سلطات ليبيا تنقذ 130 مهاجراً في البحر المتوسط

ترحيل 238 مهاجراً يحملون الجنسية المصرية

من عملية إنقاذ 130 مهاجراً قبالة مدينة القرة بوللي غرب ليبيا (وزارة الداخلية)
من عملية إنقاذ 130 مهاجراً قبالة مدينة القرة بوللي غرب ليبيا (وزارة الداخلية)
TT

سلطات ليبيا تنقذ 130 مهاجراً في البحر المتوسط

من عملية إنقاذ 130 مهاجراً قبالة مدينة القرة بوللي غرب ليبيا (وزارة الداخلية)
من عملية إنقاذ 130 مهاجراً قبالة مدينة القرة بوللي غرب ليبيا (وزارة الداخلية)

أعلنت السلطات الأمنية في ليبيا، إنقاذ 130 مهاجراً غير نظامي من الغرق في البحر المتوسط قبالة مدينة القرة بوللي (غرب)، في حين لا تزال أفواج المهاجرين تتسرب إلى ليبيا عبر حدودها المترامية مع 5 دول أفريقية متجاورة.

وقالت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، مساء (الخميس)، إن الإدارة العامة لأمن السواحل تلقت نداء استغاثة بوجود قارب يقلّ 130 مهاجراً غير نظامي شمال منطقة القرة بوللي، فانطلقت إلى المكان المبلغ عنه، وتم إنقاذ جميع المهاجرين، واتخاذ الإجراءات القانونية بإحالتهم لجهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة.

إنقاذ 130 مهاجراً قبالة مدينة القرة بوللي غرب ليبيا (وزارة الداخلية)

ومن وقت إلى آخر تعلن السلطات المعنية بالهجرة غير المشروعة في ليبيا، ضبط عشرات المهاجرين المتسللين إلى البلاد، وإيداعهم مراكز الإيواء بالعاصمة طرابلس، لحين ترحيلهم. وسبق أن كشفت جمعيات حقوقية ليبية عن عمليات «استغلال وانتهاكات واسعة» ترتكب ضد المهاجرين غير النظاميين، الذين يتم احتجازهم في مقار إيواء غير رسمية، بعيداً عن أعين السلطات في غرب البلاد وشرقها.

وتعمل الأجهزة المعنية بمكافحة الهجرة في ليبيا على استعادة المهاجرين، الذين يفرون عبر البحر المتوسط، ووضعهم في مراكز احتجاز يتعرضون فيها «لسوء المعاملة»، وفق منظمات دولية. لكن يظل هناك عدد آخر من المهاجرين، الذين يتم احتجازهم في مقار غير رسمية، ويتعرضون بداخلها «لأعمال السخرة والمعاملة القاسية، ولا ينالون حريتهم إلا بعد ابتزاز أسرهم بدفع الفدية المالية».

وتعمل السلطات الليبية على إعادة مئات من المهاجرين غير النظاميين إلى دولهم، أو إلى بلد ثالث «مستضيف»، عبر برنامج «العودة الطوعية» الذي ترعاه المنظمة الدولية للهجرة.

خلال ترحيل 238 مهاجراً مصرياً عبر «منفذ أمساعد» البري (جهاز مكافحة الهجرة بشرق ليبيا)

في سياق ذلك، أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة في بنغازي، الجمعة، ترحيل 238 مهاجراً يحملون الجنسية المصرية من مناطق مختلفة بطرابلس العاصمة إلى «منفذ أمساعد» البري بشرق ليبيا.

وأوضح جهاز مكافحة الهجرة أن من بين هذه المجموعة، 69 مهاجراً أوقفهم «اللواء طارق بن زياد» التابع لـ«الجيش الوطني»، وهم يحاولون الهجرة إلى إيطاليا عبر البحر المتوسط. وأوضح الجهاز أن من بين المهاجرين المرحلين إلى بلدانهم ثلاثة جرى تسلمهم من جهاز الأمن الداخلي.

يشار إلى أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قالت نهاية الشهر الماضي إن ما يزيد عن ألف مهاجر من بنغلاديش وباكستان ومصر وصلوا إلى جزيرتي كريت وغافدوس باليونان بعد أن انطلقوا من ليبيا منذ بداية العام الحالي، مقارنة بنحو 860 مهاجراً فقط وصلوا إلى الجزيرتين خلال عام 2023.

والأسبوع الماضي، غادر ليبيا 183 لاجئاً وطالب لجوء إلى رواندا على سبيل الاستضافة، من خلال آلية عبور الطوارئ، أغلبهم من السودان وإريتريا والصومال، وذلك ريثما يتم الانتهاء من إجراءات السفر الخاصة بهم إلى بلد ثالث.


