مصر: حملات المقاطعة تسعى لـ«تهذيب الأسعار»

طاولت «الدواجن» بعد «الأسماك»

مصريون يترقبون انخفاض أسعار السلع (الشرق الأوسط)
مصريون يترقبون انخفاض أسعار السلع (الشرق الأوسط)
TT

مصر: حملات المقاطعة تسعى لـ«تهذيب الأسعار»

مصريون يترقبون انخفاض أسعار السلع (الشرق الأوسط)
مصريون يترقبون انخفاض أسعار السلع (الشرق الأوسط)

تواصلت في مصر حملات المقاطعة؛ احتجاجاً على الغلاء الذي طال معظم السلع الأساسية، بهدف «تهذيب أسعار السلع»، وبعد نجاح حملة مقاطعة الأسماك، تم تدشين حملة لمقاطعة الدواجن، الأربعاء.

قبل أيام انطلقت حملة لمقاطعة الأسماك من بورسعيد «شمال شرقي مصر». وقال مؤسس الحملة، سعيد الصباغ، إن «الحملة قُوبلت باستجابة واسعة من المواطنين، وانتقلت إلى محافظات أخرى، منها السويس والإسماعيلية والإسكندرية والشرقية وبني سويف والدقهلية والغربية، وقام عدد من التجار بالفعل بتخفيض الأسعار نسبياً».

بائع فاكهة على أطراف العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

ودشّن نشطاء، الأربعاء، حملة أخرى لمقاطعة الدواجن، وأكد مشاركون بالحملة عبر منصات التواصل الاجتماعي أن «الحملة سوف تمتد إلى السلع كافة التي تشهد ارتفاعاً في أسعارها».

وفي القاهرة، أعلنت جمعية «مواطنون ضد الغلاء» مشاركتها ودعمها لحملة مقاطعة الأسماك. وقالت الجمعية في بيان، الأربعاء، إنها «ستنفذ حملة المقاطعة في القاهرة لمواجهة سلوكيات بعض التجار في رفع الأسعار». ودعت مواطني القاهرة إلى «التوقف التام عن شراء الأسماك والتمسك بحق المقاطعة».

وتواجه مصر أزمة اقتصادية أدت إلى موجة غلاء وارتفاع متواصل لأسعار معظم السلع، خصوصاً الأساسية، وتراهن الحكومة على مزيد من التدفقات الدولارية المرتقبة لتجاوز الأزمة. وأطلقت مبادرات كثيرة لخفض الأسعار بالتنسيق مع التجار والمصنعين، كما توسعت الحكومة في إجراءات الإفراج عن السلع من الموانئ المصرية، وتوفير الاعتمادات الدولارية اللازمة.

صورة لإحدى ماكينات الصرف في القاهرة (أ.ف.ب)

وأكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الثلاثاء، حرصه على «متابعة إجراءات الإفراج عن البضائع بالموانئ المصرية، بما يضمن إيقاعاً متسارعاً منتظماً لهذه المنظومة، على نحو يعزز حجم المعروض بالسوق المصرية من السلع الاستراتيجية، ومستلزمات الإنتاج، في ضوء إتاحة العملة الأجنبية من الجهاز المصرفي».

الخبير الاقتصادي المصري، رشاد عبده، رأى أن «حملة مقاطعة الأسماك حققت نجاحاً وانتشاراً، وأسهمت في تهذيب سعر الأسماك في بعض المحافظات المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «حملات المقاطعة بشكل عام يمكن أن تكون خياراً شعبياً مؤثراً خاصة للسلع سريعة التلف مثل الأسماك، أو السلع التي لها بدائل»، لكنه حذر من «عدم استمرار المصريين في حملات المقاطعة».

