أزمة جديدة بين الجزائر والمغرب بسبب قمصان رياضية

تضمنت منطقة الصحراء ضمن خريطة المملكة المغربية

فريق نهضة بركان المغربي (الشرق الأوسط)
فريق نهضة بركان المغربي (الشرق الأوسط)
TT

أزمة جديدة بين الجزائر والمغرب بسبب قمصان رياضية

فريق نهضة بركان المغربي (الشرق الأوسط)
فريق نهضة بركان المغربي (الشرق الأوسط)

أثارت قمصان فريق «نهضة بركان» المغربي لكرة القدم جدلاً في الجزائر بسبب تضمنه منطقة الصحراء ضمن خريطة المملكة المغربية، وهي محل نزاع مع جبهة البوليساريو، وهو ما عدّته السلطات الجزائرية «شعاراً سياسياً ممنوعاً»، وفق ما أوردته «وكالة أنباء العالم العربي».

ورفضت سلطات مطار الجزائر الدولي السماح بمرور قمصان النادي المغربي، الذي يحل ضيفاً على اتحاد العاصمة في ذهاب قبل نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، الأحد. وعدَّت السلطات الجزائرية وجود الخريطة دعاية سياسية للقضية، التي ما زالت مطروحة للتسوية في الأمم المتحدة.

وقالت تقارير إعلامية جزائرية إن الوفد المغربي كان في طريقه للمغادرة إلى فندق الإقامة، قبل أن يعود اللاعبون أدراجهم بعد التواصل مع الاتحاد المغربي لكرة القدم لإبلاغه بالواقعة، وطالبوا بالسماح بمرور القمصان. وهدد نهضة بركان بالانسحاب من المباراة، وعده فائزاً، بينما أصرت السلطات الجزائرية على أن القانون يمنحها الحق في رفض أي شعارات سياسية لا تتماشى مع قوانينها لكونه البلد المضيف.

وأبلغ فيصل سراي، مدير موقع «الجزائر اليوم»، «وكالة أنباء العالم العربي» أن قوانين المنافسة تنص على أن تكون الدعاية على قمصان الأندية مسموحاً بها من قبل الدولة المضيفة. مضيفاً أن اللوائح «تؤكد على أن يستقدم كل فريق زائر طاقمين، بحيث لا يحتوي الطاقم الثاني على أي إشهار أو دعاية». وتمنع لوائح الاتحاد الدولي (الفيفا) استخدام أي رموز سياسية أو دينية أو تمييزية، كما يجب ألا تحتوي المعدات على أي شعارات أو بيانات أو صور سياسية أو دينية أو شخصية.

وكان شبيبة الجزائر قد تعرض للموقف ذاته قبل مواجهة فريق الرجاء المغربي في نهائي كأس الكونفدرالية في 2021 في بنين، حيث احتج وقتها الفريق المغربي على وجود الرمز الأمازيغي على قمصان شبيبة القبائل. وعلل مسؤولو الرجاء ذلك بمنع «الفيفا» استخدام أي رموز سياسية أو ثقافية، رغم تبرير شبيبة القبائل بأن الأمازيغية لغة وطنية وفقاً للدستور الجزائري. ورأى الاتحاد الأفريقي (الكاف) أن شبيبة القبائل خالف اللوائح، ومنعه من ارتداء القمصان.

وقال مصدر مغربي مطلع في تصريحات لموقع «هسبريس» المغربي إن إدارة الجمارك الجزائرية رفضت الترخيص لمسؤولي نهضة بركان بمغادرة المطار، مؤكدة لهم رفض مسؤولي البلاد أن يوجد الفريق البركاني بالأراضي الجزائرية بقمصان تحمل خريطة المغرب، علماً أن الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم صادقت على القميص منذ فترة، مؤكداً أن لاعبي نهضة بركان تعرضوا للاحتجاز في مطار الهواري بومدين، بعد ساعة ونصف تقريباً من وصولهم، في انتظار قرار السلطات الجزائرية.



شباب محبط من السياسة في تونس يرى الحلّ في الهجرة

شبان تونسيون يتظاهرون في تونس العاصمة يوم 4 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
شبان تونسيون يتظاهرون في تونس العاصمة يوم 4 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

شباب محبط من السياسة في تونس يرى الحلّ في الهجرة

شبان تونسيون يتظاهرون في تونس العاصمة يوم 4 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
شبان تونسيون يتظاهرون في تونس العاصمة يوم 4 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

في مقهى شعبي بحيّ صاخب في تونس، يعبّئ شبان قسائم مراهنات رياضية ويتحدّثون عن منافسات الأندية الأوروبية، غير مبالين بالانتخابات الرئاسية التي تقام الأحد في بلد يرغب الكثيرون في مغادرته نتيجة إحباط من السياسة.

