مصر: قائمة «مزيفة» لحركة المحافظين تثير تكهنات بتغييرات واسعة

توقعات بالإعلان عنها بعد عيد الفطر

جانب من إفطار جماعي أقامته محافظة القاهرة في حي «الأسمرات» (الصفحة الرسمية للمحافظة)
جانب من إفطار جماعي أقامته محافظة القاهرة في حي «الأسمرات» (الصفحة الرسمية للمحافظة)
TT

مصر: قائمة «مزيفة» لحركة المحافظين تثير تكهنات بتغييرات واسعة

جانب من إفطار جماعي أقامته محافظة القاهرة في حي «الأسمرات» (الصفحة الرسمية للمحافظة)
جانب من إفطار جماعي أقامته محافظة القاهرة في حي «الأسمرات» (الصفحة الرسمية للمحافظة)

أثار انتشار قائمة «مزيفة» لحركة تتغير بالمحافظين في مصر، التكهنات بشأن تغييرات واسعة مرتقبة، وسط توقعات بالإعلان عنها عقب عيد الفطر، بموازاة بداية ولاية رئاسية جديدة للرئيس عبد الفتاح السيسي.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قائمة بأسماء المحافظين الجدد، زَعَم ناشروها أنها تضم التغييرات المتوقعة، وهو ما نفته مصادر رسمية أكدت لوسائل إعلام مصرية، الاثنين، عدم صحة القائمة، مؤكدة استمرار المحافظين الحاليين في أماكنهم.

ونفى عضو مجلس النواب مصطفى بكري، صحة القائمة المنتشرة، وعلق عبر منصة «إكس»، بقوله إن «ما نشر هي قائمة المحافظين الذين جرى تعيينهم منذ أكثر من 5 سنوات، وبعضهم أبعد عن موقع المحافظ منذ سنوات»، وتوقع بكري أن «تأتي حركة تغيير المحافظين في أعقاب عيد الفطر».

وأدى الرئيس السيسي، اليمين الدستورية، في 3 أبريل (نيسان) الجاري، لولاية رئاسية هي الأخيرة مدتها 6 سنوات، عقب انتخابه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وخلال الأسابيع الماضية أثيرت تكهنات بشأن تغيير الحكومة والمحافظين بالتزامن مع بداية ولاية جديدة للسيسي، من دون صدور أي شيء رسمي حتى الآن.

ويرى أستاذ القانون الدستوري الدكتور صلاح فوزي لـ«الشرق الأوسط» أن «الوضع القانوني للمحافظين هو أن عملهم انقضى مع نهاية الولاية الرئاسية للسيسي في 2 أبريل الماضي، بموجب القانون، لكنهم باقون في مواقعهم لتسيير الأعمال إلى حين صدور التغيير الجديد».

ووفق المادة 25 من قانون نظام الحكم المحلي، فإنه «يُعَد المحافظون مستقيلين بانتهاء فترة رئاسة رئيس الجمهورية، لكنهم يستمرون في مباشرة أعمال وظائفهم إلى أن يعين رئيس الجمهورية الجديد المحافظين الجدد».

ووفق فوزي، فإن «رئيس الوزراء منوط به إعداد قائمة ترشيحات للمحافظين الجدد، وتصدر بقرار من رئيس الجمهورية، وفي الوضع الحالي يجوز أن يتم تعيين محافظين جدد قبل أن يتم تقرير مصير الحكومة الحالية».

وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع أنباء تغيير المحافظين، والبعض تداول القائمة «المزيفة» على نطاق واسع. وعلق حساب باسم «هشام صبري» عبر منصة «إكس» بقوله إنه «قبل كل حركة محافظين كبيرة، تنتشر قوائم للمحافظين الجدد، وعادة ما تكون مفبركة بالكامل، وغالباً يكون الهدف ذكر أسماء معينة لإبعادها عن التعيين».

ودخل حساب تحت اسم «محمد الإسكندراني» بورصة التوقعات، حيث علق بأن «ملخص الحكاية المتداولة في حركة المحافظين كالآتي: 1 - تغير أكثر من 70 في المائة من المحافظين تضم نقل البعض لمحافظات أخرى، 2 - تصعيد عدد من نواب المحافظين الحاليين ليكونوا محافظين، 3 - المحافظون الجدد سيكون بينهم قضاة ولواءات ودكاترة وشباب».

