الجزائر: تبون يتعهد بـ«جني ثمار تطوير الاقتصاد» في 2027

وسط تكهنات قوية بترشحه لولاية ثانية

الرئيس تبون خلال زيارته القطب العلمي الجامعي (الرئاسة)
الرئيس تبون خلال زيارته القطب العلمي الجامعي (الرئاسة)
TT

الجزائر: تبون يتعهد بـ«جني ثمار تطوير الاقتصاد» في 2027

الرئيس تبون خلال زيارته القطب العلمي الجامعي (الرئاسة)
الرئيس تبون خلال زيارته القطب العلمي الجامعي (الرئاسة)

تعهّد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأن تكون 2027 «سنة لجني ثمار تطوير الاقتصاد الوطني، واستحداث المؤسسات الناشئة، وإتمام مشروع رقمنة الاقتصاد».

تأتي هذه التصريحات وسط توقعات بإعلان ترشحه لولاية ثانية، لخوض انتخابات الرئاسة المقررة في السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل.

وأكد تبون، الأحد، بالعاصمة، في خطاب أمام طلاب الجامعات بمناسبة مرور 68 سنة على إضراب مشهود لطلاب الجامعات الجزائريين، تعبيراً عن مساندتهم ثورة التحرير ضد الاستعمار، أن هذه المحطة من تاريخ الجزائر «شهدت اختيار ثلة من الطلاب إعلان الإضراب والالتحاق بالثورة، فزادوها إشعاعاً»، مشيداً بـ«الشباب الذي يحمل مشروعات والمتحكم في التكنولوجيا الحديثة، والغيور على وطنه».

الرئيس تبون مع كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين في القطب العلمي بالعاصمة (الرئاسة)

وعبّر تبون عن يقينه بـ«اعتلاء الجزائر أعلى المراتب، بفضل طاقاتها الشبابية وبفضل طلاب الجامعات»، الذين وعدهم، بعد أن استمع إلى انشغالاتهم بخصوص التوظيف بعد التخرج، بأن الدولة «مستعدة لتمويل كل المشروعات والأبحاث الخاصة بالمؤسسات الناشئة»، مؤكداً أن «قضية التمويل لن تقف عائقاً أمام تطور البلاد»، علماً بأن الحكومة تتوقع إيرادات مهمة من بيع النفط والغاز بنهاية العام الحالي.

ووفق الرئيس، «يتيح مسار الرقمنة الذي اعتمدته البلاد بناء اقتصاد عصري على أساس أرقام حقيقية، بعيداً عن الضبابية»، مؤكداً أن الدولة «تُعوّل على كفاءة الطلبة وقدرات الشباب المتحكم في التكنولوجيا»، ومشيداً بـ«الجهود التي بُذلت من أجل الارتقاء بالجامعة الجزائرية، التي أصبحت، اليوم، في المراتب الأولى عربياً وأفريقياً».

واستمع تبون، قبل أن يلقي خطابه، إلى عرض قدّمه وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري، يخص «القطب العلمي والتكنولوجي» بالعاصمة الذي زاره، والذي يتربع على مساحة 87 هكتاراً، ويضم خمس مدارس عليا، كما بحث تبون مع طلاب «المدرسة العليا للذكاء الاصطناعي» داخل «القطب»، تخصصات هذه المدرسة ومستقبل الدراسة بها، بوصفها حديثة النشأة، حيث أشاد بـ«مستوى التكوين الذي تقدمه هذه المدرسة للطلاب، على يد أساتذة وكفاءات جزائرية».

زبيدة عسول كانت أول شخصية سياسية تعلن ترشحها لـ«رئاسية» الجزائر (حسابها بالإعلام الاجتماعي)

ووفق ما نشرته رئاسة الجمهورية، «زار الرئيس معرضاً خاصاً بإنجازات الطلاب يضم خمسة أجنحة، يتعلق الأول بمجال الطب والتشريح والذكاء الاصطناعي، والثاني خاص بالشباب أصحاب المشروعات، والثالث والرابع يخصّان التعليم العالي ومجاهدي حرب التحرير (1954 - 1962). ويتعلق الجناح الخامس بالأمن السيبراني».

يأتي خطاب الرئيس وتعهداته لطلاب الجامعات، وسط تكهنات بقرب إعلان ترشحه لانتخابات الرئاسة، التي ستنظم في 7سبتمبر المقبل، قبل موعدها الذي كان محدداً بنهاية العام.

