نشطاء: الجوع يقتل 17 طفلاً شهرياً في دارفور

أفادت مجموعة تنشط طوعياً في مجال الخدمات المدنية بإقليم دارفور في السودان، بأن الوفيات بين النازحين واللاجئين بالإقليم جراء الجوع وصلت إلى مستويات كبيرة، مؤكدة «وفاة 561 طفلاً منذ بدء الحرب (قبل 11 شهراً) بمعدل وفاة 17 طفلاً شهرياً».

وأعلنت «المنسقية العامة للنازحين واللاجئين»، وهي مجموعة مدنية طوعية تعمل في إقليم دارفور السوداني، عن تصاعد معدلات الوفيات بين الأطفال داخل معسكرات النازحين التي تضم نحو 6 ملايين شخص، وقالت إنهم «بحاجة عاجلة إلى الغذاء».

وبالمواكبة مع ذلك، أطلقت «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم) حملة «تستصرخ الضمير العالمي والإقليمي تحت شعار (أنقذوا السودان)».

وتقترب الحرب المشتعلة في السودان بين الجيش و«قوات الدعم السريع» من إتمام عام كامل من الاشتباكات التي طالت غالبية الولايات، في وقت تثير فيه التقارير بشأن المصاعب المعيشية وتفاقم الجوع جراء الحرب في السودان مخاوف محلية وأممية، وتطلق هيئات عدة تحذيراتها من الأزمة.

وقال الناطق باسم «المنسقية العامة للنازحين واللاجئين» آدم رجال، لـ«الشرق الأوسط»، إنهم أعلنوا «بصفة رسمية من داخل معسكرات النزوح بأنهم وصلوا مرحلة (المجاعة من الدرجة الأولى)». وأضاف: «الأطفال يموتون جوعاً، وليس لدينا ما نقدمه لهم، بسبب سوء التغذية وشح في المواد الغذائية، وانهيار الوضع الصحي».

وأوضح رجال أن «هناك نقصاً كبيراً في الغذاء بالنسبة للأمهات والحومل والمرضعات وكبار السن، ويرافقه انهيار كامل للأوضاع الصحية، وشح الأدوية المنقذة للحياة، وعدم وجود الكوادر الصحية، وشح مياه الشرب يقارب 70 في المائة، وكذلك انتشار الأمراض المعدية الناتجة عن الاكتظاظ وعدم وجود (صرف صحي)، مثل الإسهالات المائية والكوليرا وغيرها».

وأوضح رجال أن «النازحين الجدد لا يتوفر لهم الإيواء، بينما تجاهل المجتمعان الدولي والمحلي النازحين القدامى منذ 2003 والبالغ عددهم نحو 3 ملايين»، وزاد: «أصبحوا منسيين أمام المجتمع الدولي، وانتظروا أكثر من عشرين عاماً».

وكشف عن «بلوغ أعداد النازحين في مخيمات النزوح الداخلي 6 ملايين نسمة، بينهم نحو مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد، ما أدى لموت 561 طفلاً خلال 11 شهراً من الاقتتال، بمعدل 17 طفلاً شهرياً».

ودعا المسؤول بالمنسقية إلى «الضغط على طرفي الحرب لوقفها، والنظر لمصالح الشعب السوداني، وتجنب خسارة أرواح الآلاف من المدنيين وانتهاك الحرمات بما في ذلك جرائم الاغتصاب، وما يرافقها من عمليات تدمير للبنية التحتية المدمرة أصلاً».

وفي غضون ذلك، دشنت تنسيقية «تقدم» حملة تحت شعار «أنقذوا السودان»، في خطوة لاستكمال توصيات اجتماع رئيس التنسيقية عبد الله حمدوك، الأسبوع الماضي، للفت أنظار العالم لخطورة الأوضاع الإنسانية في السودان، ومنحها أولوية قصوى.

وقالت «تقدم» في بيان إنها «أطلقت، وبالتعاون مع جهات سودانية، الحملة الخاصة بالقضايا الإنسانية، تحت شعار «أنقذوا السودان»، اعتباراً من الثلاثاء، عبر منصاتها بهاشتاغ: (#أنقذوا_السودان #save_sudan).

ودعت اللجنة الإعلامية للتنسيقية «أبناء وبنات الشعب السوداني داخل الوطن وخارجه لاستخدام وتفعيل هذا الهاشتاغ بالكتابة بمختلف اللغات؛ لعكس حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب، لا سيما في مناطق الحروب والنزوح واللجوء».

كما حذرت «تقدم» من «مخاطر المجاعة» الناتجة عن استمرار الحرب لقرابة العام، ومستقبل أكثر من «عشرين مليون إنسان مهددون بالموت جوعاً»، ودعت العالم للانتباه لـ«حجم المأساة والمعاناة» التي يعيشها السودانيون.