التزم عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، الصمت حيال تعرض منزل عائلته في منطقة حي الأندلس بالعاصمة طرابلس، لهجوم مسلح، تضاربت الروايات غير الرسمية بشأنه.
وفي تأكيد على نجاته من الهجوم، وعدم تعرضه للإصابة، التقى الدبيبة في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، مع محمد المنفي رئيس «المجلس الرئاسي»، وشقيقه سامي المنفي، لتهنئته على سلامته، بعد ساعات فقط على محاولة استهدافه.
ولم يصدر على الفور، تعليق من الحكومة أو أجهزتها الأمنية، وامتنع محمد حمودة الناطق الرسمي باسم الحكومة عن التعقيب، كما لم تعلن النيابة العامة أي تفاصيل تتعلق بالتحقيق في الواقعة. ونقلت وكالة «رويترز» عن وزير بحكومة «الوحدة»، أن منزل رئيسها الدبيبة، تعرض لهجوم بقذائف صاروخية، لكنه لم يسفر عن أي خسائر بشرية.
وفيما قال الوزير، الذي اشترط عدم تعريفه، إن الهجوم تسبب فقط في بعض الأضرار، لكنه امتنع عن كشف مزيد من التفاصيل، نقلت «بوابة الوسط» الإلكترونية الليبية عمن سمتها مصادر متطابقة، أن «مكتب إبراهيم الدبيبة المستشار السياسي، وابن شقيقة الدبيبة هو الذي استهدف بقذيفتين عقب الإفطار، في وقت لم يكن موجوداً في بيته».
وأضافت أن قذيفتين من نوع «هاون 61» أُسقطتا على الأرجح من مسيرتين «درون» أصابت الأولى سطح المبنى، بينما أصابت الثانية شرفة المكتب مباشرة.
وفي غياب أي رد فعل رسمي، تضاربت الروايات حول حقيقة ما حدث، حيث قالت وسائل إعلام محلية، إن الهجوم تم بواسطة قذيفتين أسقطتا من طائرة «درون»، وأسفر عن أضرار مادية فقط، بينما قال شهود عيان، إنهم سمعوا انفجارات هائلة بالقرب من البحر، في حي الأندلس الفاخر في طرابلس، الذي يضم منزل الدبيبة.
ورصدت وسائل إعلام محلية، وصول دوريات بحرية قبالة شاطئ منزل أسرة الدبيبة، كما انتشرت قوات أمنية ثقيلة مع مركباتها، خصوصاً من عناصر أجهزة الأمن العام ودعم الاستقرار والأمن الداخلي التابعة للحكومة، حول منزل الدبيبة في المنطقة.
كما انتشرت عناصر من «الكتيبة 166 مشاة للحماية والحراسات»، بإمرة محمد الحصان، وتم رصد وجود بعض سيارات الإطفاء، للسيطرة على النيران المشتعلة إثر إطلاق القذائف.
واتهمت وسائل إعلام محلية، مجموعة تابعة لـ«جهاز الردع»، باستهداف منزل الدبيبة بثلاث قذائف، اعتراضاً على إعلان الدبيبة، تكليف محمود حمزة آمر «اللواء 444 قتال»، رئيساً لجهاز الاستخبارات، لكن الناطق باسم «جهاز الردع» المحسوب على الحكومة، لم يرد على محاولات الاتصال به هاتفياً.
وظهر إبراهيم الدبيبة، في صورة نشرها القائم بأعمال السفارة الأميركية في ليبيا عبر صفحة السفارة على «إكس»، وقال: «لقد كان لي شرف كبير بحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة ومستشار رئيس الوزراء إبراهيم الدبيبة والوفد المرافق لهما، في حفل إفطار أقيم بمقر إقامتي. وقد ناقشنا سبل كسر الجمود السياسي في ليبيا، بالإضافة إلى المستجدات في المنطقة».
ومع أن الدبيبة، لم يعلق على هذه التطورات، لكنه هنأ مواطناً من مدينة درنة، بحصوله على الترتيب الأول في جائزة تنزانيا الدولية للقرآن الكريم، وعبّر عن فخره بحصول القرّاء الليبيين على المراكز الأولى في المسابقات الدولية لأكثر من 60 مرة، في إنجاز تعهد بالاستمرار في دعمه على الدوام.
وتعهد الدبيبة، الذي تولى منصبه من خلال عملية دعمها من قبل الأمم المتحدة عام 2021، بعدم التخلي عن السلطة لحكومة جديدة دون إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة.
في غضون ذلك، نقلت حكومة «الوحدة»، في بيان مقتضب، عن مؤسسة الطاقة الذرية، تأكيدها السيطرة بشكل كامل على الحريق، الذي شبّ مساء الأحد، في إحدى الحظائر القديمة التابعة لمركز البحوث النووية، في تاجوراء شرق العاصمة طرابلس.
وقالت الهيئة إنه تم إخماد الحريق دون وجود أضرار بشرية، بينما قالت مصادر محلية إن النار لم تكن في المفاعل النووي، مشيرة إلى أن الخسائر المادية تمثلت في بعض البضائع المخزنة.
في شأن مختلف، أعلن مجلس النواب، تأجيل المؤتمر الصحافي، الذي كان مقرراً أن تعقده اللجنة المُكلفة بدراسة مدى تأثير فرض رسم على سعر الصرف الأجنبي، من دون تحديد موعد جديد، لافتاً إلى أن اللجنة تواصل عقد اجتماعاتها، بحضور محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير.