السودان: الوضع الإنساني يتصدر أجندة «تقدم» في أديس أبابا

حمدوك ترأَّس اجتماعات الهيئة القيادية

نازحون سودانيون يتناولون إفطار رمضان المقدم من مؤسسات إنسانية في ولاية القضارف شرقي البلاد (أ.ف.ب)
نازحون سودانيون يتناولون إفطار رمضان المقدم من مؤسسات إنسانية في ولاية القضارف شرقي البلاد (أ.ف.ب)
TT

السودان: الوضع الإنساني يتصدر أجندة «تقدم» في أديس أبابا

نازحون سودانيون يتناولون إفطار رمضان المقدم من مؤسسات إنسانية في ولاية القضارف شرقي البلاد (أ.ف.ب)
نازحون سودانيون يتناولون إفطار رمضان المقدم من مؤسسات إنسانية في ولاية القضارف شرقي البلاد (أ.ف.ب)

ركَّز الاجتماع التحضيري الأول للهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية (تقدم) الذي بدأ الثلاثاء في أديس أبابا، على قضايا الأوضاع الإنسانية المتردية في السودان، بموازاة قرب مرور عام على الحرب الدائرة هناك.

وترأَّس رئيس وزراء السودان السابق، عبد الله حمدوك، الاجتماع الذي يستمر على مدار 3 أيام، ويناقش قضايا الوضع الإنساني الكارثي، وإنهاء الحرب، وإحلال السلام، وتطوير عمل «تقدم»، ومتابعة أعمال التحضير للمؤتمر التأسيسي.

وتعد «تقدم» أوسع تكتل للقوى السياسية والمدنية المناهضة للحرب الدائرة منذ عام تقريباً بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع».

ووفق البيان الافتتاحي للاجتماع، فإنه يكتسب أهميته مع اقتراب حرب 15 أبريل (نيسان) من إكمال عامها الأول، وما خلفته من ضحايا وجرحى، وتسببها في «أكبر كارثة نزوح في العالم» في ظل تصاعد نذر مجاعة تهدد أكثر من 20 مليون شخص في السودان.

ويستحوذ الوضع الإنساني على الجزء الأكبر من التداولات في الاجتماع التحضيري الأول الذي تعقده «التنسيقية» منذ تكوينها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأكدت «تقدم» تمسكها بـ«جمع وحدة صفوف السودانيين الرافضة لوقف الحرب، وتحقيق السلام الشامل والحكم المدني».

وأوصت الجلسة الافتتاحية للاجتماع بإحالة «ورقة القضايا الإنسانية للجنة الفرعية المختصة بالشؤون الإنسانية، لاستصحاب الآراء والمقترحات التي وردت في النقاشات، وإعداد التوصيات اللازمة حولها».

نداء إنساني

ووافق المشاركون خلال النقاشات على أهمية إطلاق نداء إنساني لإغاثة السودانيين، بينما تواصل مجموعات العمل، الأربعاء، بحث أفضل السبل العملية لتخفيف الأزمة الإنسانية في البلاد.

كما يتداول أعضاء الهيئة القيادية لـ«تقدم» الترتيبات النهائية للاتفاق على مواقيت زمنية لقيام المؤتمر التأسيسي العام للتحالف، والذي من المقرر انعقاده بنهاية أبريل الحالي.

ويشارك في الاجتماعات عدد من قادة الأحزاب السياسية والحركات المسلحة وممثلون للمجتمع المدني والنقابات، وأبرزها «حزب الأمة القومي»، و«التجمع الاتحادي»، وحزب «المؤتمر السوداني»، و«تجمع المهنيين السودانيين».

اجتماع الهيئة القيادية لتنسيقية القوي الديمقراطية المدنية السودانية «تقدم» (فيسبوك)

وقال عضو الهيئة القيادية بـ«التنسيقية»، خالد عمر يوسف: «خطت (تقدم) خطوات مهمة عززت من قوة الصوت المدني الديمقراطي المناهض للحرب، وجمعت مكونات متباينة وحَّدتها محنة حرب 15 أبريل».

