موسكو تدعم «منبر جدة» لوقف القتال في السودان

غارات للجيش السوداني على مدن بكردفان

تصاعدت أعمدة الدخان في مناطق عدة من العاصمة السودانية جراء قصف بالطيران (رويترز)
تصاعدت أعمدة الدخان في مناطق عدة من العاصمة السودانية جراء قصف بالطيران (رويترز)
TT

موسكو تدعم «منبر جدة» لوقف القتال في السودان

تصاعدت أعمدة الدخان في مناطق عدة من العاصمة السودانية جراء قصف بالطيران (رويترز)
تصاعدت أعمدة الدخان في مناطق عدة من العاصمة السودانية جراء قصف بالطيران (رويترز)

أعرب السفير الروسي في القاهرة جيورجي بوريسينكو عن الأمل في أن يتجنب الجيش السودان و«قوات الدعم السريع» توسيع رقعة الصراع. ونقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط»، يوم الاثنين، عنه قوله موسكو تدعم استئناف مفاوضات جدة لوقف القتال في السودان، مشدداً في الوقت نفسه على أن موسكو لا تحدد للسودانيين ما ينبغي أن يكون عليه شكل الحكم، ولا تتدخل في اختياراتهم للحكومة سواء كانت مدنية أم عسكرية.

في غضون ذلك، شن الطيران الحربي للجيش، صباح يوم الاثنين، غارات على مدينتي الرهد وأمروابة في ولاية شمال كردفان بغرب البلاد، أسفرت عن وقوع إصابات وسط المدنيين، ودمرت عدداً من المنازل في الأحياء السكنية. وأفاد شهود عيان من الرهد بأن إحدى الغارات استهدفت بشكل مباشر منزل مواطن، ما أسفر عن وقوع إصابات متفاوتة وسط أفراد الأسرة، وتدمر المنزل تماماً.

محتجّون من قبيلة «الهوسا» في مدينة الأُبَيض حاضرة إقليم كردفان (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال مقيمون في البلدة لــ«الشرق الأوسط» إن طائرة من طراز «أنتنوف» حلقت على مستوى منخفض، وقصفت بالبراميل المتفجرة داخل الحي السكني، على الرغم من أن المنطقة المستهدفة لا وجود لـ«قوات الدعم السريع».

ووفق المصادر نفسها، أثارت الضربات الجوية حالة من الرعب والذعر الشديدين وسط سكان البلدة جراء أصوات الانفجارات المدوية التي هزت المنازل في أرجاء المدينة.

وهُرع المواطنون إلى الاختباء في المنازل ساعات طويلة خوفاً من تجدد الغارات الجوية في أي لحظة.

وهذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها مدينة الرهد لهجمات جوية منذ عدة أشهر.

ومن جهة ثانية، أفادت مصادر ميدانية محلية بأن طيران الجيش نفذ 3 ضربات في مناطق تقع جنوب وشمال مدينة أمروابة، دون وقوع خسائر في الأرواح والممتلكات، لكنها أكدت أن الغارات التي جاءت متتالية لم تستهدف أي مواقع عسكرية تابعة لـ«الدعم السريع».

وتشهد أمروابة باستمرار قصفاً جوياً من قبل طيران الجيش لوقف زحف «قوات الدعم السريع» إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش في الولاية، خصوصاً عاصمتها مدينة الأُبيّض. وأكد شهود أنه عقب الضربات الجوية مباشرة أغلقت جميع الأسواق والمحال التجارية في المدينتين، وخلت الشوارع من المارة.

وتسبب القصف الجوي في مقتل وإصابة المئات من المدنيين، وتدمير للممتلكات الخاصة والعامة في ولايات الخرطوم ودارفور وكردفان والجزيرة.

وأفادت المصادر من المدينتين اللتين قُصفتا، الاثنين، بازدياد حالات الاعتداءات والنهب والسرقة لأملاك المواطنين. والأسبوع الماضي، شن طيران الجيش غارات على مدينة مليط الواقعة على مسافة 65 كيلومتراً من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب البلاد، خلَّفت 7 قتلى من المواطنين ونفوق مئات من رؤوس الإبل، ما عده أهالي المنطقة استهدافاً مباشراً من الجيش للمدنيين في تلك المناطق. وبعد أشهر من اندلاع الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، تسيطر الأخيرة على عدد من المدن بولاية شمال كردفان، وتحاصر عاصمتها من 3 جهات.