وتوقع حساب تحت اسم «محمد محمود المتاني»، أن تشهد «حركة المحافظين الجديدة مجموعة كبيرة من قيادات الصف الثاني من الشباب الذين عملوا مع المحافظين في الفترة الماضية».

وبينما تقول الدكتورة نهى بكر، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بالقاهرة، لـ«الشرق الأوسط» إن تصاعد حدة التكهنات بشأن تغيير المحافظين أو الوزراء يعكس «استعجال الناس على حدوث التغيير» في منظومة الإدارة الحالية.

ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور مصطفى كامل السيد، أن الاهتمام الشعبي بحركة المحافظين «غير مفهوم سياسياً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «تأثير التغيير على مشكلات الناس الحالية لن يكون كبيراً... فدور المحافظ ليس له تأثير مباشر مثلاً على الأسعار وبقية مشكلات الحياة اليومية».


مقالات ذات صلة

الثقافات المصرية تحصد تفاعلاً في «حديقة السويدي» بالرياض

يوميات الشرق الفعاليات تنوّعت ما بين مختلف الثقافات المصرية (الشرق الأوسط)

الثقافات المصرية تحصد تفاعلاً في «حديقة السويدي» بالرياض

شهدت فعاليات «أيام مصر» في «حديقة السويدي» بالعاصمة السعودية الرياض، حضوراً واسعاً وتفاعلاً من المقيمين المصريين في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا محاكمة سابقة لمتهمين من «الإخوان» في أحداث عنف بمصر (أ.ف.ب)

مصر: ترحيب الأزهر باستبعاد المئات من «قوائم الإرهابيين» يثير تفاعلاً على مواقع التواصل

أثار ترحيب الأزهر باستبعاد المئات من «قوائم الإرهابيين» في مصر تفاعلاً «سوشيالياً»، امتزج بحالة من الجدل المستمر بشأن القرار.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا عمليات إنقاذ الناجين من المركب السياحي «سي ستوري» (المتحدث العسكري المصري)

مصر: العثور على 5 أحياء وانتشال 4 جثث من ضحايا المركب السياحي

نجحت السلطات المصرية، الثلاثاء، في العثور على 5 أحياء وانتشال 4 جثث من ضحايا غرق المركب السياحي «سي ستوري»، في الحادث الذي وقع قبالة سواحل البحر الأحمر.

محمد عجم (القاهرة)
رياضة عربية اللاعب المصري السابق محمد زيدان تحدث عن رفضه المراهنات (يوتيوب)

النجم المصري السابق محمد زيدان يفجِّر جدلاً بشأن «المراهنات»

فجَّر المصري محمد زيدان -اللاعب السابق بمنتخب مصر لكرة القدم، والذي كان محترفاً في الخارج- جدلاً بشأن المراهنات، بعد قيامه بدعاية لإحدى الشركات.

محمد الكفراوي (القاهرة )
شمال افريقيا حطام الباخرة «سالم إكسبريس» في مياه البحر الأحمر (المصدر: مجموعة «DIVING LOVERS» على موقع «فيسبوك»)

أبرز حوادث الغرق المصرية في البحر الأحمر

شهد البحر الأحمر على مدار السنوات الماضية حوادث غرق كثيرة، طالت مراكب سياحية وعبّارات، وخلَّفت خسائر كبيرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

انفراجة في أزمة المدارس السودانية الموقوفة بمصر

امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)
امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)
TT

انفراجة في أزمة المدارس السودانية الموقوفة بمصر

امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)
امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)

في انفراجة لأزمة المدارس السودانية الموقوفة بمصر، أعلنت السفارة السودانية بالقاهرة، إعادة فتح مدرسة «الصداقة»، التابعة لها، فيما ستقوم لجنة من وزارة التعليم المصرية، بزيارة لبعض المدارس الأخرى المغلقة، للتأكد من «توافر اشتراطات ممارسة النشاط التعليمي».

وفي يونيو (حزيران) الماضي، أغلقت السلطات المصرية المدارس السودانية العاملة في البلاد، لحين توفر اشتراطات قانونية لممارسة النشاط التعليمي، تشمل موافقات من وزارات التعليم والخارجية السودانية، والخارجية المصرية، وتوفير مقر يفي بجميع الجوانب التعليمية، وإرفاق بيانات خاصة بمالك المدرسة، وملفاً كاملاً عن المراحل التعليمية وعدد الطلاب المنتظر تسجيلهم.

