بحث محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، مع سفير تونس لدى لبلاد، الأسعد العجيلي، مسألة تأمين الحدود بين البلدين، في حين تصاعدت حدة الانفلات الأمني بالعاصمة الليبية طرابلس، بينما ما زال معبر رأس جدير البري على الحدود المشتركة مع تونس مغلقاً بانتظار إعادة تشغيله رسمياً.
وقال رئيس المجلس الرئاسي إنه تلقّى، مساء السبت، رسالة خطية من الرئيس التونسي قيس سعيد، سلّمها الأسعد العجيلي مبعوثه الخاص، وسفير تونس لدى ليبيا، لافتاً إلى «مناقشة العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين في شتى المجالات، وخصوصاً السياسية والأمنية، وتأمين الحدود بما يضمن حرية الحركة والعبور بين الجانبين، بالإضافة إلى قضايا التعاون والتنسيق المشترك، وتعزيز الفضاء المغاربي لتحقيق التكاملين الاقتصادي والسياسي بين الدول الأعضاء».
ونفى «جهاز دعم الاستقرار»، التابع لحكومة «الوحدة»، علاقته بمقطع مرئي متداول لشخص ادعى تبعيته للجهاز «وهو يتفوّه بعبارات مستهجنة تحاول المساس بالعلاقات التاريخية التي تربط البلدين الجارين والشعبين الشقيقين في ليبيا وتونس».
وبعدما عدّ «مثل تلك الممارسات الشائنة، والتي تتنافى مع قيم ديننا الحنيف ومنظومة أخلاقنا الحميدة، لا تمثل إلا مرتكبيها»، أكد الجهاز «تأصيل المبادئ الراسخة على صون علاقات الجوار الأخوية القوية والمتجذرة الضاربة في عمق التاريخ بين البلدين»، وهدّد باتخاذ «الإجراءات اللازمة تجاه المعنيين، وفق التشريعات الوطنية وما تنص عليه أحكام القوانين النافذة».
كما أعلنت الغرفة الأمنية المشتركة، التابعة للإدارة العامة لأمن السواحل، بدء تسيير دوريات بحرية على طول الشريط الساحلي، الممتد من العاصمة طرابلس حتى الحدود الغربية برأس جدير، «في إطار مكافحة الهجرة غير المشروعة والتهريب والجريمة المنظّمة».
بدوره، عدّ غالي الطويني، رئيس «مجلس أعيان زوارة»، أن «طبول الحرب لا تزال تدق مع وجود قوات تابعة لعماد الطرابلسي، وزير الداخلية بحكومة الوحدة في العسة، تمهيداً لدخول معبر رأس أجدير بالقوة».
ونفى اعتراض المجلس على دخول «القوات المنضبطة» لبسط الأمن في رأس جدير، لافتاً إلى أنه كان «يتمنى إرسال فرق فنية لإنهاء إغلاق المعبر، والتيسير على المواطنين». كما نفى مجدداً أي تواصل مع حكومة عبد الحميد الدبيبة بشكل رسمي، وقال إن «الإشكاليات سببها عدم التنسيق وازدواجية المعايير من الطرابلسي».
إلى ذلك أغلق محتجّون، في ساعة مبكرة من صباح الأحد، مقر بلدية الزنتان بسواتر ترابية، للمطالبة بإجراء انتخابات للبلدية، بعد ساعات من تأكيد شهود عيان اعتقال جهاز الأمن الداخلي عميد البلدية عمران العمياني، في مطار معيتيقة؛ بسبب مذكرة توقيف صادرة عن مكتب النائب العام تتهمه بارتكاب مخالفات إدارية ومالية في عدة عقود بالبلدية، لكن جرى إطلاق سراح العمياني بعد ساعات من اعتقاله.
وفى مؤشر على تصاعد الخلافات داخل الميليشيات المسلّحة الموالية لحكومة «الوحدة» المؤقتة برئاسة الدبيبة، خاطب أيوب أبوراس، آمر «كتيبة ثوار طرابلس»، رفاقه السابقين قائلاً، في بيان مقتضب: «الخيانة تجري فيكم ولن تنفعكم هذه الحكومة ولا أموالكم».
واكتفت مديرية أمن طرابلس بإدراج الاجتماع الذي عقده رئيسها خليل وهيبة، مساء السبت، بحضور مساعديه ورؤساء المكاتب والأقسام، في إطار متابعة الأعمال الأمنية لأداء مكونات المديرية، وبحث آخِر النتائج وما توصلوا إليه من أعمال.
في غضون ذلك، أعلن أعضاء في مجلسي «النواب» و«الدولة»، عن مدينة الزاوية وأعيانها، رفضهم قرار هيئة الرقابة الإدارية بإيقاف محمد عون، وزير النفط بحكومة «الوحدة»، واتهموا الحكومة بمحاولة تمرير «بعض الصفقات النفطية المشبوهة»، من خلال إيقافه وتكليف غيره.
وأوضح البيان «أن الحكومة ورئيس مؤسسة النفط يعملان على تمرير صفقة حقل الحمادة، بالمخالفة للقانون وتنويهات مجلس النواب وديوان المحاسبة والنيابة العامة».
وحذروا من إبرام «أي تعاقدات متعلقة بقطاع النفط والغاز بعد إيقاف الوزير»، كما حذروا من «إقحام الهيئات الرقابية كسيف لخدمة السلطات التنفيذية»، وطالبوا «بسحب قرار إيقاف عون فوراً»، وهدّدوا باتخاذ إجراءات قانونية لإبطاله.
![](../../backup/files/images/thumbs/600/2024/03/31/595056.jpeg)
بدوره، أعلن الدبيبة، في ختام مسابقة «نما» لحفظ القرآن الكريم بمصراتة، تأسيس جامعة الشيخ أحمد الزروق لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه. وقال الدبيبة: «إن تأسيس الجامعة أقل ما يمكن تقديمه للعالِم الزروق لتعليم كتبه وتدريسها، وأن ذلك يأتي ضمن دعمه غير المحدود لحفّاظ القرآن الكريم وطلبة العلم الذين تزخر بهم البلاد».