وأضاف في منشور على منصة «إكس» أن «(تقدم) تواصلت داخلياً وخارجياً للبحث عن حلول سلمية تضع حداً للاقتتال الطاحن في البلاد؛ إذ وضعت قضية الكارثة الإنسانية وحماية المدنيين ضمن الأولويات؛ إذ تسعى بجهدها لتخفيف وطأة معاناة السودانيين».

ولفت يوسف إلى أن «تنسيقية (تقدم) لا تدعي أنها الممثل الحصري للسودانيين والسودانيات؛ بل هي عملية مستمرة مفتوحة الأبواب لتجميع الصفوف، من أجل إنقاذ السودان من المصير الذي يُساق إليه».

وقال إن «اجتماع هيئة القيادة يرمى لتطوير العمل، ومعالجة القصور، وتعزيز وحدة المكونات المدنية والديمقراطية، وتوسيع قاعدتها».

دارفور

وانضم رئيس «الجبهة الثورية السودانية»، الهادي إدريس، وعضو المجلس الرئاسي، الطاهر حجر، لاجتماع أديس أبابا، وفق بيان من المتحدث الرسمي باسمها، أسامة سعيد.

وقال سعيد إن «قادة الجبهة الثورية سيلتقون على هامش الاجتماعات بعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية، لشرح تطورات الأوضاع الإنسانية والأمنية والسياسية في البلاد، وعلى وجه الخصوص في إقليم دارفور».

وتدعو «الجبهة الثورية» إلى ضرورة «إنشاء آليات مجتمعية لإيصال المساعدات الإنسانية، وتقديم الخدمات والاحتياجات الضرورية للمواطنين المحاصرين بسبب الحرب التي يتم فيها استخدام الطعام والخدمات كسلاح ضدهم».

وكان قادة «الجبهة الثورية» قد أعلنوا انسحابهم من «القوة المشتركة لحماية المواطنين» في دارفور، بعد إعلان فصيل «العدل والمساواة»، بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة «جيش تحرير السودان»، بزعامة حاكم إقليم دارفور، مني آركو مناوي، إنهاء موقف الحياد، والانضمام للقتال في صفوف الجيش السوداني، ضد «قوات الدعم السريع».


مقالات ذات صلة

«حميدتي» يُصدر أوامر مشدّدة لقواته بحماية السودانيين

شمال افريقيا الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) (رويترز)

«حميدتي» يُصدر أوامر مشدّدة لقواته بحماية السودانيين

أصدر قائد «قوات الدعم السريع» في السودان، محمد حمدان دقلو، الشهير بـ(حميدتي)، السبت، أوامر مشدّدة لقواته بحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
العالم العربي صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف

«متحالفون» تدعو الأطراف السودانية لضمان مرور المساعدات

جدّدت مجموعة «متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام بالسودان» دعوتها الأطراف السودانية إلى ضمان المرور الآمن للمساعدات الإنسانية المنقذة لحياة ملايين المحتاجين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا صورة أرشيفية تُظهر دخاناً يتصاعد فوق الخرطوم مع اشتباك الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» (رويترز)

حرب السودان الكارثية... مشكلة كبرى أمام العالم الصامت

يلقى النزاع في السودان جزءاً ضئيلاً من الاهتمام الذي حظيت به الحرب في غزة وأوكرانيا، ومع ذلك فهو يهدد بأن يكون أكثر فتكاً من أي صراع آخر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو خلال مؤتمر صحافي في جنيف 12 أغسطس (إ.ب.أ)

المبعوث الأميركي يحذر من تمديد الحرب في السودان إقليمياً

حذر المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو من احتمالات اتساع رقعة الحرب في السودان لتهدد دول الإقليم، وحمّل استمرار الحرب لـ«قوى سياسية سلبية» في السودان.

أحمد يونس (كمبالا)
أفريقيا وزير الصحة السوداني يبحث تنفيذ الاشتراطات الصحية لدخول مصر (الصحة السودانية)

تجاوب سوداني مع اشتراطات مصرية جديدة لدخول البلاد

أعلنت وزارة الصحة السودانية «ترتيبات الخدمات الخاصة بتوفير الاشتراطات الصحية لتصاريح السفر، من بينها توفير لقاحات شلل الأطفال لجميع الأعمار».

