تونس تتفق مع «الناتو» على تكثيف الحوار لـ«وقف التهديدات»

الجانبان بحثا في التحديات التي تواجه دول حوض المتوسط

نبيل عمار مستقبلاً الأميرال باور (موقع وزارة الخارجية التونسية)
نبيل عمار مستقبلاً الأميرال باور (موقع وزارة الخارجية التونسية)
TT

تونس تتفق مع «الناتو» على تكثيف الحوار لـ«وقف التهديدات»

نبيل عمار مستقبلاً الأميرال باور (موقع وزارة الخارجية التونسية)
نبيل عمار مستقبلاً الأميرال باور (موقع وزارة الخارجية التونسية)

تمخضت زيارة الأميرال روب باور، رئيس اللجنة العسكرية لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي يقوم بها إلى تونس في إطار جولة بالمنطقة، عن اتفاق الطرفين على تكثيف الحوار السياسي المنتظم بين الجانبين.

وخلال اليوم الأول من الزيارة، التي بدأت أمس وتنتهي اليوم الثلاثاء، التقى الأميرال باور نبيل عمار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، واستعرضا علاقات التعاون المثمرة بين تونس ومنظمة حلف شمال الأطلسي، وسبل مزيد دعم علاقات الشراكة بينهما؛ خدمةً للمصلحة المشتركة للطرفين، ومن أجل التصدي معاً للتهديدات، ومختلف الرهانات المشتركة.

وأوردت وزارة الخارجية التونسية على موقعها الرسمي أن تونس ومنظمة حلف شمال الأطلسي بحثتا التحديات الكبرى التي تواجه دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وسبل التعامل معها في إطار الحوار المتوسطي الذي يتم الاحتفاء هذه السنة بالذكرى الـ30 لإنشائه. كما تم الاتفاق بين الطرفين على تكثيف الحوار السياسي المنتظم الذي يجمع تونس بمنظمة حلف شمال الأطلسي، وعلى ضرورة إدماج محاور تعاون جديدة بينهما، على غرار الهجرة والتحوّلات المناخية ومكافحة الإرهاب.

يذكر أن الولايات المتحدة الأميركية منحت تونس منذ سنة 2015 صفة «حليف مميز» خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال الزيارة التي قام بها الرئيس التونسي السابق الباجي قائد السبسي خلال تولي أوباما رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، وهي شراكة تسعى تونس من خلالها إلى تعزيز التعاون العسكري بهدف محاربة التنظيمات الإرهابية، نافية أن تكون لها تبعات خطيرة على سيادة البلاد، أو على مصلحة جيرانها، وخصوصاً الجزائر.

وتمكن هذه الصفة تونس من النفاذ إلى الفائض العسكري للأسلحة، والحصول على تمويلات أميركية لشراء عتاد عسكري، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في الأبحاث والبيانات بين وزارتي الدفاع لكلا البلدين. وقد حصلت عدة بلدان عربية على هذه الصفة، من بينها مصر والبحرين والأردن والكويت والمغرب.

وكانت عدة أطرف سياسية قد عبّرت عن تحفظاتها من منح تونس هذه الصفة، بدعوى أنها تهدد بعض بلدان المغرب العربي، وأن الولايات المتحدة تسعى من خلال ذلك لتطويق الجزائر بتشييد قواعد عسكرية لها في المغرب وتونس، وهو ما تم نفيه في الحال.


مقالات ذات صلة

الدنمارك ترفض تصريحات ترمب: غرينلاند «ليست معروضة لضمها»

أوروبا ترمب وجزيرة غرينلاند (ناسا)

الدنمارك ترفض تصريحات ترمب: غرينلاند «ليست معروضة لضمها»

رفض وزير الخارجية الدنماركي لارش لوكه راسموسن الجمعة، تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخيرة بشأن ضم غرينلاند

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى الصحافة أثناء لقائه مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن 13 مارس 2025 (أ.ف.ب)

ترمب يسعى إلى دعم «الناتو» لضم غرينلاند المحتمل للولايات المتحدة

سعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى كسب دعم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، بشأن خطط الضم المحتمل لجزيرة غرينلاند إلى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون راغب في بدء نقاش حول نشر المظلة النووية الفرنسية فوق دول الاتحاد الأوروبي (أ.ف.ب)

باريس لاستضافة اجتماعين أوروبيين دعماً لأوكرانيا

باريس تستضيف، الثلاثاء والأربعاء، اجتماعين رئيسيين لقادة أركان ووزراء دفاع أوربيين دعماً لأوكرانيا، ونشر المظلة النووية الفرنسية يثير تساؤلات كثيرة.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا الرئيس البولندي أندريه دودا خلال إحاطة قدَّمها رئيس الوزراء دونالد توسك للبرلمان حول أوكرانيا (أ.ف.ب)

رئيس بولندا: يجب إشراك «الناتو» في أي نشر لقوات أوروبية بأوكرانيا

أعلن الرئيس البولندي المحافظ أندريه دودا أنه يجب إشراك حلف شمال الأطلسي «ناتو» في حال حصول عملية انتشار لقوات أوروبية بأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ) play-circle

ترمب يدرس سحب نحو 35 ألف جندي أميركي من ألمانيا

كشفت صحيفة «التلغراف» مؤخراً أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يدرس سحب القوات الأميركية من ألمانيا وإعادة نشرها في أوروبا الشرقية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

​مصر لتجنب أزمة الكهرباء في الصيف بمراجعة «مخزونها البترولي»

اجتماع السيسي مع مدبولي ووزير البترول ناقش احتياجات مصر من المواد البترولية  (الرئاسة المصرية)
اجتماع السيسي مع مدبولي ووزير البترول ناقش احتياجات مصر من المواد البترولية (الرئاسة المصرية)
TT

​مصر لتجنب أزمة الكهرباء في الصيف بمراجعة «مخزونها البترولي»

اجتماع السيسي مع مدبولي ووزير البترول ناقش احتياجات مصر من المواد البترولية  (الرئاسة المصرية)
اجتماع السيسي مع مدبولي ووزير البترول ناقش احتياجات مصر من المواد البترولية (الرئاسة المصرية)

تعمل الحكومة المصرية على تجنب عودة أزمة انقطاع الكهرباء خلال أشهر الصيف، وذلك عبر مراجعة «مخزونها البترولي».