بنايات على نيل القاهرة (الشرق الأوسط)

وقفز التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية إلى 35.7 في المائة في فبراير (شباط) الماضي، بعدما كان 29.8 في المائة في يناير (كانون الثاني) الماضي، مدفوعاً بشكل أساسي بارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشروبات، وفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في مارس (آذار) الماضي. وحسب الجهاز «ارتفعت أسعار السلع على أساس شهري بنسبة 11.4 في المائة في فبراير، مقارنة بـ1.6 في المائة فقط في يناير، وقفزت أسعار المواد الغذائية 15.9 في المائة، مقارنة بـ1.4 في المائة في يناير».

وواصل رواد مواقع التواصل الاجتماعي الترويج لدعوات مقاطعة بعض السلع، الأربعاء، مؤكدين أنه «سيتم مقاطعة السلع كافة التي يرتفع سعرها بشكل غير مبرر». وعلق حساب باسم «أسماء فتحي»، عبر منصة «إكس»، الأربعاء، بالقول: «أي حاجة غالية لا تشتروها وستجدوها رخصت».

https://twitter.com/AsmaaFathy169/status/1783136539054108689

ورأى حساب باسم «شروق»، على «إكس»، أنه «طالما مقاطعة الأسماك نجحت يبقى نعمل مقاطعة للحوم والبيض».

https://twitter.com/skxncbbc456/status/1783107735824765393

فيما علق حساب باسم «رامي»، قائلاً: «في الإسكندرية بسبب مقاطعة الأسماك انخفض السعر لأكثر من النصف، وأي لحوم أو حاجة تانية سعرها غالي هنقاطعها».

https://twitter.com/liifestyley/status/1783142300626878953

من جانبه قال رئيس جمعية «مواطنون ضد الغلاء»، محمود العسقلاني لـ«الشرق الأوسط»، إن «حملات المقاطعة جاءت في توقيت مناسب لتفعيل الرقابة الشعبية، ودفعت بعض التجار لتهذيب بعض أسعار السلع»، مؤكداً أن «الجمعية تدعم حق المقاطعة بوصفه سلاحاً جماهيرياً فعالاً ضد استغلال التجار»، لكنه تخوف من عدم إلمام القائمين على الحملات بضوابطها وشروطها، موضحاً أن «المقاطعة يجب أن تكون لفترة محددة قصيرة، حتى لا تتحول إلى سلاح عكسي، ففي حملتي الأسماك والدواجن، يجب أن تنتهي مدة المقاطعة مطلع الشهر المقبل، وإذا لم يستجب التجار لخفض الأسعار، فتعاود الحملات نشاطها مرة أخرى».


مقالات ذات صلة

منع خبيرة تغذية علاجية «شهيرة» من الظهور في وسائل إعلام مصرية

يوميات الشرق دعاء سهيل عبر حسابها بموقع «فيسبوك»

منع خبيرة تغذية علاجية «شهيرة» من الظهور في وسائل إعلام مصرية

قرّرت «نقابة الإعلاميين» في مصر منع ظهور دعاء سهيل المعروفة إعلامياً بـ«خبيرة التغذية العلاجية» على أي وسيلة إعلام محلية.

داليا ماهر (القاهرة )
تحليل إخباري مقر «الإخوان» محترقاً في القاهرة صيف 2013 (غيتي)

تحليل إخباري هل ينتهي حلم «الإخوان» بعودة نشاطهم في مصر؟

أكد مصدر مصري مسؤول أن «تنظيم الإخوان انتهى في البلاد، ولا سبيل لعودتهم، وكل ما يثار من أحاديث عن مصالحة معهم لا أساس لها في الواقع».

