روسيا تدافع عن وجودها العسكري في شرق ليبيا

تكالة يرى أن باتيلي «لم يقدم شيئاً للمشهد السياسي»

لقاء سابق بين خالد نجل حفتر مع سفير روسيا (رئاسة أركان الوحدات الأمنية بـ«الجيش الوطني»)
لقاء سابق بين خالد نجل حفتر مع سفير روسيا (رئاسة أركان الوحدات الأمنية بـ«الجيش الوطني»)
TT

روسيا تدافع عن وجودها العسكري في شرق ليبيا

لقاء سابق بين خالد نجل حفتر مع سفير روسيا (رئاسة أركان الوحدات الأمنية بـ«الجيش الوطني»)
لقاء سابق بين خالد نجل حفتر مع سفير روسيا (رئاسة أركان الوحدات الأمنية بـ«الجيش الوطني»)

دافع السفير الروسي لدى ليبيا أيدار أغانين، عن وجود بلاده العسكري في شرق وجنوب البلاد، تزامناً مع زيارة يقوم بها مسؤولون من الغرب الليبي، إلى موسكو.

وقال أغانين، في تصريحات تلفزيونية مساء الأحد، إن الوجود العسكري الروسي يتم بالتنسيق مع مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني»، المتمركز في شرق البلاد.

وبعدما أشار السفير في حواره مع قناة «ليبيا الأحرار» إلى أن أي وجود عسكري في الشرق والجنوب «تم بالتنسيق مع الجهات الليبية الرسمية»، وهي مجلس النواب والقيادة العامة للجيش، «تساءل هل هذا خارج إرادة الليبيين؟»، لافتاً إلى أن وجود روسيا العسكري في ليبيا صار أقرب لـ«البعبع» الذي يُخيف الأولاد، على حد تعبيره، وأضاف: «كل ما يحدث في ليبيا، يتم بالتنسيق مع الجهات الرسمية، سواء في الشرق أو الغرب».

وفى الإطار نفسه، من المقرر أن يتوجه عبد الله اللافي عضو «المجلس الرئاسي» إلى موسكو، الاثنين، برفقة محمد الحداد رئيس أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة» المؤقتة (المُسيطرة في غرب البلاد)، في زيارة عمل رسمية سيلتقي خلالها عدداً من القيادات العسكرية وكبار المسؤولين في وزارة الدفاع الروسية بموسكو لإجراء مباحثات في عدد من القضايا تهم الجانبين الليبي والروسي.

سياسياً، وبينما ينتظر الليبيون تحرك نائبة مبعوث الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، لجهة لم شمل الأفرقاء السياسيين، وجه رئيس «المجلس الأعلى للدولة» محمد تكالة، اتهامات للمبعوث الأممي عبد الله باتيلي (المستقيل) بأنه «لم يصمد أمام التدخل الأجنبي فقدم استقالته». ورأى تكالة في حديث إلى شبكة «بي بي سي» أن باتيلي «لم يقدم شيئاً لإدارة المشهد السياسي والحوار في ليبيا».

اجتماع سابق للدبيبة مع رئيس شركة الخدمات (حكومة «الوحدة»)

وفي شأن آخر، أعلنت شركة الخدمات العامة بالعاصمة طرابلس، والمسؤولة عن منظومة جمع المخلفات، في بيان مقتضب، الاثنين، عودة جميع فروعها وإداراتها لأعمالها الطبيعية والمكلفة بها، بناءً على تعليمات الدبيبة، بعد يوم من تعليق الشركة عملها، عقب ما تردد عن قيام «اللواء 444 قتال» التابع للحكومة، بحبس مجموعة من عمال وسائقي الشركة، التي قامت في المقابل بسحب جميع الآليات إلى مقراتها وأعلنت الإضراب عن العمل.

ووزعت الشركة الاثنين، صوراً لخروج آلياتها وعمالها لمباشرة أعمالهم، بما في ذلك جمع القمامة من طريق عين زارة الرئيسية في طرابلس.

