فصائل دارفورية: «الدعم السريع» تخطط للهجوم على الفاشر

أكدت أنها على أتم الاستعداد لصدها ودحرها

مقاتلو حركة تحرير السودان يحضرون حفل تخرج في ولاية القضارف (شرق) 28 مارس (أ.ف.ب)
مقاتلو حركة تحرير السودان يحضرون حفل تخرج في ولاية القضارف (شرق) 28 مارس (أ.ف.ب)
TT

فصائل دارفورية: «الدعم السريع» تخطط للهجوم على الفاشر

مقاتلو حركة تحرير السودان يحضرون حفل تخرج في ولاية القضارف (شرق) 28 مارس (أ.ف.ب)
مقاتلو حركة تحرير السودان يحضرون حفل تخرج في ولاية القضارف (شرق) 28 مارس (أ.ف.ب)

حذرت ستة فصائل دارفورية مسلحة، حليفة للجيش السوداني، السبت، «ميليشيا الدعم السريع» من مغبة الهجوم على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي آخر معقل في الإقليم تحت سيطرة الجيش السوداني، مشيرة إلى توفر معلومات تؤكد أن «قوات الدعم السريع» تعد العدة لمهاجمة المدينة.

وأكدت الفصائل في بيان أن قواتها والقوات المسلحة السودانية، إضافة إلى القوى الشعبية في الفاشر، على أتم الاستعداد لصد الهجوم على الفاشر ودحر هذه «الميليشيات وتحرير دارفور وكل السودان».

وذكر البيان أن الفصائل عقدت الجمعة اجتماعاً موسعاً في مدينة بورتسودان (شرق البلاد)، بحضور لجنة إسناد القوات المسلحة، ناقش باستفاضة الأوضاع الأمنية والإنسانية في دارفور، والترتيبات الجارية لحماية القوافل الإنسانية وكل ولايات السودان من ميليشيا «الدعم السريع».

وتشهد الفاشر، وهي من أكبر مدن إقليم دارفور، اشتباكات مستمرة بين الجيش و«الدعم السريع». وسبق أن ناشدت قوى دولية وإقليمية قيادة «قوات الدعم السريع» عدم الاستيلاء على الفاشر، التي استقبلت عشرات الآلاف من النازحين من الولايات الأخرى.

ومن أبرز الفصائل الموقعة على البيان حركة «جيش تحرير السودان»، بقيادة حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، و«حركة العدل والمساواة»، التي يتزعمها وزير المالية جبريل إبراهيم. وكانت الحركتان أعلنتا التخلي عن موقف الحياد في الحرب الدائرة في البلاد، والانخراط في القتال إلى جانب الجيش السوداني في الحرب ضد «قوات الدعم السريع» التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي).

إدانة «الهجوم الغادر»

وأدانت هذه الفصائل الهجوم الذي تعرضت له قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ومنظمة «اليونيسيف» وبرنامج الغذاء العالمي من قبل «قوات الدعم السريع» في مناطق شرق الفاشر، خلال الأسبوعين الماضيين. وقالت إن مثل هذه الحادثة تمثل تحدياً سافراً للأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة، وعرقلة للمجهودات الدولية لإغاثة المواطنين الذين يعيشون في ظروف معيشية صعبة للغاية، بسبب منع «ميليشيات الدعم السريع» وصول الأغذية والأدوية والمساعدات الإنسانية إلى دارفور والمناطق التي تحت سيطرتها كافة.

كما أدانت الفصائل المسلحة «الهجوم الغادر» الذي تعرضت له قافلة تتبع لـ«حركة تحرير السودان»، بقيادة عبد الواحد النور، بواسطة «الدعم السريع» بالقرب من مدينة الفاشر، الأسبوع الماضي، مؤكدة أنها لن تتوانى في الدفاع والقتال في خندق واحد ضد أي هجوم تتعرض له هذه الفصائل، منفردة أو مجتمعة.

وطالبت الحركات المسلحة في بيانها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والدول المانحة بتسريع إرسال وإيصال المساعدات الإنسانية لدارفور وربوع السودان، حيث يعاني المواطنون ضنك العيش، خاصة في معسكرات النازحين، بسبب الجوع والمرض والانفلات الأمني في مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع».

قوات الأمن السودانية تنتشر في أحد شوارع مدينة القضارف (شرق) 3 أبريل (أ.ف.ب)

وتشارك الفصائل الدارفورية في السلطة المركزية بموجب اتفاقية سلام جوبا الموقعة مع الحكومة المدنية الانتقالية المقالة في 2020.

وكانت الفصائل الدارفورية، مجتمعة، كونت بموجب الاتفاق قوات مشتركة لملء الفراغ الأمني، لحماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات إلى المواطنين في ولايات الإقليم الخمس.

وانقسمت هذه القوات بعد إعلان جبريل ومناوي الانضمام إلى الحرب في صفوف الجيش، وتمسك رئيس «حركة تحرير السودان - المجلس الانتقالي»، عضو مجلس السيادة السابق الهادي إدريس، ورئيس «تجمع قوى تحرير السودان»، عضو مجلس السيادة السابق الطاهر حجر، بموقف الحياد.