أحمد إمبابي (القاهرة )

مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)
عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)
TT

مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)
عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)

حذّر تقرير للأمم المتحدة من أن غياب المساءلة، والسنوات الطويلة من إفلات المتسببين في انتهاكات حقوق الإنسان، والتجاوزات المرتكبة في مدينة ترهونة الليبية بين عامي 2013 و2022 من العقاب، تهدد بالمزيد من حالة عدم الاستقرار والانقسام في البلاد.

واتهم التقرير، الذي وزعته بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، مساء الجمعة، فصيل الكانيات، وهو مجموعة مسلّحة نشأت في 2011، مارَس سيطرة وحشية على ترهونة، المدينة التي يقطنها 150.000 نسمة تقريباً وتقع على بعد 90 كيلومتراً جنوب شرقي طرابلس، مشيراً إلى أن إدماج الكانيات في حكومة الوفاق السابقة، ثم لاحقاً في الجيش الوطني، وشكّل حاجزاً كبيراً أعاق تحقيق المساءلة والعدالة. ونتيجة لذلك، تردّد بعض السكان في المشاركة في التحقيقات والإبلاغ عن الجرائم خوفاً من الانتقام.

ونقل التقرير عن ستيفاني خوري، القائمة بأعمال بعثة الأمم المتحدة، عدّها عدم معالجة الأسباب الجذرية الكامنة وراء النزاع ودوافعه لن يؤدّي سوى إلى تأجيج دوامات العنف والانتقام السامة بين المجتمعات.

اجتماع عميد بلدية ترهونة مع المسؤولة الأممية (بلدية ترهونة)

وأوصى التقرير بتنفيذ عملية شاملة للعدالة الانتقالية والمصالحة، مع اتخاذ تدابير مجدية لتقصّي الحقائق، وتقديم تعويضات فعالة إلى الضحايا، بما في ذلك المساعدة القانونية ودعم الصحة النفسية، وضمانات عدم التكرار، التي ينبغي وضعها بالتشاور مع المتضررين مباشرة. كما دعا لاتخاذ تدابير صارمة لتحقيق المساءلة، من خلال التحقيقات ومحاسبة الجناة المزعومين، بما يتماشى مع المعايير الدولية.

وكان عميد بلدية ترهونة، محمد الكشر، وعدد من أعضاء رابطة ضحايا ترهونة، قد زاروا مع المسؤولة الأممية جورجيت غانيون، عدداً من مواقع المقابر الجماعية والسجون في ترهونة، بمناسبة اليوم العالمي للإخفاء القسري، ومتابعة ملف ضحايا العنف والقتل والمقابر التي ارتكبت بحق أهالي ترهونة وبعض المدن المجاورة.

في سياق غير متصل، تحدثت وسائل إعلام محلية عن نجاة ليبيين بأعجوبة، بعد أن جرفت مياه الفيضانات سيارتهم في ترهونة، بينما تعرضت مدينة الكفرة لإطفاء تام بسبب فصل محطة كهربائية، للحفاظ على معدات الشبكة العامة بتأثير الرياح والأمطار.

حكومة الوحدة خلال اجتماع متابعة تقلبات الطقس (حكومة الوحدة)

وأعلن الهلال الأحمر، مساء الجمعة، في ترهونة فتح الطريق الرابط بين بني وليد وترهونة، عقب إغلاقه لعدة ساعات، بسبب تزايد ارتفاع منسوب المياه في الطريق، فيما أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ في بني وليد، خروج السيل في وادي وشتاتة إلى الطريق، مع وجود ارتفاع في المياه في الوادي.

وكانت حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، قد طمأنت المواطنين بما وصفته بالجاهزية العالية للوزارات والأجهزة والمراكز في جميع مناطق ليبيا العالية لمواجهة أي ظروف جوية، أو تقلبات مناخية، وتوفير الإمكانيات اللازمة، مشيرة إلى أن اجتماعاً عُقد، مساء الجمعة بطرابلس، ضم كل الجهات المعنية، استهدف توحيد الجهود لضمان نجاح العمل وحماية المواطنين والممتلكات، في إطار تحديث الخطة الوطنية لمواجهة الطوارئ والكوارث الطبيعية.