ولم يعلن تبون بشكل صريح رغبته في تولي عهدة رئاسية ثانية، لكن حديثه المتكرر عن عزمه إطلاق مشروعات في مستقبل قريب، أوحى بأنه يريد الاستمرار بالحكم لخمس سنوات أخرى، كما أن قيادة الجيش لا تخفي دعمها له، خصوصاً أن رئيس أركان الجيش، الفريق أول سعيد شنقريحة، يرافقه في كل تنقلاته داخل البلاد.

وحتى الساعة، أعلن 3 شخصيات ترشحهم للاستحقاق: لويزة حنون زعيمة «حزب العمال» اليساري، وزبيدة عسول المحامية الشهيرة ورئيسة حزب «الاتحاد من أجل الرقي» المعارض، والوزير سابقاً بلقاسم ساحلي رئيس حزب «التحالف الوطني الجمهوري»، الذي كان من أشد المتحمسين لترشح الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة في 2019.


مقالات ذات صلة

كاتب جزائري شهير يواجه السجن بسبب «تحقير الوطن»

شمال افريقيا الروائي المعتقل بوعلام صنصال (أ.ف.ب)

كاتب جزائري شهير يواجه السجن بسبب «تحقير الوطن»

يواجه الكاتب الجزائري - الفرنسي الشهير بوعلام صنصال، عقوبة سجن تتراوح بين 12 شهراً و5 سنوات، بسبب تصريحات مستفزة بالنسبة للسلطات، أطلقها في فرنسا.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الروائي المثير للجدل كمال داود (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

«قضية الروائي داود» تأخذ أبعاداً سياسية وقضائية في الجزائر

عقوبة سجن بين 3 و5 سنوات مع التنفيذ ضد «كل من يستعمل، من خلال تصريحاته أو كتاباته أو أي عمل آخر، جراح المأساة الوطنية، أو يعتدّ بها للمساس بمؤسسات الجمهورية».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس تبون مع قائد الجيش (وزارة الدفاع)

الجزائر: شنقريحة يطلق تحذيرات بـ«التصدي للأعمال العدائية»

أطلق قائد الجيش الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة، تحذيرات شديدة اللهجة، في أول ظهور إعلامي له.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس وقائد الجيش في آخر نشاط لهما معاً في 14 نوفمبر الحالي (وزارة الدفاع)

الجزائر: إقصاء الأحزاب الموالية للرئيس من الحكومة الجديدة

لاحظ مراقبون في الجزائر غياب «العمق السياسي» عن التعديل الحكومي الذي أحدثه الرئيس عبد المجيد تبون في حكومته.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (رويترز)

الجزائر: تعديل حكومي واسع يبقي الوزراء السياديين

أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الاثنين، تعديلاً حكومياً احتفظ فيه وزراء الحقائب السيادية بمناصبهم، بعد أن كان الوزير الأول نذير عرباوي قدم استقالة…

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

«النواب» المصري على خط أزمة أسعار خدمات الاتصالات

من جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (الحكومة المصرية)
من جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (الحكومة المصرية)
TT

«النواب» المصري على خط أزمة أسعار خدمات الاتصالات

من جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (الحكومة المصرية)
من جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (الحكومة المصرية)

دخل مجلس النواب المصري (البرلمان) على خط أزمة أسعار خدمات الاتصالات في البلاد، وذلك بعد أيام من إعلان «الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات» (جهاز حكومي يتبع وزارة الاتصالات) الموافقة مبدئياً على «رفع أسعار خدمات الاتصالات»، و«قرب تطبيق الزيادة الجديدة».

وقدَّم عضو مجلس النواب، النائب عبد السلام خضراوي، طلب إحاطة لرئيس المجلس، ورئيس الوزراء، ووزير الاتصالات حول الزيادة المرتقبة، مطالباً الحكومة بالتدخل لوقف أي زيادات جديدة في أسعار المحمول والإنترنت، في ظل «سوء خدمات شركات المحمول»، على حد قوله.

وجاءت إحاطة خضراوي بالتزامن مع إعلان عدد من النواب، اليوم (السبت)، رفضهم الزيادات المرتقبة، ومنهم النائبة عبلة الهواري، التي قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها ترفض قرار الزيادة «في ظل الظروف الاقتصادية الحالية».