وتسيطر «قوات الدعم السريع» على أربع ولايات من أصل خمس ولايات في دارفور، وهي ولايات جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور، وتهاجم باستمرار الفاشر عاصمة شمال الإقليم.

ووقع على بيان الفصائل الدارفورية، «حركة العدل والمساواة»، «حركة جيش تحرير السودان»، «تجمع قوى تحرير السودان»، «التحالف السوداني»، «حركة تحرير السودان - المجلس الانتقالي»، بالإضافة إلى «لجنة إسناد القوات المسلحة» و«حركات الكفاح المسلح» (إقليم دارفور).


مقالات ذات صلة

السعودية تدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)

السعودية تدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

شددت السعودية، الاثنين، خلال الجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع (G7)، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان.

«الشرق الأوسط» (فيوجي)
شمال افريقيا قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

البرهان يسمح للمنظمات الإغاثية باستخدام 3 مطارات لتخزين مواد الإغاثة

وجه رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، بالسماح لمنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة باستخدام 3 مطارات بوصفها مراكز لتخزين مواد الإغاثة الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

«الدعم السريع» تتهم الجيش السوداني بالاستعانة بخبراء من «الحرس الثوري» الإيراني

توعدت «الدعم السريع» بمواصلة «العمليات الخاصة النوعية»، لتشمل «جميع المواقع العسكرية لميليشيات البرهان والحركة الإسلامية الإرهابية»، واعتبارها أهدافاً بمتناولها

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)

مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب

تكثف مصر دعمها للسودان في إعادة الإعمار... وناقش ملتقى اقتصادي في القاهرة الاستثمارات المشتركة بين البلدين، والتعاون الاقتصادي، لتقليل تأثيرات وخسائر الحرب.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

الجيش السوداني يعلن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من «قوات الدعم السريع»

أعلن الجيش السوداني، اليوم السبت، «تحرير» مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، من عناصر «قوات الدعم السريع».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

ليبيون يتخوفون من تصاعد «خطاب الكراهية» على خلفية سياسية

يرى ليبيون أن «خطاب الكراهية يعد عاملاً من العوامل المساهمة في النزاع الاجتماعي» (البعثة الأممية)
يرى ليبيون أن «خطاب الكراهية يعد عاملاً من العوامل المساهمة في النزاع الاجتماعي» (البعثة الأممية)
TT

ليبيون يتخوفون من تصاعد «خطاب الكراهية» على خلفية سياسية

يرى ليبيون أن «خطاب الكراهية يعد عاملاً من العوامل المساهمة في النزاع الاجتماعي» (البعثة الأممية)
يرى ليبيون أن «خطاب الكراهية يعد عاملاً من العوامل المساهمة في النزاع الاجتماعي» (البعثة الأممية)

حذر ليبيون، اندمجوا في ورشة عمل نظمتها الأمم المتحدة، من تصاعد «خطاب الكراهية» في البلد المنقسم سياسياً، وذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة، مطالبين بالتصدي لهذه الظاهرة ومعالجتها خشية توسعها في المجتمع.

وقالت الأمم المتحدة إن الورشة التي عقدت عبر «الإنترنت» جاءت جزءاً من برنامج «الشباب يشارك» التابع لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وناقش خلالها، 24 مشارِكة ومشاركاً من جميع أنحاء البلاد «سبل مكافحة خطاب الكراهية السائد في ليبيا، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي».

وأعاد الانقسام السياسي الذي تشهده ليبيا راهناً «خطاب الكراهية» إلى واجهة الأحداث، وذلك على خلفية الصراع حول السلطة، ما يفتح الباب لمزيد من التجاذبات السياسية.

وأوضحت الأمم المتحدة أن المشاركين سلّطوا الضوء على «مدى كون خطاب الكراهية عاملاً من العوامل المساهمة في النزاع الاجتماعي، مع وجود خلط واسع النطاق بين ما يعدّ انتقاداً مشروعاً وبين ما يمكن وصفه بـخطاب كراهية»، ورأوا أن «الاستقطاب الحاد في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لعب دوراً كبيراً في تفاقم خطاب الكراهية وانتشار المعلومات المضللة في البلاد».

رئيسة بعثة الأمم المتحدة بالنيابة ستيفاني خوري في فعاليات سابقة بحضور ليبيات (البعثة الأممية)

وقالت سميرة بوسلامة، عضو فريق حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة، إنه «يجب على أصحاب المناصب اختيار كلماتهم بعناية»، مضيفة أن «الاختيار الخاطئ لمفردات اللغة يمكن أن يتسبب في عواقب وخيمة».

وأكد المشاركون أن النساء والشباب «كانوا المستهدفين في خطاب الكراهية في معظم الأحيان، وأن بعضهم يتضرر بهذا الأمر في حياته اليومية»، مضيفين أن «من الصعب على الشباب، خاصة الفتيات، رفع أصواتهم من دون مواجهة العواقب».

