالح ومليط بولاية شمال دارفور، نتج عنها مقتل العشرات من المدنيين وجرح المئات.

وأبدت «تقدم» أسفها لما أطلقت عليه «استمرار الانتهاكات على المدنيين، وتكرارها بشكل ممنهج في مختلف أنحاء السودان»، ودعت إلى التذكير بـ«إعلان جدة الإنساني» الذي شدد على التمييز في جميع الأوقات بين المدنيين والمقاتلين والأعيان المدنية والأهداف العسكرية، والامتناع عن أي هجوم يُتوقع أن يسبب أضراراً مدنية عرضية مفرطة، مقارنة بالميزة العسكرية الملموسة والمباشرة المتوقعة. ودعت طرفي القتال إلى حقن دماء السودانيين والانخراط فوراً في مفاوضات لوقف الحرب.

من جهتها، وصفت القوى المدنية الدارفورية الغارة الجوية بأنها «واحدة من أبشع جرائم الحرب»، وقالت إن الطيران الحربي قصف مدينتي الكومة ومليط بوابل من الصواريخ والبراميل المتفجرة، والأسلحة المحرمة دولياً، مستهدفاً مناطق «مأهولة جداً بالسكان المدنيين»؛ مما خلّف عشرات القتلى والجرحى، إلى جانب قصف تجمع مدني في «سرادق عزاء» بمدينة مليط، راح ضحيته أكثر من 100 قتيل.

وناشد التجمع المدني المنظمات الحقوقية والإنسانية التدخل السريع والحاسم؛ لوضع حد لما سمّاه «جرائم جماعات الهوس الديني وطيران جيش الفلول، الذي بات سجله متخماً بالمذابح في حق مدنيين أبرياء وعلى حين غرة»، مندداً بصمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة حيال الجرائم التي يرتكبونها، ومطالباً الأسرة الدولية بفرض حظر على الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، «الذي ظلّ يحصد أرواح المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء»، وفقاً للبيان.