وحسب تقديرات رسمية، تستضيف مصر نحو مليون و200 ألف سوداني، فروا من الحرب السودانية، إلى جانب ملايين آخرين يعيشون في المدن المصرية منذ عقود.

وقالت السفارة السودانية، في إفادة لها مساء الاثنين، إن السلطات المصرية وافقت على استئناف الدراسة في مدرسة «الصداقة» بالقاهرة، وإن «إدارة المدرسة، ستباشر أعمال التسجيل للعام الدراسي، الجديد ابتداء من الأحد الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل».

وتتبع مدرسة «الصداقة» السفارة السودانية، وافتتحت عام 2016، لتدريس المناهج السودانية لأبناء الجالية المقيمين في مصر، بثلاث مراحل تعليمية (ابتدائي وإعدادي وثانوي).

وبموازاة ذلك، أعلنت السفارة السودانية، الثلاثاء، قيام لجنة من وزارة التعليم المصرية، بزيارة بعض المدارس السودانية المغلقة، لـ«مراجعة البيئة المدرسية، والتأكد من توافر اشتراطات ممارسة النشاط التعليمي»، وشددت في إفادة لها، على أصحاب المدارس «الالتزام بتقديم جميع المستندات الخاصة بممارسة النشاط التعليمي، وفق الضوابط المصرية».

وفي وقت رأى رئيس «جمعية الصحافيين السودانيين بمصر»، عادل الصول، أن إعادة فتح «الصداقة» «خطوة إيجابية»، غير أنه عدّها «غير كافية»، وقال إن «المدرسة التي تمثل حكومة السودان في مصر، تعداد من يدرس فيها يقارب 700 طالب، ومن ثمّ لن تستوعب الآلاف الآخرين من أبناء الجالية»، عادّاً أن «استئناف النشاط التعليمي بباقي المدارس ضروري، لاستيعاب جميع الطلاب».

وأوضح الصول، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «غالبية السودانيين الذين فروا من الحرب، اختاروا مصر، رغبة في استكمال تعليم أبنائهم»، مشيراً إلى أن «توقف الدراسة بتلك المدارس منذ أكثر من ثلاثة أشهر، سبب ارتباكاً لغالبية الجالية»، وأشار إلى أن «المدارس التي تقوم وزارة التعليم المصرية بمراجعة اشتراطات التدريس بها، لا يتجاوز عددها 40 مدرسة، وفي حالة الموافقة على إعادة فتحها، لن تكفي أيضاً كل أعداد الطلاب الموجودين في مصر».

وسبق أن أشار السفير السوداني بالقاهرة، عماد الدين عدوي، إلى أن «عدد الطلاب السودانيين الذين يدرسون في مصر، أكثر من 23 ألف طالب»، وقال نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «المستشار الثقافي بالسفارة، قام بزيارات ميدانية للعديد من المدارس السودانية المغلقة، للتأكد من التزامها بمعايير وزارة التعليم المصرية، لممارسة النشاط التعليمي»، منوهاً إلى «اعتماد 37 مدرسة، قامت بتقنين أوضاعها القانونية، تمهيداً لرفع ملفاتها إلى السلطات المصرية، واستئناف الدراسة بها».

وبمنظور رئيس لجنة العلاقات الخارجية بـ«جمعية الصداقة السودانية – المصرية»، محمد جبارة، فإن «عودة الدراسة لمدرسة الصداقة السودانية، انفراجة لأزمة المدارس السودانية»، وقال: «هناك ترحيب واسع من أبناء الجالية، بتلك الخطوة، على أمل لحاق أبنائهم بالعام الدراسي الحالي».

وأوضح جبارة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأمر يستوجب إعادة النظر في باقي المدارس المغلقة، لضمان لحاق جميع الطلاب بالعام الدراسي»، وشدد على «ضرورة التزام باقي المدارس السودانية، باشتراطات السلطات المصرية لممارسة النشاط التعليمي مرة أخرى».

وكان السفير السوداني بالقاهرة، قد ذكر في مؤتمر صحافي، السبت الماضي، أن «وزير التعليم السوداني، سيلتقي نظيره المصري، الأسبوع المقبل لمناقشة وضع المدارس السودانية».