دعا رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، شيخ الأزهر أحمد الطيب، إلى زيارة السودان، ومناقشة «تكثيف الدعم التعليمي والدعوي المقدم للسودان». في حين قال الطيب، الخميس: «نتألم كثيراً من حجم المحنة التي ألمت بأهلنا في السودان، ونعيش معهم مآسيهم ونشاركهم الحزن، وندعو الله أن يفرج كربهم، وأن يوحد كلمتهم لما فيه مصلحة هذا البلد وهذا الشعب الذي عانى - ولا يزال - ويلات الصراع والانشقاق».
واندلع القتال بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في أبريل (نيسان) العام الماضي بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش.
دعوة البرهان الرسمية لشيخ الأزهر إلى زيارة السودان، سلمها سفير السودان لدى القاهرة، عماد الدين مصطفى عدوي، إلى الطيب، خلال زيارته لمشيخة الأزهر في القاهرة، الخميس.
ووفق إفادة لمشيخة الأزهر، فإن السفير السوداني نقل تحيات البرهان لشيخ الأزهر لـ«تقديم الدعم اللامحدود لأبناء السودان في الأزهر». وقال: «لمس الشعب السوداني خدمات الأزهر في شتى المجالات الطبية والتعليمية والدعوية»، معرباً عن «تقديره الكبير لدور الأزهر في الأزمة التي تدور في السودان».
وأكد الطيب أنه «منذ اندلاع الأزمة الحالية، والأزهر لا يدخر جهداً في دعم السودان، وقد أصدرنا قراراً بمعاملة الطلاب السودانيين المتقدمين للدراسة في الأزهر معاملة الطلاب المصريين، من حيث تيسير إجراءات التقديم والقبول في المنح الدراسية». وقال: «لدينا أكثر من ألف طالب وطالبة من أبناء السودان يدرسون بالأزهر، ويقدم الأزهر 310 منح دراسية لأبناء السودان للالتحاق بالتعليم الأزهري، ولدينا لجان دائمة الانعقاد في جامعة الأزهر و(بيت الزكاة والصدقات المصري) لدراسة تقديم الدعم اللازم للطلاب السودانيين الموجودين في مصر».
وفي أبريل العام الماضي، وجه شيخ الأزهر رسالة إلى طرفي النزاع في السودان، وحذر حينها «من الدماء». وقال شيخ الأزهر: «أدعو الله أن يكشف عن أهلنا في السودان ما ابتلوا به من نزاع، وأن يوفق الحكماء إلى الأخذ بأيديهم إلى بر السلام، وحقن الدماء التي حرمها الله تعالى من فوق سبع سماوات».
وفي الشهر نفسه، ناشد الأزهر، علماء السودان وشيوخه، بالتدخل لإخماد نيران الحرب، وحقن دماء السودانيين، وأعرب في بيان حينها عن تطلعه إلى بذل المزيد من جهود علماء السودان وشيوخه وحكمائه للإسهام في «حقن الدماء، وتوحيد الصف، وجمع الشمل، وإخماد نار الفتنة، والحفاظ على السودان».
وخلال لقاء شيخ الأزهر والسفير السوداني، الخميس، أعرب عدوي عن تقدير بلاده للأزهر وجهوده في خدمة قضايا الأمة، مضيفاً: «السودانيون مشبعون بمحبة الأزهر، وقلوبهم معلقة بعلمائه وأساتذته، ونشكر لشيخ الأزهر دعمه المتواصل لأبناء السودان، فالأزهر هو أكبر مؤسسة قدمت فرصاً تعليمية ومنحاً دراسية لأبناء السودان، وقدم (بيت الزكاة والصدقات المصري) - الذراع الخيرية للأزهر - جهوداً كبيرة، وساهم في علاج الكثير من المرضى السودانيين».
وقدم السفير السوداني مذكرة لشيخ الأزهر لتسهيل تدريب أطباء الامتياز في المستشفيات الجامعية لجامعة الأزهر؛ نظراً لانقطاع التدريب في عدة مناطق في السودان تأثراً بالأحداث الجارية، قائلاً: «نحن في أمس الحاجة لهؤلاء الأطباء في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى، وكذا تقديم الدعم للمستشفيات السودانية من خلال تزويدها بالمعدات والأجهزة الطبية اللازمة والضرورية».
في حين وجه الطيب قيادات جامعة الأزهر بـ«تسهيل التحاق طلاب الامتياز السودانيين بشكل عاجل وتقديم تقرير دوري له للوقوف على أبرز العقبات وحلها في أسرع وقت».