وقالت حكومة «الوحدة»، الاثنين، في بيان مماثل، إن الدبيبة وجه تعليماته لرئيس ومدير الشركة بمباشرة أعمالهما، وإصدار التعليمات لموظفي الشركة بمباشرة أعمالهم، وذلك رداً على تقرير الشركة، بشأن ما وصفته بـ«العراقيل الأمنية» التي واجهت سير عمل موظفيها وأدت إلى تعليق أعمالهم.

ورصد سكان محليون تكدس القمامة في أنحاء العاصمة، بعد إضراب الشركة وسحب جميع سياراتها من الشوارع.

من جهة أخرى، أعلن عماد الطرابلسي وزير الداخلية المكلف بحكومة «الوحدة»، ترقية 5 ضباط من «جهاز الأمن العام»، من بينهم شقيقه عبد الله الطرابلسي الشهير بـ«الفراولة»، الذي منحه رتبة لواء بدلاً من عميد، كترقية استثنائية.

صورة وزعتها حكومة «الاستقرار» لاجتماع وزيرها للاتصالات مع مسؤول شركة سعودية

وعلى صعيد آخر، قالت حكومة «الاستقرار» برئاسة أسامة حماد، إن وزيرها للاتصالات والمعلوماتية سالم الدرسي، بحث الاثنين في مدينة بنغازي، مع المهندس محمد سيد تقي، مدير منتجات شركة «ريناد المجد السعودية» (RMG)، سُبل الاستفادة من خبراتها في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات.

وأوضحت الحكومة في بيان، أن تقى قدم عرضاً مرئياً عن اختصاصات الشركة في مجالات تقنية المعلومات المختلفة وأعمالها المتميزة في دعم عملية التحول الرقمي بالمملكة العربية السعودية وفقاً لرؤية المملكة 2030، كما استعرض الشراكات الاستراتيجية للشركة السعودية مع كبرى الشركات العالمية المختلفة المصنعة للتقنية، معرباً عن رغبتهم في دخول السوق الليبية ضمن الاستراتيجية الوطنية الليبية للاتصالات والتحول الرقمي 2025 - 2029.


مقالات ذات صلة

محكمة ليبية تقضي بإدانة 12 مسؤولاً في كارثة انهيار سَدّي درنة

شمال افريقيا أحد سدود مدينة درنة (وكالة الأنباء الليبية)

محكمة ليبية تقضي بإدانة 12 مسؤولاً في كارثة انهيار سَدّي درنة

قضت محكمة ليبية بإدانة 12 مسؤولاً بعقوبات بالسجن تتراوح بين 15 و30 عاماً بتهمة التقصير وسوء إدارة السدود بعد كارثة سد درنة.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا تحشيد عسكري سابق في العاصمة الليبية طرابلس (أ.ف.ب)

​عتاد الميليشيات بغرب ليبيا يفجر مخاوف المواطنين

وجه عبد الحميد الدبيبة بسرعة فتح تحقيق في الانفجارات التي شهدتها مدينة زليتن بوقت تحوّل العتاد المخزّن لدى التشكيلات المسلحة خارج إطار الدولة إلى مصدر قلق.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الخارجية التركي مستقبلاً بلقاسم نجل حفتر في أنقرة (صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا)

هل يؤثر تقارب سلطات بنغازي مع أنقرة على حكومة «الوحدة» الليبية؟

خلَّفت زيارة بلقاسم، نجل المشير خليفة حفتر، إلى تركيا، نهاية الأسبوع الماضي، التي التقى خلالها وزير الخارجية، هاكان فيدان، قدراً من التساؤلات.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا صورة نشرتها سلطات جنوب أفريقيا لعدد من الليبيين الذين اعتقلتهم (أ.ب)