وناقش الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اجتماع مع رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، ووزير البترول والثروة المعدنية، كريم بدوي، الأحد، احتياجات البلاد من المواد البترولية، وزيادة الإنتاج المحلي خلال الفترة المقبلة.

وشدّد السيسي على «أهمية بذل كل الجهد لدفع العمل بصورة أكبر في مجال الاستكشافات الجديدة من البترول والغاز، خاصة مع توفير الدولة لكل الحوافز اللازمة لتسريع تنمية الحقول وتكثيف عمليات الإنتاج والاستكشاف، ومواصلة السعي إلى زيادة الاستثمارات الأجنبية في القطاع البترولي لمقابلة الطلب المحلي الزائد على المنتجات البترولية والغاز».

وبحسب إفادة للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، فإن الاجتماع تناول الوضع بالنسبة لأنشطة التنقيب والاستكشافات الجديدة، خصوصاً في حقل نفط وغاز «الفيوم 5» بمنطقة «الكينج مريوط»، بهدف تعزيز حجم احتياطيات مصر من البترول والغاز.

وأضاف أن وزير البترول والثروة المعدنية، في إطار متابعة موقف الاستعدادات الجارية لاستقبال فصل الصيف، قد استعرض الوضع بالنسبة للمخزون الاستراتيجي من المنتجات البترولية، لضمان تلبية احتياجات المواطنين، مشيراً إلى أن «زيادة الإنتاج المحلي خلال الفترة المقبلة سيُسهم في زيادة الاحتياطي والمخزون الاستراتيجي».

ولجأت مصر خلال أشهر الصيف، العام الماضي، لخطة تُسمى «تخفيف الأحمال»، تقضي بقطع التيار عن مناطق عدة لمدة وصلت إلى ساعتين يومياً، وذلك لتقليل الضغط على شبكات الكهرباء، بسبب زيادة الاستهلاك، في حين اشتكى مواطنون من تجاوز فترات انقطاع الكهرباء أكثر من ساعتين.

الشمس أثناء الغروب خلف أعمدة خطوط الكهرباء ذات الجهد العالي في مصر (رويترز)

وتعهدت الحكومة المصرية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعدم اللجوء إلى «تخفيف أحمال الكهرباء»، الصيف المقبل، وقالت إنها «وفّرت الوقود الكافي لتشغيل المحطات»، إلى جانب «التوسع في إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة».

ووفق متحدث الرئاسة المصرية، فإن اجتماع الرئيس السيسي استعراض أوجه التعاون مع الجانب القبرصي في مجال الغاز، وتعزيز الاستفادة من احتياطيات الغاز المكتشفة في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، وبالأخص في حقلي «كرونوس» و«أفروديت»، بما يتيح نقل الغاز المكتشف في المياه القبرصية إلى مصر بما لديها من قدرات متعددة، سواء بهدف استغلال ذلك الغاز بالسوق المحلية المصرية، أو لإسالته في منشآت إسالة الغاز المصرية، ثم تصديره إلى الأسواق العالمية.

وشهد الرئيس المصري، ونظيره القبرصي نيكوس كريستودوليديس، في القاهرة، فبراير (شباط) الماضي، توقيع اتفاقيتين بين البلدين في مجال الغاز.

في سياق ذلك، تناول اجتماع السيسي مع مدبولي تطورات التعاون بين مصر والمملكة العربية السعودية في مجال الطاقة، وذلك في إطار متابعة تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين على هامش مؤتمر «إيجبس» 2025 الذي استضافته القاهرة في فبراير الماضي.

وتعوّل مصر على بدء تشغيل مشروع «الربط الكهربائي» مع السعودية مطلع الصيف المقبل، بما يضمن الحفاظ على «استقرار واستدامة التيار الكهربائي في البلاد»، وكذا «الاستفادة من الخبرات السعودية في مجالات تخزين الكهرباء والتحول إلى أنظمة الشبكات الذكية».

وبحسب مراقبين، فإن مشروع الربط الكهربائي السعودي - المصري «يحقق مرونة في توزيع الكهرباء خلال فترات الاستهلاك القصوى بالبلدين»، إلى جانب أنه «محور ربط كهربائي بين الدول العربية في أفريقيا وآسيا».

الرئيس السيسي ونظيره القبرصي يشهدان توقيع اتفاقيتين بقطاع الغاز في فبراير الماضي (أ.ش.أ)

ووقّعت مصر والسعودية اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي عام 2012 بتكلفة مليار و800 مليون دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.4 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس الوزراء المصري، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «المشروع يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين». فيما أكد الرئيس المصري، في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن «المشروع يعد نموذجاً لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي»، بحسب إفادة للرئاسة المصرية حينها.

من جانبه وجه السيسي، خلال اجتماع مع رئيس الحكومة المصرية، الأحد، بضرورة «مواصلة الالتزام بسداد مستحقات شركات البترول والغاز العاملة في مصر والوفاء بالالتزامات تجاههم بما يؤدي إلى زيادة الإنتاج المحلي من البترول والغاز، وتوفير حوافز لتسريع وتكثيف عمليات تنمية الحقول والإنتاج وإجراء استكشافات جديدة».