هشام المياني (القاهرة )
العالم العربي نقيب الصحافيين خالد البلشي في الوسط وبجواره منافسه في الانتخابات عبد المحسن سلامة وسكرتير عام النقابة جمال عبد الرحيم (النقابة)

منافسة محتدمة على مقعد نقيب الصحافيين في مصر

وسط وعود بتوسيع مظلة الخدمات الاجتماعية لأعضاء نقابة الصحافيين المصرية، وجولات انتخابية شملت صحفاً ومواقع عدة، تحتدم المنافسة على مقعد النقيب حالياً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا المحادثات المصرية - الإيطالية في القاهرة تناولت جهود وقف إطلاق النار في غزة (الرئاسة المصرية)

دعم إيطالي لخطة إعادة إعمار غزة

أكدت إيطاليا «دعم خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة التي طرحتها مصر، وحظيت بتأييد عربي وإسلامي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
رياضة عربية لاعبو الأهلي أمام إنجاز جديد (الأهلي المصري)

«أبطال أفريقيا»: الأهلي وبيراميدز لنهائي مصري خالص للمرة الثانية

يقف قطبا جنوب أفريقيا ماميلودي صنداونز وأورلاندو بايرتس حاجزاً أمام نهائي مصري ثانٍ بعد عام 2020، حيث يحلان على الأهلي وبيراميدز توالياً في إياب نصف النهائي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بسبب نقص التمويل... «الأغذية العالمي» يحذر من خفض الدعم في السودان

امرأة سودانية نازحة تجلس إلى جانب أطفال في بلدة شمال دارفور (رويترز)
امرأة سودانية نازحة تجلس إلى جانب أطفال في بلدة شمال دارفور (رويترز)
TT

بسبب نقص التمويل... «الأغذية العالمي» يحذر من خفض الدعم في السودان

امرأة سودانية نازحة تجلس إلى جانب أطفال في بلدة شمال دارفور (رويترز)
امرأة سودانية نازحة تجلس إلى جانب أطفال في بلدة شمال دارفور (رويترز)

حذر برنامج الأغذية العالمي، اليوم الجمعة، من أنه يواجه نقصاً في التمويل قد يؤثر في غضون أسابيع على قدرته على تقديم الدعم لمن يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء بالسودان، وذلك في وقت تُقلّص فيه دول مانحة تبرعاتها وتمويلها للبرامج الإنسانية، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال البرنامج التابع للأمم المتحدة إن نقص التمويل لديه يبلغ نحو 698 مليون دولار من أصل نحو 800 مليون دولار طلبها من الجهات المانحة لمساعدة سبعة ملايين شخص في الفترة من مايو (أيار) إلى سبتمبر (أيلول).

وحذر البرنامج من أنه سيواجه نقصاً في الحبوب والبقول والوجبات الجاهزة على سبيل المثال، بدءاً من مايو في ظل اتجاه متزايد من الدول المانحة لتقليل تمويل العمليات الإنسانية.

وأشار البرنامج إلى أن الحصص الغذائية في مناطق معرضة لخطر المجاعة تم تقليلها إلى 70 في المائة من الحصص المعتادة.

وقالت سامانثا تشاتارغ، منسقة الطوارئ في مكتب برنامج الأغذية بالسودان، للصحافيين عبر رابط فيديو من بورتسودان: «نؤكد ضرورة ضمان تدفق التمويل في وقت حرج للغاية ندخل فيه موسم الأمطار، وأيضاً موسم الجوع في السودان، وفي وقت يتصاعد فيه الصراع ويتزايد فيه النزوح».

واندلعت الحرب في السودان في أبريل (نيسان) 2023 بسبب صراع على السلطة بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، وتسببت في نزوح ملايين.

وقال برنامج الأغذية العالمي إنه يحشد الدعم للمحتاجين في أنحاء البلاد، بما في ذلك نحو 450 ألفاً نزحوا من مخيم زمزم في شمال دارفور بعد أن سيطرت عليه «قوات الدعم السريع» هذا الشهر.

وأضاف أنه قدم المساعدة لنحو أربعة ملايين في أنحاء السودان في مارس (آذار)، وهو أعلى رقم في شهر واحد منذ بدء الصراع، وأنه يستطيع الآن الوصول إلى المزيد من المناطق بعد التغلب على تحديات بيروقراطية ومخاطر أمنية.

وأشار البرنامج إلى أن من المتوقع وصول المزيد من الشاحنات المحملة بالمساعدات في الأيام القليلة المقبلة.