سوق مدمرة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية دارفور جراء المعارك (أ.ف.ب)

ومن جانبها، أعلنت «قوات الدعم السريع» تضامنها مع ضحايا القصف الجوي الغادر على مدينتي الرهد وأمروابة في ولاية شمال كردفان، عبر غارات عشوائية استهدفت الأحياء السكنية والمنشآت العامة لترويع المواطنين العُزل.

وأضافت في بيان على منصة «إكس» قائلة: «ظلت طائرات الإرهاب تسقط البراميل المتفجرة على منازل المواطنين، وراح ضحية عدوان سلاح الجو المئات من الأطفال والنساء وكبار السن، في دارفور وكردفان والجزيرة ومناطق في النيل الأبيض».

واندلعت الاشتباكات بين الجيش السودان و«الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، إثر خلافات حول خطط دمج قوات «الدعم السريع» في الجيش.


مقالات ذات صلة

«الجنائية الدولية»: ديسمبر للمرافعات الختامية في قضية «كوشيب»

شمال افريقيا علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)

«الجنائية الدولية»: ديسمبر للمرافعات الختامية في قضية «كوشيب»

حددت المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي 11 ديسمبر المقبل لبدء المرافعات الختامية في قضية السوداني علي كوشيب، المتهم بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية بدارفور.

أحمد يونس (كمبالا)
الولايات المتحدة​ مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)

الأمم المتحدة: عمال الإغاثة الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد عمال الإغاثة والرعاية الصحية الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر، بحسب «أسوشييتد برس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم للنازحين في مدينة القضارف شرق البلاد 31 أكتوبر (أ.ف.ب)

مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة

مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة، فيما تعتزم الحكومة الألمانية دعم مشروع لدمج وتوطين اللاجئين السودانيين في تشاد.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا النيران تلتهم سوقاً للماشية نتيجة معارك سابقة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أ.ف.ب)

السودان: توغل «الدعم السريع» في النيل الأزرق والجيش يستعيد بلدة

تشير أنباء متداولة إلى أن الجيش أحرز تقدماً كبيراً نحو مدينة سنجة التي سيطرت عليها «قوات الدعم السريع»، يونيو (حزيران) الماضي.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا عائلة تستريح بعد مغادرة جزيرة توتي التي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع» في أم درمان بالسودان يوم 10 نوفمبر 2024 (رويترز)

السودان: 40 قتيلاً في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة

أفاد طبيب بمقتل 40 شخصاً «بالرصاص» في السودان، بهجوم شنّه عناصر من «قوات الدعم السريع» على قرية بولاية الجزيرة وسط البلاد.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
TT

حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)

شهدت مناطق متفرقة في مصر حوادث مرورية مفجعة، أخيراً؛ مما أثار تساؤلات حول أسباب تكرارها، في حين رأى خبراء أن «غالبية تلك الحوادث تقع نتيجة لأخطاء من العنصر البشري».

وشهدت مصر، الجمعة، حادثاً أُصيب خلاله نحو 52 شخصاً، إثر انقلاب حافلة (أتوبيس رحلات) على طريق «الجلالة - الزعفرانة» (شمال محافظة البحر الأحمر - جنوب مصر)، قبل توجهها إلى دير الأنبا أنطونيوس بالمحافظة.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية «خروج جميع المصابين من المستشفى، بعد تحسّن حالاتهم»، وقالت في إفادة لها، الجمعة، إن «الحادث أسفر عن إصابة 52 راكباً؛ نُقل 31 منهم إلى مستشفى (رأس غارب) التخصصي، في حين تم إسعاف 21 مصاباً آخرين بموقع الحادث».

واحتجزت الأجهزة الأمنية سائق «الحافلة» المتسبّب في الحادث، في حين كلّفت السلطات القضائية لجنة فنية بفحص أسباب وقوع الحادث حول ما إذا كان عطلاً فنياً أم خطأ بشرياً نتيجة للقيادة الخاطئة، حسب وسائل إعلام محلية.