وبحسب مصدر برلماني مطلع «يتجه عدد من النواب إلى تقديم طلبات إحاطة برلمانية بشأن زيادة الأسعار المرتقبة على خدمات الاتصالات، حتى لا يتم إقرارها من قبل الحكومة المصرية».

وكان خضراوي قد أكد في إحاطته البرلمانية أنه كان على الحكومة أن تتدخل لإجبار الشركات على تحسين الخدمة، التي «أصبحت سيئة خصوصاً في المناطق الحدودية والقرى»، عادّاً أن الشركات «تحقق أرباحاً كبيرة جداً»، ولا يوجد ما يستدعي رفع الأسعار، سواء في الوقت الحالي أو حتى في المستقبل.

وأعلن الرئيس التنفيذي لـ«الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات»، محمد شمروخ، قبل أيام «الموافقة المبدئية على رفع أسعار خدمات الاتصالات؛ بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل التي تواجه شركات الاتصالات». وقال خلال مشاركته في فعاليات «معرض القاهرة الدولي للاتصالات» أخيراً، إن الجهاز «يدرس حالياً التوقيت المناسب لتطبيق الزيادة».

الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات (مجلس الوزراء المصري)

من جهتها، أكدت وكيلة «لجنة الاتصالات» بمجلس النواب، النائبة مرثا محروس، لـ«الشرق الأوسط» أن قرار الزيادة لم يُتَّخذ بعد، لكنه مطروح منذ تحريك سعر الصرف في مارس (آذار) الماضي لأسباب عدة، مرتبطة بالإنفاق الدولاري للشركات، والرغبة في عدم تأثر الخدمات التي تقدمها «نتيجة تغير سعر الصرف»، عادّة أن الزيادة المتوقعة ستكون «طفيفة».

ويشترط القانون المصري موافقة «الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات» قبل تطبيق شركات الاتصالات أي زيادة في الأسعار، في حين ستكون الزيادة الجديدة، حال تطبيقها، هي الثانية خلال عام 2024 بعدما سمح «الجهاز» برفع أسعار خدمات الجوال للمكالمات والبيانات، بنسب تتراوح ما بين 10 و17 في المائة في فبراير (شباط) الماضي.

وتعمل في مصر 4 شركات لخدمات الاتصالات، منها شركة حكومية هي «المصرية للاتصالات»، التي تمتلك أيضاً حصة 45 في المائة من أسهم شركة «فودافون مصر»، وجميعها طلبت زيادة الأسعار مرات عدة في الأشهر الماضية، بحسب تصريحات رسمية لمسؤولين حكوميين.

وجاء الإعلان عن الزيادة المرتقبة بعد أسابيع قليلة من إنهاء جميع الشركات الاتفاق مع الحكومة المصرية على عقود رخص تشغيل خدمة «الجيل الخامس»، مقابل 150 مليون دولار للرخصة لمدة 15 عاماً، التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ مطلع العام المقبل، مع انتهاء التجهيزات الفنية اللازمة للتشغيل. (الدولار الأميركي يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية).

احدى شركات الاتصالات تقدم خدماتها للمستخدمين (وزارة الاتصالات)

بدوره، رأى عضو «الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء»، أحمد مدكور، أن الحديث عن زيادة أسعار خدمات الاتصالات في الوقت الحالي «يبدو طبيعياً مع زيادة تكلفة المحروقات على الشركات، والتزامها بزيادات الأجور السنوية، بالإضافة إلى زيادة نفقات التشغيل بشكل عام»، عادّاً أن الزيادة «ستضمن الحفاظ على جودة انتظام الشبكات».

وقال مدكور لـ«الشرق الأوسط» إن نسب الأرباح التي تحققها الشركات، والتي جرى رصد زيادتها في العام الحالي حتى الآن، «لا تعكس النسب نفسها عند احتسابها بالدولار في سنوات سابقة»، متوقعاً «ألا تكون نسب الزيادة كبيرة في ضوء مراجعتها حكومياً قبل الموافقة عليها».

الرأي السابق تدعمه وكيلة «لجنة الاتصالات» بالبرلمان، التي تشير إلى وجود زيادات جرى تطبيقها في قطاعات وخدمات مختلفة، على غرار «الكهرباء»، و«المحروقات»، الأمر الذي يجعل لدى الشركات مبرراً قوياً لتنفيذ زيادات في أسعار الخدمات «لكي تتمكّن من استمرار تنفيذ خططها التوسعية، وتحسين جودة الخدمات، وتطوير الشبكات المستمر».