مقالات ذات صلة

«العليا للانتخابات» الليبية تعلن نتائج «المحليات» الأحد

شمال افريقيا المفوضية العليا للانتخابات حسمت الجدل حول موعد إعلانها نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية (أ.ف.ب)

«العليا للانتخابات» الليبية تعلن نتائج «المحليات» الأحد

حسمت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا الجدلَ حول موعد إعلانها نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا سيف الإسلام القذافي خلال تقدمه بأوراقه للترشح في الانتخابات الرئاسية في 14 نوفمبر 2021 (رويترز)

«الجنائية الدولية» تعيد سيف الإسلام القذافي إلى واجهة الأحداث في ليبيا

تتهم المحكمة الجنائية سيف الإسلام بالمسؤولية عن عمليات «قتل واضطهاد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية» بحق مدنيين، خلال أحداث «ثورة 17 فبراير».

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة خلال لقائه عدداً من عمداء البلديات (حكومة الوحدة)

رئيس «الوحدة» الليبية يطالب مجدداً بـ«قوانين عادلة» لإجراء الانتخابات

تمسك عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، مجدداً بضرورة وجود «قوانين عادلة» لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية المؤجلة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
خاص تواجه دعوات تحجيب النساء «جبراً» رفضاً لفكرة «تقييد الحريات» في مجتمع غالبية نسائه أصلاً من المحجبات (أ.ف.ب)

خاص دعوات «إلزامية الحجاب» تفجر صراعاً مجتمعياً في ليبيا

بعد إعلان السلطة في غرب ليبيا عن إجراءات واسعة ضد النساء من بينها "فرض الحجاب الإلزامي"، بدت الأوضاع متجه إلى التصعيد ضد "المتبرجات"، في ظل صراع مجتمعي محتدم.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا الحويج و«الوزير الغيني» (وزارة الخارجية بحكومة حماد)

زيارة «وزير غيني» لحكومة حمّاد تفجر جدلاً في ليبيا

بعد أكثر من أسبوعين أحدثت زيارة أجراها «وزير دولة في غينيا بيساو» لحكومة شرق ليبيا حالة من الجدل بعد وصفه بأنه شخص «مزيف».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
TT

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

استعادت قوات الجيش السوداني، السبت، مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار في جنوب شرقي البلاد، ما يسهل على الجيش السيطرة على كامل الولاية. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مئات الأشخاص يخرجون إلى الشوارع احتفالاً باستعادة المدينة التي ظلت لأكثر من 5 أشهر تحت سيطرة «قوات الدعم السريع».

وقال مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى دخلت رئاسة الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة». ولم يصدر أي تعليق من «قوات الدعم السريع» التي كانت استولت في مطلع يوليو (حزيران) الماضي، على مقر «الفرقة 17 مشاة» في مدينة سنجة بعد انسحاب قوات الجيش منها دون خوض أي معارك. ونشر الجيش السوداني مقاطع فيديو تظهر عناصره برتب مختلفة أمام مقر الفرقة العسكرية الرئيسة.

بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام، خالد الأعيسر، عودة مدينة سنجة إلى سيطرة الجيش. وقال في منشور على صفحته في «فيسبوك»، نقلته وكالة أنباء السودان الرسمية، إن «العدالة والمحاسبة مقبلتان وستطولان كل من أسهم في جرائم، وستتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم».

وأضاف أن «الشعب السوداني وقواته على موعد مع تحقيق مزيد من الانتصارات التي ستعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التي زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول وأطراف متورطة».

وفي وقت سابق، تحدث شهود عيان عن تقدم لقوات الجيش خلال الأيام الماضية في أكثر من محور صوب المدينة، بعد أن استعادت مدينتي الدندر والسوكي الشهر الماضي، إثر انسحاب «قوات الدعم السريع». وقال سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش وعناصر المقاومة الشعبية انتشروا بكثافة في شوارع سنجة، وإنهم فرحون بذلك الانتصار.

مسلّحون من «قوات الدعم السريع» في ولاية سنار بوسط السودان (أرشيفية - مواقع التواصل)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خاض الجيش معارك ضارية ضد «قوات الدعم السريع»، نجح من خلالها في استعادة السيطرة على منطقة «جبل موية» ذات الموقع الاستراتيجي التي تربط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض. وبفقدان سنجة تكون «قوات الدعم السريع» قد خسرت أكثر من 80 في المائة من سيطرتها على ولاية سنار الاستراتيجية، حيث تتركز بقية قواتها في بعض البلدات الصغيرة.

يذكر أن ولاية سنار المتاخمة لولاية الجزيرة في وسط البلاد، لا تزال تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، التي تسيطر أيضاً على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم ومنطقة غرب دارفور الشاسعة، إضافة إلى جزء كبير من ولاية كردفان في جنوب البلاد.

ووفقاً للأمم المتحدة نزح أكثر من نحو 200 ألف من سكان ولاية سنار بعد اجتياحها من قبل «قوات الدعم السريع».

واندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في العاصمة الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى. وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء البلاد.