وأعاد انقلاب الحافلة بطريق «الجلالة - الزعفرانة» إلى الأذهان حادث انقلاب حافلة تابعة لجامعة «الجلالة الأهلية»، على الطريق السريع «الجلالة - العين السخنة»، في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ مما أدّى إلى وفاة 7 أشخاص، وإصابة نحو 25 آخرين.

وشهدت منطقة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) حادث «دهس» سيارة، دراجةً نارية كان يستقلها عامل «دليفري» (التوصيل المنزلي)؛ مما أدى إلى مقتله.

كما شهدت محافظة الفيوم (جنوب القاهرة) حادث انقلاب سيارة نقل ركاب، الخميس، على الطريق الصحراوي السريع؛ مما أدى إلى إصابة 14 شخصاً.

وأظهرت التحريات الأولية للحادث أن السيارة تعرّضت للانقلاب، نتيجة السرعة الزائدة، وفقدان السائق السيطرة عليها.

وسجّلت إصابات حوادث الطرق في مصر ارتفاعاً بنسبة 27 في المائة، على أساس سنوي، بواقع 71016 إصابة عام 2023، في حين بلغ عدد المتوفين في حوادث الطرق خلال العام نفسه 5861 حالة وفاة، بنسبة انخفاض 24.5 في المائة، وفقاً للنشرة السنوية لنتائج حوادث السيارات والقطارات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، في شهر مايو (أيار) الماضي.

طريق الجلالة (وزارة النقل المصرية)

وباعتقاد رئيس الجمعية المصرية لرعايا ضحايا الطرق (منظمة مدنية)، سامي مختار، أن «نحو 80 في المائة من حوادث الطرق يحدّث نتيجة لأخطاء من العنصر البشري»، مشيراً إلى أن «تكرار الحوادث المرورية يستوجب مزيداً من الاهتمام من جهات حكومية؛ للحد من وقوعها، وتعزيز السلامة على الطرق».

ودعا مختار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى «ضرورة تكثيف حملات التوعية بالسلامة المرورية، لجميع مستخدمي الطرق، من سائقي السيارات والركاب»، قائلاً إن حملات التوعية يجب أن تشمل «التعريف بقواعد وآداب السير على الطرق، وإجراءات السلامة، والكشف على تعاطي المخدرات للسائقين في أثناء السير»، ومشدداً على ضرورة «تكثيف حملات الرقابة بخصوص تعاطي المخدرات في أثناء القيادة».

ولقي حادث انقلاب حافلة طريق «الجلالة» تفاعلاً من رواد منصات التواصل الاجتماعي في مصر؛ حيث دعوا إلى «مراجعة الحالة الفنية للطريق، بعد تكرار حوادث انقلاب حافلات الركاب عليه».

بينما يستبعد أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس، حسن مهدي، فرضية أن يكون وقوع الحوادث بسبب الحالة الفنية للطريق، مرجعاً ذلك إلى «عدم تكرار الحوادث في مكان واحد على الطريق»، ومشيراً إلى أن «وقوع الحوادث المرورية في مناطق متفرقة يعني أن السبب قد يكون فنياً؛ بسبب (المركبة)، أو لخطأ بشري من السائق».

وأشار مهدي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى ضرورة «تطبيق منظومة النقل الذكي، للحد من الحوادث، خصوصاً على الطرق السريعة»، مضيفاً أن «التوسع في المراقبة الذكية لحركة السير سيقلّل من الأخطاء، ويُسهم في التزام السائقين بإجراءات السلامة في أثناء القيادة»، وموضحاً أن «مشروع قانون المرور الجديد، المعروض أمام البرلمان ينص على تطبيق هذه المنظومة بشكل موسع».

وتضع الحكومة المصرية «قانون المرور الجديد» ضمن أولوياتها في الأجندة التشريعية لدور الانعقاد الحالي للبرلمان، وناقش مجلس النواب، في شهر أكتوبر الماضي «بعض التعديلات على قانون المرور، تضمّنت عقوبات مغلظة على مخالفات السير، والقيادة دون ترخيص».