تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين قبالة سواحلها خلال أسبوع

أعلنت الإدارة العامة للحرس الوطني في تونس، اليوم الثلاثاء، انتشال جثة لمهاجر غير شرعي قبالة سواحل البلاد، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي إلى 14 جثة خلال أسبوع. وأوضحت الإدارة في بيان أن قواتها أحبطت أيضا محاولتين للهجرة غير النظامية، وأنقذت 41 مهاجرا من دول أفريقيا جنوب الصحراء.

ويتوافد الآلاف من دول أفريقيا جنوب الصحراء على تونس على أمل الانطلاق من سواحلها عبر رحلة بحرية نحو الحلم الأوروبي. لكن رحلة عبور البحر الأبيض المتوسط بواسطة قوارب متهالكة تنتهي في الغالب بكوارث في كثير من الأحيان.

وبحسب تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، فقد أكدت المنظمة الدولية للهجرة في تونس، اليوم الثلاثاء، أن ما لا يقل عن 3105 أشخاص فقدوا في البحر في عام 2023، مقارنةً مع 2411 في 2022. وأشارت إلى أن ما لا يقل عن 729 شخصاً لقوا حتفهم بالقرب من الساحل التونسي في 2023، مقارنة مع 462 في 2022. موضحة أن الزيادة في الوفيات «ترتبط على الأرجح بزيادة عدد المغادرين، وبالتالي تحطم السفن قبالة سواحل تونس».

في سياق ذلك، أكد تقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة، نشر الثلاثاء، أن أكثر من نصف المهاجرين الذين لقوا مصرعهم أثناء محاولتهم الهجرة خلال العقد الماضي قضوا في البحر أو أكثر من 36 ألف حالة وفاة. فيما أعلنت الوكالة الأممية خلال عرض تقرير عن حالات الوفاة والاختفاء بين المهاجرين على مدى 10 سنوات أنه «لا بد من تعزيز قدرات البحث والإنقاذ لمساعدة المهاجرين المعرضين للخطر في البحر وإنقاذ الأرواح».

في سياق قريب، أوقفت الشرطة التونسية الرئيس السابق لجمعية طلاب من دول أفريقية كان نشطا في مواجهة حملة مناهضة للمهاجرين في البلاد، على ما أفادت منظمتان، اليوم الثلاثاء.

وأعلنت كل من «جمعية الطلبة والمتربصين الأفارقة بتونس»، و«المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية» أنه و«دون سبب» يتم احتجاز الرئيس السابق لجمعية الطلبة، كريستيان كونغانغ، منذ 19 مارس (آذار) الحالي «خارج أي إطار قانوني» وبشكل «تعسفي». وقال يايا تراوري، الطالب المالي والرئيس الجديد للجمعية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، اليوم الثلاثاء إن «آخر الأخبار أنه محتجز في مركز الوردية دون أي سبب رسمي».

مهاجرون أفارقة بتونس (أ.ف.ب)

وتعد «المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب» أن مركز الوردية «منطقة خارجة عن القانون يُحرم فيها الناس بشكل تعسفي من حرياتهم».

وكونغانغ طالب كاميروني مسجل في جامعة خاصة في تونس، «ذهب للحصول على تصريح إقامته النهائي» عندما تم اعتقاله في مركز الشرطة، وفقا لتراوري. وتمكن من إجراء مكالمة هاتفية، قال فيها إنه تم استجوابه مطولاً حول أنشطته خلال أزمة ربيع 2023 عندما أثار خطاب الرئيس التونسي قيس سعيّد ضد الهجرة غير القانونية حملة عنيفة ضد المهاجرين في تونس.

وفي ردها على سؤال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قالت وزارة الداخلية إن ليس لديها معلومات في الوقت الراهن. ودعا «المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية»، المتخصص في قضايا الهجرة، إلى «الإفراج العاجل» عن كونغانغ.

وفي عام 2023 ندد الرئيس سعيّد بوصول «جحافل المهاجرين غير الشرعيين» من دول أفريقيا جنوب الصحراء إلى بلاده كجزء من مؤامرة «لتغيير التركيبة الديموغرافية» للدولة. وعلى مدار الأسابيع التالية، طُرد المئات من مواطني دول جنوب الصحراء من وظائفهم ومنازلهم، ولجأ كثير منهم بالقرب من سفاراتهم قبل إعادتهم إلى أوطانهم، ولا سيما إلى كوت ديفوار ومالي وغينيا.