ويقول محمد (22 عاما) الذي رفض كشف اسمه كاملا، إنه لن يذهب للتصويت الأحد. «لا فائدة من ذلك... السياسة لا تعنينا، نحن فقط نحاول أن نحصّل رزق يومنا».

ودُعي حوالى ثلث التونسيين من الذين لا تتجاوز أعمارهم 35 عاما (مجموع المسجّلين للانتخابات 10 ملايين ناخب) للإدلاء بأصواتهم الأحد في الانتخابات الرئاسية. لكن كثيرين، لا سيما بين الشباب، غير مهتمين بالتصويت.

وبحسب دراسة أجراها «الباروميتر العربي» صدرت قبل أكثر من شهر، فإن 7 من كل 10 شباب تونسيين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما يريدون الهجرة.

شابان وشابة يتابعون ورشة عمل لروّاد الأعمال الشباب في فرنانة بشمال غرب تونس (أ.ف.ب)

ويوضح محمد لوكالة الصحافة الفرنسية وهو ينظر إلى شرفة المقهى «إذا توافرت الآن ثلاثة قوارب، فلن يبقى أحد هنا».

في كل عام، يحاول آلاف التونسيين، غالبيتهم من الشباب، عبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا في رحلة محفوفة بالأخطار. ويسافر آلاف آخرون إلى الخارج بتأشيرة للعمل أو الدراسة.

في السنوات الأخيرة، ارتفعت نسبة الراغبين في الهجرة إلى 46 في المائة من التونسيين، وفقا لـ«الباروميتر العربي» الذي يصنّف تونس في مقدّم الدول العربية من حيث عدد الراغبين في مغادرة البلاد.

ومطلع الأسبوع، غرق قارب مهاجرين قبالة شواطئ جزيرة جربة السياحية (جنوب شرق) على مسافة 500 متر من الشاطئ، ولقي ما لا يقل عن 15 تونسيا حتفهم، في حين تمّ اعتراض قاربين آخرين يحملان نحو أربعين مهاجرا غير قانوني أثناء مغادرتهما جزيرة قرقنة (جنوب) وسواحل محافظة بنزرت (شمال).

في العام 2011، ووفقا لـ«الباروميتر العربي»، وهو مركز أبحاث متخصّص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أراد 22 في المائة فقط من التونسيين مغادرة بلادهم، ومعظمهم من الشباب، بعد ثورة أطاحت الرئيس زين العابدين بن علي.

بعد عقد من الزمن، أصبح الشباب هم الأكثر تضرّرا من البطالة، إذ بلغت نسبة العاطلين عن العمل في صفوفهم 41 في المائة (مقارنة بالمعدل الوطني البالغ 16في المائة) و23 في المائة بين المتخرجين الشباب.

ويقول غيث، وهو طالب أنهى دروسه الثانوية حديثاً، «عمري 17 عاما فقط، وعندما أرى آخرين يكبرونني سنا لم يفعلوا شيئا في حياتهم، أطرح على نفسي الكثير من الأسئلة».

تظاهرة معارضة للسلطة في العاصمة التونسية يوم 4 أكتوبر (إ.ب.أ)

ويؤكد أحد أصدقائه، محمد، البالغ من العمر 19 عاما، «لقد تخلّى عنا هذا البلد، أنا حاصل على البكالوريا، ولكن بالبكالوريا أو بدونها، الأمر نفسه. لكي تنجح، تحتاج إلى التدريب وللسفر إلى الخارج».

وتنتقد منظمات غير حكومية بشكل متواصل سياسة الرئيس قيس سعيّد المرشّح لولاية ثانية والأكثر حظّا بالفوز.

وقد انتُخب سعيّد في العام 2019، وهو متهم باحتكار السلطات منذ صيف العام 2021.

ويعتقد سليم، وهو يعمل لحسابه الخاص ويبلغ من العمر 31 عاما، أنه «لم يكسب شيئًا» خلال فترة ولاية سعيّد الأولى التي استمرت خمس سنوات. ويقول «أنا أحبه، فهو يحارب الفساد، لكنني شخصيا لم أستفد منه».

وفي تقديره، فإن السكان سئموا من مواجهة الصعوبات اليومية المتزايدة في البحث عن المواد الغذائية الأساسية (السكر والزيت والقهوة والبيض). ويضيف أن «الشباب يركبون البحر، وهم يدركون أنهم قد يموتون».