ولا يقتصر «خطاب الكراهية» في ليبيا على وسائل التواصل الاجتماعي، وحديث المسؤولين، بل يتعدى ذلك إلى البرامج السياسية في الفضائيات المتعددة، بالإضافة إلى بعض المواقع الإلكترونية التي أُنشئت لترويج أفكار وبرامج على أساس جهوي.

وذكرت البعثة الأممية نقلاً عن أحد المشاركين أن «مكافحة خطاب الكراهية في ليبيا تمثل تحدياً كبيراً، حيث إن أغلب الصفحات التي تعج بهذا الخطاب وتنشره تتركز على منصة (فيسبوك)، وغالباً ما يديرها أشخاص مؤثرون». وأشار إلى أن «هذا الوضع يجعل التصدي لخطاب الكراهية أمراً صعباً ويشكل خطراً على الشباب».

وأوصى المشاركون في نهاية ورشة العمل بـ«معالجة خطاب الكراهية في مراحل مبكرة، وذلك من خلال التثقيف في المدارس حول منع التنمر والجرائم الإلكترونية وإلحاق الأذى بالآخرين»، مطالبين بـ«دعم السلطات لمكافحة هذا الخطاب وزيادة الوعي بالمخاطر المحيطة به بين الشباب من خلال مراكز الشباب والمجالس الشبابية».

واقترح المشاركون في ورشة العمل تنظيم حملات مناصرة لدعم تغيير في القوانين الليبية يهدف إلى تعريف خطاب الكراهية وضمان احترام هذه القوانين، كما دعوا لدعم المجتمع المدني واتحادات الطلبة ومنظمات تقصي الحقائق.

كما اقترحوا «العمل بشكل وثيق مع منصات التواصل الاجتماعي لتشخيص خطاب الكراهية في ليبيا ومواجهته»، بالإضافة إلى «دعم ضحايا خطاب الكراهية لبناء قدراتهم على التكيف والصمود وتعزيز الحوار»، ولفتوا إلى ضرورة «جمع مختلف المجتمعات المحلية معاً للتغلب على الحواجز وإزالة الانقسامات الاجتماعية».

وتشير البعثة الأممية إلى أن الهدف من ورشة العمل هو «جمع أفكار المشارِكات والمشاركين وتوصياتهم لإثراء عمل البعثة مع الشباب في جميع أرجاء ليبيا وإيصال أصوات أولئك الذين يتم في العادة استبعادهم لمن يجب أن يسمعها».

سفير الاتحاد الأوروبي نيكولا أورلاندو خلال لقائه ستيفاني خوري في طرابلس (البعثة)

وفي شأن آخر، دعت الأمم المتحدة في ليبيا إلى اتخاذ إجراءات لحماية وتعزيز حقوق المرأة، كما أطلقت «حملة 16 يوماً» لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات.

وقالت الأمم المتحدة، الاثنين، إن هذه «حملة دولية سنوية تبدأ في 25 نوفمبر (تشرين الثاني)، الموافق اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، وتنتهي في 10 ديسمبر (كانون الأول) المقبل».

وتدعو الحملة، التي تجري تحت قيادة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى اتخاذ إجراءات عالمية لزيادة الوعي وحشد جهود المناصرة ومشاركة المعرفة والابتكارات لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات إلى الأبد.

وتؤكد الأمم المتحدة في ليبيا، «دعمها الثابت لليبيين في إنهاء جميع أشكال العنف، بما في ذلك ضد النساء والفتيات. وندعو السلطات الوطنية والمحلية إلى معالجة أي شكل من أشكال العنف ضد النساء والفتيات بشكل عاجل وتعزيز حماية حقوق المرأة وتمكينها بما يتماشى مع الالتزامات الدولية لهذه السلطات».

ووفقاً للبعثة الأممية، توضح التقارير، الزيادة المقلقة للعنف عبر «الإنترنت»، بما في ذلك «التحرش والتهديد والابتزاز الجنسي»، خصوصاً ضد الناشطات والشخصيات العامة، «ما يبرز بشكل متزايد الحاجة إلى تعزيز حماية حقوق المرأة، بما في ذلك في الفضاء الرقمي».

وأوضحت المنظمة الدولية أنه «مع بدء حملة 16 يوماً لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، تود الأمم المتحدة في ليبيا أن تشيد بالتقدم المحرز من خلال التعاون بين الدولة وكيانات الأمم المتحدة في حماية وتمكين النساء والفتيات. وسنواصل العمل مع الحكومة والشركاء المحليين والمجتمع المدني لضمان أن تتمتع كل امرأة وفتاة في ليبيا بحقوقها الكاملة وأن تعيش في مأمن من العنف».

في السياق ذاته، دعا رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا السفير نيكولا أورلاندو مجلس النواب إلى اعتماد قانون «القضاء على العنف ضد المرأة» الذي أقرته لجنته التشريعية في 18 يناير (كانون الثاني) 2024.

وجدد أورلاندو «التزام الدول الأوروبية بدعم ليبيا لحماية النساء والفتيات من هذه الآفة العالمية»، وقال: «اكسروا حاجز الصمت. أوقفوا العنف. لا يوجد أي عذر للعنف ضد المرأة».