توجيهات رئاسية بتعزيز جهود «تخفيف الأعباء» عن المصريين

السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري وعدد من الوزراء والمسؤولين (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري وعدد من الوزراء والمسؤولين (الرئاسة المصرية)
TT

توجيهات رئاسية بتعزيز جهود «تخفيف الأعباء» عن المصريين

السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري وعدد من الوزراء والمسؤولين (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري وعدد من الوزراء والمسؤولين (الرئاسة المصرية)

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ«استمرار وتعزيز جهود تخفيف الأعباء عن المواطنين، خاصة من حيث السيطرة على التضخم»، مع التركيز في الموازنة العامة المقبلة، «على قطاعات التنمية البشرية، وعلى رأسها الصحة والتعليم، بما يضمن تقديم خدمات أفضل للمواطن المصري، ويسهم في إنجاز أهداف الدولة بتحقيق التنمية الشاملة».

جاء ذلك خلال اجتماع السيسي، الأربعاء، مع رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، وعدد من الوزراء والمسؤولين.

وأقر الرئيس المصري في فبراير (شباط) الماضي، حزمة حماية اجتماعية جديدة، وُصفت بأنها «أكبر حزمة اجتماعية لتخفيف الأعباء على المواطنين»؛ لمواجهة الغلاء. وتم التطبيق بداية من مارس (آذار) الحالي.

ووفق إفادة للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، فإن الرئيس السيسي اطلع خلال الاجتماع على المؤشرات الكلية للاقتصاد، في ضوء الإجراءات الاستثمارية والتمويلية الأخيرة، وحزم تنشيط القطاعات الاقتصادية، وبرامج جذب الاستثمارات التي ركزت عليها جهود الحكومة على مدار العام الماضي، وهو ما انعكس في تحسن نظرة مؤسسات التصنيف الائتماني الدولية لمستقبل الاقتصاد المصري، حيث تم في هذا الصدد بحث سبل تعزيز النمو المستدام، وزيادة نشاط القطاع الخاص، والتركيز بشكل أكبر على القطاع الصناعي، ونقل التكنولوجيا الحديثة، وزيادة الصادرات.

بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

ووسعت السلطات المصرية خلال الأيام الماضية من حملتها الأمنية ضد «تجار العملة». وقبل أيام سمح البنك المركزي المصري للجنيه بالانخفاض بما يصل لنحو 50 جنيهاً للدولار الواحد، وإعلانه التحول إلى نظام صرف مرن؛ وفق «آليات السوق»، بالتزامن مع توقيع مصر برنامج قرض بقيمة 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. (الدولار يساوي 46.9 جنيه مصري حتى مساء الأربعاء).

وأكد متحدث «الرئاسة المصرية»، أن الاجتماع تناول إجراءات الحكومة لمواجهة التضخم، وضمان استقرار أسعار السلع، وتم عرض الجهود الرامية لزيادة حجم المعروض السلعي بالأسواق المحلية، سواء من خلال تيسير إجراءات الإفراج عن البضائع في الموانئ في ضوء التدفقات الأخيرة من العملات الأجنبية، أو بزيادة الإنتاج المحلي، مع استمرار الحفاظ على الاحتياطي الاستراتيجي من السلع الأساسية. وخلال الاجتماع تابع السيسي مستجدات تنفيذ الحزمة الاجتماعية الهادفة لتخفيف الأعباء المعيشية عن المصريين.

ووجّه رئيس الوزراء المصري في وقت سابق، وزارة الداخلية، بـ«الضرب بيد من حديد» على يد كل تجار «السوق السوداء»، و«الشبكات» التي تسيطر على التحويلات المالية للمصريين بالخارج.

وأرهق غلاء الأسعار مختلف فئات المصريين على مدار الأشهر الماضية، بالتزامن مع ارتفاعات متتالية في أسعار السلع منذ بداية العام الحالي، خصوصاً أسعار الذهب، والأجهزة الكهربائية، والمواد الغذائية، ومنتجات الألبان، واللحوم والدواجن.

وأوضح متحدث «الرئاسة المصرية» أن الرئيس السيسي وجّه، الأربعاء، بـ«تكثيف الجهود التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة الاقتصادية، من خلال خفض العجز الكلي للموازنة، ونسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة المشروعات الإنتاجية، لا سيما الموجه منها للتصدير».

وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، أخيراً، أن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية قفز إلى 35.7 في المائة في فبراير الماضي من 29.8 في المائة في يناير (كانون الثاني)، مدفوعاً بشكل أساسي بارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشروبات.

وقال مدبولي، قبل أيام، إن «الطلب على الدولار، وفقاً لما أكده محافظ البنك المركزي المصري، بدأ في الانخفاض في ظل الإتاحة الواسعة التي أتاحها البنك، والإسراع في الإفراج عن البضائع من الجمارك في الأيام الأخيرة».


مقالات ذات صلة

مصر: مقتل إرهابيين اثنين ومواطن وإصابة ضابط في مداهمة وكر لحركة «حسم»

شمال افريقيا عناصر من الشرطة المصرية (أرشيفية - رويترز)

مصر: مقتل إرهابيين اثنين ومواطن وإصابة ضابط في مداهمة وكر لحركة «حسم»

 أعلنت وزارة الداخلية المصرية، الأحد، مقتل إرهابيين اثنين ومواطن، وإصابة ضابط خلال مداهمة وكر لحركة «حسم» التابعة لجماعة «الإخوان».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا ترمب خلال استقباله للسيسي في واشنطن عام 2019 (الرئاسة المصرية)

حديث ترمب المتجدد عن «سد النهضة» يثير علامات استفهام

للمرة الثالثة في أقل من شهر تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مكرراً انتقاده لما وصفه بـ«تمويل الولايات المتحدة» لـ«سد النهضة» الإثيوبي على نهر النيل.

هشام المياني (القاهرة )
تحليل إخباري بدر عبد العاطي يتوسط عباس عراقجي ورافائيل غروسي في القاهرة مطلع يونيو الماضي (إ.ب.أ)

تحليل إخباري ماذا تفعل مصر على خط «النووي الإيراني»؟

للمرة الثانية خلال نحو 48 ساعة، كرَّر وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، اتصالاته مع الأطراف المعنية بالملف «النووي الإيراني».

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من حركة السفر بمطار القاهرة الدولي (شركة ميناء القاهرة الجوي)

ترحيب مصري بقرار «إرشادات السفر» من أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا

رحبت مصر بقرار «إرشادات السفر» من كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.

عصام فضل (القاهرة )
شمال افريقيا طريق مطروح - سيوة الذي شهد الحادث (وزارة الإسكان المصرية)

حوادث «النقل الثقيل» في مصر تحصد مزيداً من الضحايا

خلف حادث تصادم سيارة نقل ثقيل بسيارة أجرة على طريق مطروح - سيوة في مصر 4 قتلى و12 مصاباً.

أحمد عدلي (القاهرة )

مدينة ليبية موالية للقذافي تدعو لـ«إسقاط شرعية» المؤسسات السياسية

اجتماع لـ«ملتقى الفعاليات الليبية» في مدينة بني وليد (من مقطع فيديو للاجتماع)
اجتماع لـ«ملتقى الفعاليات الليبية» في مدينة بني وليد (من مقطع فيديو للاجتماع)
TT

مدينة ليبية موالية للقذافي تدعو لـ«إسقاط شرعية» المؤسسات السياسية

اجتماع لـ«ملتقى الفعاليات الليبية» في مدينة بني وليد (من مقطع فيديو للاجتماع)
اجتماع لـ«ملتقى الفعاليات الليبية» في مدينة بني وليد (من مقطع فيديو للاجتماع)

في أجواء محتقنة، دعا «ملتقى الفعاليات الليبية»، المنعقد في مدينة بني وليد (شمال غرب)، إلى «إسقاط شرعية» المؤسسات السياسية الحاكمة في البلاد، وقال إن ليبيا «لن تُدار من الفنادق أو تُحكم بتوجيهات المخابرات الأجنبية»، مقترحاً تكليف رئيس المحكمة العليا بإدارة البلاد لفترة انتقالية.

واجتمع حشد من الشخصيات الليبية مساء السبت في ختام «ملتقى الفعاليات الليبية»، الذي احتضنته مدينة بني وليد، الموالية لنظام الزعيم الراحل معمر القذافي، مُصعدين ضد الأجسام السياسية كافة التي تدير السلطة في البلاد.

الزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي (إ.ب.أ)

وأعلن المجتمعون «إسقاط المجلس الرئاسي، ومجلسي النواب، والأعلى للدولة»، بالإضافة إلى حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، التي وصفوها بالحكومة «الواهنة»، مشيرين إلى وجود «تباطؤ متعمد من البعثة الأممية ساهم في تعقيد الأزمة السياسية وتعميق الانقسام».

