قرّر القضاء التونسي الاحتفاظ برئيسة منظمة «منامتي» غير الحكومية التي تناهض العنصرية وتدافع عن حقوق المهاجرين بعد توقيفها، حسبما أفادت «الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان»، الثلاثاء. وقال رئيس الرابطة بسام الطريفي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، اليوم، الثلاثاء، بأنه صدر قرار بـ«الاحتفاظ بسعدية مصباح 5 أيّام على ذمة البحث»، بينما نقلت وسائل إعلام محلية أن الشرطة أوقفت سعدية مصباح ليل الاثنين- الثلاثاء، وأنه يجري التحقيق معها «في جرائم مالية».
ولم تتضح بعد أسباب القرار الذي جاء بعد ساعات من تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيّد، التي هاجم فيها منظمات تدافع عن حقوق المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء. وقال سعيّد أمس (الاثنين) خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي، إن «الجمعيات التي تتباكى اليوم وتذرف الدموع في وسائل الإعلام تتلقى بدورها أموالاً طائلة من الخارج»، مضيفاً أن «الذين يقومون على هذه الجمعيات أكثرهم خونة وعملاء، وعلى الهيئة المكلفة بالتحاليل المالية أن تقوم بدورها». ولم يتسنَّ لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» الحصول على تعليق من السلطات التونسية.
وأشار سعيّد مراراً إلى «التمويلات المشبوهة» للمنظمات الناشطة في بلاده، داعياً إلى التحقيق فيها.
كما أكد الرئيس التونسي مجدداً، أمس (الاثنين)، أن بلاده «لن تكون أرضاً لتوطين هؤلاء، وتعمل على ألا تكون معبراً لهم»، داعياً دول شمال المتوسط إلى «تحمل مسؤولياتها».
وطُرد كثير من المهاجرين غير القانونيين من منازلهم ووظائفهم، في الأشهر التي أعقبت خطاباً ألقاه سعيّد في فبراير (شباط) 2023، دان فيه وصول «جحافل من المهاجرين غير الشرعيين» من دول أفريقيا جنوب الصحراء، في إطار «مؤامرة لتغيير التركيبة الديموغرافية» للبلاد.
وتُمثِّل تونس إحدى أهم نقاط انطلاق المهاجرين غير النظاميين نحو السواحل الإيطالية، عبر البحر الأبيض المتوسط.