تباين بين «الوحدة» و«الاستقرار» حول الليبيين المعتقلين في جنوب أفريقيا

أكدت حكومة الوحدة، في بيان مساء الجمعة، أنه «لا صلة لها بإجراءات إرسال 95 شخصاً من حملة الجنسية الليبية»

خالد محمود (القاهرة )
المشرق العربي 
من مخلفات اشتباكات عنيفة بين ميليشيات مسلحة وسط طرابلس (أ.ف.ب)

ليبيا: انفجارات ضخمة تهز مدينة زليتن

هزّت انفجارات ضخمة مدينة زليتن الساحلية، الواقعة غرب ليبيا، إثر انفجار مخزن للذخيرة، تملكه ميليشيا «كتيبة العيان»، وسط تضارب الروايات حول أسباب الحادث، الذي.


هل يستمر الجيش السوداني برفض التفاوض إرضاءً لحلفائه دُعاة الحرب؟

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارة لقواته شرق البلاد (أرشيفية - سونا)
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارة لقواته شرق البلاد (أرشيفية - سونا)
TT

هل يستمر الجيش السوداني برفض التفاوض إرضاءً لحلفائه دُعاة الحرب؟

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارة لقواته شرق البلاد (أرشيفية - سونا)
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارة لقواته شرق البلاد (أرشيفية - سونا)

دأب الجيش السوداني على رفض العودة للتفاوض مع «قوات الدعم السريع»، تحت ذريعة عدم التزامها بنص المادة (1/ج) من «إعلان جدة الإنساني» في 11 مايو (أيار) 2023، التي نصت على إخلاء المراكز الحضرية بما في ذلك «مساكن» المدنيين، واشترط تنفيذها قبل العودة لأي تفاوض، متجاهلاً جلوسه مع «الدعم» فيما عُرف بـ«جدّة 2» وتوقيعه معها بيان التزامات. فهل بالفعل ينطلق الجيش من موقف مبدئي أو يتخذ تلك المسألة ذريعة للتنصل من التفاوض إرضاء لأنصار استمرار الحرب؟

فمنذ بادرت وزارة الخارجية الأميركية في 23 يوليو (تموز) الجاري إلى دعوة الطرفين للعودة للتفاوض، في 14 أغسطس (آب) المقبل في جنيف، استعاد أنصار الجيش وتنظيمات الإسلاميين وحزب «المؤتمر الوطني»، نغمة الضغط على الجيش لرفض المشاركة في المفاوضات المزمعة.

ممثلون لطرفَي النزاع السوداني خلال توقيع اتفاق جدة في مايو 2023 (رويترز)

جرت مياه كثيرة تحت الجسر منذ توقيع إعلان جدة الإنساني، ووقتها كانت الحرب تدور في العاصمة الخرطوم فقط، أما لحظة إعلان المبادرة الأميركية فقد اتسع نطاقها ليشمل معظم ولايات البلاد ما عدا خمساً من ثماني عشرة ولاية، وسيطرت «الدعم السريع» على عدد كبير من قواعد الجيش ووحداته العسكرية، وألحقت به خسائر بشرية ومادية فادحة.

ظل الجيش يماطل في العودة للتفاوض لوقف الحرب، متجاهلاً المأساة الإنسانية الكبيرة التي تسببت فيها الحرب، واتساع نطاقها وخسائره الفادحة، مستخدماً «الالتزام» ببند واحد من «إعلان جدة» يلوح به كلما عادت سيرة التفاوض للتداول.

نصت المادة (1/ج)، على «اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة، لتجنب وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، مما يهدف إلى إخلاء المراكز الحضرية بما فيها مساكن المدنيين، فعلى سبيل المثال، لا ينبغي استخدام المدنيين كدروع بشرية».

«قوات الدعم السريع» السودانية (أ.ف.ب)

وهو ما يعتبره المحلل السياسي محمد لطيف «عقبة» تجب إزالتها، منطلقاً من أن قضية منازل المدنيين هي نتيجة من تداعيات الحرب وليست سبباً فيها، ويقول: «لا يمكن تجاهل السبب والاتجاه لمعالجة النتيجة... الخطوة الأولى هي إيقاف الحرب».

ويرى لطيف أن «التمسك باستمرار الحرب لا علاقة له بمصالح الشعب، بل إن دعاة الحرب والمتمسكين باستمرارها يتخذون من هذا النص في (إعلان جدة)، ذريعة للحفاظ على مصالحهم». ويتابع: «أكرر، وكررتها أكثر من مرة، لا يوجد في (إعلان جدة) نص يلزم (الدعم السريع) بالخروج من منازل المواطنين».

وكان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أصدر مرسوماً بحل «قوات الدعم السريع» وإلغاء قانونها، وإعلانها «قوة متمردة على الدولة يتم التعامل معها على هذا الأساس»، الأمر الذي اعتبره لطيف «إنهاء لوجود تلك القوات القانوني والأمني والسياسي الذي نص عليه (إعلان جدة) في ديباجته».

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (يسار) ومساعده ياسر العطا (أرشيفية - الجيش السوداني)

ويتابع لطيف: «الالتزام بالإعلان يجب ألّا يؤثر على أي وضع قانوني أو أمني أو سياسي لأطرافه، ولا يرتبط بأي عملية سياسية»، ويستطرد: «التذرع بالنص الوارد في الإعلان هو مجرد محاولات تشويش وتضليل للرأي العام»، ويقول: «هذه الذريعة أصبحت مثل (قميص عثمان) والفتنة الكبرى، ونحن في فتنة كبرى أيضاً وجد دعاتها ما يتاجرون ويزايدون به على الناس».

ويرى لطيف أن «النصّ الذي وقعه الجيش أكد شرعية (قوات الدعم السريع)، والتمسك به يقتضي الاعتراف بما ورد في النص»، ويتابع: «إذا كنت تتمسك بـ(إعلان جدة)، فهذا هو (إعلان جدة) والبند الأول منه يفترض أن تلتزم به».

ويضيف: «الجيش وقع على شرعية (الدعم السريع)، في (إعلان جدّة)، كمؤسسة منشأة بقانون صادر من البرلمان، وأمن على وضعها السياسي بوصف رئيسها نائباً لرئيس السلطة الانتقالية، وعلى شرعية وجودها الأمني في المعسكرات أو مواقع عسكرية».

ويسخر لطيف من ذريعة الجيش وأنصاره بالقول: «ليس هناك استسلام أكثر من هذا، هم يتحدثون أن (إعلان جدة) ألزم (الدعم السريع) بالخروج من مساكن المدنيين، ويتجاهلون أنه اعترف بشرعية (الدعم السريع)».

سودانيون فارون من بلدة سنجة جنوب شرقي السودان يستريحون في مخيم بعد وصولهم إلى القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)

وتتذرع «الدعم السريع» من جهتها، بما عُرف بـ«بيان التزامات بناء الثقة» الموقع بين الطرفين في «جدة 2» بتاريخ 7 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، والذي نصت المادة (3) منه على آلية تواصل بين قادة الطرفين وإعادة احتجاز الهاربين من السجون، بما فيهم قادة النظام السابق، «وتحسين المحتوى الإعلامي وتخفيف حدة اللغة الإعلامية، واتخاذ إجراءات حيال الأطراف المثيرة للتصعيد والمؤججة للصراع»، وهو ما لم يلتزم أي من الطرفين به.

فهل يذهب الجيش إلى جنيف أو يخضع لابتزاز، وربما تهديد، دعاة استمرار الحرب من الإسلاميين الذين يرون في استمرارها استمراراً لوجودهم وسيطرتهم على الجيش والدولة، ويرون في وقفها هزيمة عسكرية وسياسية قد تخرجهم من الملعب نهائياً؟!