وتلا الليبي عبد الحميد الغطاس، البيان الختامي لـ«ملتقى الفاعليات»، مشدداً على ضرورة «تشكيل لجنة تأسيسية تحل محل الأجسام القائمة؛ وتكليف رئيس المحكمة العليا بإدارة البلاد لفترة انتقالية، تنتهي بالانتخابات الرئاسية والنيابية».

وفي اجتماع الملتقى الذي جاء بدعوة من المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة ببني وليد، أضاف الغطاس أنه «لا شرعية بعد لأي مجلس متآكل أو حكومة واهنة أو کیان يقتات من فتات الخارج»، وقال إنهم يرشحون «البديل الرابع» المقترح من اللجنة الاستشارية التابعة للأمم المتحدة، بسبب «استحالة تطبيق غيره».

وطرحت اللجنة الاستشارية الأممية 4 بدائل، قالت إنه يمكن من خلالها أن تشكل خريطة طريق لإجراء الانتخابات، وإنهاء المرحلة الانتقالية في البلاد، وهي: إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بصورة متزامنة، أو إجراء الانتخابات البرلمانية أولاً، يليها اعتماد دستور دائم، أو اعتماد دستور دائم قبل الانتخابات، أو تفعيل آلية الحوار المنصوص عليها في المادة 64 من الاتفاق السياسي الليبي، وإبدال الأجسام السياسية الحالية بمجلس تأسيسي يتم اختياره من خلال عملية الحوار.

وحسمت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا، هانا تيتيه، أمر خريطة الطريق المقترحة من قِبَل البعثة لحل الانسداد السياسي، والدفع بليبيا نحو الانتخابات، وقالت إنها «ستُعرض على مجلس الأمن الدولي خلال الإحاطة المقبلة في شهر أغسطس (آب) المقبل».

يشار إلى أن اللجنة الاستشارية التي انتهت أعمالها في مايو (أيار) الماضي 2025 تتكون من 20 شخصية ليبية تتمثل مهمتها في تقديم مقترحات لحل القضايا الخلافية المتعلقة بإجراء الانتخابات، بالاستناد على المرجعيات والقوانين القائمة، بما في ذلك «الاتفاق السياسي».

السايح مستقبلاً في مكتبه بطرابلس سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا نيكولا أورلاندو الأحد (مفوضية الانتخابات)

وفيما يتعلق بالاستحقاقات الانتخابية، بحث عماد السايح، رئيس مجلس المفوضية في ليبيا، بمقر المفوضية مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، «آخر مستجدات العملية الانتخابية».

وقالت مفوضية الانتخابات، الأحد، إن اللقاء الذي جمع السايح وأورلاندو، جاء في إطار دعم المجتمع الدولي للمسار الديمقراطي في ليبيا، كما تطرق إلى «سير الاستعدادات لتنفيذ المرحلة الثانية من انتخابات المجالس البلدية لعام 2025».

وفيما أفادت المفوضية بأن السايح استعرض «التقدم المُحرز في مراحل توزيع بطاقة (ناخب) والتجهيز ليوم الاقتراع»، فقد أكدت الالتزام بتنفيذ هذه الاستحقاقات وفق أعلى معايير الشفافية والمهنية.

ونقلت المفوضية أن السفير أورلاندو «جدد دعم الاتحاد الأوروبي لها وثمّن جهودها المبذولة في تعزيز المشاركة السياسية»، كما أكد حرص الاتحاد الأوروبي على مواصلة تقديم الدعم الفني واللوجيستي لإنجاح الاستحقاقات الانتخابية في ليبيا.

وأجرت المفوضية هذا اللقاء في سياق اللقاءات التي تجريها مع شركائها الدوليين، تأكيداً على أهمية الشراكة والتعاون في دعم المسار الانتخابي.

وتشتكي مدينة بني وليد - التي لا تزال تدين بالولاء لنظام القذافي - من «التهميش». وسبق أن نقلت البعثة الأممية عن مواطنين من المدينة «إحباطهم من الجمود السياسي المطول والإخفاقات المتكررة في التوصل إلى حل دائم في ليبيا».

وكانت محتجون في غرب ليبيا، أبدوا تمسّكهم بضرورة إسقاط الأجسام السياسية كافة، وعلى رأسها رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة.